هناك العديد من المنتجات والأدوات التي نستخدمها بشكل شبه يومي في حياتنا التي تطورت من تكنولوجيا حديثة في زمانها كانت تستهدف مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات والحالات الخاصة.
وتوجد ظاهرة تسمى Curb-Cut Effect أو "تأثير قاطع الرصيف"، والتي يعرّفها معهد الأبحاث Policy Link بأنها "مثال حي على كيف أن القوانين والبرامج المصممة لإفادة الفئات الضعيفة، مثل المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، غالباً ما تعمّ فائدتها على الجميع في النهاية".
أدوات المطبخ ذات المقابض الكبيرة كانت لمصابي الروماتيزم
أصبح من الممكن الآن شراء أدوات المطبخ بأريحية من أي متجر متخصص، وبينها مقشر الخضار أو فتاحات العلب أو المبشرة ذات المقابض الكبيرة سهلة الاستخدام.
في الواقع، أصبحت هذه الأدوات هي الأكثر رواجاً من طرق التقطيع والتقشير التقليدية باستخدام السكين، ولا يدرك الناس أن هذه المقابض التي تم تخصيصها لتلك الأدوات وجعلتها متخصصة في مهمة بعينها هي في الواقع تطوير مباشر لتكنولوجيا استهدفت سابقاً مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات تؤثر على أيديهم وقدرتهم على الإمساك.
على سبيل المثال، يستخدم المصابون بالشلل الرباعي مع ما يعانونه من وظائف محدودة لليدين المحدودة، أو الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل أنبوباً رغوياً خاصاً على أدواتهم اليدوية لتسهيل الإمساك بهذه الأدوات واستخدامها، بحسب موقع Part of a Whole للخدمات وخبرات المعاقين.
وفي عام 1990، قام المخترع سام فاربر بملاحظة زوجته المُصابة بالتهاب المفاصل، وهي تكافح من أجل استخدام قشَّارة البطاطس، ما كان سبب الإلهام في تأسيس علامة OXO التجارية وخط Good Grips الخاص بها نتيجةً لذلك.
وتتميَّز كلُّ أداةٍ من أدوات المطبخ لديهم بمقبضٍ عريض على شكلٍ بيضاوي يسهِّل التحكُّم فيها حتى لو لم تكن يداك قويتين.
كما تشعر اليدان بالراحة أيضاً بفضل المطَّاط الناعم الذي يُستخدَم في الأصل في صناعة السيارات. وقد أصبح أسلوب هذا المنتج شائعاً جداً، وقد نسخته العديد من العلامات التجارية الأخرى منذ ذلك الحين لتُصبح هي الأكثر رواجاً اليوم.
لوحة المفاتيح والآلة الكاتبة قبلها لمساعدة المكفوفين على الكتابة
كونتيسة إيطالية كفيفة كانت هي السبب وراء إلهام إنشاء لوحة مفاتيح الكمبيوتر، أو بالأحرى الآلة الكاتبة التي سبقت لوحات المفاتيح التي نعرفها اليوم.
وكانت الآلة الكاتبة من بنات أفكار المخترع الإيطالي بيليغرينو توري، إذ لاحظ أن صديقته الكونتيسة كارولينا فانتوني دا فيفيزانو، لا يمكنها كتابة الرسائل بيدها لأنها كفيفة.
لذلك في العام 1608، اخترع أول نموذج للآلة الكاتبة يضم مفاتيح وأذرعاً معدنية تحمل أحرفاً بارزة تقوم بالكتابة عند الضغط عليها.
كما اخترع توري أيضاً ورق الكربون لتوفير الحبر للآلة واستخدامه في الطباعة بداخل الماكينة، وتحولت الآلة الكاتبة بعد ذلك إلى لوحة مفاتيح الحاسب الآلي الحديثة، وفقاً لموقع How Stuff Works.
فرش الأسنان الكهربائية كانت لمصابي صعوبات الحركة واستخدام اليدين
نظافة الأسنان مهمة للجميع بالطبع، لكن الأشخاص ذوي القدرات الحركية المحدودة كانوا يواجهون صعوبة كبيرة في الاعتناء بأسنانهم في الماضي باستخدام فرشاة الأسنان التقليدية.
وفي عام 1954، اُبتُكرت فرشاة الأسنان الكهربائية لمساعدة الأشخاص محدودي القوة والسيطرة على أعصاب اليد والذراع على تنظيف أسنانهم جيداً، بحسب موقع Home Access للخدمات والدعم لذوي الاحتياجات الخاصة.
وسرعان ما أصبح جلياً أن فُرَش الأسنان الكهربائية أفضل من الفرش العادية في الوصول إلى كافة البقع التي تحتاج إلى التنظيف، لذلك يشجع معظم أطباء الأسنان الآن الجميع على استخدامها.
وتوصلت دراسة أجريت عام 2019 إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون الفرش الكهربائية يتمتعون بلثة صحية وأسنان أطول عمراً وأقل تسوساً عن الذين يستخدمون الفرش التقليدية، بحسب موقع Vision Australia.
الكتب المسموعة كانت في البداية للمكفوفين
في الوقت الذي لا تزال فيه طريقة برايل أداةً مفيدة للقرَّاء المكفوفين أو ضعاف البصر.
إلا أن الكتب المسموعة سهَّلَت على هؤلاء الاستمتاع بالكتب بصورةٍ أفضل بكثير عن السابق.
بدأت الفكرة في العام 1932، بفضل المؤسسة الأمريكية للمكفوفين التي سجَّلَت مجموعة من الكتب على أسطوانات وطرحتها للبيع في الأسواق المتخصصة.
ومع تقدُّم التكنولوجيا، زادت الإمكانيات أيضاً في توفير الكتب المسموعة. وحدث تطوُّرٌ كبيرٌ في سعة التخزين، مقابل الاحتفاظ بـ15 دقيقة فقط من الكلام لكلِّ جانبٍ من الأسطوانة في ثلاثينيات القرن الماضي، وصولاً إلى ساعتين مع مشغِّل الصوت المسموع من أمازون في عام 2007، إلى مئات الساعات من المُحتوى المسموع الذي يمكن أن يخزِّنه الهاتف الذكي العادي اليوم.
والآن، يتمتَّع جميع الأشخاص بسهولة استخدام الكتب الصوتية، مُبصرين أو مكفوفين.
إذ يستمع إليها كثيرون في السيارة أو في المنزل، في محاولةٍ لتقليص الوقت الذي يقضونه في النظر إلى الشاشات. وفي الواقع، حقَّقَت هذه الصناعة مبيعاتٍ بقيمة 1.3 مليار دولار عام 2020 وحده، بزيادةٍ قدرها 12% عن عام 2019، بحسب How Stuff Works.
الأبواب الأوتوماتيكية الفتح والغلق كانت لذوي الكراسي المتحركة
تحتوي معظم المتاجر الكبرى ومراكز التسوق والشركات الآن على أجهزة فتح أبواب أوتوماتيكية الفتح والإغلاق.
وهي ليست بالضرورة مصممة لمستخدمي الكراسي المتحركة وذوي الإعاقات الحركية، فهي تفيد أيضاً الأشخاص الذين يحملون العديد من الحقائب وعربات الأطفال وما إلى ذلك.
تتبع نظرات العينين كانت خاصية للمصابين بالشلل التام
دراسة حركة العين أو تتبع النظرة ليست مفهوماً جديداً في عصرنا الحديث؛ إذ ظهرت بعض المفاهيم المبكرة في القرن التاسع عشر، ثم بدأت تطبق في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.
واليوم، يتم استخدام حركة العين أو تتبع النظرة في العديد من النواحي المختلفة، سواءً للأشخاص ذوي الإعاقة، أو بين عامة الناس.
التواصل هو أحد الاستخدامات الرئيسية لتتبع نظرة العين للأشخاص ذوي الإعاقة. وتُستخدم هذه التقنية للأشخاص الذين يعانون من متلازمة الانغلاق (Locked-In Syndrome)، وهي حالة يكون فيها الشخص مدركاً ومستيقظاً ولكنه لا يستطيع الحركة أو التواصل بسبب الشلل التام لجميع العضلات الإرادية تقريباً في الجسم باستثناء العينين.
لكن مع ذلك، يمكنهم استخدام أعينهم للإشارة إلى الحروف أو العبارات المحددة مسبقاً على السبورة. ويتم ذلك غالباً بمساعدة مساعد بشري يفسر العبارات للفرد ذي الإعاقة.
حالياً، تقوم التطبيقات القائمة على الكمبيوتر بالحديث مع المستخدم أيضاً بنفس المفهوم.
وبحسب موقع Internet Archive للتوثيق، تم تطوير هذه التكنولوجيا للسماح لستيفن هوكينغ بقدر أكبر من حرية الاتصال في أبريل/نيسان من عام 2010.
إذ كان هوكينغ يختار الحروف بنقرات يده في البداية، ولاحقاً عن طريق ارتعاش خده.