البطن هو جزء كبير من الجسم يمتد من أسفل عظمة الصدر إلى أسفل الحوض مباشرةً، ويحتوي على عدد من الأعضاء الحيوية والمهمة لحياة الإنسان، من بينها مثلاً الأمعاء والكبد والكليتين.
في حال أصيب أحد الأعضاء في البطن بالعدوى أو الالتهاب أو التلف فقد يبدأ الشخص في المعاناة من الآلام المتركِّزة في بقعة معينة من البطن، تتراوح حدّته وفقاً لنوع الإصابة ودرجتها، والعضو المُصاب وأعراضه الجانبية الأخرى.
ويمكن فصل البطن إلى 4 أقسام، أحدها يمين أسفل البطن، وهو المكان الذي قد يصاب بالألم بشكل منفصل، وحينها يعتقد الشخص على الأغلب أنه مصاب بالتهاب في الزائدة الدودية، قد يكون هذا هو سبب المشكلة بالفعل، ومع ذلك هناك عدة أسباب أخرى لألم البطن جهة اليمين، التي ينبغي تحديدها بعناية لتلقي المساعدة الطبية اللازمة.
ويحتوي الجزء السفلي الأيمن من البطن على جزء كبير من القولون، وبالنسبة لبعض النساء فهو يحتوي على المبيض الأيمن أيضاً.
في هذا التقرير نستعرض أسباب ألم البطن جهة اليمين من الأسفل، ومتى قد تشير الأعراض لحالة صحية خطيرة تستلزم التوجه إلى الطبيب المختص لتلقي العلاج اللازم.
التهاب الزائدة الدودية: أحد أكثر الأسباب شيوعاً لألم البطن جهة اليمين
الزائدة الدودية عبارة عن أنبوب صغير ورفيع يقع في مكان التقاء الأمعاء الغليظة والدقيقة. وعندما تلتهب الزائدة الدودية تُعرف الحالة باسم التهاب الزائدة الدودية، ويُعد هذا الالتهاب سبباً شائعاً لألم أسفل البطن الأيمن على وجه التحديد، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب الزائدة الدودية ما يلي وفقاً لموقع Healthline الطبي:
- إحساس الغثيان.
- التقيؤ المتكرر.
- الحمى.
- الإسهال والإمساك.
- انتفاخ البطن.
- ضعف الشهية.
وغالباً ما تتطلب الحالة عندما تصل إلى هذه الأعراض أو معظمها، إلى تلقي عناية طبية فورية. وبعد أن يقوم الطبيب بتشخيص الحالة سيُرسل المريض إلى المنزل بخطة علاجية إذا كانت الحالة مبكرة، أو قد يُدخلون الشخص إلى المستشفى لتلقي المزيد من المراقبة.
وقد يقرر الطبيب أن الجراحة لإزالة الزائدة الدودية ضرورية لمنع تمزق العضو والتسبب في مضاعفات أخرى خطيرة قد تصل إلى حد الإغماء من شدة الألم، والموت عند عدم تلقي الرعاية الطارئة.
إذا كنت تعاني من أعراض التهاب الزائدة الدودية تجنّب تماماً تناول الحقن الشرجية أو المسهلات، لأنها قد تؤدي إلى انفجار الزائدة الدودية، ومن الأفضل تجنب أي نوع من الأدوية ما لم يصفها الطبيب كجزء من خطة العلاج.
مشاكل عسر الهضم والانتفاخ
يمكن أن يحدث ألم البطن جهة اليمين من الأسفل نتيجة عسر الهضم، وهو عادة ما يكون مصحوباً بأعراض أخرى، مثل حرقة المعدة وانتفاخ البطن.
وبحسب Medical News Today، يمكن السيطرة على عسر الهضم بسهولة باستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية من المتاجر الكبرى والصيدليات. ومع ذلك قد يتطلب الأمر عناية طبية إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين متتاليين.
كما تحدث الغازات المعوية عندما لا يتم هضم الطعام بشكل صحيح، ويمكن أن تتراكم الغازات في الأمعاء بشكل يسبب الشعور بعدم الراحة والانتفاخ في مناطق مختلفة من البطن، بينها الجهة اليمنى من الأسفل.
وعادة ما تزول أعراض الانتفاخ المعوي في غضون ساعات، ولكن استمرارها لعدة أسابيع قد يشير إلى حالة كامنة أكثر خطورة، مثل مشاكل حساسية الطعام وعدم تحمل اللاكتوز.
آلام التبويض عند النساء
تحدث آلام الإباضة في منتصف الدورة الشهرية عند النساء. وهي تسبب ألم البطن جهة اليمين، الذي يتراوح من انزعاج صغير وصولاً إلى الألم المبرح الذي يستلزم المسكنات التي لا تحتاج وصفة طبية.
وخلال كل شهر، يشكل أحد المبيضين جريباً يحتوي على خلية بويضة، ويحدث الألم هنا عندما يتمزق الجريب ويطلق البويضة، ويكون هذا هو السبب وراء الإحساس بالتشنج البسيط الذي قد يبدأ فجأة في جانب واحد فقط من أسفل البطن، قبل 14 يوماً من بدء الدورة الشهرية التالية، وفقاً لموقع Buoy Health.
ولا يرتبط ألم الإباضة الفعلي بالغثيان أو القيء أو الحمى أو آلام الحوض الشديدة. ومع ذلك قد تحدث بعض الأعراض المزعجة مثل آلام البطن، والنزيف المهبلي البسيط، وإفرازات مهبلية دموية تُسمى Spotting، وألم في الحوض.
ويتطلب العلاج فقط الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الألم. كما توقف حبوب منع الحمل الأعراض، لأنها توقف الإباضة أيضاً.
تكيسات المبايض
خلال سنوات الإنجاب يطلق مبيض المرأة خلية بويضة واحدة كل شهر، لكن في بعض الأحيان تبقى البويضة على سطح المبيض، حيث يستمر الجريب الذي يحيط بها في النمو، ثم يصبح كيس مبيض مملوءاً بسائلٍ يسبب الألم المزمن.
وقد تكون أكياس المبايض ناتجة عن اختلالات هرمونية، إما عن طريق نسيج الانتباذ البطاني الرحمي، إذا كان متصلاً بالمبيض، أو بسبب التهابات الحوض الشديدة التي تنتشر إلى المبايض، كما قد تتشكل الأكياس أيضاً أثناء الحمل.
وغالباً لا تسبب أكياس المبايض الصغيرة أية أعراض، لكن قد تسبب الأكياس الكبيرة آلام الحوض وآلام الظهر وزيادة الوزن غير المبررة والنزيف المهبلي غير الطبيعي و/أو الألم أثناء العلاقة الحميمية، كما قد تكون تكيسات المبايض شكلاً من أشكال السرطان في بعض الحالات.
ويشير ألم البطن جهة اليمين بشكل مفاجئ وشديد إلى تمزق كيسي، وهي حالة طبية طارئة يجب على المريض فيها الذهاب إلى غرفة الطوارئ.
ويمكن علاج الحالة في مراحلها المتوسطة من خلال إجراءات منع الحمل الهرموني، مثل حبوب منع الحمل أو الحقن أو الرقعة، فهي تمنع الإباضة وبالتالي تمنع تكوين الأكياس، لكن قد تكون الجراحة لإزالة الكيس ضرورية في بعض الحالات المتقدمة.
ومن أهم الأعراض المصاحبة لمشكلة تكيسات المبايض عند النساء: انتفاخ المعدة، النزيف المهبلي، آلام الحوض، ألم البطن جهة اليمين أو اليسار وفقاً للمبيض المصاب، وآلام أسفل الظهر.
ألم البطن جهة اليمين بسبب حالات الفتق
يحدث الفتق عندما يندفع جزء من الجسم أو عضو داخلي عبر الأنسجة أو العضلات التي تثبته في مكانه، وهناك عدة أنواع من الفتق يحدث معظمها في البطن، ويمكن أن يسبب كل نوع منها ألماً أو إزعاجاً في المنطقة المصابة.
وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى للفتاق وفقاً لـHealthline:
- انتفاخ المكان المصاب.
- زيادة الألم المتفاوت بالمكان المصاب.
- ألم أثناء رفع الذراعين أو الضحك أو البكاء أو السعال أو الإجهاد.
- وجع خفيف ومزمن في الجسم.
- الشعور بالشبع أو الإمساك.
ويتم علاج الفتاق على الأغلب بتناول عقاقير معينة وتغيير نمط الحياة إلى حين زوال خطر التمزق الذي أصاب الجسم، ولكن أحياناً قد يكون الخيار الجراحي ضرورياً إذا ما كانت درجة الفتاق خطيرة ومتقدمة.
عدوى الكلى
تحدث عدوى الكلى بسبب انتشار البكتيريا التي تأتي عادةً من المثانة أو الحالبين أو الإحليل، ويمكن أن تتأثر إحدى كليتيك أو كلتاهما بالعدوى.
وعلى الرغم من أنك قد تشعر بألم في أسفل البطن، فإن الانزعاج الناجم عن عدوى الكلى يحدث غالباً في ظهرك أو جانبيك أو فخذك.
وتشمل الأعراض الأخرى لعدوى الكلى: الحمى، القشعريرة، الغثيان، التقيؤ، كثرة التبول، والشعور المُلح بالحاجة إلى التبول طوال الوقت، والمعاناة من ألم أو حرقة عند التبول، ووجود صديد أو دم في البول، والبول العكر أو الكريه.
ويمكن أن تسبب عدوى الكلى ضرراً دائماً عند عدم علاجها بالطريقة الملائمة، لذلك إذا لاحظت أياً من هذه الأعراض يجب أن تزور طبيبك على الفور.
وعادة ما تكون خيارات العلاج في المرحلة الأولى تغيير النمط الغذائي وتناول بعض الأدوية المضادة للالتهابات وشرب المياه بكثرة. وفي الحالات المتقدمة قد تسبب العدوى ضرورة إزالة الكلى ومحاولة زرع عضو.
حصوات الكلى
حصوات الكلى عبارة عن تراكم قوي للمعادن والأملاح التي تتكون داخل الكلى، قد لا تشعر بأي ألم حتى تبدأ حصوات الكلى في التحرك أو المرور في الأنبوب الذي يربط بين الكلى والمثانة.
وعندما يحدث هذا، ستشعر بألم شديد ومبرح في الظهر والجانبين السفليين من البطن، وتحت الضلوع، وفي جميع أنحاء البطن والفخذين.
وقد تتغير شدة وموقع الألم مع انتقال حصوات الكلى وتحركها عبر المسالك البولية، وقد تشمل الأعراض الأخرى:
- الألم أثناء التبول.
- البول الوردي أو الأحمر أو البني.
- بول عكر أو رائحته كريهة.
- الغثيان والتقيؤ.
- الشعور بالحاجة المستمرة للتبول.
- كثرة التبول.
- الحمى والقشعريرة، خاصة إذا كانت العدوى موجودة أيضاً.
متلازمة القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي أو IBS، هي حالة مزمنة في الجهاز الهضمي سببها غير معروف حتى اليوم، ولا يوجد لها علاج نهائي وتتوقف فقط على تخفيف الأعراض.
ويمكن أن يسبب القولون العصبي ألم البطن جهة اليمين أو اليسار من الأسفل، علاوة على عدد من الأعراض الأخرى، وتشمل بحسب Medical News Today ما يلي:
- تقلصات المعدة.
- إسهال أو إمساك.
- الانتفاخ والغازات.
- مرض التهاب الأمعاء.
وقد يشير مرض التهاب الأمعاء (IBD) إلى مجموعة من الحالات التي تؤثر على الجهاز الهضمي. فقد يتسبب التهاب القولون التقرحي ومرض كرون في حدوث التهاب في القناة الهضمية، وهما يشكلان معظم حالات مرض التهاب الأمعاء.
ومن بين الأعراض الأخرى بجانب الألم:
- فقدان الوزن السريع.
- التعب المزمن والإعياء.
- الانتفاخ الشديد والمستمر.
- الإسهال المستمر، وغالباً ما يكون مصحوباً بالوخز والألم.
متى تتوجه إلى الطبيب على الفور؟
وفقاً لموقع Buoy Health، يجب عليك طلب المساعدة دون تأخير إذا كان لديك أيّ من الأعراض التالية:
- ألم في البطن يبدأ مركزياً وينتقل إلى أسفل اليمين.
- ظهور مفاجئ لألم شديد في البطن يستمر لأكثر من عدة أيام متواصلة.
- تفاقم ألم البطن الشديد بسبب اللمس الخفيف أو الحركة البسيطة.
- عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل لفترة طويلة.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- إجراء جراحة قريبة في البطن.
- المعاناة من عدم الاتزان أو الدوار أو فقدان الوعي.
- إذا كنت في سن الشيخوخة، أو لديك حالة طبية خطيرة أخرى.
- عند الحمل أو الرغبة في الإنجاب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.