تعاني من الكدمات الزرقاء باستمرار ولا تتذكر متى أُصبت بها؟ احترس، فقد يشير ذلك إلى حالات صحية خطيرة

غالباً ما تلتئم الكدمات البسيطة في غضون أيام قليلة، ويعالج ألمها وحِدَّة شكلها تطبيق كمادات من الثلج أو الماء البارد على مكان الإصابة

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/29 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/29 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
من الشائع أن تُصاب بالكدمات في جسمك وتنسى سبب الإصابة - iStock

من منّا لم يُصَب بعدد لا حصر له من الكدمات الزرقاء في جسمه عند ارتطام ساقه في حافة الكرسي مثلاً، أو بعد الاصطدام بكتفه في قبضة الباب؟

وتحدث الكدمات عادةً عندما يُحبس الدم تحت الجلد، ما يسبب تأثيراً على الأوعية الدموية الصغيرة أسفل الجلد. وهي ليست بالعَرَض الصحي الخطير، على الرغم من أنها قد تكون عَرَضاً لحالة صحية تستدعي الحصول على رعاية طبية متخصصة.

ويمكن أن يتسبب السقوط أو تلقي الضربة أو أي شيء آخر يضع ضغطاً كبيراً بشكل نسبي على الجلد في حدوث كدمة زرقاء. كما قد تؤدي الضربات القوية للغاية إلى حدوث رضَّة في العظام أيضاً، ما يؤدي إلى حدوث نزيف عميق وكدمات تستغرق عدة أسابيع للشفاء.

كثيراً ما نجد كدمات زرقاء متفرقة في الجسم، لكنها عادةً ما تزول بعد أسبوع أو أسبوعين على الأكثر - iStock
كثيراً ما نجد كدمات زرقاء متفرقة في الجسم، لكنها عادةً ما تزول بعد أسبوع أو أسبوعين على الأكثر – iStock

ومع ذلك، غالباً ما تلتئم الكدمات البسيطة في غضون أيام قليلة، ويعالج ألمها وحدة حدوثها تطبيق كمادات من الثلج أو الماء البارد على مكان الإصابة.

المثير للاهتمام بالنسبة لمشكلة الكدمات الزرقاء، هو أنك أحياناً قد تجدها في أجزاء متفرقة من الجسم، ولكن دون أن تتذكر أنك قد ارتطمت بشيء أو تعرضت لرضّة معينة. وقد يحدث ذلك نتيجة لبعض الحالات الصحية الكامنة، تتراوح من نقص في بعض العناصر المهمة والفيتامينات، وصولاً إلى المعاناة من مشكلة خطيرة في الكبد أو المعاناة من مرض السرطان.

ما هي الكدمات الزرقاء، وكيف تحدث؟

الكدمة هي إصابة مؤلمة للأنسجة الرخوة في الجلد، تؤدي إلى تكسُّر الشعيرات الدموية الدقيقة وتسرُّب خلايا الدم الحمراء. ومن خلال طبقات الجلد الخارجية، يمكن رؤية الكدمات على أنها تلون أرجواني مائل إلى اللون الأحمر الدموي، والذي لا يتغير لونه حتى بالضغط عليه.

وبحسب موقع Medicinenet الطبي، يؤدي هذا اللون إلى المظهر الكلاسيكي لمظهر الكدمات الزرقاء.

وعندما تتلاشى الكدمة من الجلد، يبدأ لونها في التحول إلى الأخضر والبني، وذلك لأن الجسم يقوم باستقلاب خلايا الدم وصبغة البيليروبين في الجلد. ويمكن أن ترتبط الكدمة أحياناً ببروز مؤقت في الجلد، وعادةً ما ترتبط ببعض الألم سواد عند الضغط أو بشكل عام.

أسباب الإصابة المتكررة بالكدمات الزرقاء

قد يجد بعض الناس أنهم يصابون بالكدمات بسهولة أكثر من الطبيعي، لدرجة أنهم لا يتذكرون السبب الأصلي للإصابة في المقام الأول، بينما يُصاب البعض الآخر بكدمات كبيرة بعد الصدمات الطفيفة، أو يلاحظون أن كدماتهم تستغرق عدة أسابيع للشفاء.

ولا تعني الإصابة بالكدمات بشكل متكرر أن الشخص يعاني من حالة طبية، ولكن التغيير المفاجئ في عدد الكدمات التي يصاب بها الشخص قد يستدعي محادثة مع الطبيب. كما قد تؤدي أي حالة أو دواء يزيد من النزيف وسيولة الدم إلى جعل الشخص يعاني من الكدمات بسهولة أكبر.

وبالرغم من أنه قد يكون من الصعب على الشخص تقييم ما إذا كان لديه كدمات أكثر من المعتاد، أو أصبح يعاني من الكدمات أكثر من معظم الأشخاص الآخرين، لكن هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن الشخص يعاني من خطب معين، وذلك عندما يحدث ما يلي:

  1. المعاناة من كدمات كبيرة جداً ومؤلمة بعد الإصابات الطفيفة.
  2. وجود العديد من الكدمات في الجسم دون تذكُّر سببها على الإطلاق.
  3. ظهور كدمات بشكل متكرر وتستغرق عدة أسابيع للشفاء.
  4. المعاناة من النزيف لمدة تزيد على 10 دقائق بعد الإصابات الجارحة.

وفيما يلي بعض الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الإصابة بالكدمات الزرقاء بصورة غير طبيعية بخلاف الصدمات البسيطة للجلد:

ضمن الآثار الجانبية للعقاقير

لفت موقع Medical News Today إلى أن هناك بعض الأدوية التي تُضعف الدم وقد تسبب النزيف والكدمات الزرقاء المتكررة. وتتضمن تلك الأدوية عقاقير سيولة الدم الشائعة مثل: الوارفارين، والهيبارين، وريفاروكسابان، ودابيغاتران، وأبيكسابان، وأسبرين.

وقد تؤدي بعض الأدوية الأخرى إلى إضعاف أو تغيير طبيعة الأوعية الدموية بالجسم، أو تفاقم الالتهاب، أو تُزد من خطر النزيف. وتشمل ما يلي:

تناول بعض العلاجات العشبية، مثل الجينسنغ أو الينسون، واستهلاك كميات كبيرة من الثوم، الزنجبيل.

ويؤدي تناول بعض مضادات الاكتئاب، مثل سيتالوبرام (سيليكسا) وفلوكستين (بروزاك) إلى سهولة حدوث الكدمات في الجسم. لذا يجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية ويلاحظون زيادة في النزيف أو الكدمات أن يسألوا طبيبهم إذا ما كانت أدويتهم يمكن أن تسبب مخاطر. وفي هذه الحالة، يمكنهم مناقشة مخاطر وفوائد استمرار العلاج مع الطبيب.

نقص الفيتامينات وتعاطي الكحول من أسباب الكدمات المتكررة بالجسم - iStock
نقص الفيتامينات وتعاطي الكحول من أسباب الكدمات المتكررة بالجسم – iStock

تعاطي الكحوليات ومشاكل الكبد

يُعتبر تعاطي المشروبات الكحولية أحد أسباب الخطر الرئيسية لأمراض الكبد، مثل تليف الكبد والسرطانات. ويؤدي تليف الكبد وأمراض الكبد الأخرى إلى إبطاء وحتى تعطيل وظائف الكبد كلياً.

ومع تطور مرض الكبد، قد يتوقف العضو كلياً عن إنتاج البروتينات التي تساعد على تجلُّط الدم. ونتيجة لذلك، قد يعاني الشخص من نزيف مفرط وكدمات سهلة تطل لفترات طويلة. كما قد يعاني المصابون أيضاً من الحكة الشديدة، ويشعرون بالتعب الشديد أو الإعياء، ويعانون كذلك من تورُّم الساقين والبول الداكن واصفرار العينين أو الجلد.

ووفقاً لـ Medical News Today، تُعد أمراض الكبد -سواء التليف أو التهابات الكبد الوبائية- قابل للعلاج في حالات معينة، خاصة عندما يقوم الطبيب بتشخيصه مبكراً. ولكن يجب أن يتوقف الأشخاص الذين يتناولون الكحول عن ذلك على الفور عندما تظهر عليهم أعراض مشاكل صحية في الكبد.

اضطرابات النزيف وأمراض الدم

يمكن أن تتسبب العديد من الحالات الجينية في تجلُّط الدم ببطء أو عدم تجلّطه على الإطلاق. على سبيل المثال، مرض فون ويلبراند، وهو اضطراب النزيف الأكثر انتشاراً في العالم ويصيب نحو 1% من الناس حول العالم.

ويعاني الشخص المصاب بهذه الحالة من وجود خلل أو غياب في بروتين فون ويلبراند، وهو بروتين مهم لتخثُّر وتجلُّط الدم.

ويمكن أن يحسّن العلاج بالهرمونات الاصطناعية عملية تجلُّط الدم لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض.

كذلك مرض الهيموفيليا، وهو اضطراب نزفي آخر، قد يسبب فقدان أو خلل العامل الثامن (الهيموفيليا أ) أو العامل التاسع (الهيموفيليا ب) في الدماء عند المصابين. وكلا هذين البروتينين مهمان لتخثُّر الدم وتجلُّطه.

كما يمكن أن تساعد الإصدارات الاصطناعية من عوامل التخثُّر في علاج الهيموفيليا وتقليل خطر حدوث نزيف خطير، بما في ذلك الكدمات الشديدة المتكررة وصعبة التعافي، وفقاً لـ Medical News Today.

وعندما يتسبب اضطراب النزيف الجيني في حدوث كدمات بشكل متكرر، فمن الممكن أيضاً أن ينزف الشخص المصاب بشكل مفرط عند الإصابة بالجروح، أو حتى يعاني من نزيف يهدد الحياة سواء داخلياً أو خارجياً عند الإصابة بقطع في الجلد.

نقص الفيتامينات

لفت موقع Web MD الطبي إلى أن أحد أكثر أسباب كثرة الإصابة بالكدمات الزرقاء شيوعاً هو معاناة الشخص من نقص حاد في الحديد أو الفيتامينات المهمة في الجسم.

وتساعد بعض الفيتامينات الجسم على الشفاء وتجلط الدم لحمايته من النزيف. ويمكن أن يسبب نقص فيتامين سي حالة تسمى الاسقربوط، وعادةً ما تسبب الحالة نزيف اللثة، والجروح التي لا تلتئم، والكدمات المتكررة بسهولة.

ويُعد فيتامين K مصدراً موثوقاً لمساعدة الجسم على تكوين الجلطات لوقف النزيف. وغالباً ما يكون لدى الأطفال حديثي الولادة مستويات منخفضة جداً من فيتامين K، وعادةً ما تكون غير كافية لوقف النزيف. لذلك بدون الحصول على حقنة فيتامين ك عند الولادة، قد يصاب الأطفال بكدمات بسهولة أو ينزفون بشكل مفرط. وقد يلاحظ أيضاً البالغون الذين يعانون من نقص شديد في فيتامين ك زيادة مفاجئة في الكدمات الزرقاء في أنحاء متفرقة من الجسم.

وبالرغم من أنه يمكن تعويض نقص الفيتامين من خلال تناول المكملات، فإنه من المهم أن يقوم الطبيب بتشخيص هذه النواقص من خلال فحص الدم حتى يتمكن من التوصية بمكمل الفيتامينات المناسب.

وفي حالة لم تعالج مكملات الفيتامينات المشكلة، فقد يعني ذلك أن الشخص يعاني من مشكلة أخرى أساسية، مثل اضطراب التمثيل الغذائي أو اضطراب الجهاز الهضمي الذي يجعل من الصعب على الجسم امتصاص العناصر الغذائية.

السرطانات

نادراً ما تكون الزيادة المفاجئة في النزيف، بما في ذلك الإصابة بالكدمات الزرقاء بسهولة، علامة على الإصابة بالسرطان. ولكن قد تسبب السرطانات التي تصيب الدم ونخاع العظام، مثل اللوكيميا، في حدوث تلك المشكلة. كما قد يلاحظ الشخص أيضاً معاناته من نزيف اللثة المتكرر.

ويمكن علاج العديد من أنواع السرطانات، خاصة مع التشخيص المبكر.

متى يجب أن تتوجه إلى الطبيب؟

عادةً ما تختفي الكدمات الناتجة عن الإصابات الطفيفة أو الحوادث من تلقاء نفسها بعد أسبوع أو أسبوعين على الأكثر. وأثناء عملية الشفاء، يتغير لون الكدمات الزرقاء قبل أن يتلاشى كلياً.

لكن وفقاً لموقع Cleveland Clinic الطبي، من الجيد أن يفحص طبيبك الكدمة إذا كانت:

  1. لا تظهر أي علامات تحسُّن بعد مرور أسبوع عليها.
  2. تقع في جزء من جسمك حيث من غير المحتمل حدوث إصابة أو حادث، مثل الوجه والعنق، والظهر، والجزع.
  3. استمرار حدوث الكدمات في ذات المكان، مع عدم ارتباطها بصدمات ورضات.
  4. شكل الكدمات الكبير بشكل غير عادي وغير مبرر مع الصدمة.
يجب الحصول على استشارة طبية إذا لم تتعافى الكدمات أبداً - iStock
يجب الحصول على استشارة طبية إذا لم تتعافى الكدمات أبداً – iStock

كيف يمكن علاج المشكلة بصورة أولية في المنزل؟

لمنع تكرر حدوث الكدمات الزرقاء البسيطة في الجسم، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات، وهي وفقاً لموقع Mayo Clinic الصحي كما يلي:

  1. استخدم إضاءة جيدة في منزلك منعاً لحدوث الارتطامات المتكررة.
  2. تجنب الفوضى المنزلية، وعدم استخدام السجاد الخفيف القابل للتحرُّك عند السير، خاصة على السلالم إن وُجدت.
  3. ترتيب الأثاث والأسلاك الكهربائية بحيث لا تعترض طريقك أثناء المشي.
  4. قراءة الآثار الجانبية للأدوية والعقاقير التي تتناولها. كذلك أخبر طبيبك أو الصيدلي إذا كان الدواء يشعرك بالدوار أو بالنعاس.
  5. اختبر بصرك وسمعك، إذ تؤدي التغييرات الطفيفة في البصر أو السمع أن تسبب لك السقوط والحوادث المتكررة.
  6. لسوء الحظ، بمجرد حدوث الكدمة، لا يمكن فعل الكثير لمعالجتها فورياً. وتختفي معظم الكدمات في النهاية عندما يعيد جسمك امتصاص الدم المتجمّع في مكان الرضّة، على الرغم من أن الشفاء قد يستغرق وقتاً أطول مع التقدم في العمر.
  7. لكن قد يساعد في تخفيف الألم بالمنطقة المصابة وضع كمادات الثلج أو الماء البارد.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد