هل تساءلت: لماذا نخسر لياقتنا بسرعة بمجرد التوقف عن ممارسة الرياضة؟ إذ نحتاج أشهراً من التدريبات الشاقة لنبني "الفورمة" والجسد الرياضي المضبوط وعضلات الصدر (Six Pack)، لكن إن توقفنا عن التدريب لأيام أو أسابيع قليلة نخسر كل شيء، وفي وقت أقل من الذي احتجناه لاكتساب هذا الجسد الرياضي، ونحتاج بعدها لأن نبدأ من الصفر لاستعادته من جديد.
لماذا نخسر لياقتنا بسرعة بمجرد التوقف عن ممارسة الرياضة؟
السعة القصوى للأوكسجين
تعتمد سرعة فقدان اللياقة البدنية عند التوقف عن ممارسة التدريبات الرياضية، على عدة عوامل، منها نوع التمارين ونوع اللياقة التي اكتسبها جسمك، فقد تكون "لياقة قلبية وعائية"، أو "لياقة عضلية".
شرحت شبكة BBC البريطانية مفهوم اللياقة القلبية الوعائية بمثال بسيط، وهو لعداء ماراثون يستطيع إنهاءه في ساعتين ونصف الساعة، فهذا يعني أنه يتدرب على الأقل 5 إلى 6 أيام كل أسبوع، أي يجري لمسافة 90 كيلومتراً أسبوعياً، وذلك لسنوات قد تصل لـ15 عاماً ليتطور إلى هذا المستوى من اللياقة البدنية.
عندما يتوقف شخص رياضي عن ممارسة التمارين، فهذا يعني أن جسمه لم يعد عرضة للضغوط، التي كان يتعرض لها عادة عندما يمارس هذه التمارين، لذلك في غضون أسابيع يبدأ في فقدان لياقته.
إذ سيتغير مستوى "اللياقة القلبية التنفسية"، المتعلقة بقدرة قلبه وجهازه التنفسي على الحصول على الأوكسجين من الهواء الخارجي، ونقله عبر الدم واستخلاصه من جانب الخلايا وخاصة العضلات، ثم إنتاج الطاقة.
عندها يتغير معدل "السعة القصوى للأوكسجين"، وهو أكبر سعة يستطيع الجسم استيعابها من الأوكسجين، في حالة بذله أقصى جهد ممكن في الدقيقة، إذ يصل لنسبة 10% على الأقل في أول 4 أسابيع من التوقف عن ممارسة الرياضة، ويتراجع أكثر مع مرور الوقت دون ممارسة رياضة.
وكلما كان الشخص يبذل مجهوداً أكبر في التمارين الرياضية، فهذا يعني انخفاضاً أسرع في نسبة "السعة القصوى للأوكسجين".
لكن تقرير الشبكة البريطانية أشار إلى أن التراجع لدى الرياضيين المدربين جيداً يكون حاداً في أول شهر، لكنه يثبت بعد ذلك، على عكس الأشخاص العاديين، الذين يتراجع مستوى سعة الأوكسجين لديهم بشكل حاد، ليصل إلى مستواه الذي كان عليه قبل بدء ممارسة التدريبات، خلال أقل من ثمانية أسابيع لا أكثر.
يعود هذا إلى انخفاض حجميْ الدم والبلازما في الجسم (يصل لـ12% في الأسابيع الـ4 الأولى من التوقف عن التدريبات) ما يؤدي إلى تراجع مستوى الضغوط التي يتعرض لها القلب والعضلات،
بسبب تقلص كمية الدماء التي تُضخ في مختلف أنحاء الجسم مع كل خفقة للقلب. لكن هذا التراجع يعود فقط حتى مستوى ما قبل ممارسة الرياضة.
تراجع القوة العضلية
بالنسبة لمن يمارسون تمارين القوة، فإن توقفهم عنها يعني خسارة القوة العضلية، وفقد القدرة على رفع ذات الأوزان أثناء التمارين الرياضية، لأن العضلات التي كانت تتعرض لضغط صارت خاملة، ورغم ذلك فإن هذا يصاحبه انخفاض طفيف للغاية في حجم الألياف العضلية.
لكن التقديرات التي أشارت لها الشبكة البريطانية تقول إن عدد الألياف العضلية تقل بنسبة تصل إلى 13% بعد أسبوعين فحسب من التوقف عن ممارسة تمارين القوة، لكن تراجع الألياف يكون أقل. وكلما زادت فترة التوقف عن التمارين، تنجم عن الانخفاض الذي يحدث في المرحلة الأولى من الكف عن التدريبات، في عدد ألياف كل عضلة، وكذلك عن التراجع الأبطأ وتيرة، في كتلة العضلات ككل.
أجسادنا في أول شهرين من التوقف عن ممارسة الرياضة
نبدأ بالشعور بالتغير في أجسادنا بعد فترة توقف تبدأ من أسبوعين وتستمر أحياناً لـ10 أسابيع، حسب سنك، ومستوى لياقتك، والتمارين التي كنت تمارسها، وسنوات ومدة ممارستك لها، وغيرها من العوامل بعضها خارجي مثل درجة حرارة الجو. وشرح موقع Business insider خريطة لأول 8 أسابيع وما يحدث بالضبط لأجسادنا.
الأسبوع الأول: أنت أقل لياقة بفقدان حوالي 5% من الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين "VO2 max" ما يعني توفر كمية أقل من الأوكسجين لتوليد الطاقة للعضلات. إذا تمكنت من الجري لمسافة 5 كيلومترات في 20 دقيقة، فإن وقتك الآن أطول بحوالي 10 ثوانٍ.
الأسابيع 2-3: لقد فقدت الآن 12% من الحد الأقصى لحجم VO2، كما أن هناك انخفاضاً في قوة العضلات والأنسجة، إذ أصبحت خلايا عضلاتك أصغر، بينما تكبر خلاياك الدهنية، فيما أصبح وقتك البالغ 5 كيلومترات أطول بحوالي 60 ثانية.
أسابيع 4-7: خسارة 12-15% في VO2 كحد أقصى، فيما تصغر خلايا عضلاتك، وقد تشعر بالانتفاخ بسبب نمو الخلايا الدهنية، بينما أصبح وقتك البالغ 5 كيلومترات أطول بـ3 دقائق الآن.
بعد شهرين: خسارة 26% في VO2 كحد أقصى، كما تتوقف عن تحقيق مسافة 5 كيلومترات، إذا واصلت ذلك، فستكون أيضاً أكثر عرضة لخطر الإصابة بضغط دم مرتفع، وارتفاع مستويات الدهون في الدم ، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، والاكتئاب.