العقل أهم عضو في الجسم، فهو المسؤول عن الحفاظ على نبض القلب، وتنفُّس الرئتين، وعمل جميع وظائف الجسم بشكل سليم يجعلك قادراً على الحياة بصورة فعّالة وطبيعية.
وهذا هو السبب في أنه من الضروري إبقاء العقل صحياً قدر الإمكان وقادراً على العمل بفاعلية، من خلال اتباع نظام غذائي صحي، لأن بعض الأطعمة لها آثار سلبية على صحة الدماغ، وذلك إما لتأثيرها على الذاكرة أو تغييرها للمزاج العام أو زيادتها من مخاطر الإصابة بالخرف والزهايمر والأمراض العقلية.
ولحسن الحظ، يمكنك المساعدة في تقليل خطر الإصابة بالمرض، عن طريق استبعاد بعض الأطعمة من نظامك الغذائي.
نستعرض في هذا التقرير عدداً من الأطعمة التي تضر بقدرات الدماغ وتمنعه من العمل بكفاءة وتقلل من إمكاناته؛ نظراً لمكوناتها الضارة بالصحة.
1- الدقيق المكرر
يُعد الخبز الأبيض المكرر والمعكرونة البيضاء المكررة أيضاً من أسوأ الأطعمة لسلامة وصحة الدماغ. إذ يتم تجريدها من العناصر الغذائية بالكامل، ما يجعلها خالية تماماً من الألياف ويبطئ عملية الهضم.
وبدلاً من ذلك، تندفع هذه الكربوهيدرات المُعالَجة والمُكررة عبر النظام الهضمي وتؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. وقد تم ربط النظام الغذائي المكون من الكربوهيدرات المكررة بضعف الذاكرة لدى البالغين والأطفال، بحسب موقع Mamasezz للطهي والأنظمة الغذائية.
على سبيل المثال، وجدت دراسة علمية نشرها موقع Pub Med عام 2012، أن كبار السن الذين يستهلكون أكثر من 58% من سعراتهم الحرارية اليومية في هيئة كربوهيدرات مكررة، كان لديهم ما يقرب من ضِعف خطر الإصابة بضَعفٍ عقلي خفيف والخرف عن غيرهم.
وبدلاً منها يمكن تناول الكربوهيدرات المفيدة الكاملة أو ما تُسمّى بـWhole Carbs، وهي مفيدة بشكل خاص للدماغ.
وتوجد تلك النوعية من النشويات في الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة أو الأرز البني الذي لا يزال يحتوي على الألياف الأصلية للحبوب. وهذا يعني أنه يتم هضمها بشكل أبطأ، وينظِّم نسبة السكر في الدم بشكل أفضل، وبالتالي يمتلك الجسم تدفقاً مستمراً من الطاقة لكي يتمكن من التركيز.
2- الزيوت المهدرجة والكريمة الاصطناعية
الدهون المتحولة هي نوع من الدهون غير المُشبعة التي تمتلك تأثيراً ضاراً على صحة الدماغ. وبينما توجد الدهون المتحولة بشكل طبيعي في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم ومنتجات الألبان، فهذه ليست مصدر قلق كبير.
ولكن الدهون المتحولة المُعدة صناعياً، والمعروفة أيضاً باسم الزيوت النباتية المهدرجة، هي التي تكمُن فيها المشكلة. ويمكن العثور على هذه الدهون الاصطناعية المتحولة في السمن الصناعي، والكريمة، والأطعمة السريعة، والكعك الجاهز، والبسكويت المعبأ مسبقاً.
تُشكِّل هذه النوعية من الدهون خطراً مباشراً على القلب والأوعية الدموية. وقد توصَّلت الأبحاث، بحسب مجلة Neurolgy للدراسات في علم الأعصاب، إلى أن هذه الدهون قد تؤدي أيضاً إلى إحداث فوضى عارمة في وظائف المخ. وكان كبار السن الذين لديهم مستويات أعلى في الدم من حمض الإيليديك (نوع شائع من الدهون المتحولة بالأطعمة المعبأة)، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
3- المشروبات المُحلاة
تشمل المشروبات المُحلاة المشروبات الغازية بأنواعها والمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة وعصائر الفاكهة بأنواعها.
ولا يتوقف ضرر تناول كميات كبيرة من المشروبات المُحلاة على زيادة الوزن فحسب، يهددك أيضاً بتطوير مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، بل قد يهدد قدراتك العقلية أيضاً.
وبحسب موقع Healthline، نظراً إلى أن الإفراط في تناول المشروبات المُحلاة يزيد احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، فقد ثبت أنه يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن تزيد مستويات السكر المرتفعة في الدم من خطر الإصابة بالخرف، حتى لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري، بسبب تأثيرها على صحة الدماغ.
ويُشار إلى أن المكوِّن الأساسي للعديد من المشروبات السكرية هو شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS)، الذي يتكون من 55% فركتوز و45% غلوكوز.
ويمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الفركتوز إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم ومرض السكري واختلال الشرايين. وقد تؤدي هذه الجوانب من متلازمة التمثيل الغذائي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف على المدى الطويل.
وأظهرت دراسات أجريت على الحيوانات، أنَّ تناول كميات كبيرة من الفركتوز يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين في الدماغ، وكذلك انخفاض بوظائف المخ والذاكرة والتعلُّم وتكوين الخلايا العصبية في الدماغ، بحسب موقع Oxford Academic العلمي للأبحاث.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، أن اتباع نظام غذائي غني بالسكر يزيد من التهاب الدماغ وضعف الذاكرة.
وفي حين أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات على البشر، تشير النتائج إلى أنَّ تناول كميات كبيرة من الفركتوز من المشروبات السكرية قد تكون له آثار سلبية إضافية على صحة الدماغ، تتجاوز تأثيرات السكر.
4- الأطعمة المقلية بأنواعها
يميل الأشخاص الذين يتناولون كثيراً من الأطعمة المقلية والمعالَجة إلى أن يكون أداؤهم أسوأ في الاختبارات التي تقيس مهارات التفكير لديهم.
وبحسب موقع WebMD، كان السبب المحتمل لذلك هو اعتمادهم على تناول الأطعمة المقلية والدسمة والمواد الغذائية الاصطناعية.
وتسبب هذه الأطعمة الضارة الالتهابات في الجسم، وهو الأمر الذي يمكن أن يتلف الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم وتؤذي الدماغ نفسه.
وتحتوي جميع الأطعمة المصنعة تقريباً على مواد كيميائية وصبغات وإضافات ونكهات صناعية ومواد حافظة وما إلى ذلك، ويمكن أن تؤثر هذه المواد على السلوك والوظيفة الإدراكية، بسبب المادة الكيميائية التي تسبب فرط النشاط، سواء عند الأطفال أو البالغين.
كما أن الأطعمة المقلية أو المُصنَّعة تدمر ببطءٍ الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، وفقاً لموقع KCal Life. ومع ذلك، فإن بعض الزيوت المستخدمة في تلك الأطعمة هي الأكثر خطورة من غيرها، ويعتبر زيت عباد الشمس من بين أكثر الزيوت سُميّة بالنسبة لصحة الدماغ والجسم على حدٍّ سواء، وذلك إما باستخدامها بشكل مباشر وإما باستهلاك الأطعمة المقلية أو المطهية به.
5- النيكوتين
على الرغم من حقيقة أن النيكوتين ليس منتَجاً غذائياً أو طعاماً، فإنه لا يزال يسبب مشاكل كبيرة بصحة الدماغ من خلال تقييد تدفق الدم إلى هذا العضو المهم، إلى جانب التدفق المنتظم للغلوكوز والأوكسجين.
وبحسب KCal Life، لا يتسبب النيكوتين فقط في الشيخوخة المبكرة ورائحة الفم الكريهة ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، ولكنه يؤثر أيضاً على إنتاج الناقلات العصبية ووظيفتها عن طريق شد وضغط الشعيرات الدموية، وهي الأوعية الدموية الدقيقة التي تلعب دوراً محورياً في صحة الدماغ.
6- اللحم الأحمر
في العديد من الدراسات العلمية ثبت أن "أهم ارتباط غذائي مع مرض الزهايمر هو استهلاك اللحوم الحمراء بإفراط، إضافة إلى تناول البيض ومنتجات الألبان عالية الدسم أيضاً".
وتؤثر اللحوم الحمراء على الجسم مثل تأثير الدهون المشبعة تماماً، حيث تسد نظام القلب والأوعية الدموية، وبالتالي تنسد الأوعية الدموية في دماغنا أيضاً.
وبحسب موقع Clinical Nutrition Journal، تم العثور على نتائج مماثلة في دراسة واسعة النطاق تم إجراؤها على 5038 شخصاً عام 2017؛ ارتبط اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والأطعمة المقلية بالالتهابات وانخفاض أسرع في التفكير والقدرات العقلية على مدى 10 سنوات.
النظام الغذائي وتأثيره على الصحة العقلية
من المؤكد أن النظام الغذائي له التأثير الأهم على صحة الدماغ. ويمكن أن تسهم أنماط النظام الغذائي التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية والأطعمة المصنعة، في ضعف الذاكرة وتراجع قدرات التعلُّم، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر والخرف.
لذلك من المهم اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة الصحية والطازجة.