مشكلة جفاف البشرة تحدث لعدة أسباب، فهي تبدأ من الجفاف وعدم استهلاك كميات المياه الملائمة خلال اليوم، إضافة إلى الضغوط البيئية مثل التلوث، وتصل إلى نقص الفيتامينات والعناصر الأساسية من الجسم بشكل يؤثر على صحة الجلد، وغير ذلك الكثير والكثير.
ولكن ضمن أكثر الأسباب التي تؤدي لجفاف البشرة بشكل بالغ هو الإصابة بمرض الأكزيما الجلدي، وهو حالة صحية تسبب التهابات وحكة الجلد وجفاف البشرة بشكل متفاقم قد يصل إلى حد التسبب في قروح وجروح سطحية.
مرض شائع
ووفقاً لجمعية الأكزيما الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا المرض الجلدي شائع للغاية، ويعاني الملايين منه خلال حياتهم، ففي أمريكا وحدها يعاني 1 من كل 10 من المرض خلال حياتهم.
ويستخدم العديد من الأشخاص المصابين بمرض الأكزيما كل الوسائل الممكنة من أجل المساعدة في السيطرة على أعراضها المزعجة والمرهقة. ولكن قبل التفكير في أي نوع من العلاج يناسب حالتك، من المهم أن تفهم ما الذي يسبب مرض الأكزيما لديك.
إذ يمكن أن يساعدك التعرف على المُهيّجات في محيطك اليومي على إدارة الحالة بشكل أفضل، سواء كنت تستخدم الأدوية التقليدية أو العلاجات البديلة أو كليهما معاً.
في هذا التقرير نستعرض العديد من الوسائل مضمونة النتائج في علاج المرض الجلدي والسيطرة على أعراضه، تتراوح بين الزيوت الطبيعية والمكملات الغذائية والفيتامينات.
زيوت جوز الهند ودوار الشمس لعلاج مرض الأكزيما
كشفت دراسة نشرها موقع National Eczema المتخصص في المرض الجلدي وطرق التعامل الصحيح معه، أن استخدام زيت جوز الهند موضعياً على البشرة يقلل من كمية البكتيريا العنقودية على الجلد، مما يقلل من فرصة الإصابة بالعدوى.
لذا يمكن استخدام هذا الزيت من خلال وضع زيت جوز الهند الطبيعي مرة أو مرتين يومياً على البشرة الرطبة. وتأكد من اختيار زيوت جوز الهند "البكر" أو "المعصور على البارد – Cold Pressed". ولا تستخدم طريقة استخلاص الزيت المضاف لها المواد الكيميائية، لأنها قد تؤدي إلى زيادة تهيُّج الجلد.
من ناحية أخرى، يعزز زيت عباد الشمس وظيفة الحاجز الواقي للبشرة، مما يساعدها على الاحتفاظ بالرطوبة داخل الجلد. كما أن لهذا الزيت خصائص مضادة للالتهابات؛ لذلك يمكن وضع زيت عباد الشمس على بشرة الشخص البالغ المصاب بمرض الأكزيما مرتين خلال اليوم، على أن تكون إحداهما بعد الاستحمام بفترة وجيزة بينما لا يزال الجلد رطباً لكي يتم حبس تلك الطراوة داخل البشرة.
ويجب تجنب استخدام زيت عباد الشمس إذا كانت لديك حساسية من بذور عباد الشمس أو دوّار الشمس.
تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية
يلفت موقع National Eczema إلى أن استخدام فيتامين B12 الموضعي فعّال في السيطرة مع أعراض الأكزيما لدى البالغين والأطفال. ومع ذلك، لا يوجد منتج تجاري حتى اليوم يضمن توفير هذا العنصر بشكل نقي؛ لذلك يجب أن يكون مُركباً يدوياً.
ويوضح الدكتور بيتر ليو، طبيب الأمراض الجلدية في مركز شيكاغو للأكزيما، كيفية تركيب هذه الوصفة لمركب B12 الذي تمت دراسته رسمياً وأثبت فعالية في السيطرة على مرض الأكزيما.
ويتكون كريم B12 الموضعي مما يلي:
- 0.07 جم سيانوكوبالامين (فيتامين B12)
- 46 جم من زيت الأفوكادو
- 45.42 جم ماء
- 8 جم من ميثيل جلوكوز ستيرات (المستحلب)
- 0.26 جم سوربات البوتاسيوم (مادة حافظة)
- 0.25 جم من حامض الستريك
- كما يمكن ببساطة خلط مسحوق فيتامين B12 في عبوة كريم مرطب بحيث يكون التركيز النهائي له بنسبة 0.07%.
كذلك يلجأ الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما أحيانًا إلى الفيتامينات والمكملات الغذائية لمحاولة المساعدة في تقليل الالتهابات لديهم وتعزيز جهاز المناعة أو الحصول على نوم جيد ليلاً.
وفيما يلي بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية الشائعة التي يستخدمها البعض للتحكم في الأكزيما وتقليل حدة الأعراض، ولكن مدى فعالية التأثير ما زالت قيد الأبحاث:
- فيتامين د.
- زيت سمك.
- الزنك.
- السيلينيوم.
- البريبايوتكس والبروبيوتيك.
- الميلاتونين.
- الكركم.
- زيت زهرة الربيع.
ومن المهم أن نفهم أن هناك عدداً قليلاً من الدراسات السريرية أثبتت فعالية الفيتامينات والمكملات الغذائية لعلاج المرض الجلدي ومرض الأكزيما بشكل خاص، كما أن ما يصلح لبعض الأشخاص قد لا يعمل مع الآخرين.
وقد تكون بعض الفيتامينات والمكملات ضارة عند تناولها مع بعضها البعض أو مع الأدوية الموصوفة الأخرى؛ لذلك تحقق دائماً من طبيبك الخاص قبل تجربة أي فيتامين أو مكمل غذائي جديد.
زيت زهرة الربيع المسائية لعلاج مرض الأكزيما
يتم استخلاص هذا الزيت العطري من نبات زهرة الربيع المسائية، وهو يستخدم موضعياً لتهدئة البشرة المتهيجة والمُلتهبة.
ولكن عندما يؤخذ هذا الزيت عن طريق الفم، فإنه يُعالج حالات الالتهابات الجهازية مثل الأكزيما.
ويحتوي زيت زهرة الربيع المسائية على أحماض أوميغا 6 الدهنية وحمض جاما لينولينيك، والتي قد تلعب دوراً في منع الالتهاب في الجسم.
وكشفت نتائج دراسة جديدة نشرها موقع Healthline، أن زيت هذه الزهرة قادر على تهدئة أعراض مرض الأكزيما بالفعل إلى درجة معينة.
مستحضرات الفازلين
الفازلين (أو المستحضرات الكريمية المشتقة من البترول) هو مرطب سميك يساعد بنسبة 99% في منع فقدان الماء من البشرة. ومن خلال إبقاء الماء مغلقاً في الطبقات الخارجية المتضررة حيث يكون الجفاف، يكون الجلد أكثر قدرة على إصلاح هذا الحاجز والتعافي من أي أضرار.
وبحسب موقع Allure، فإن الفازلين مفيد جداً، لكن من المهم ألا يُغلق الجلد تماماً لفترات طويلة. ويعد فقدان بعض الماء أمراً أساسياً في الجلد لأنه يشير إلى آلية تغذية مرتدة تؤدي إلى إنتاج الدهون التي تعمل كحاجز وقائي طبيعي للجلد.
ويمكن وضع الفازلين مباشرة على البثور بعد الاستحمام أو على مدار اليوم في حالة حدوث الحكة.
لكن يجب الحرص عند استخدام هلام البترول الأصلي والنقي غير المعطر أو المُضاف له أي مكونات مضافة.
تقنيات الاسترخاء والتخلّص من القلق
الإجهاد والتوتر الشديد يُضعفان الجهاز المناعي للجسم بشتى الصور، ومن بين تبعات ذلك تحفيز أعراض مرض الأكزيما لدى المصابين بها. وعلى الرغم من عدم وضوح السبب بالضبط في هذا الرابط، لكن يُعتقد أن التوتر يلعب دوراً في الإصابة بالالتهاب بصورة عامة.
لذلك وفقاً لموقع Medical News Today، قد يساعد تعلّم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة باستخدام تقنيات الاسترخاء في تقليل نوبات هذه الحالة الجلدية.
وتتضمن تقنيات الاسترخاء ما يلي:
- التأمل والصلاة وفقاً للمُعتقد الديني.
- العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات النفسية المتخصصة.
- التنفس العميق وتمارين التنفُّس ببطء.
- العلاج بالتنويم المغناطيسى.
- العلاج عبر تمارين اليوغا.
الابتعاد عن المهيجات ومسببات الالتهابات
إذا كنت تعاني من مرض الأكزيما، فمن المهم تجنب أي شيء قد يهِّيج أو يجفف بشرتك ويسبب الالتهابات في الجسم، بما في ذلك:
- استخدام صابون أو غسول معطر للجسم عند الاستحمام.
- استخدام الصابون مع الأصباغ والألوان الاصطناعية.
- ارتداء الملابس الصوفية التي تلهب الجلد.
- ارتداء الملابس الضيقة.
- التعرض لحبوب اللقاح في مواسم الحساسية الموسمية.
- الاحتكاك بوبر الحيوانات.
- استخدام المنظفات المعطرة أو منعّمات الملابس.
كذلك تعتبر الحساسية الغذائية أيضاً سبباً شائعاً من أسباب تهيج الأكزيما، خاصة عند الأطفال. وقد تتحسن الأعراض عن طريق التخلص من الأطعمة الشائعة المرتبطة بالالتهابات، مثل: الحليب، البيض، القمح، الفول السوداني، والصويا.
وقد يكون اتباع النمط اليومي الصحي واتباع خطوات الرعاية الذاتية والعلاجات الطبيعية هو كل ما تحتاجه لإدارة حالات الأكزيما الخفيفة إلى المتوسطة.
لكن قد تتطلب الأكزيما الشديدة وصفة طبية من الستيرويدات الموضعية أو مضادات الهيستامين؛ لذلك استشر طبيب الجلدية لوضع خطة علاج مناسبة.