ماذا سيحدث لو استيقظت في أحد النهارات وأنت تشعر وكأن جسدك بدأ يتضخم بشكل كبير وأن الغرفة تضيق عليك وكأنها أصبحت علبة كبريت.
تلك الحالة العصبية المربكة والنادرة تحدث بالفعل وتُسمى متلازمة أليس في بلاد العجائب، أو متلازمة تود، وهي تصيب الأشخاص بحالة من الاضطرابات في الإدراك.
وتسبب تلك الحالة النادرة تغييراً بشكل مؤقت في كيفية إدراك الدماغ للأشياء، ما يجعل الشخص يفقد إحساسه السليم بحجم جسده والأشياء من حوله.
سبب التسمية إلهام من قصة خيالية مشابهة
وبحسب موقع Medical News Today الطبي، فقد أطلق طبيب نفساني إنجليزي يدعى جون تود اسم المتلازمة عام 1955؛ إذ اقتبس الاسم من كتاب لويس كارول، مغامرات أليس في بلاد العجائب، حيث تمر بطلة الرواية، أليس، بمواقف مشابهة لتلك التي تحدث مع هذه الحالة العصبية المُربكة.
ويمكن أن تؤثر متلازمة أليس في بلاد العجائب على الأشخاص في أي عمر، ولكن تشير الأبحاث إلى أنها تحدث بشكل رئيسي عند الأطفال والمراهقين.
ما هي طبيعة هذا الاضطراب؟
يمكن أن تؤثر متلازمة أليس في بلاد العجائب على الطريقة التي يدرك بها الشخص، وذلك من خلال الرؤية، السمع، اللمس، الاتصال، الصلة، الإحساس، والوقت.
وبالنسبة لأكثر التشوهات المرئية شيوعاً في هذا الاضطراب هو micropsia، وذلك حينما يرى الشخص الأشياء أصغر مما هي عليه بالفعل، إضافة لـteleopsia، وهي الحالة المعاكسة لذلك، وفيها تظهر الأشياء وكأنها بعيدة أو صغيرة عما هي عليه في الواقع.
وهناك ثلاث فئات رئيسية من متلازمة أليس في بلاد العجائب، والتي تختلف حسب نوع الاضطراب الإدراكي وفئته:
- النوع أ، حيث تكون الاضطرابات جسدية أو حسية.
- النوع ب، الذي يؤثر على الحواس البصرية فقط.
- النوع ج، وهو مزيج من النوعين السابقين.
يذكر مؤلفو مقال عام 2016 أن النوع أ يتبع التعريف الأصلي لمتلازمة أليس في بلاد العجائب، والذي يتضمن شعور الناس كما لو أن أجزاء أجسامهم تتغير في الحجم. في حين أن النوع الثاني يُحدث تشوشاً في إدراك أبعاد جوانب الأشياء وأحجامها الحقيقية، وما إن كانت بعيدة أم قريبة عما هي عليه في الحقيقة.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2012 بحسب موقع Medical News Today، يصاب الصغار عادة بحالات النوع ب، في حين تنتشر الحالة ب أكثر بين البالغين.
أسباب الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات
نظراً للحدوث المفاجئ لمثل هذا النوع من الاضطرابات الإدراكية، وغياب وجود مشكلات طبية أساسية مرتبطة بخصائص الإدراك السليم لدى الإنسان، فإنه من الصعب التأكد على وجه اليقين من مسببات متلازمة أليس في بلاد العجائب بشكل مباشر.
وبحسب موقع Neurology Live، فإن حتى توثيق أعداد الإصابات بتلك المتلازمة غير واضح بشكل دقيق، لأنه من غير المرجح أن يقوم معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بإبلاغ أخصائي طبي عنها لعدم استيعابهم لأسباب حدوثها أو مدى دقة ما يعانون منه فعلاً.
ولكن اتضح أنه من بين البالغين، كان الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو الصرع أو رضوض الرأس هم الأكثر عرضة للإبلاغ عن إصابتهم بمتلازمة أليس في بلاد العجائب.
كما لوحظ أن الأطفال الذين يعانون سمات متلازمة أليس في بلاد العجائب لديهم فرصة بنحو 50% أكثر من غيرهم للإصابة بعدوى لاحقة، واحتمال كبير جداً للإصابة بالصداع النصفي مع تقدمهم في السن.
ويُعتقد أن العلاقة بين متلازمة أليس في بلاد العجائب والصداع النصفي يمكن أن تكون نتيجة عوامل رئيسية مؤثرة في تاريخ المريض. وعلى الرغم من الاعتقادات غير المعتادة، فإن أهم ما تم التوصل إليه بخصوص هذه المتلازمة هو أن الأعراض العابرة لها لا تنبئ بمرض عقلي أو بأمراض دماغية وعائية، وهي بلا شك أكثر القضايا إثارة للقلق بالنسبة للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية عندما يتعلق الأمر بأعراض مثل رؤية الأشياء والأبعاد الغريبة.
ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه على الرغم من أن متلازمة أليس في بلاد العجائب غير مفهومة الأسباب وغالباً ما تكون عابرة أيضاً، إلا أنها ليست عادة علامة على مرض عصبي أو اعتلال عقلي مباشر.
علاج متلازمة أليس في بلاد العجائب
لا يوجد علاج لمتلازمة أليس في بلاد العجائب حتى اليوم. ولكن أفضل طريقة لعلاج هذه الحالة هي ببساطة مساعدة المريض على الشعور براحة أكبر واستيعاب أن ما يراه ليس حقيقياً، وفقاً لموقع UPMC الصحي.
كذلك إذا كانت المشكلة ناتجة عن الصداع النصفي، فقد يكون علاج الصداع النصفي نفسه هو أفضل طريقة للتخفيف من أعراض المتلازمة.
ويعتبر العلاج الوقائي من الصداع النصفي الذي يتبعه نظام غذائي للصداع النصفي هو المحاولة الأكثر شيوعاً للعلاج من هذا الاضطراب، ولكن هذا "الإصلاح" غير مضمون النتائج بصورة دقيقة.