على الرغم من أنه بعد يوم طويل وشاق أو ليلة مضطربة، قد لا يبدو أن هناك شيئاً أكثر جاذبية من الحمام الساخن أو الدش الحار، إلا أن الاستحمام البارد قد يكون في الواقع خياراً أفضل.
وفقاً لموقع Healthline، يتم تعريف الاستحمام البارد على أنه دش بدرجة حرارة ماء أقل من 70 درجة فهرنهايت. أفضل طريقة لتجربة الاستحمام البارد إن لم تقُم به مسبقاً هي القيام بذلك ببطء وبالتدريج. كما ينصح بخفض درجة حرارة الماء تدريجياً في نهاية الاستحمام المعتاد. بمجرد وصول الماء إلى البرودة غير المريحة، تراجع خلف رأس الدش لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق.
أثناء الاستحمام التالي، يمكنك خفض درجة حرارة الماء أكثر ومحاولة الوقوف في الماء لمدة دقيقتين أطول. بعد أداء هذا النشاط من 7 إلى 10 مرات، ستجد أنك قد تفضل درجات الحرارة المنخفضة عن الماء الساخن.
أما سببنا لدعوتك لتجربة الاستحمام البارد فلأن له الكثير من الفوائد للجسم والعقل، إليك بعضها.
يمكن أن يخفف الاستحمام بالماء البارد من آلام المفاصل
يمكن للاستحمام البارد أن يقوم بالمعجزات على المفاصل المؤلمة. كشفت مؤسسة التهاب المفاصل في مقال على موقعها أن "البرد هو أفضل علاج للألم الحاد؛ فهو يقيد الأوعية الدموية ويبطئ الدورة الدموية ويقلل التورم". "كما أنه يخدر النهايات العصبية، ويخفف الألم". على الرغم من وجود العديد من العلاجات الباردة التي يمكنك تجربتها- من حمامات الثلج الموضعية إلى كمادات الثلج- فقد تجد أخذك دشاً بارداً مهدئاً.
وجدت دراسة أجراها باحثون في فنلندا عام 2017 أن "العلاج بالرذاذ البارد لكامل الجسم" كان مفيداً للمرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الالتهابي المزمن. عندما يتعلق الأمر بتخفيف الألم ونوعية النوم، اختبر المتطوعون تأثيرات "ذات دلالة إحصائية" من العلاج. وخلصت الدراسة إلى أن "الطريقة الجديدة لعلاج البرد لكامل الجسم قد توفر خياراً آمناً للعلاج الذاتي للألم في المنزل، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديد الأهمية السريرية للتأثير بعد الاستخدام لفترة أطول".
يمكن أن يساعدك الماء البارد على إنقاص الوزن
على الرغم من أنه لا يجب أن تنظر إلى الاستحمام بالماء البارد كأسلوب لفقدان الوزن، فإن الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يؤثر على فقدان الوزن. وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين أمضوا عشرة أيام في غرف باردة 60.8 درجة زادوا من نشاط الدهون البنية. وقد تم ربط ما يسمى بالدهون البنية، التي تحرق السعرات الحرارية، بانخفاض مؤشرات كتلة الجسم. وأظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين يقضون ساعتين يومياً في درجات حرارة تبلغ 19 درجة مئوية فقدوا رطلين في غضون ستة أسابيع.
في الواقع، يمكن أن يشجع الاستحمام بالماء البارد على فقدان الوزن. ومع ذلك، قال نيتين كومار، أخصائي السمنة وإدارة الوزن في مجموعة HSHS الطبية، لموقع Women's Health "يجب عليك قضاء وقت طويل في الماء البارد للحصول على فائدة بسيطة."
يمكن أن يخفف الاستحمام بالماء البارد أعراض الإكزيما
إذا كنت تعاني من الإكزيما، فإن الاستحمام بالماء البارد سيكون مفيداً لك بشكل خاص. كشفت تانيا إليوت، الطبيبة وعضو هيئة التدريس في جامعة نيويورك لانغون هيلث، لموقع Today: "من وجهة نظر فسيولوجية، لا تستطيع أعصابك نقل أحاسيس متعددة في نفس الوقت". "لذا، إذا كنت تشعر بالحكة وتشعر بالبرد في نفس الوقت، فسيتم التحكم في أحد هذين الأمرين.
سيتغلب الإحساس بالبرد على الحكة وستشعر بنفس الراحة إذا كنت تعاني من حكة في الجلد لا علاقة لها بالإكزيما".
هذا لا يعني أن الاستحمام البارد يمكن أن يعالج الأكزيما أو الأمراض الجلدية الأخرى. على الرغم من أن الاستحمام البارد يوفر راحة مؤقتة، إلا أن العديد من الأطباء أكدوا أن الاستحمام البارد لا يوفر أي فوائد دائمة للجلد.
يمكن أن يحسن الاستحمام بالماء البارد الدورة الدموية
عند الاستحمام في ماء أبرد من درجة حرارة جسمك، سيحتاج جسمك إلى العمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية؛ وهذا يحسن الدورة الدموية. عندما يتم أخذ الاستحمام بالماء البارد بانتظام، يمكن أن يجعل نظام الدورة الدموية لدينا أكثر كفاءة. إنه نفس السبب الذي يجعل الثلج يسقط الالتهاب عند حصول كدمات أو تمزق عضلي. من خلال خفض درجة حرارة منطقة من الجسم، نقوم بتسريع توصيل الدم الأكثر دفئاً والأوكسجين إلى تلك المنطقة.
على الرغم من أن هذه الظاهرة تحدث سواء كان لديك ضعف في الدورة الدموية أم لا، إلا أن الاستحمام بالماء البارد مفيد بشكل خاص لمن يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الحالات الأخرى التي تسبب ضعف الدورة الدموية. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من ضعف الدورة الدموية نتيجة لمرض في القلب، فستحتاج إلى تجنب الاستحمام البارد أو التحدث إلى طبيبك لمعرفة ما إذا كان ذلك مناسباً لك.
الاستحمام البارد له تأثير إيجابي على العقل
بالتأكيد لا يقارن الاستحمام البارد بعلاجات الاكتئاب، ولكن هناك بعض إشارات اليقظة وبعض المواد الكيميائية في الدماغ التي يتم تنشيطها عند التعرض للبرد.
أوضح الطبيب الباطني العام هولي فيليبس لموقع Refinery29 أن "الدخول في حمام بارد سيجعلك تتنفس بعمق أكبر ويعزز معدل ضربات قلبك (وهذا حتى يتمكن جسمك من امتصاص المزيد من الأوكسجين وتوزيعه بشكل أسرع للحفاظ على دفء جسمك)، هذا سيجعلك تشعر بمزيد من اليقظة الذهنية". وأضاف: "بالتأكيد، لن يؤدي الاستحمام البارد إلى تحسين كل شيء بطريقة سحرية، ولكنه قد يكون كافياً لمنحك دفعة مزاجية بسيطة".
يمكن أن يقلل الاستحمام بالماء البارد من التوتر والقلق
وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين شاركوا في السباحة الشتوية تكيفوا بشكل أساسي مع "الإجهاد التأكسدي المتكرر". على هذا النحو، أصبحت أجسامهم مكيفة لتكون أكثر مهارة في التعامل مع الإجهاد. لا يقتصر الأمر على سباحي الشتاء فقط. وأوضحت الدراسة أن "التعرض لمنبهات البرد المتكررة قصيرة المدى والمكثفة غالباً ما يتم تطبيقها في العلاج المائي، والذي يستخدم في الطب الطبيعي لتصلب [الجسم]". الاستحمام البارد يعمل بنفس الطريقة.
على الرغم من أن الاستحمام بالماء البارد لا يمكن أن يعالج مشاكل الصحة العقلية، فقد كشف بيتر بونجورنو، طبيب العلاج الطبيعي، في مقال لمجلة Psychology Today، أن العلاج المائي يمكن أن يساعد أيضاً في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب. وكشف "أنصح مرضى الاكتئاب باستخدام تعريض الجسم كله لفترة وجيزة للماء البارد على شكل دش بارد". وتابع: "يمكن للمرضى بدء الاستحمام في درجة حرارة دافئة مريحة وتبريد الماء ببطء على مدى 5 دقائق وصولاً إلى [68 درجة فهرنهايت] وعند هذه النقطة يمكنك تحملها لمدة 2 إلى 3 دقائق".
يمكن أن يؤدي الاستحمام بالماء البارد إلى تهدئة الألم والتورم
وجد الباحثون في فنلندا أن السباحة الشتوية حسَّنت "الرفاهية العامة" للمشاركين. لم يؤد الماء البارد إلى تحسين مزاجهم فحسب، بل جعل الكثيرين يشعرون بتحسن جسدي أيضاً. وكشفت الدراسة أن "جميع السباحين الذين عانوا من الروماتيزم أو الألم العضلي الليفي أو الربو أفادوا أن السباحة الشتوية قد خففت الآلام".
صرحت تانيا إليوت، الطبيبة وعضو هيئة التدريس في جامعة لانغون هيلث بجامعة نيويورك، لموقع Today أن بعض الدراسات الصغيرة أظهرت بالفعل أن "الأشخاص الذين يعانون من ألم مزمن أو الأشخاص الذين يعانون من إصابات رياضية" يشعرون بالفوائد حقاً بعد أخذ دش بارد.
الحمام البارد قد يقلِّل من احتمالية المرض
نظرت دراسة نُشرت في عام 2016 في العلاقة بين الاستحمام البارد والمرض. ووجد الباحثون أن أولئك الذين أنهوا الاستحمام في درجات حرارة معتادة بالماء البارد انخفضت لديهم نسبة "غياب المرض" لـ29%. وارتفع هذا الرقم إلى 54% لدى أولئك الذين أفادوا أيضاً بممارسة الرياضة بانتظام.
شرح خيرت أ. بويز، المؤلف الرئيسي للدراسة، بعض النتائج في مقابلة مع Harvard Business Review: "هذه نقطة دقيقة ولكنها مهمة: المشاركون الذين أخذوا حماماً بارداً أفادوا في الواقع أنهم شعروا بالمرض لعدة أيام، في المتوسط ، مثل الأشخاص الذين استحموا بشكل طبيعي". كشف. "لكن إما أن أعراضهم كانت أقل حدة أو أنهم شعروا بمزيد من النشاط، لذلك كانوا أكثر قدرة على التغلب على المرض والعمل على أي حال". على الرغم من أن الباحثين لا يفهمون بالضبط كيف يبدو أن الاستحمام البارد له تأثير إيجابي على جهاز المناعة.
قد يساعدك الاستحمام بالماء البارد على النوم بشكل أفضل
كتب ديفيد ك. راندال في كتاب دريم لاند: مغامرات في علم النوم الغريب. إذا كنت تستحم بماء ساخن قبل الذهاب إلى الفراش، فإنك ترفع درجة حرارة جسمك. قد لا يبدو ذلك مشكلة كبيرة، لكن ارتفاع درجة حرارة الجسم يمكن أن يجعل من الصعب عليك النوم. إذا كنت تحاول الاستحمام في الليل للحصول على قسط من الراحة الجيدة، جرب الاستحمام البارد.
الاستحمام بماء بارد مفيد لشعرك
"في حين أن الماء الدافئ يمكن أن يفتح فروة رأسك ويساعد الشامبو أو البلسم على اختراق أعمق، لكن الماء الساخن ليس هو الأفضل لأي نوع من أنواع الشعر، ويمكن أن يكون ضاراً بشكل خاص للشعر الذي تم إعطاؤه علاجاً بالألوان"، هكذا صرحت كريستين كولون، مصففة الشعر والمالكة المشاركة لـ On Site Studio، في مقال لـ HuffPost.
من المؤكد أن الماء البارد هو الخيار الصحيح عندما يحين وقت استخدام الشامبو والبلسم لشعرك.
الاستحمام بماء بارد رائع للوجه
الاستحمام بالماء البارد مفيد لوجهك كما يفيد شعرك. كشفت جيسيكا كرانت، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة من مجلس الإدارة، لموقع HuffPost أنك سترغب في التمسك بالماء الفاتر، إن لم يكن بارداً، عند غسل وجهك. قد يكون تنظيف بشرتك بالماء البارد بمثابة صدمة فعلية إذا كنت معتاداً على استخدام الماء الحار، ولكن يجب تجنب الماء الساخن جداً لأنه: "يزيل الزيوت الطبيعية الصحية من بشرتك بسرعة كبيرة".
من يجب أن يتجنبه؟
قبل أن تغوص في حمام بارد، يجب أن تعلم أن هناك بعض المخاطر. يُنصح أي شخص معرض لخطر الإصابة بأمراض القلب أو يعاني منها بتجنب الاستحمام بالماء البارد. قالت هيلين جلاسبيرغ، الأستاذة المساعدة في كلية بيرلمان الطب بجامعة بنسلفانيا، لموقع Today: "إن الاستحمام بماء بارد يمكن أن يعرض هؤلاء الأشخاص لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية".
إذا لم تكن لديك أي حالات طبية أساسية، فليس هناك أي ضرر في تجربة ذلك.