قاتل صامت يهدد سلامة أطفالك بعد ممارسة السباحة.. 5 أمور عليك معرفتها عن “الغرق الجاف”

من الضروري الانتباه للأعراض ونيل الرعاية الطبية الفورية حال استمرارها

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/30 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/30 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
على الرغم من أعراضه التدريجية المقلقة، لكنه نادر الحدوث - iStock

عندما يسقط طفل أو شخص بالغ في الماء مثل حمام السباحة مثلاً، من الطبيعي أن يستنشق بعض الماء عن طريق الخطأ ويبتلعه في حالة من الذعر وعدم الاستيعاب. وبمجرد أن يتم إنقاذ الشخص من الماء، يفترض معظمنا أن الخطر قد زال وانتهى.

ولكن بعد دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، يمكن أن تصبح عضلات القصبة الهوائية مقيدة وغير قادرة على حماية الرئتين. وهي الحالة التي يتم تسميتها "الغرق الجاف"، بالرغم من أنه ليس مصطلحاً طبياً أو تشخيصاً.

يتوقف الغرق الجاف على رد فعل الجسم عن ابتلاع واستنشاق قدر معين من السوائل - iStock
يتوقف الغرق الجاف على رد فعل الجسم عن ابتلاع واستنشاق قدر معين من السوائل – iStock

وعلمياً، يطلق الأطباء على هذه الظاهرة اسم "متلازمة ما بعد الانغماس"، وعلى الرغم من ندرة حدوثها، إلا أنها تحدث، خاصة عند الأطفال بحسب موقع Healthline الصحي.

وبالرغم من أن الغرق الجاف يحدث بشكل رئيسي عند الأطفال، لكن 95% من الأطفال يظلون بخير بعد الانزلاق والغرق في الماء عن طريق الخطأ.

ومن المهم على الآباء والبالغين أيضاً أن يكونوا يقظين ومدركين لأي أعراض مشابهة للغرق تحدث بعد تجربة انزلاق أو غرق عابرة في المياه. وذلك لأن الغرق الجاف بدون ماء هو حالة طبية طارئة تتطلب عناية فورية وإلا أصبحت مميتة.

1- ما هو الغرق الجاف بدون ماء؟

يشير الغرق الجاف إلى الحالات التي يتوفى فيها شخص بعد أكثر من 24 ساعة من ابتلاعه أو استنشاقه للمياه، ولم تظهر عليه علامات مشاكل في التنفس، مثلما يحدث في حوادث الغرق المعروفة.

وبالرغم من التسمية المعروفة، لم يتفق المجتمع الطبي على مصطلح يحل محل اسم الغرق الجاف. وتستخدم بعض الجهات الطبية العالمية تسمية "متلازمة ما بعد الغمر"، أو بشكل أقل شيوعاً مصطلح "الغرق المتأخر".

ويحدث هذا الغرق بعدما يتسبب ابتلاع واستنشاق سائل بكثرة في غمر مجرى الهواء وإغلاقه، وكرد فعل دفاعي على الرغم من أنه لا يصل إلى الرئتين، تبدأ الحبال الصوتية بالانكماش فيما يعرف بتشنج الحنجرة، ما يؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس، ثم حرمان الجسم من الأوكسجين تدريجياً، فيبدأ المرء بالاختناق ثم الموت.

وبمعنى آخر، الغرق الجاف هو رد فعل لا إرادي للجسم بعد ابتلاع واستنشاق قدر كبير من السوائل، يقوم فيه الجزء العلوي من المجرى التنفسي بالانغلاق والتوقف عن العمل، على الرغم من عدم وصول الماء إلى الرئتين بشكل فعلي.

2- الفارق بين الغرق الجاف والغرق الحقيقي

وعندما يغرق شخص ما بصورة شائعة في المياه، يتسبب ذلك في تلف الرئة والتعرض للسائل في تشنج ممرات الرئة الرئيسية، مما يوقف تدفق الهواء. وفي نهاية المطاف، يموت الأشخاص الذين يغرقون بسبب نقص الحصول على الأوكسجين.

لكن الغرق الجاف يُطلق على الحالات التي توجد فيها عوامل أخرى معقدة، وهي وفقاً لموقع Medical News Today:

1- لا توجد صعوبات في التنفس المبكر أو علامات نقص الأوكسجين.

2- لا يوجد ماء أو يوجد بنسبة بسيطة في الرئتين.

3 – لا أحد يعرف ما إذا كان الشخص قد ابتلع أو استنشق الماء أو غُمر في سائل، ويمكن أن يموت الشخص إذا دخل القليل من الماء إلى رئتيه بطريقة الغرق الجاف. وبحسب جمعية Surfer's Medical Association، قد تكون هذه الكمية الصغيرة بحجم 2 ملليلتر من الماء لكل كيلوغرام من وزن جسم الشخص.

95% من حالات الغرق العابرة في المياه يتم التعافي منها بعد إسعاف الطفل - iStock
95% من حالات الغرق العابرة في المياه يتم التعافي منها بعد إسعاف الطفل – iStock

ولا يزال بعض الباحثين والأطباء يستخدمون أحياناً مصطلح الغرق الجاف. عندما يحدث ذلك، فإنه يشير عادةً إلى الحالات التي يتسبب فيها الماء أو سائل آخر في تشنج الحنجرة والأحبال الصوتية؛ إذ يمكن أن يؤدي التشنج الشديد إلى تقليل تدفق الهواء بدرجة كافية لكي يكون قاتلاً.

3- أعراض الغرق الجاف عند الأطفال والبالغين

لفت موقع WebMD إلى أن استنشاق وابتلاع الماء يمكن أن يهيّج بطانة الرئتين مسبباً تراكم السوائل فيها، مما يسبب حالة تسمى الوذمة الرئوية. ومن المحتمل أن تلاحظ أن طفلك أو الشخص البالغ المصاب يعاني من صعوبة في التنفس بعد الواقعة، وقد يزداد الأمر سوءاً خلال الـ24 ساعة التالية.

وتشكِّل تلك الحالة من الغرق نحو 2% فقط من حالات الغرق وفقاً لطبيب الأطفال جيمس أورلوفسكي.

ويمكن أن تشمل مضاعفات الغرق الجاف ما يلي:

  1. السعال المستمر بعد الواقعة.
  2. أزيز الصدر أثناء التنفُّس.
  3. الدوار والنعاس والتشوُّش.
  4. الشعور بألم في الصدر.
  5. صعوبة التنفس.
  6. الشعور بالتعب الشديد والإعياء.
  7. خروج رغوة من الفم أو الأنف.
  8. القيء.

كما قد يعاني الطفل أو البالغ المصاب من تغيّرات في السلوك مثل التهيُّج والانفعال غير المُبرر أو انخفاض مستويات الطاقة والخمول الشديد، مما قد يعني أن الدماغ لا يحصل على ما يكفي من الأوكسجين اللازم.

4- كيف يتم التعامل مع حالات الغرق الجاف طبياً؟

علاج إصابة الغمر بالماء، أو الغرق الثانوي الجاف، يعتمد بشكل أساسي على شدة أعراض المريض. ومن الضروري أن يتوجه الشخص، إذا ما عانى من أي من الأعراض السالف ذكرها، إلى قسم الطوارئ في أقرب مركز طبي لتلقي الرعاية اللازمة.

وبحسب موقع Parenting، يقوم الطبيب عادة بفحص العلامات الحيوية للشخص، وقياس مستوى الأوكسجين لديه، وقدرته على التنفس.

وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى مراقبة دقيقة، بينما في الحالات الأكثر خطورة، قد يقوم الطبيب بإجراء أشعة سينية على الصدر أو تزويده بقناع الأوكسجين لموازنة نسبته الواصلة للجسم.

من أعراض الغرق الجاف الإعياء والسعال وعدم القدرة على التنفس - iStock
من أعراض الغرق الجاف الإعياء والسعال وعدم القدرة على التنفس – iStock

وفي حالات فشل الجهاز التنفسي، والذي يحدث عندما يتعذر على الشخص التنفس بمفرده، يتم تقديم دعم إضافي – مثل تنبيبه (مدّه بأنابيب التنفس في الأنف) أو وضعه على جهاز التنفس الصناعي مباشرة.

ويكون الهدف هنا هو زيادة تدفق الدم في الرئتين وجعل الطفل أو الشخص البالغ المصاب يتنفس جيداً مرة أخرى. وجدير بالذكر أن فشل الجهاز التنفسي نادر الحدوث مع الغرق الجاف.

5- طرق الوقاية للأطفال والبالغين

وضّح موقع Medical News Today عدداً من الخطوات التي من شأنها الوقاية من مخاطر الغرق الجاف بدون ماء. وهي كالآتي:

  1. الإشراف المباشر على الأطفال، خاصة الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، عند تعرضهم لأي كمية من المياه.
  2. السباحة فقط في المناطق الخاضعة للإشراف مع وجود منقذ في الخدمة.
  3. اتباع تحذيرات سلامة رجال الإنقاذ.
  4. السباحة في مناطق معينة مثل حمامات أو شواطئ السباحة.
  5. إبعاد الرضع والأطفال الصغار عن أي مياه راكدة.
  6. الإشراف على الرضع والأطفال عند الشرب أو تناول أي سوائل.
  7. ارتداء سترات النجاة عند ممارسة الرياضات المائية.
  8. أخذ دروس السباحة وتعليم الأطفال السباحة منذ الصغر.
  9. تسييج حمامات السباحة الخاصة.
  10. تعلم الإنعاش القلبي الرئوي والسلامة المائية في حالة الإشراف المتكرر على الآخرين أثناء السباحة.
  11. لا تسبح وحدك واحرص دوماً على وجود شريك لك وأنت في المياه.
  12. لا تسبح أبداً أو تقترب من الماء عند شرب الكحول أو تعاطي المخدرات أو عند المعاناة من أي عرض من أعراض الإعياء أو الدوار أو تشوش الرؤية.
  13. الإشراف دائماً على الأطفال عند استخدامهم لأي نوع من الألعاب المائية.
تحميل المزيد