اكتشف العلماء أكثر من طفرة متحورة من فيروس كورونا، كانت أسرعها في الانتشار وأكثرها فتكاً تلك التي ظهرت في الهند، والتي جمعت طفرتين متحورتين، إذ أصابت في آخر 24 ساعة (26 أبريل/نيسان 2021 – تقرير CNBC) أكثر من 350 ألفاً، ليتجاوز عدد الإصابات الكلي 17 مليوناً في الهند وحدها.
الطفرات المتحورة لفيروس كورونا – الأساسية – ظهرت في بريطانيا، وجنوب إفريقيا، والبرازيل، والهند، وكل منها لها تأثيرها المختلف من ناحية سرعة الانتشار وشدة المرض، لهذا سنحاول التعرف على أبرز الطفرات المتحورة لفيروس كورونا.
الطفرات المتحورة لفيروس كورونا
البريطاني B.1.1.7
بداية ظهورها: ظهرت لأول مرة في المملكة المتحدة خلال سبتمبر/أيلول 2020، ومنذ 20 ديسمبر/كانون الأول 2020، أبلغت عدة دول عن تسجيل حالات سلالة B.1.1.7، بما في ذلك الولايات المتحدة.
صفات هذه السلالة: ترتبط بزيادة قابلية الانتقال، أي انتقال أكثر كفاءة وسرعة، كما ارتبطت بزيادة خطر الوفاة عن أي سلالات متحورة سبقتها، وفقاً لما أبلغ به علماء بالمملكة المتحدة في يناير/كانون الثاني 2021.
كيفية تأثرها باللقاح: لم تجد التقارير المبكرة أي دليل يشير إلى أن لها أي تأثير على شدة المرض أو فاعلية اللقاح، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC).
الجنوب إفريقي B.1.351
بداية ظهورها: تم تحديد هذه السلالة لأول مرة في خليج نيلسون مانديلا، بجنوب إفريقيا، في عينات تعود إلى بداية أكتوبر/تشرين الأول 2020، ومنذ ذلك الحين تم اكتشاف حالات خارج جنوب إفريقيا، في القارة الإفريقية، وخارجها وصولاً إلى الولايات المتحدة.
صفات هذه السلالة: لا يوجد حالياً أي دليل يشير إلى أن هذا البديل له أي تأثير على شدة المرض.
كيفية تأثرها باللقاح: تفترض بعض الدراسات أن لهذه السلالة طفرات قد تمنع عمل الأجسام المضادة بالشكل المعتاد، لكن لا يزال هناك حاجة لمزيد من البحث.
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن إحدى طفرات البروتين الشائك (E484K) قد تؤثر على التعادل في اللقاحات بواسطة بعض الأجسام المضادة متعددة ووحيدة النسائل (تجمع وظائف الجهاز المناعي الطبيعية لمحاربة الفيروس، الثانية تأتي من نسلية خلوية واحدة عكس الأولى).
البرازيلي P.1
بداية ظهورها: تم الإبلاغ عنها لأول مرة من قِبَل المعهد الوطني للأمراض المعدية في اليابان (NIID) باكتشاف أربعة مصابين مسافرين من البرازيل، تم أخذ عينات منهم أثناء الفحص الروتيني في مطار هانيدا خارج طوكيو، في ديسمبر/كانون الأول 2020.
صفات هذه السلالة: تحتوي سلالة P.1 على ثلاث طفرات في مجال ربط مستقبلات البروتين بالفيروس، وهو سريع الانتقال، إذ أفادت دراسة عن مجموعة من الحالات في ماناوس، أكبر مدينة في منطقة الأمازون، حيث تم تحديد السلالة في 42% من العينات المأخوذة من أواخر ديسمبر/كانون الأول 2020 في هذه المنطقة، وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 75% من السكان قد أصيبوا بفيروس كورونا في تلك الفترة، وذلك اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول 2020.
كيفية تأثرها باللقاح: لهذه السلالة طفرات قد تمنع عمل الأجسام المضادة بالشكل المعتاد، إذ توجد أدلة تشير إلى أن بعض الطفرات في سلالة P.1 قد تؤثر على قدرة الأجسام المضادة -الناتجة عن عدوى طبيعية سابقة أو من خلال التطعيم- في التعرف على الفيروس ومحاربته.
الهندي B.1.617
بداية ظهورها: اكتشفت في الهند، ويعود تاريخ أول عينة مكتشفة إلى أكتوبر/تشرين الأول 2020، واعتباراً من أواخر مارس/آذار بدأ انتشار الفيروس بين شريحة واسعة من المصابين، إذ اكتشف إصابة 15: 20% من الحالات في ولاية ماهاراشترا الهندية، فيما تكافح السلطات للسيطرة على انتشاره.
صفات هذه السلالة: تحاول السلطات الهندية مراقبة المتغيرات الجديدة "التي قد تظهر لتسبب أعراضاً أكثر خطورة أو قابلة للانتشار أسرع وأكثر عدوى من النسخة الأصلية للفيروس"، لكنها لم تحدد بعد إلى أي درجة وصل هذا الانتشار، وفقاً لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
لكن في 26 أبريل/نيسان تم رصد أكثر من 354 ألف حالة إصابة، وأكثر من 2800 حالة وفاة، خلال 24 ساعة فقط، في رقم قياسي سجلته الهند لليوم الخامس على التوالي، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات هناك إلى أكثر من 17.3 مليون، والوفيات إلى أكثر من 195 ألفاً، بحسب موقع World Meters.
كيفية تأثرها باللقاح: لم تجِب الدراسات الحالية على هذا السؤال بعد. لكن السلالة الهندية تتضمَّن 13 طفرة، ولكنها حصلت على هذا الاسم من طفرتين مشابهتين لتلك التي تظهر بشكلٍ منفصلٍ في السلالات الأخرى. في السلالات الأخرى، ترتبط طفرةٌ واحدةٌ بجعل الفيروس أكثر عدوى وأكثر تجنُّباً للأجسام المضادة، في حين أن الطفرة الأخرى تشبه تلك التي أظهرت علاماتٍ على قدرتها على تجنُّب بعض استجابات الجسم المناعية.