لقد أنجبت للتو طفلاً، وأصبحت الحياة مختلفة في كل شيء بدءاً من عادات التغذية والنوم، حتى الدورة الشهرية بعد الولادة ستكون مختلفة عن فترة الحمل، إذ سيحاول جسمك التأقلم مرة أخرى على حياة ما قبل الحمل، وذلك بعد شهر أو شهرين من الولادة، قد تعانين خلالهما من نزيف مستمر.
في الواقع، الدورة الشهرية بعد الولادة لن تعود إلى جدولها السابق مثل فترة ما قبل الحمل بسرعة، فقد تستغرق شهرين وربما أكثر، إذ يختلف هذا من شخص لآخر، وما إذا كنتِ ترضعين طبيعياً أم لا. ورغم ذلك قد تكون الدورة الشهرية بعد الولادة مختلفة عما اعتدتِه قبل الحمل.
دعونا نسمع آراء أطباء النساء والتوليد عما يتوقع أن تكون عليه شكل الدورة الشهرية أثناء الحمل وبعد الولادة.
عودة الدورة الشهرية بعد الولادة
بعد الولادة ستستخدمين طناً من الفوط الصحية بسبب نزيف الدم المستمر، ولمعلوماتك نزيف ما بعد الولادة ليس له أي علاقة بالدورة الشهرية، إذ يسمى هذا الدم الهُلابَة أو السائل النفاسي، وهي الإفرازات المِهبلية بعد الوِلادة التي تَحتوي على الدم والمُخاط وأنسجة الرحم التي تكونت أثناء الحمل، وتستمر عادةً بالنزول من 4 إلى 8 أسابيع بعد الولادة.
في البداية يكون لون الدم أحمر، ثم يتطور إلى اللون الوردي، ثم يتحول إلى اللون الأبيض المصفر، بعد هذا التقدم الذي يستغرق عادةً شهراً ونصف الشهر أو شهرين قد تلاحظين عودة دورتك الشهرية، والتي ستعود عموماً إلى اللون الأحمر الفاتح أو اللون الذي اعتدت رؤيته.
لكن طبيبة النساء والتوليد الأمريكية كاميليا فيليبس لفتت إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول قبل أن تعود الدورة الشهرية مرة أخرى، إذ يعتمد هذا على انتظام الرضاعة الطبيعية. إذ قالت: "كلما طالت فترة الرضاعة استغرقت دورتك الشهرية وقتاً أطول للعودة إلى الجدول الزمني. ذلك لأن الرضاعة الطبيعية تفرز هرموناً يسمى البرولاكتين، الذي يمكن أن يرسل رسالة إلى الدماغ لتأخير العملية الهرمونية الطبيعية للإباضة".
تضيف الطبيبة فيليبس لمجلة Women's Health الأمريكية: "انقطاع الدورة الشهرية أثناء الرضاعة يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى عام أو أكثر، ويختلف ذلك من امرأة لأخرى"، ويعتبر بعض الناس أن انقطاع الدورة الشهرية أثناء الرضاعة شكل من أشكال تحديد النسل (أي إذا كان عمر طفلك أقل من ستة أشهر ولا يأكل بعد، ولم تعد الدورة الشهرية)، وإن كان لا يعتبر طريقة آمنة لمنع الحمل.
لكن، حتى مع الرضاعة الطبيعية قد تعود الدورة الشهرية بشكل طبيعي لدى بعض النساء، وهذا لن يؤثر بأي شكل على إمدادات الحليب، لكن بمجرد عودتها يمكن أن تحملي؛ من المحتمل أن تبدأ الإباضة بانتظام بمجرد عودة دورتك الشهرية إلى موعدها.
كيف تصبح الدورة الشهرية بعد الولادة؟ وهل يزداد الألم؟
في أول دورة شهرية بعد الولادة قد تلاحظين أن الدم أصبح أثقل قليلاً مما اعتدتِ عليه، خاصة إذا كنت خضعتٍ لولادة قيصرية، هذا يعني أن الرحم لا يزال يحاول التخلص من بطانته التي تكونت أثناء الحمل، لذلك قد يخرج دم إضافي مع دم الدورة الشهرية، وفق موقع Health Line المتخصص بالمواضيع الطبية.
أما بالنسبة لتعب الدورة الشهرية فعادة لا توجد زيادة في الألم مع فترات الدورة الشهرية بعد الولادة عن قبل الحمل، لكن قد تأتي أول دورة شهرية مصحوبة بتشنجات أكثر شدة من المعتاد، وذلك بسبب محاولة جسدك التخلص من بطانة الرحم، مع تغير هرمونات جسمك بسبب الرضاعة.
قد ترين أيضاً جلطات دموية صغيرة، وهذا طبيعي في أول دورات شهرية بعد الولادة.
لكن عليك الحظر من هذه العلامات
في النهاية، هناك بعض الأمور التي تبدو طبيعية في الدماء التي تنزفينها بعد الولادة، سواء كان نفاساً أو دورة شهرية، وهناك أمور أخرى لا تعتبر كذلك، لذلك إن لاحظتِ هذه العلامات فمن المهم استشارة طبيب:
- نزيف حاد: من الشائع أن تعاني من نزيف حاد في غضون الأسبوعين الأولين بعد الولادة. ومع ذلك، إذا استمر ثقل الدم بعد فترة 6 إلى 8 أسابيع فاتصلي بالطبيب.
- جلطات كبيرة: تجلط الدم أمر طبيعي، ولكن إذا كانت الجلطات مصحوبة بنزيف حاد بشكل غير طبيعي وكانت أكبر من حبة الجوز فقد يكون ذلك مدعاة للقلق.
- الدوار أو الإغماء: إذا كنت تشعرين بالضعف أو الدوار أو الإغماء بشكل خاص خلال فترة ما بعد الولادة، فقد يكون ذلك بسبب النزيف الشديد، وقد يكون هذا علامة على فقر الدم، لذا تحدثي مع طبيبتك لإجراء فحص دم.
- إفرازات كريهة الرائحة، وارتفاع درجة الحرارة، وصداع شديد، وصعوبة في التنفس، وألم أثناء التبول، كلها علامات عليكِ ألا تتجاهليها واستشيري طبيبك فوراً.