عندما ييأس الأزواج من إمكانية الحمل الطبيعي، يفكرون في الإخصاب المعملي علَّه يقربهم خطوة من إنجاب طفل. وإن لم تُرزق بعد بالطفل، فهناك أشياء يجب أن تعرفها قبل القيام بعملية أطفال الأنابيب، حتى تدرك أبعاد وتبعات هذه العملية، ومدى قدرتها على مساعدتك في تحقيق حلمك الكبير.
القيام بعملية أطفال الأنابيب يعني دخول تجربة نفسية وعاطفية ومالية ليست بسيطة، وستؤثر قطعاً على جميع جوانب حياتك أنت وزوجك، والاستماع لمن خاض التجربة أو الأطباء المتخصصين ربما يجعلك أكثر وعياً بجميع أبعاد العملية، لهذا بحثنا عن تجارب وآراء نساء خضعن عملية أطفال الأنابيب، وأطباء متخصصين في الحقن المجهري، لتسهل عليكم خوض تجربة الإخصاب في المختبر (IVF).
أشياء يجب أن تعرفها قبل القيام بعملية أطفال الأنابيب
1- تتطلب من الوقت والعمل
عملية أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر أو الحقن المجهري عملية طويلة تحتاج لزيارات متعددة للطبيب، كما قالت المدير الطبي لأحد مراكز الخصوبة والطب التناسلي، هايلاند بارك لمجلة Parents الأمريكية.
لذلك على الأزواج أن يكونوا صبورين. إذ تحتاج السيدة إلى تناول أدوية الخصوبة (غالباً تكون حقناً) لمدة 10 إلى 12 يوماً لتحفيز المبايض لإنتاج بويضات متعددة، وخلال ذلك الوقت، سيتعين عليها الذهاب إلى مكتب الطبيب لإجراء فحوصات الدم والموجات فوق الصوتية يومياً تقريباً.
بمجرد الانتهاء من مرحلة التحفيز، سيقوم الطبيب بإزالة البويضات من المبيضين (تحت التخدير) ودمجها مع الحيوانات المنوية لشريكك في المختبر. بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من استخراج البويضات، ستتم إعادة جنين واحد أو أكثر إلى رحمك (قد يتم تجميد بويضات مخصبة لدورات التلقيح الاصطناعي المستقبلية)، ثم بعد أسبوعين سيحدد الطبيب ما إذا كان التلقيح الاصطناعي يعمل، أم هناك حاجة لتجربة أخرى.
هذا يعني أن عملية التخصيب قد تأخذ وقتاً من 37 يوماً إلى 43 يوماً حتى يعرف الطبيب ما إن كانت ستنجح. لكن هذا منذ بدء عملية التخصيب، لأن هناك إجراءات وفحوصات أخرى قد تسبق هذه المرحلة.
وقد مرت غابرييل شيفر (41 عاماً) بخمس دورات تلقيح اصطناعي ونقل بويضة مجمدة قبل أن تنجب ابناً. لكنها تتذكر أنها صُدمت عندما لم ينجح الأمر في المرة الأولى، وقالت لموقع What to Expect المتخصص بمواضيع الحمل والأمومة: "كنت أتمنى لو علمت أنه لا توجد ضمانات وأن الرحلة يمكن أن تكون طويلة جداً، وأن علي التحمل والصبر حتى لا تتأثر صحتي النفسية".
لذلك، لا داعي أن تشعركم التجربة الأولى بالإحباط، فقد تستمر المحاولات سنوات قبل تحقيق حلم الإنجاب، ولكن المهم هو مدى استعدادك عاطفياً ومادياً لإكمال التجربة.
2- يجب فحص صحتك مسبقاً
"إن تحقيق وزن صحي، والإقلاع عن استخدام التبغ وغيره من المواد التي تؤثر على الصحة عموماً يمكن أن يحسن بشكل كبير معدلات نجاح التلقيح الاصطناعي"، كما يقول طبيب الحقن المهجري ديدري، وتزداد المتابعات العلاجية مع من يعانين من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، إذ يجب أن تكون هذه النسبة معتدلة قبل محاولة الحمل.
3- جزء من نجاح العملية يقع على عاتق الطبيب، واحذروا "خلط الأجنة"!
لا نصيحة في هذا الشأن أهم من نصيحة سيدة (أمريكية تدعى سارة شنايدر) أجرت أكثر من 11 عملية أطفال الأنابيب قبل أن تحمل في سن الـ36 وتلد أول أطفالها. سارة نصحت مستخدمي موقع What to Expect المتخصص بمواضيع الحمل والأمومة بالبحث عن الطبيب الماهر المناسب قبل خوض التجربة كلها.
إذ بدأت سارة هي وزوجها مع طبيب خصوبة لم تكن تعرف عنه الكثير، ولم تنجح تجربتهم، ثم تحولت إلى طبيب معروف على نطاق واسع لكونه أفضل متخصص في الخصوبة في شيكاغو؛ حيث تعيش، وما زال غير ناجح، ثم ذهبت في النهاية إلى مركز كولورادو للطب التناسلي (CCRM) في دنفر، وهناك تحقق حلمها.
سارة نصحت بسؤال جيد عن الطبيب ومعرفة مراجعات عيادته أو المستشفى التي يعمل بها قبل الذهاب له، وقالت أيضاً إن هناك عوامل أخرى مثل مستوى الراحة والعناية بالمرضى قد تهمك حتى تخفف من أعباء الرحلة عنك وعن زوجك.
أيضاً نقطة أخرى مهمة بخصوص أهمية السؤال على سمعة العيادة، أن بعض العيادات تتعامل مع الأمر دون أي أخلاقية وقد تقوم بخلط الأجنة. ففي يوليو/تموز 2019، احتل زوجان من مدينة نيويورك عناوين الصحف بعد أن استخدمت عيادة الخصوبة أجنة زوجين آخرين لإجراء عملية التلقيح الصناعي، وأدركوا الخطأ بعد ولادة توأمين من جنس مختلف.
4- ستعاني من آثار جانبية
تذكري أنك ستمتلئين بالهرمونات، لذا توقعي أن تشعري بمزيد من العاطفة المتقلبة خلال دورة التلقيح الاصطناعي، وقد تحدث أيضاً آثار جانبية جسدية طفيفة مثل الضغط والتشنج أو الانتفاخ في منطقة الحوض وعدم الراحة من حقن الخصوبة، كما قال ديفيد ديز، أخصائي الغدد الصماء الإنجابية وخبير الخصوبة في مركز إخصاب في كاليفورنيا.
في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التلقيح الاصطناعي في متلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS)، والتي تحدث عندما تتسبب أدوية الخصوبة في جعل المرأة تفرز الكثير من البويضات. يمكن أن تشمل الأعراض زيادة الوزن، والألم الشديد أو التورم في البطن، والدوخة، وضيق التنفس، والغثيان، والقيء.
5- قد يكون لديك خيار لاختيار جنس المولود
تريدان صبياً أم فتاة؟ بعض دورات التلقيح الاصطناعي قد تتضمن اختباراً جينياً قبل الزرع، والذي يفحص الأجنة بحثاً عن عيوب الكروموسومات، وجزء من تقرير الكروموسوم هذا يتضمن جنس الأجنة، ما قد يسهل الإخصاب بجنس محدد، كما تقول سوزان هدسون، طبيبة الغدد الصماء التناسلية في مركز تكساس للخصوبة.
ستسمح لك بعض العيادات باختيار الجنس الذي تفضلان زرعه، في حين أن البعض الآخر لا يفعل ذلك ولن يقوم إلا بنقل أفضل الأجنة، لهذا فهي نقطة أخرى تؤكد أهمية البحث الجيد قبل اختيار الطبيب أو المركز الذي ستجرون فيه العملية.
6- أرجوك، أرجوك.. لا تحبط!
يكفيك الإبر والهرمونات التي تدخل جسدك، والتكلفة المادية، والتجربة الصعبة. لذلك لا داعي أن يزداد الحمل بحالة نفسية صعبة، هناك ملايين قبلك وبعدك أجروا وسيجرون هذه العملية وكثيراً ما تنجح، لكن أهم شيء هو حالتك أنت وزوجك النفسية، خصوصاً مع المحاولات المتعددة.
بالنسبة إلى ريبيكا سنو (36 عاماً) التي خضعت لخمس عمليات إخصاب وثلاث دورات نقل أجنة مجمدة، كان الجزء الأصعب هو مشاهدة كل من حولها يستمرون في الحمل أثناء معاناتها، تتذكر والدة الطفلة التي تبلغ من العمر الآن 6 سنوات مدى الألم في كل مرة يسألها أحدهم عن موعد إنجابها.
فيما أشارت أم أخرى أجرت 3 عمليات حقن مجهري، و3 دورات نقل أجنة مجمدة، لـموقع What to Expect إلى نقطة أخرى مهمة، وهي عدم مراعاة أحد الزوجين لمشاعر الآخر وما يتحمله من ضغوط هو أيضاً، وقد ينشئ هذا شجارات ومشاكل يمكن تجنبها من البداية.
ولا بأس إن قررتما الذهاب إلى متخصص سلوكي ونفسي بين كل عملية وأخرى لمساعدتكما على تجاوز هذه المرحلة دون أي عواقب عاطفية سيئة.
7- هناك خطر ضئيل بحدوث مضاعفات الحمل أو الولادة
زرع أكثر من جنين واحد أثناء التلقيح الاصطناعي يزيد من فرصك في الحمل بمضاعفات الحمل، مثل الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، أو قد يولد الطفل بتشوه، لكن نسبة حدوث ذلك ضئيلة ولا تتجاوز 2%. وعموماً، لتقليل هذا الخطر، يفضل أطباء الخصوبة إجراء فحص جيني على الأجنة ثم نقل واحدة فقط إلى رحمك.
8- العملية مكلفة مادياً
دورة واحدة من التلقيح الاصطناعي قد تكلف الكثير (تزيد عن 12000 دولار في أمريكا)، لهذا من المهم معرفة تفاصيل أكثر عن إمكانية أن يغطي التأمين الصحي في بلدك جزءاً من الاختبارات وخطوات العملية، وظل على استعداد لتحمل أعباء العملية مادياً.
9- عملية أطفال الأنابيب لا تضمن حدوث الحمل، ولكن لا تفقد الأمل
لسوء الحظ، قد لا تعمل عملية أطفال الأنابيب مع الجميع. يحمل بعض الأشخاص من المرة الأولى، ويحتاج البعض الآخر إلى تكرار العملية أكثر من مرة حتى تنجح، وبعض الأزواج لا ينجحون حتى بعد عدة محاولات.
قد يعتمد نجاح العملية على عمرك، فوفقاً لأحدث البيانات الوطنية من جمعية تكنولوجيا الإنجاب المساعدة (SART)، كان معدل نجاح التلقيح الاصطناعي للنساء تحت الـ35 عاماً 48%، لكن النسبة انخفضت إلى 3% فقط للنساء فوق سن 42.
يمكن أن تساعدك حاسبة الخصوبة من SART في توقع فرصك في النجاح بناءً على حالتك الشخصية وتشخيص الخصوبة.إذا كانت احتمالات حدوث الحمل من خلال التلقيح الاصطناعي منخفضة (أو كنت قد جربت بالفعل دورة أو اثنتين دون جدوى)، فلا تيأسي، هناك خيارات أخرى يجب وضعها في الاعتبار، بما في ذلك استخدام بويضات متبرعة وأجنة مانحة من العائلات التي استخدمت التلقيح الاصطناعي وتبرعت بأجنتهم الاحتياطية.
مع كل أمنياتنا لكم بأن تكون التجربة سهلة وسريعة وناجحة!