من أجل نموّه السليم، يحتاج طفلك بكل تأكيدٍ الحديد الذي ينتج مادة الهيموغلوبين في الدم، والتي تدخل في تكوين خلايا الدم الحمراء.
لكن هل تعرفين المعلومات الكافية عن هذا الموضوع؟ في هذا التقرير، سنوضح أكثر متى يتم إعطاء الأطفال الحديد، وما عوارض النقص عندهم، وما هي الجرعة المناسبة التي يحتاجونها.
لنفهم في البداية، كم يحتاج الطفل من الحديد؟
الأطفال الذين لم يولدوا مبكراً يملكون مخازن من الحديد، قاموا بتخزينها من غذاء الأم خلال وجودهم في الرحم.
هذا يعني أن أولئك الأطفال، خلال الأشهر الستة الأولى من عمرهم، وفي حال اعتمادهم على الرضاعة الطبيعية الخالصة، سيحصلون على الحديد من حليب الأم.
في حال لم تكن الرضاعة الطبيعية خياراً للطفل، يجب اختيار الحليب الصناعي المدعم للحديد.
بعد الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، من المهم البدء بإدخال الأطعمة الصلبة إلى نظامه الغذائي، والتركيز على تلك التي تحتوي على الحديد.
ومن أين يحصل الأطفال على الحديد؟
هناك نوعان من الحديد، وهما حديد هيم: الموجود في اللحوم ويقوم الجسم بامتصاصه بسهولة، وحديد نباتي ويكون امتصاصه بالجسم أصعب قليلاً مقارنة بالأول.
أما مصادر الحديد المختلفة، فتشمل:
- اللحوم بأنواعها
- السمك
- البيض
- حبوب الإفطار والخبز
- البقوليات
- بعض أنواع الخضراوات مثل السبانخ والبروكلي.
ومن أجل زيادة كفاءة امتصاص الحديد في الجسم، من المهم أن يترافق تناوله مع فيتامين سي، الموجود في البرتقال والطماطم والفلفل الرومي.
وما هي أسباب نقص الحديد عند الأطفال؟
يمكن تحديد الأسباب التي تؤدي إلى نقص الحديد بحسب الفئات العمريّة كما يأتي:
أقلّ من 6 أشهر: يتزوّد المواليد الجددُ بمخزونهم من الحديد في رحم الأم، وهذا يدلّ على أنّ تغذية الأم في أثناء فترة الحمل مهمّةٌ للطفل، ولذلك فإنّ الأطفال الذين ولدوا ولادةً مبكرةً، أو كانوا يعانون نقص الوزن يكونون أكثر عرضةً للإصابة بنقص الحديد، ويمكن أن يحتاجوا مكمّلات الحديد حسب وصف الطبيب.
الأطفال بعمر 6-12 شهراً: يبدأ مخزون الحديد بالانخفاض في النصف الثاني من العام الأول للطفل، ولذلك فإنّ عدم تناوله كمياتٍ كافيةً من الغذاء الغنيّ بالحديد في هذا العمر قد يؤدّي إلى الإصابة بنقصٍ في الحديد، ويجدر الذكر أنّه بإمكان الطفل الذي تجاوز 6 أشهر من العمر، تناول وجبتين من الحبوب المدعّمة بالحديد الخاصّة بالأطفال، كما يمكنه تناول اللحم المهروس مع أغذيةٍ أخرى، ومن الممكن أن يؤدي تأخّر تقديم الطعام الصّلب للطفل إلى إصابته بنقص الحديد.
الأطفال بعمر 1-5 سنوات: يمكن أن يؤدي الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فترةً طويلة وعدم تناول الطفل للطعام إلى نقص الحديد؛ حيث يحتوي حليب الأمّ على كميّة قليلة منه، ومن ناحية أخرى فإنّه يمكن تقديم أنواع الحليب المختلفة للأطفال بعد عمر السنة، ومن هذه الأنواع؛ الحليب البقري، وحليب الماعز، وحليب فول الصويا، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ الأطفال الذين يفضلون تناول الحليب بدلاً من الوجبات الرئيسيّة يكونون أكثر عرضةً للإصابة بنقص الحديد.
المراهقون: تُعدّ الإناث المراهقات أكثرَ عرضةً للإصابة بنقص الحديد، بسبب طفرة النموّ في سن البلوغ، وفقد الحديد في أثناء الحيض، ونقص التغذية باتّباع أنظمة غذائيّة معيّنة.
أعراض نقص الحديد.. هل يحتاج طفلي مكملات الحديد؟
تظهر معظم أعراض نقص الحديد بعد إصابة الطفل بأنواع الأنيميا (بفقر الدم) الناجم عن عوز الحديد، لذلك فإنّه إذا عانى الطفل أياً من عوامل خطر الإصابة بنقص الحديد تجب مراجعة الطبيب، وهنالك عدّة أعراض ترتبط بنقص الحديد، منها ما يلي:
- التعب الشديد.
- بطء النمو.
- فقدان الشهيّة.
- شحوب الجلد.
- سرعة التنفس بشكلٍ غير اعتياديّ.
- ظهور المشاكل السلوكية.
- الرغبة في تناول مواد غير مغذّية؛ كالنشا، أو الثلج، أو الطلاء، أو الأوساخ.
- الإصابة بالعدوى بشكلٍ متكرّر.
كيف تعالجين نقص الحديد عند الأطفال؟
إنّ أول خطوة لعلاج نقص الحديد عند الأطفال هي تشخيص السبب الذي أدّى إلى الإصابة بهذه المشكلة، ومعالجتها، ومن الطرق التي تساعد على علاج نقص الحديد عند الأطفال ما يأتي:
تحسين تغذية الأطفال: وذلك عن طريق تقديم المعلومات الكافية للأطفال وعائلاتهم، بهدف تعويض نقص الحديد.
ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن إيجاد هذا المعدن في الطعام بشكلين مختلفين؛ وهما الحديد الهيمي، وغير الهيمي، حيث إنّ الحديد الهيمي يكون في المصادر الحيوانية كاللحوم، ويعتبر امتصاصه أفضل بكثيرٍ من النوع الثاني.
أمّا الحديد غير الهيمي فإنّ امتصاصه يكون أقلّ، ويتوافر في المصادر النباتيّة، كما يتأثر امتصاصه بدرجة حموضة الطعام، والمواد الغذائيّة الأخرى، لذلك فإنّه يجب زيادة اللحوم والأطعمة الغنيّة بالحديد في النظام الغذائي للمصابين بنقصه.
ومن الأطعمة الأخرى الغنيّة بالحديد؛ البقوليات، والبيض، والخضراوات الخضراء، والفواكه المجفّفة، كما يُنصح بإضافة فيتامين ج إلى مصادر الحديد النباتية لزيادة امتصاصه.
استخدام مكمّلات الحديد: يُفضّل علاج نقص الحديد بتناول مكمّلاته عن طريق الفم؛ حيث إنّ آثاره الجانبيّة قليلة، وتكلفته المالية معتدلة، ويتوافر على شكل حبوب أو شراب، كما يوجد بعدّة أشكال، منها الحديد ثنائي التكافؤ، أو الحديد ثلاثيّ التكافؤ، وعادةً ما تتراوح الجرعة العلاجية من الحديد بين 3-6 مليغرامات/كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم، ويُفضّل تناوله قبل تناول الطعام بساعة، أو بعده بساعتين، للتأكد من تجاوب المريض للعلاج.
استخدام الحقن: يمكن استخدام العلاج بالحقن في الوريد أو العضل لعلاج نقص الحديد، لكنّ هذه الطريقة يمكن أن تكون لها بعض الآثار الجانبيّة؛ كالحساسية، وانخفاض ضغط الدم، وآلام البطن، والتقيؤ، كما أنّ تكلفتها الماديّة أكبر، وتجدر الإشارة إلى أن العلاج بالحقن لا يرفع الحديد بشكل أسرع من المكمّلات التي تؤخذ عن طريق الفم.
للوقاية من نقص الحديد عند الأطفال
توجد بعض التوصيات التي يُنصح فيها للتقليل من خطر إصابة الطفل بنقص الحديد، ونذكر منها:
الأطفال الرضّع: من الممكن البدء بإعطاء مكمّلات الحديد للطفل عندما يصل عمره إلى أربعة أشهر، ويجب الاستمرار في ذلك حتى يصبح قادراً على تناول وجبتين غنيّتين بالحديد على الأقلّ، كاللحوم المهروسة، والحبوب المدعّمة بالحديد، ولكن يجب الانتباه إلى أنّه إذا كان الطفل يرضع رضاعةً طبيعيّة، ويتناول حليب الأطفال الصناعيّ المدعّم بشكل أكبر، فيجب التوقف عن إعطائه المكمّلات.
الرُّضّع الخُدّج: حيث يُنصح بالبدء بإعطاء مكمّلات الحديد للرُّضّع الذين وُلدوا ولادةً مبكرةً عندما يُصبح عمرهم أسبوعين، والاستمرار في إعطائهم هذه المكمّلات حتى عمر السنة في حال كانت تغذية الطفل معتمدةً على الرضاعة الطبيعيّة، ولكن يجب إيقاف استخدام هذه المكمّلات في حال استخدام الحليب الصناعيّ.
تقديم الأطعمة الغنيّة بالحديد للأطفال: وعادةً ما يبدأ ذلك عندما يكون عمر الأطفال 4-6 أشهر، ومن هذه الأطعمة: الحبوب المدعّمة، والفاصولياء المهروسة، واللحوم المهروسة، أمّا الأطفال الأكبر سنّاً فيمكن إطعامهم اللحوم الحمراء، والأسماك، والدجاج، والخضراوات الورقية، والفاصولياء.
التحسين من امتصاص الحديد: وذلك بإعطاء الطفلِ الأطعمةَ الغنيّة بفيتامين ج، الذي يزيد قدرة الجسم على امتصاص الحديد في الجسم، ومن المصادر الجيّدة لهذا الفيتامين: الشمام، والفراولة، والفواكه الحمضيّة، والخضراوات الخضراء، والطماطم.
الاعتدال في شرب الحليب: يجب الحرص على ألّا يشرب الطفل في عمر 1-5 سنوات أكثر من 710 مليلترات من الحليب في اليوم.