نسمع عنها كثيراً، وتستخدمها أمهاتنا في الطعام، لكن لا نعرف ما فوائدها حقاً. إنها الحلبة، التي سنتحدث اليوم عنها في موضوعنا وعن فوائدها وأضرارها أيضاً.
هي بذور جافّة من الفصيلة البقوليّة، وهي من البذور المعروفة منذ القدم، وموطنها الأصلي قارة إفريقيا، وقد انتشرت زراعتها في الكثير من الأماكن ولم نستغن عن استخدامها حتى وقتنا الحالي
وتحتوي الحلبة على مواد صابونيّة مثل الديوسجنين، وتحتوي أيضاً على مواد بروتينيّة، ودهون، وفيتامينات، ومواد معدنيّة، وتعتبر حبوب الحلبة سلطانة الأدوية.
وتعدّ من أهم وأنفع الحبوب لأنها تستخدم لعلاج الكثير من الحالات مثل: حالات الإسهال، والصرع، وبعض الأورام، وآلام الصدر، وعلاج مشاكل البشرة جميعها، والتخلص من مشكلة النحافة.
يعود أصل الحلبة إلى منطقة البحر الأبيض المُتوسِّط، وجنوب أوروبا وغرب آسيا. وتُستخدَم البذور في الطهي، وبعض الاستخدامات العلاجيّة، كما يتمّ استخدامها لإخفاء نكهة بعض الأدوية؛ إذ تُشبه نكهة بذور الحلبة نكهة شراب القيقب، علماً أنّه يتمّ تناول أوراق الحلبة كالخضراوات في الهند.
فوائد الحلبة
كانت الحلبة منذ القِدَم جُزءاً من الطبّ البديل، وفي هذه الأيّام تُستخدَم الحلبة كمُكمِّلات غذائيّة؛ لما تمتلكه من فوائد، ومنها:
- تساعد على زيادة إفراز الحليب: قد يُسبِّب عدم إفراز حليب الأمّ بشكل كافٍ للرضيع بعض المشاكل؛ حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ شُرب الأمّ لشاي الحلبة زادَ من إنتاج حليب الثدي، ممّا يساعد الرضَّع على اكتساب الوزن، والجدير بالذكر أنّه يمكن لمُكمِّلات الحلبة أن تمتلك تأثير شاي الحلبة نفسه في حليب الأم.
- تُؤثِّر في مستويات التستوستيرون عند الرجال: حيث أشارت إحدى الدراسات التي شارك فيها رجال تناولوا 500 مليغرام من الحلبة يوميّاً، مع ممارسة تمارين رفع الأثقال، لمدّة ثمانية أسابيع، إلى أنّ هناك نقصاً في دهون الجسم بنسبة 2%، وزيادة في التستوستيرون (بالإنجليزيّة: Testosterone) لدى الأشخاص الذين تناولوا الحلبة مُقارنةً بغيرهم.
- تساعد على التحكُّم في مرض السكّري: أشارت إحدى الدراسات التي شارك فيها مرضى السكّري من النوع الأوّل، والذين أُضِيف 50 غراماً من مطحون بذور الحلبة إلى وجبة الغداء، والعشاء الخاصّة بهم لمدّة 10 أيّام، إلى أنَّ هناك تحسُّناً بنسبة 54% في فَحص سُكّر البول خلال 24 ساعة، بالإضافة إلى أنَّ هناك انخفاضاً في الكولسترول الكُلّي، والبروتين الدُّهني المنخفض الكثافة، والذي يُعرَف اختصاراً بـ(LDL)، وفي دراسة أُخرى شارك فيها أشخاص أصحّاء، تبيَّن أنّ هناك انخفاضاً في مستويات سُكّر الدم بنسبة 13.4% بعد أربع ساعات من تناول الحلبة.
- تساعد على تقليل الشهيّة: وجدت ثلاث دراسات أنَّ الحلبة قلَّلت من كمّية الدُّهون المُتناولة، كما قلَّلت من الشهيّة.
- تُقلِّل من حرقة المعدة: حيث أظهرت دراسة شارك فيها أشخاص يعانون من حرقة المعدة بشكل مُتكرِّر أنّ الحلبة تُقلِّل من الأعراض، ولها تأثير يشبه الأدوية المُضادّة للحموضة.
- تُقلِّل من آلام الطمث: حيث إنّ تناول 1800-2700 مليغرام من مسحوق بذور الحلبة ثلاث مرّات في اليوم، في الأيّام الثلاثة الأولى من الدورة الشهريّة، ثمّ تناول 900 مليغرام منه ثلاث مرّات في اليوم، في الدورتين التاليتَين لها يُقلِّل من الألم، كما يُقلِّل من الحاجة لاستخدام المُسكِّنات.
القيمة الغذائيّة للحلبة
يُبيِّن الجدول الآتي القيمة الغذائيّة في 100 غرام من حبوب الحلبة:
العنصر الغذائي: الماء
القيمة: 8.84غ
العنصر الغذائي: السعرات الحرارية
القيمة: 323 سعرة
العنصر الغذائي: البروتين
القيمة: 23 غراماً
العنصر الغذائي: الكربوهيدرات
القيمة: 58.35 غرام
العنصر الغذائي: الألياف
القيمة: 24.6 ملغم
العنصر الغذائي: الكالسيوم
القيمة: 176 ملغم
العنصر الغذائي: الحديد
القيمة: 33.53 ملغم
العنصر الغذائي: المغنيسيوم
القيمة: 191 ملغم
العنصر الغذائي: الفسفور
القيمة: 296 ملغم
العنصر الغذائي: البوتاسيوم
القيمة: 770 ملغم
العنصر الغذائي: الصوديوم
القيمة: 67 ملغم
العنصر الغذائي: الزنك
القيمة: 2.50 ملغم
العنصر الغذائي: فيتامين سي
القيمة: 3 ملغم
وهل هناك أضرار للحلبة؟
يُعَدُّ تناول الحلبة بالكمّيات الموجودة في الغذاء آمناً لغالبيّة الأشخاص، كما يمكن أن تكون آمنة عند تناولها بكمّيات دوائيّة لمدّة تصل إلى ستّة أشهر.
وقد تُسبِّب بعض الأعراض الجانبيّة، مثل: الإسهال، واضطراب المعدة، والانتفاخ، والغازات، والدوخة، والصداع، واحتقان الأنف، والسعال، والصفير، وانتفاخ الوجه، ورائحة تشبه شراب القيقب في البول، وقد تُسبِّب تفاعلات حساسيّة شديدة عند الأشخاص مُفرِطي الحساسيّة.
وهناك مجموعة من الحالات التي يجب الحذر منها عند استخدام الحلبة، ومنها:
- الحمل: يُعتبَر تناول الحلبة بكمّيات أكبر من الموجودة في الغذاء غير آمن في فترة الحمل؛ حيث قد تُسبِّب تشوُّهات للجنين، بالإضافة إلى حدوث انقباضات مُبكِّرة، وتناول الحلبة قبل فترة قصيرة من الولادة قد يُسبِّب ظهور رائحة غريبة للرضيع، والتي قد تتشابه مع أعراض مرض البول القيقبيّ.
- الرضاعة: تُعَدُّ الحلبة آمنة عند تناولها في فترة الرضاعة؛ حيث تساعد على زيادة تدفُّق الحليب في فترة قصيرة، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ تناول 1725 مليغراماً من الحلبة ثلاث مرّات يوميّاً لمدّة 21 يوماً، لا تُؤدّي إلى ظهور أيّة أعراض جانبيّة على الرضَّع.
- الأطفال: يُعتبَر تناول الحلبة غير آمن للأطفال، وقد أظهرت بعض التقارير ارتباطاً بين تناول شاي الحلبة، وفقدان الوعي عند الأطفال، علماً أنّه قد تظهر رائحة تشبه شراب القيقب عند شُرب الأطفال الذين يشربون شاي الحلبة.
- الحساسيّة تجاه العائلة البقوليّة: إذ تبيَّن أنَّ الأشخاص المُصابين بالحساسيّة تجاه نباتات من العائلة البقوليّة، مثل: فول الصويا، والفول السودانيّ، والبازلاء، قد تُسبِّب لهم الحلبة الحساسيّة.
- مرض السكّري: حيث إنّ الحلبة قد تُؤثِّر في مستويات السكّر في الدم لمرضى السكّري؛ ولذا يُنصَح مرضى السكّري عند تناول الحلبة بمراقبة مستويات سُكّر الدم، وأعراض انخفاض السكّر أيضاً.
وصفات باستخدام الحلبة
1- نضع ملعقة صغيرة من الحلبة في كوب من الماء ونتركها لمدة ساعتين، ثمّ نقوم بشربها قبل وجبة الطعام حيث تعمل على فتح الشهية.
2- نقوم بوضع ملعقة صغيرة من الحلبة المطحونة، ونضيف ملعقة كبيرة من العسل ثمّ نخلطها جيّداً، ونتناولها ثلاث مرّات باليوم على فترات، وهذه الخلطة تعمل على علاج تقرّحات المعدة.