الأرز من الكربوهيدرات، لذلك يخشاه الكثيرون، ويتجنبون إدراجه في النظام الغذائي لتجنب اكتساب الدهون.
في هذا الصدد، أثارت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحيل لخداع الدماغ والمعدة.
على سبيل المثال، تقترح صفحة Futurlife استبدال الأرز بما يسمونه colirroz، وهو قرنبيط تم بشره حتى بدا مثل الأرز، ويُقدّم مقلياً مع الثوم والتوابل.
ومع ذلك، ليس هناك داعٍ للتهويل؛ فالأرز غذاء طبيعي يمنحنا الطاقة ويتوافق مع النظام الغذائي الصحي وفقاً لموقع El Español الإسباني.
نوعان من النشا
بعض الناس يوصون بتناول الأرز الكامل أو البنيّ لأنه يحتوي على مؤشر جلايسيمي أقل، وهذا يعني أن السكر يتحلل ببطء ويطلق الجلوكوز بشكل تدريجي للدم.
ولكن الأرز الأبيض أيضاً منتج إيجابي، حتى إنه يحتوي على عدد أقل من الملوثات من الأرز البُنّي عند إزالة القشور.
ووفقاً لاتحاد التغذية الإسبانية FEN، فإن 100 غرام من الأرز يساوي 380 سعرة حرارية وتتألف كل مكوناته تقريباً من الكربوهيدرات.
نوع الكربوهيدرات الموجود في الأرز هو النشا، ويوجد في الأرز نوعان منه: أحدهما سهل الهضم والآخر مقاوم.
النوع الأول يتحول إلى جلوكوز وسكريات بسيطة يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، والثاني، النشا المقاوم، يظل سليماً ويتخمّر في القولون.
يُستخدم الجلوكوز والسكريات البسيطة التي تنتج عن النشا القابل للهضم على الفور لتوليد الطاقة.
لكن هناك جزء لا يُستخدم ويتحول إما إلى جليكوجين، وهي مادة يتم تخزينها في الكبد والعضلات ويمكن تحويلها مرة أخرى إلى جلوكوز، أو يتحول إلى دهون، مما يسبب زيادة وزن المستهلِك.
أعلنت الجمعية الكيميائية الأمريكية American Chemical Society في إحدى محاضراتها الإيضاحية عن طريقة ثورية لطهي الأرز وتقليل تأثيره المتعلِّق بزيادة الوزن.
يؤكد الباحثون الذين توصلوا إلى هذا النظام أنه يمكن تخفيض عدد السعرات الحرارية بين 50 و 60%.
يكمن السر في زيادة نسبة النشا المقاوم لنسبة النشا القابل للهضم.
الطريقة المثالية للطهي
للقيام بذلك، يجب عليك اتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: إضافة ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند إلى الماء المغلي ثم نصف كوب من الأرز، ثم تركه لينضج لمدة 40 دقيقة، أو 20 أو 25 دقيقة على نار عالية.
أخيراً، يُترك الأرز ليبرد لمدة 12 ساعة في الثلاجة.
تولد هذه العملية عشرة أضعاف النشا المقاوم أكثر من الطريقة التقليدية، وعند تسخين الأرز تظل كمية النشا المقاوم كما هي.
في الواقع، هناك تفسير علمي لهذه الحيلة السحرية.
يخترق زيت جوز الهند حبيبات النشا مما يزيد من مقاومتها لعمل الإنزيمات الهاضمة.
يزيد التبريد لمدة 12 ساعة أيضاً من مقاومة النشا، لأنه يعزز التركيب الجزيئي للأرز، وكلما زادت مقاومة النشا قلت نسبة الجلوكوز التي تُمتص في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي سيستهلك الجسم كمية أقل من السعرات الحرارية.
ينتمي القائمون على هذا البحث إلى كلية العلوم الكيميائية في كولومبو، سريلانكا.
وكان الدافع الرئيسي لهذه الدراسة هو تقليل الوزن الزائد والسمنة في البلدان النامية، التي يعتبر الأرز أساس النظام الغذائي في العديد منها، وكما هو الحال في البلدان المتقدمة، فهو يزيد من استهلاك الدهون والسكريات، بالإضافة إلى نمط الحياة المستقر.