لا أعاني الإرهاق أو التعب ولكن لدي هالات سوداء.. هذه هي أسبابها المختلفة وكيفية التعامل معها

على الرغم من أن أسهل شيء هو إلقاء اللوم على قلة النوم، فهذا ليس سوى سبب من بين عدة أسباب يمكن أن تسهم في ذلك المظهر غير المرغوب فيه تحت العينين

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/13 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/12 الساعة 20:41 بتوقيت غرينتش
a woman looking at a hand mirror worries about dark circles under the eyes.

من المحتمل أن نعاني من هالات سوداء من وقت لآخر، وعلى الرغم من أن أسهل شيء هو إلقاء اللوم على قلة النوم، فهذا ليس سوى سبب من بين عدة أسباب يمكن أن تسهم في ذلك المظهر غير المرغوب فيه تحت العينين؛ وفقاً لما نشرته النسخة الإسبانية لموقع huffingtonpost الأمريكي.

في حديثها مع الطبعة الأمريكية من HuffPost، تقول الدكتورة شاري ليبنر، طبيبة الأمراض الجلدية في مركز Weill Cornell Medicine and NewYork-Presbyterian: "عندما يتحدث الناس عن الهالات السوداء، يبدو أن هذا يشير إلى شيء عام للغاية".

وتابعت: "في الواقع، يشير البعض إلى تصبّغ الجلد باللون الداكن تحت العينين ويتحدث آخرون عن التورم أو الوذمة، أو الأكياس تحت العينين، أو ببساطة الاكتئاب أو حتى التجاعيد".

بالنسبة إلى ليبنر، من المهم التمييز بين تلك الأعراض؛ فعلى الرغم من أن بعض العوامل يمكن أن تزيد الهالات السوداء تحت العينين، لكن الأمر ليس واحداً في جميع الحالات.

في بعض الأحيان تنتج الهالات السوداء عن تصبغ حقيقي للجلد، وهذه هي العوامل التي تسهم في ذلك:

أسباب وراثية للهالات السوداء

بعض الناس لديهم تصبغ داكن في الجلد تحت أعينهم، ولذلك يعطون الانطباع بأن لديهم هالات سوداء.

تقول الدكتورة مريم زماني، جرّاحة العيون في لندن والتي تعالج العديد من مشكلات العين، إن هذا العامل عادة ما يكون وراثياً ويتعلق بالجينات.

على سبيل المثال، تقول الخبيرة إن الأشخاص من جنوب شرق آسيا أو من تعود أصولهم إلى تلك المنطقة، عادةً هم الأكثر عرضة لهذا النوع من التصبغ تحت العينين.

إذا لم تكن متأكداً مما إذا كانت هالاتك السوداء هي نتيجة للتصبغ، تقترح زماني اختباراً بسيطاً: امسك جلد الجفن السفلي بإصبعك لتحريكه.

تقول الطبيبة: "إذا كانت مشكلتك هي التصبغ، فعند تحريك الجلد، بغض النظر عن كيفية القيام بذلك، سيبقى بنفس اللون".

إذا تبيّن أنه تصبغ وترغب في تقليل هذا المظهر، تنصح ليبنر بعلاجات موضعية تساعد في تفتيح البشرة وتقشيرها، مثل الريتينويدات وبعض الأحماض، مثل الجليكوليك والأزيليك.

تنصح زماني أيضاً بالهيدروكينون، الذي يُستخدم موضعياً لتفتيح البشرة وعلاج مشكلات التصبغات الجلدية، ويمكن أن يقلل من ظهور تلك الهالات السوداء بمرور الوقت.

تقول زماني إن نتائج استخدام الكريمات الموضعية "بطيئة للغاية وشاقة ولا تحقق نجاحاً كبيراً"، مضيفة: "يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تُحدث مفعولها".

أمراض الجلد الالتهابية مثل الصدفية أو الأكزيما

يمكن للأشخاص الذين يصابون بهذه المشكلات الجلدية في الوجه أن تظهر لديهم الهالات السوداء لعدة أسباب.

تقول زماني: "أولاً، الأكزيما والصدفية من الأمراض الالتهابية، ويمكن أن تسبب أحمراراً أو اغمقاقاً في الجلد"، مضيفة: "كما أنها تُسبب الحكة، وعندما يحك الشخص المنطقة المصابة يزداد تأثُّر الجلد".

من ناحية أخرى، حتى عند السيطرة على المشكلة، فإن التصبغ الناتج عن هذه الأمراض يمكن أن يبقى على الجلد. تشبِّه طبيبة الأمراض الجلدية ديفيكا أيسكريموالا هذا التأثير ببعض بثور حب الشباب، والتي غالباً ما تترك علامات داكنة على الجلد.

تقول ليبنر: "يعتمد هذا أكثر على بشرتك، يميل الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة إلى التعافي من تغييرات ما بعد الالتهاب، بينما يميل الأشخاص ذوو البشرة الداكنة إلى الاحتفاظ بالصبغة لفترة أطول قليلاً".

تقول الطبيبة إن التصبغ الناتج عن هذه الأنواع من المشكلات الجلدية يمكن معالجته أيضاً بالريتينويدات و/أو الأحماض مثل الأزيليك والجليكوليك.

فرك العينين كثيراً

وفقاً لليبنر وأيسكريموالا، يمكن أن تؤثر هذه العادة بطرق مختلفة، سواء في التصبغ أو في الأوعية الدموية تحت الجلد.

توضح ليبنر: "عندما تفرك عينيك، يميل الجلد إلى أن يصبح أكثر سمكاً وأكثر قتامة، إنه جزء من النظام الدفاعي للبشرة"، موضحة: "هذا يشبه تكوُّن الثفن في القدم كرد فعل بعد ارتطامها".

تقول أيسكريموالا أيضاً إن الفرك المفرط للعينين "يسبب صدمة للجلد" تحتهما، مضيفة: "الجلد حساس للغاية وكلما فركته، زاد تهيجه، يستجيب الجلد لهذا التهيّج بالتصبغ".

يمكن للفرك المفرط أيضاً أن يمزق الشعيرات الدموية الصغيرة تحت الجلد، مما يؤدي إلى الاغمقاق. وتقول الخبيرة: "نظراً لأن الجلد المحيط بالعيون رقيق للغاية، تصبح الشعيرات الدموية الممزقة أكثر وضوحاً".

وهذا يقودنا إلى النقطة التالية:

في بعض الحالات، ما تراه كهالات سوداء، ليس كذلك على الإطلاق.

كما ذكرنا أعلاه، أصبحت كلمة "الهالات السوداء" تعبيراً عاماً يستخدمه الناس لوصف مشكلات مختلفة.

في بعض الأحيان، لا تكون هناك علاقة لما يظن الناس أنه هالات سوداء بتصبغ الجلد؛ بل قد يكون مرتبطاً بأن الجلد أصبح داكناً بسبب الالتهابات أو تجويف العينين. نعم، يمكن أن يكون مظهر الهالات نتيجة لهيكل وجه الشخص.

نظراً لأن الجلد المحيط بالعيون رقيق للغاية، وبالتالي يُظهر ما تحته، فمن السهل أن يبدو أغمق من الأجزاء الأخرى من الجسم، وكما تقول أيسكريموالا إن ذلك لا يرتبط بالضرورة بتصبغ الجلد.

وفيما يلي أكثر العوامل التي يمكن أن تسهم في مظهر البشرة الداكنة تحت العينين دون بقية الوجه:

الحساسية

يُمكن للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية أن تكون لديهم البشرة الأكثر قتامة في تلك المنطقة.

وتوضح زماني قائلة: "تسمى هذه الحالة بالعين السوداء، لأنها تبدو كما لو كان الشخص قد تلقى لكمة في عينيه".

هذا اللون الداكن الذي يعاني منه بعض الأشخاص المصابين بالحساسية له علاقة بالأوعية الدموية تحت الجلد المحيط بالعيون، وهو الجلد الأقل سمكاً في الوجه.

الحساسية تحفز إنتاج الهستامين في الجسم، مما قد يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية، كما هو موضح في موقع مجلة Good Housekeeping.

وتقول زماني إنه نظراً لأن جلد العينين رقيق للغاية، بحيث يمكن رؤية ما تحته، لذا عند تمدد الأوعية الدموية تبدو الأجفان السفلية "أرجوانية ومظلمة".

وتضيف: "تناول مضادات الهيستامين والاستمتاع بنوم جيد في الليل يمكن أن يساعد في تقليل ظهور الهالات السوداء خلال مواسم الحساسية".

يمكن للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية أن تظهر لديهم أكياس تحت العينين بسبب تراكم السوائل، وعندما تختفي تلك الأكياس، تبقى هناك فجوة، مما يجعل هذه لون المنطقة يبدو أغمق.

الجفاف

تشير أيسكريموالا إلى أن الجفاف يلعب دوراً مهماً في العلامات الداكنة تحت العينين، على سبيل المثال، مع استهلاك الكحول.

تقول: "عندما تشرب، تفقد السوائل والإلكتروليتات، وتفقد أيضاً السوائل تحت العينين، فتبدو مجوفة أكثر، فلا توجد أنسجة كثيرة بين الجلد وهيكل العظام تحت العينين".

عندما يكون الجلد جافاً، قد يبدو مبقعاً أو داكناً، مما يؤدي إلى ظهور علامات داكنة تحت العينين. وتشير ليبنر إلى أن إحدى طرق علاجه هي الكريمات "التي تضيء البشرة وتحسن الحاجز الوقائي للبشرة".

بالنسبة لزماني، تعتبر المكونات مثل حمض الهيالورونيك والسيراميدات والببتيدات مفيدة لتوفير الترطيب الذي تحتاجه البشرة.

تقول: "عندما تكون البشرة رطبة، تصبح تلك المنطقة من الجلد أكثر سمكاً قليلاً، وبالتالي فإن الأوعية الدموية المتمددة تصبح غير مرئية"، مضيفة: "الرتينويدات فعالة أيضاً في علاج منطقة العين، لأنها تساعد على زيادة سُمك الجلد عن طريق بناء الكولاجين".

أكياس العين

أكياس العين تشبه الشعر الأبيض: تظهر لدينا جميعاً. يمكن أن تظهر لدى البعض في عمر العشرين، ولدى آخرين في الثلاثين، وآخرين في الخمسين أو أكثر من ذلك.

تظهر هذه الأكياس نتيجة عن تدلي الدهون، مع الأخذ في الاعتبار أن لدينا ثلاثة أكياس من الدهون في منطقة الجفن السفلي: في الوسط والمنتصف والجانبي.

تقول زماني: "لدينا نسيج يحفظ هذه الأكياس، ولأسباب وراثية، أو لارتداء العدسات اللاصقة أو الإصابة بالحساسية، يصبح هذا النسيج أرق".

وتابعت: "عندما يضعف النسيج ويُصبح سمكه أقل، تبدأ الدهون في التجمع وتنتج تلك الأكياس".

ويسبب ذلك ظلاً أعلى الخدين مباشرةً، يمكن اعتباره كظلال داكنة تحت العينين، كما تقول الخبيرة التي تقترح استخدام حقن الحشو التجميلية لتنعيم الجلد وتقليل الظل الداكن.

تقول الطبيبة إن ذلك قد يخفي المشكلة فقط، لكن أنجح طريقة لعلاج تدلي الدهون هي إجراء عملية جراحية للتخلص منها.

قد تظهر الأكياس أيضاً بسبب الوذمة، وهي زيادة في السوائل حول منطقة العين بسبب الأوعية الدموية الممزقة، وفقاً للمعهد القومي للعيون بالولايات المتحدة.

تمدد التقاطع بين الجفن والخد

تقول زماني إن كثيرين يعتقدون أن أعينهم متورمة، ولكن في الواقع ما لديهم هو تمدد في الجلد.

توضح الخبيرة أنه مع تقدمنا في السن، يزداد وضوح التقاطع بين الجفن والخد ويمكنك أن ترى بسهولة أين ينتهي الجفن وأين يبدأ الخد. فعندما نكون صغاراً في السن، هناك خط فاصل بسيط بين الجفن والخد، ولكن عندما نتقدم في السن يصبح هذا الخط أكثر وضوحاً.

تقول زماني: "عندما يحدث هذا، نرى ما يطلق عليه الناس هالات سوداء، ولكنها مجرد تمدد تقاطع الجفن والخد".

وتابعت: "يميل الأشخاص للاعتقاد بأنها هالات سوداء، لكنها في الحقيقة مجرد ظلال. المشكلة هي أن الظل يعطي مظهر أكياس العين".

التقدم في السن

مع تقدمنا في السن، تصبح بشرتنا أرق، ويشمل ذلك منطقة العين، التي تُعتبر رقيقة بالأساس، ونتيجة لذلك، تصبح الأوعية الدموية تحت الجلد أكثر وضوحاً.

بالإضافة إلى ذلك، عندما نتقدّم في العمر نفقد الدهون، وكما تقول ليبنر: "إذا فقدت كيس الدهون تحت العينين، فإن المنطقة ستبدو أغمق بلا شك".

لذا، ماذا يجب أن تفعل إذا كان لديك هالات أو أكياس داكنة لا تختفي؟

من الواضح أن العلامات تحت العينين يمكن أن تكون نتيجة لسلسلة من العوامل، وبالتالي فإن أفضل طريقة لمعالجتها هي الذهاب إلى طبيب الأمراض الجلدية أو طبيب الأسرة.

تحذر زماني وليبنر من أنه في حالات نادرة للغاية، يمكن أن تشير الهالات السوداء إلى مشكلات طبية أكثر خطورة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الكبد.

تقول ليبنر إن طبيب الأمراض الجلدية قادر على تشخيص الحالة "وإرشادك إلى علاج مناسب وفقاً لمسبب هذه العلامات الداكنة".

تحميل المزيد