تشكّل رئتا الإنسان جزءاً كبيراً من نظامه المناعي، فالملوثات والميكروبات المسببة للعدوى التي تدخل مع هواء التنفس، يلتقطها المخاط، وينقلها للأعلى بواسطة أهداب صغيرة جداً لتخرج مع السعال أو يتم ابتلاعها، كما يعد العطس أيضاً من إحدى الطرق التي تساعد الرئتين على التخلص من العدوى.
ولدورهما الرائع، يجب الحفاظ على صحة الرئتين، ويتأتى ذلك بالابتعاد عن التدخين الذي يدمر الأهداب التي تزيل الملوثات والعدوى، ما قد يسبب انسداد الشعب الهوائية. ومن طرق الحفاظ على صحة الرئتين كذلك تجنب الملوثات داخل المنزل وخارجه.
وقد لا يؤثر ما نأكله مباشرة على صحة الرئتين دائماً، ولكن قد يكون التأثير بشكل غير مباشر عن طريق توفير مضادات الأكسدة، فالطعام الجيد يسير جنباً إلى جنب مع ممارسة الرياضة للحفاظ على صحة الرئتين.
وهنا نحاول التعرف على بعض الأطعمة التي تساعد في الحفاظ على صحة الرئتين.
التفاح يحسّن من وظيفة الرئة
اكتشف باحثون أن تناول تفاحة في اليوم قد يكون مفيداً للرئتين. ففي عام 2000، درس فريق من كلية طب مستشفى سان جورج في لندن العلاقة بين الوجبات الغذائية والرئة لأكثر من 2500 رجل تتراوح أعمارهم بين 45 و49 عاماً.
واعتمد الباحثون على قياس القدرة على التنفس بحدة باستخدام اختبار خاص يسمى FEV1. ووجد الباحثون أن وظيفة الرئة الجيدة ارتبطت بتناول كميات كبيرة من الفيتامينات سي وهـ وبيتا كاروتين والفواكه الحمضية والتفاح وعصائر الفاكهة.
ومع ذلك، بعد أن أخذوا في الاعتبار عوامل مثل كتلة الجسم، وتاريخ التدخين، وممارسة التمارين الرياضية، كان الطعام الوحيد الذي بدا أنه يحدث فارقاً كبيراً هو التفاح.
لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الانخفاض الطبيعي في وظائف الرئة مع تقدم العمر يمكن أن يتباطأ من خلال الزيادات قصيرة الأجل في عدد التفاح الذي يتم تناوله. لكن الفاكهة قد تبطئ التدهور الناجم عن عوامل أخرى مثل الملوثات.
كذلك يحتوي التفاح على مستويات عالية من فلافونويد مضاد للأكسدة يسمى الكيرسيتين والذي قد يكون مهماً في حماية الرئتين من الآثار الضارة للملوثات الجوية ودخان السجائر.
كما وجدت دراسة بريطانية أخرى أن الأطفال الذين شربوا عصير التفاح مرة واحدة في اليوم، تقل لديهم احتمالية الإصابة بمشكلة في التنفس وخاصة الأزيز مقارنة بالأطفال الذين يشربون كميات أقل.
وجدت دراسة أخرى أن النساء اللائي تناولن التفاح بانتظام خلال فترة حملهن كانوا أقل عرضة لإنجاب أطفال يعانون من الربو أو الأزيز.
يمتلئ التفاح بالأحماض الفينولية والفلافونويد المعروفة بتقليل الالتهاب في ممرات التنفس، وهي سمة شائعة لكل من الربو والصفير.
الزيوت الغنية بفيتامين هـ مرتبطة بالتهاب الرئة
وفقاً لدراسة أجرتها Northwestern Medicine في عام 2014، يمكن أن تسهم الزيوت الغنية بفيتامين هـ بما في ذلك فول الصويا والذرة في زيادة الإصابة بالتهاب الرئة وفرط الاستجابة القصبي، وربما الربو.
في المقابل، تعمل الزيوت الغنية بفيتامين هـ مثل زيت الزيتون، وزيت جنين القمح، واللوز، وزيت عباد الشمس على تحسين قدرة الرئة ووظيفته.
يعمل فيتامين هـ الموجود في الدهون الأحادية غير المشبعة المتعددة كمضاد للأكسدة يحمي الجسم من الجذور الحرة التي يمكن أن تضر الخلايا والأنسجة والأعضاء، كما يحافظ على الجهاز المناعي. كما أنه مهم في تكوين خلايا الدم الحمراء ويساعد الجسم على استخدام فيتامين K، ويلعب دوراً هاماً في صحة الرئتين.
ولكن يرجع اختلاف تأثيره على اختلاف أشكاله، فيوجد من فيتامين هـ جاما توكوفيرول وألفا توكوفيرول. والنوع جاما توكوفيرول يوجد في فول الصويا وزيت الذرة، بينما يعتبر زيت الزيتون واللوز وزيت عباد الشمس من مصادر ألفا توكوفيرول.
وقد وجدت الدراسة أن تركيزات أعلى من جاما توكوفيرول في بلازما الدم تشير إلى انخفاض بنسبة 10-17٪ في وظائف الرئة.
وفي الواقع، يساعد زيت الزيتون في محاربة المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء مثل زيادة ضغط الدم وضعف الأوعية الدموية، وهي عوامل يمكن أن تقلل من كمية الأوكسجين الداخلة للرئتين، وتزداد ضربات القلب بشكل أسرع ويصبح التنفس أكثر صعوبة.
الثوم يحمي من أمراض الرئة
من المعروف أن الثوم له فوائد صحية كثيرة، فهو يساعد في الحصول على شعر جيد وكثيف إذا فركته على فروة رأسك، ويحافظ على البشرة، ويحمي من البرد والإنفلونزا. ومن المزايا الجديدة الأخرى التي ظهرت هي أن الثوم يمكن أن يساعد في حمايتك من أمراض الرئة.
وجد الباحثون أن مركب الأليسين الموجود في الثوم، يمكن أن يقتل البكتيريا التي تسبب التهابات الرئة التي تهدد الحياة. خاصة في الأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي. التليف الكيسي هو اضطراب وراثي يؤثر على الخلايا التي تنتج العرق والمخاط والعصارات الهاضمة. عادة ما تكون الإفرازات سائلة ورقيقة ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من التليف الكيسي، فهي سميكة ولزجة، وتسد الممرات والأنابيب، خاصة في الرئتين.
الأحماض الدهنية أوميغا 3 قد تقلل من الالتهابات الرئوية البكتيرية
قال باحثون في كلية الطب وطب الأسنان بجامعة روتشستر إن المركبات المشتقة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل تلك الموجودة في السلمون، قد تكون المفتاح لمساعدة الجسم على مكافحة التهابات الرئة.
كانت مشتقات أوميغا 3 فعالة في تطهير نوع من البكتيريا تسمى المستدمية النزلية غير القابلة للثبات، والتي غالباً ما تصيب الناس بأمراض التهابية مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
يحدث مرض الانسداد الرئوي المزمن غالباً بسبب التدخين، ويتميز بالتهاب ومخاط مفرط في الرئتين يمنع تدفق الهواء. يمكن أن يؤدي الإقلاع عن إبطاء تقدم مرض الانسداد الرئوي المزمن، لكنه لا يوقف المرض.
الأدوية المضادة للالتهابات هي العلاج الأكثر شيوعاً، ومع ذلك فهي تقمع الجهاز المناعي، والذي يمكن أن يعرض الأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن في خطر للعدوى الثانوية مثل عدوى المستديمة النزلية التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي.
لماذا تناولُ الألياف مفيد لصحة الرئة؟
اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة التي تحتوي على الألياف يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تحسين صحة الرئة. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 68٪ من الأشخاص الذين يستهلكون الألياف بكثرة لديهم وظائف طبيعية في الرئة بالمقارنة مع 50٪ من الأشخاص الذين يتناولون كمية منخفضة من الألياف.
وتعد البقوليات من أفضل مصادر الحصول على الألياف، كما أنها تساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم، وتعزز صحة القلب، وتقلل خطر الإصابة بالتهاب الرتج والبواسير.
فنجان القهوة لا ينبهك فحسب!
هل تعلم أن شربك لفنجان القهوة لا يوقظ دماغك فحسب، بل يخفف أعراض الربو أيضاً؟ الكافيين قد يكون بمثابة موسع للقصبات، ويساعد على فتح الشعب الهوائية الضيقة في المصابين بالربو ويقلل من التعب في العضلات التنفسية.
على الرغم من أن القهوة الصباحية قد تحسّن من التنفس، فإن تأثيرها لا يدوم طويلاً، فقد خلصت مراجعة لعدة دراسات صغيرة إلى أن الكافيين يمكن أن يحسّن وظائف الرئة لمدة تصل إلى أربع ساعات.
الشاي الأخضر الدافئ مضاد للحساسية
الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة، التي تهدئ الجسم، وتقلل من الالتهاب، كما أن أحد مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر يسمى كيرسيتين، ويعمل كمضاد طبيعي للهيستامين.
أي أن هذا المركب يبطئ من إطلاق الهيستامين والمواد الكيميائية الالتهابية الأخرى في الجسم، والتي يمكنها أن تسبب الحساسية. والماء الدافئ يحمي الرئتين من التهيج عن طريق التخلص من الأغشية المخاطية.
الفواكه والخَضراوات البرتقالية
الفواكه والخَضراوات البرتقالية مثل القرع والبرتقال والبابايا مليئة بمضادات الأكسدة الصديقة للرئة، وأبرزها فيتامين سي.
فيتامين سي معروف جيداً بمكافحة الالتهابات، واقترحت عدة دراسات أنه قد يلعب دوراً في الحد من تواتر أعراض الربو الناجمة عن ممارسة الرياضة بنسبة تصل إلى 52%.