إصابة وجهك بالحساسية -أو أي نوع من أنواع التهيج بسبب استخدام منتج جديد من منتجات العناية بالبشرة- أمر سيئ بما فيه الكفاية. ولكن يجب عليكِ التعامل مع ما يعقبها.
إذ كيف ستواصلين حياتك بهذه البشرة الحساسة الحمراء، التي تزعجك وكأنكِ مدينة لها باعتذار؟
ومع أن وجهك قد يسبب لك إحراجاً في تلك اللحظة بالذات، لدى أطباء الأمراض الجلدية بعض النصائح لتهدئة هذا التهيج وإعادة استخدام منتجاتك المفضلة بارتياح. وعندما ترغبين في تجربة منتج جديد، فبإمكانهم مساعدتك في هذا أيضاً، بحسب مجلة Self الأمريكية.
كيف تعرفين أنكِ مصابة بالحساسية؟
مثلما أوضحت مجلة Self مسبقاً، هناك في الواقع نوعان من التهاب الجلد التماسي: التهيجي والتحسسي.
إذا تسبب شيء ما في حدوث التهاب الجلد التماسي التهيجي -الذي يُشار إليه عادة "بالتهيج"- فهو يؤثر على الطبقة القرنية، وهي طبقة الجلد العليا الواقية التي تحجز المواد المثيرة للتهيج والحساسية.
ولكن جينيفر مانكسو، الحاصلة على درجة "دكتور في الطب"، وطبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في جامعة ميشيغان تقول لمجلة Self إنه إذا تسبب أحد المنتجات في إصابتك بالتهاب الجلد التماسي التحسسي، فستصابين بحساسية تطال خلايا في البشرة تشكل جزءاً من جهاز المناعة.
وتقول ندى إلبولوك، الحاصلة على درجة "دكتور في الطب"، والبروفيسورة الطبية في طب الأمراض الجلدية ومديرة مركز Skin of Color وعيادة الاضطرابات الصباغية في مدرسة كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية: "أعراض كلا النوعين من التهاب الجلد التماسي تتشابه كثيراً" بصفة عامة.
وتوضح الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) قائلة إنه يمكن أن يتسبب كلاهما في حدوث أعراض مثل الالتهاب والحرقان والحكة وتقشر وتشقق واحمرار البشرة. ولكن قد يكون هناك بعض الاختلافات بينهما.
وقالت تيميتايو أوغونلي، البروفيسورة الطبية المساعدة في الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة بنسلفانيا بيرلمان، لمجلة SELF إنه على سبيل المثال، إذا أصابتكِ حالة خفيفة من التهاب الجلد التماسي التهيجي، فمن المحتمل أن تصبح بشرتك جافة ومتقشرة ومليئة ببقع حمراء وستشعرين بالحكة بعد التلامس مع المادة المسببة للالتهاب فوراً أو بعدها ببضع ساعات.
وعادة ما تزداد حدة الأعراض إذا لامس المنتج المسبب للتهيج بشرتك باستمرار.
وتقول الدكتورة تيميتايو إنه إذا كان التهاب الجلد التماسي ناتجاً عن الحساسية، فمن المحتمل أن تكون الأعراض أشد وطأة، وتشمل الحرقان الشديد والحكة وجفاف الجلد المفرط والطفح الجلدي الأحمر والذي يمتد غالباً خارج المنطقة التي تعرضت للمنتج المسبب للحساسية.
ويمكن أيضاً أن يتطور ليصبح شرى، وهو نوع من الطفح الجلدي يصاحبه حكة وتورمات ومرتبط بالتحسس.
وتوضح الدكتورة جينيفر قائلة إنه عندما تكون الحساسية هي السبب، فمن المرجح أن يتطور الالتهاب بعد الاستخدام المتكرر للمنتج لأنه من الضروري أن تصبح بشرتك حساسة لأي مكون يسبب الالتهاب.
لذا، لا تتطور الالتهابات على الفور؛ بل يمكن أن تستغرق أياماً أو أسابيع قبل أن تظهر. ويزيد ذلك من صعوبة معرفة مصدر هذا الالتهاب.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون مصدره شيئاً استخدمتيه لفترة من الوقت، وبالتالي، افترضتي أنه لا يسبب لكِ مشكلات. ولكن، لو أنكِ تستخدمين منتجاً جديداً يحوي مكوناً سبق أن تحسستِ منه في منتج مختلف، فقد تصابين بالتهاب الجلد من أول مرة تستخدمين فيها المنتج الجديد.
كيف يمكنكِ معالجة التهاب البشرة فور إصابتك به؟
مهما كان نوع التهاب الجلد الذي أصبتِ به، فأول شيء يتعين عليكِ فعله هو التوقف عن استخدام المنتج المسبب له.
وإذا أصابتكِ أي أعراض مثل تورم في الوجه أو العينين، أو صعوبة في التنفس بسبب تورم في الحلق، أو تشوش، فاذهبي للطبيب فوراً؛ لأن هذه الأعراض قد تكون علامات على إصابتك بحساسية تشكل خطورة على حياتك. وإذا كنتِ غير متأكدة من طبيعة ما تمُرين به، فمن الأهمية بمكان أن يفحصك طبيب الأمراض الجلدية.
ولكن إذا كنت تعانين من بعض التهيج الطفيف أو الحساسية الخفيفة، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك عملها في المنزل أو بتوجيه من طبيب الأمراض الجلدية لتشعري بتحسن:
- اغسلي وجهك من المنتج المسبب لهذا الالتهاب بالماء البارد أو استخدمي كمادات باردة لتهدئة هذا الشعور بالحرقان.
- ضعي كريماً يحتوي على هيدروكورتيزون بنسبة 1% بدون وصفة طبية لتقليل الحكة.
- تناولي مضادات الهيستامين التي تؤخذ عن طريق الفم للمساعدة في علاج الحكة.
- توقفي عن استخدام هذا المنتج.
في حالات الحساسية الأشد، قد يصف لك طبيب الأمراض الجلدية كريم كورتيكوستيرويد موضعياً أو دواء الستيرويد الذي يؤخذ عن طريق الفم لتخفيف الالتهاب.
كيف تتعافين وتتقين حدوث الالتهاب مجدداً؟
إن إصابتك بهذا النوع من الالتهابات من شأنها أن تدمر بشرتك وتعكر صفو مزاجك، خاصة إذا لم تكوني متأكدة من سبب حدوثها. لذا، إذا كنتِ تعانين من التهاب الجلد التماسي -سواء التهيجي أو التحسسي- ولم تكوني متأكدة من مصدره، فعليكِ باستشارة طبيب في الأمراض الجلدية.
وربما يوصيكِ بالتوقف عن استخدام منتجات العناية بالبشرة والمكياج لفترة من الوقت والاكتفاء باستخدام القليل من المنتجات التي من المستبعد أن تسبب مشكلات، مثل غسول الوجه الأساسي والمرطب، لمساعدة البشرة على التعافي دون إضافة أشياء قد تسبب تهيج البشرة.
ويوصي خبراؤنا بشراء العلامات التجارية الخفيفة التي أثبتت جدواها وفعاليتها مثل سيتافيل Cetaphil وسيرا فيCeraVe وفاني كريم Vanicream أثناء هذه الفترة الحساسة.
وتقول الدكتورة ندى إن طبيبك قد يوصي بإجراء اختبار حساسية في عيادته لمحاولة معرفة المكون الذي تتحسسين منه.
وتوضح الدكتورة تيميتايو: "حالما يهدأ الالتهاب إلى حد ما وتصبح بشرتك نظيفة لمدة أسبوعين"، يمكنك البدء في إعادة استخدام منتج واحد في الأسبوع "لمعرفة السبب وراء الحساسية".
ومن أشهر المواد المسببة للحساسية العطور والمواد الحافظة والمنتجات النباتية. ومن هنا، سيكون من المهم قراءة ما هو مدوّن على أي منتج جديد تجربينه واختباره على باطن ذراعك قبل وضعه على وجهك للتأكد من أنكِ لا تتحسسين منه.
أما عند الحديث عن الالتهابات التهيجية وليس التحسسية، فإن خطواتك التالية تعتمد في الواقع على المنتج. فمن المعروف أن بعض المنتجات، مثل علاجات حب الشباب وعلامات الشيخوخة، تسبب الالتهابات أكثر من غيرها.
لذلك قد تحتاجين إلى إعادة استخدامها تدريجياً وبكميات أقل، بالطريقة التي أوضحتها مجلة SELF سابقاً. وعلى سبيل المثال، قد لا يصبح بإمكانك استخدام سوى شيء مثل الريتينويد لبضعة أيام في الأسبوع.
ولكن بالنسبة لبعض النساء، تعد هذه الأنواع من المنتجات مزعجة أكثر من اللازم، وسوف يتعين عليهن استشارة طبيب الأمراض الجلدية حول خياراتهن الأخرى.