ربما سمعت من قبل أن أحد أسباب البدانة المفرطة هو قصور الغدة الدرقية، لكن هذا المرض لا يؤدي إلى البدانة فقط، بل يؤدي إلى مضاعفات أخرى قد تصل إلى حد الوفاة.
نستعرض في هذا التقرير، ماذا يعني قصور الغدة الدرقية، وأسبابها، وأنواعها، وكيف يتم تشخيصها وعلاجها.
ما هو قصور الغدة الدرقية؟
قصور الغدة الدرقية/خمول الغدة الدرقية هو حالة لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من هرمونات مهمة معينة.
تقع الغدة الدرقية في الجزء السفلي الأمامي من رقبتك، تنتقل الهرمونات الصادرة عن الغدة عبر مجرى الدم وتؤثر في كل جزء من الجسم تقريباً، بدءاً من القلب والعقل، وصولاً إلى العضلات والبشرة.
يخل قصور الغدة الدرقية بالتوازن الطبيعي للتفاعلات الكيميائية في الجسم، ونادراً ما تكون هناك أعراض في المراحل المبكرة من المرض.
ولكن بمرور الوقت، يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية المتروك دون علاج عدداً من المشكلات الصحية، كالسمنة، وألم المفاصل، والعقم، وأمراض القلب.
تتحكم الغدة الدرقية في كيفية استخدام خلايا الجسم للطاقة الناتجة عن الغذاء، وهي ما تسمى عملية الأيض.
وتؤثر عملية الأيض هذه في كثير من الأشياء والعمليات الحيوية بالجسم، مثل: درجة حرارة جسمك، ودقات القلب، ومدى حرق السعرات الحرارية.
فإذا لم يكن لديك ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، تتباطأ عمليات الجسم، لأن هذا يعني أنه ينتج طاقة أقل، وتصبح عملية التمثيل الغذائية بطيئة.
هناك نوعان من قصور الغدة الدرقية:
- 1- قصور الغدة الدرقية الأساسي: وخلاله تصاب الغدة الدرقية بالمرض ولا تستطيع إنتاج هرمونات كافية.
- 2- قصور الغدة الدرقية الثانوي: عندما لا تحفز الغدة النخامية الغدة الدرقية لإنتاج ما يكفي من الهرمونات.
أعراض قصور الغدة الدرقية
قد تكون أعراض قصور الغدة الدرقية متشابهة مع أعراض أمراض أخرى، وهو ما يجعل الحالة تبدو غامضة.
وتشمل هذه الأعراض: التغييرات في الدورة الشهرية، والإمساك، والشعور بالضيق والاكتئاب، والشعر الجاف وتساقط الشعر، وحساسية أكبر للبرد، ومعدل ضربات قلب بطيء، وبحّة في الصوت، وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، وضعف الذاكرة، وتورم الغدة الدرقية والشعور بتضخمها وبروزها، وزيادة غير مبررة في الوزن، وصعوبة فقدان الوزن.
قد يعاني الأطفال قصور الغدة الدرقية، وقد لا تظهر عليهم أي أعراض تنبئ بحدوث المرض، لكن في حالة ظهور الأعراض يمكن أن تشمل:
برودة في أطراف اليدين والقدمين، والإمساك، والنعاس الشديد والرغبة المستمرة في النوم، والإجهاش الدائم بالبكاء، والنمو يكون ضئيلاً أو شبه معدوم، واصفرار الجلد وبياض العينين، وعادات التغذية السيئة، وسمنة في الوجه، وعادات التغذية السيئة مثل الميل إلى الكربوهيدرات أكثر من غيرها، وتورم اللسان.
قد تنتج الأعراض السابقة عن أمراض أو حالات طبية أخرى، لذلك من المهم مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب، وما إذا كانت الأعراض تشير إلى قصور بالغدة الدرقية أو غيرها.
Treatment for hypothyroidism may include the daily dose of synthetic thyroid hormone levothyroxine. This oral medicine restores adequate hormone levels in your body, hence reversing the signs or symptoms.#Hypothyroidism #HinesPharmacy pic.twitter.com/mvTxWrH3DT
— Hines Pharmacy (@HinesPharmacy) March 12, 2019
كيف يتم التشخيص؟
إذا كنت تعاني أعراض قصور الغدة الدرقية، فسوف يطلب الطبيب اختبارات الدم، للتحقق من مستويات الهرمونات التالية: الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH)، هرمون الغدة الدرقية (T4).
مستويات T4 الأقل من المعتاد تعني عادة أن هناك قصوراً بالغدة الدرقية، ومع ذلك قد تكون لدى بعض الأشخاص زيادة في مستويات TSH مع وجود مستويات T4 طبيعية، ويُعتقد أن يكون هذا في مرحلة مبكرة من قصور الغدة الدرقية.
إذا كانت نتائج الاختبار أو الفحص البدني للغدة الدرقية غير طبيعية، فقد يطلب الطبيب إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية، للتحقق من وجود تورم أو التهاب.
أسباب قصور الغدة الدرقية
السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية هو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، وهي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي بالجسم الغدة الدرقية.
يؤدي الالتهاب الناتج من مرض هاشيموتو -الذي يُعرف أيضاً بالتهاب الغدة الدرقية المزمن- غالباً إلى قصور الغدة الدرقية، وقد يحدث التهاب الغدة الدرقية أيضاً بسبب عدوى فيروسية.
وتشمل الأسباب الأخرى لقصور الغدة الدرقية ما يلي:
1- العلاج الإشعاعي لمنطقة الرقبة
علاج بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الغدد الليمفاوية، يتطلب الحصول على علاج إشعاعي في منطقة الرقبة.
يدمر الإشعاع الخلايا في الغدة الدرقية، وهذا يجعل من الصعب على الغدة إنتاج هرمونها.
2- علاج اليود المشع
يوصف هذا العلاج عادة للأشخاص الذين لديهم فرط نشاط الغدة الدرقية، ولكن الإشعاع يدمر الخلايا في الغدة الدرقية، وهو ما يؤدي عادة إلى قصور الغدة الدرقية.
New from our blog: How #hypothyroidism can lead to respiratory concerns. #Snoring #ThyroidWellness #DrRidhaArem https://t.co/SDYz6n60jP
— Ridha Arem, M.D. (@ridhaarem) March 21, 2019
3- استخدام بعض الأدوية
قد تؤثر بعض الأدوية المخصصة لعلاج مشكلات القلب والحالات النفسية والسرطان أحياناً في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
4- جراحة الغدة الدرقية
إجراء جراحة لإزالة الغدة الدرقية سيؤدي إلى حدوث قصور للغدة الدرقية بالجسم، حيث أزيل بالكامل العضو الذي كان بإمكانه إفراز هرمون الغدة الدرقية.
إذا تمت إزالة جزء فقط من الغدة الدرقية، فقد تظل الغدة المتبقية قادرة على إنتاج ما يكفي من الهرمون لتلبية احتياجات الجسم.
5- عدم الحصول على ما يكفي من اليود
تحتاج الغدة الدرقية اليود لإنتاج هرمون الغدة الدرقية، الجسم لا يصنع اليود بشكل طبيعي، لذلك تحتاج الحصول عليه من خلال نظامك الغذائي.
ويمكن الحصول على اليود من خلال: ملح الطعام المعالَج باليود، المحار وأسماك المياه المالحة، البيض ومنتجات الألبان.
6- الحمل
لسبب غير واضح، يحدث في بعض الأحيان التهاب للغدة الدرقية بعد الحمل والولادة. عادة ما يكون لدى النساء المصابات بهذه الحالة زيادة حادة في مستويات هرمون الغدة الدرقية، يليها انخفاض حاد في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
معظم النساء المصابات بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة يستعدن وظائف الغدة الدرقية بشكل طبيعي بعد فترة زمنية.
7- قصور الغدة الدرقية الخَلقي
قد تكون هناك مشكلات في الغدة الدرقية لدى الأطفال عند الولادة، وفي هذه الحالة تكون الغدة الدرقية لم تتطور بشكل صحيح، أو لا تعمل بشكل صحيح.
لذلك يسمى هذا النوع من قصور الغدة الدرقية قصوراً خَلقياً للغدة الدرقية، ويجب فحص الأطفال في المستشفى عند الولادة، للتأكد من أنهم غير مصابين بهذه المشكلة.
8- تلف أو اضطراب الغدة النخامية
تصنع الغدة النخامية هرموناً، وظيفته أنه هرمون محفز للغدة الدرقية، يخبر هذا الهرمون الغدة الدرقية بكمية الهرمون الذي يجب أن تطلقه، فأحياناً يؤدي اضطراب الغدة النخامية إلى قصور بالغدة الدرقية.
Brazil Nuts are a great source of Selenium. Selenium is a potent anti-oxidant & nutrient. It supports decreasing inflammation, oxidation (rust in the body), LDL & total cholesterol, and thyroid health. #detox #hypothyroidism #eatclean pic.twitter.com/72YHTI4Lvt
— Dr.W- I Bar Wellness (@thebewellcenter) March 18, 2019
الأشخاص الأكثر تعرضاً
هناك أشخاص معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بقصور الغدة الدرقية، مثل:
– النساء، خاصةً النساء الأكبر سناً.
– كذلك إذا كان لديك أحد أفراد الأسرة المقربين مصاباً بمرض المناعة الذاتية.
– هناك أمراض أيضاً تتسبب في حدوث قصور الغدة الدرقية مثل داء السكري من الدرجة الأولى، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الاضطرابات الهضمية، وفقر الدم الخبيث، والاضطراب ثنائي القطب، ومتلازمة داون.
علاج قصور الغدة الدرقية
إذا كنت تعاني قصور الغدة الدرقية، فسوف يصف الطبيب هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي، الذي يمكن تناوله في شكل حبوب.
يمكن أن تتداخل بعض الأدوية الأخرى مع كيفية امتصاص الجسم هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي، لذلك عليك أن تتأكد من معرفة طبيبك جميع الأدوية والأعشاب والمكملات الغذائية التي تتناولها، وضمن ذلك المنتجات التي تباع من دون وصفة طبية.
ستحتاج اختبارات دم منتظمة، للتحقق من مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك، وقد يحتاج الطبيب تغيير جرعة الدواء من وقت إلى آخر.
مضاعفات عدم العلاج
إذا ترك مرض قصور الغدة الدرقية دون علاج فقد يسبب مضاعفات خطيرة، مثل: المشكلات القلبية، العقم، ألم المفاصل، البدانة المبالغ فيها، كما يمكن الإصابة بمرض الوذمة المخاطية في حالة الانخفاض الشديد لهرمون الغدة الدرقية.
يمكن أن يفقد الشخص الذي يعاني الوذمة المخاطية وعيه أو تحدث له غيبوبة، ويمكن أن تتسبب الحالة أيضاً في حدوث انخفاض كبير بدرجة حرارة الجسمن وهو ما قد يؤدي إلى الوفاة.
كذلك يمكن أن تؤثر مشكلات الغدة الدرقية في المرأة الحامل على الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
الطفل يتلقى كل هرمون الغدة الدرقية من والدته، فإذا كانت الأم مصابة بقصور الغدة الدرقية، فلن يحصل الطفل على ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النمو العقلي.