على الرغم من ندرته النسبية مقارنة بالشخير، فإن توقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال له آثار وعواقب سلبية خطيرة. وإذا ما تُرك دون علاج فإنه يؤدي إلى مضاعفات طبية ونفسية كثيرة.
ما هي أعراض توقف التنفس أثناء النوم عند الأطفال أو Sleep Apnea؟ كيف يؤثر انقطاع النفس على الذكاء والسلوك والنمو؟
نجيب عن هذه الأسئلة في هذا التقرير:
ما هو توقف التنفس أثناء النوم عند الأطفال؟
كما هو الأمر مع البالغين، ينطوي انقطاع النفس أثناء النوم في الأطفال على انهيار جزئي أو كامل للمجرى الهوائي العلوي، مما يؤدي إلى اضطراب النوم.
قد يرتبط هذا بانخفاض في مستوى الأكسجين في الدم، وزيادة في مستويات ثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم، أو حدوث استيقاظ من نوم عميق بينما يحاول الدماغ إيقاظ الجسم لاستئناف التنفس الطبيعي.
قد يَحدث هذا مئات المرات أثناء الليل، والنتيجة هي فترة نوم غير صحية.
يُصنف الأطفال بأنهم مصابون بانقطاع التنفس النومي عند حدوث توقف واحد على الأقل لكل ساعة من النوم، أما بالنسبة للبالغين فيكون أكثر من 5 مرات في الساعة.
تترافق بعض العلامات المفاجئة مع توقف التنفس النومي عند الأطفال بدءاً من التنفس الفموي، إلى التبول اللاإرادي، والمشي خلال النوم.
اللحمية والحساسية تزيد الأمر سوءاً
يعاني ما يقرب من 1% إلى 3% من الأطفال قبل سن المدرسة من انقطاع النفس النومي. ويحدث انقطاع النفس النومي غالباً كنتيجة للاضطرابات الهيكلية التي تسبب ضيقاً في مجرى الهواء العلوي.
وتزداد الحالات في حالة وجود تضخم اللوزتين، واللحمية، والممرات الهوائية.
الأطفال الذين يعانون من الربو والحساسية، والسمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بتوقف النفس النومي.
كما أن فقر الدم المنجلي، واستخدام الأدوية المهدئة، والتاريخ العائلي يزيد من تطور الحالة لدى الأطفال.
يعتبر التهاب الأنف التحسسي والتهاب الأنف غير التحسسي، الذي يؤدي إلى احتقان الأنف، عاملي خطر آخرين لتوقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال.
ويبدو أيضاً أن المواد الكيميائية الالتهابية التي يطلقها الجسم نتيجة التهاب الأنف التحسسي هي أيضاً عامل مهم لتطور توقف التنفس أثناء النوم.
وقد ثبت أن علاج التهاب الأنف التحسسي يقلل بشكل كبير من علامات وأعراض انقطاع النفس أثناء النوم.
أثناء النوم، تكون العضلات أكثر استرخاءً في مجرى الهواء العلوي، وإذا كان هناك نسيج متضخم أو متورم في هذه المنطقة (مثل اللوزتين المتضخمتين، أو الزوائد الأنفية، أو الممرات الأنفية المنتفخة الناتجة عن التهاب الأنف التحسسي)، فإن التنفس يكون ضعيفاً.
وينتج عن قلة الهواء المار في المجاري الهوائية إلى الرئتين كمية أقل من الأكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم.
وهذا يؤدي إلى محاولة الجسم التعويض عن طريق الاستيقاظ، مما يؤدي إلى تردي نوعية النوم.
علامات تدل على توقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال
هناك عدة علامات عند وجودها تدل على أن الطفل يعاني من توقف التنفس أثناء النوم، ومن بينها:
– المشي أثناء النوم
قد يؤثر المشي أثناء النوم على حوالي 10% من الأطفال مرة واحدة على الأقل، بين سن 3 و10 سنوات.
يبلغ ذروته في حوالي سن الخامسة ويصبح أقل تواتراً خلال فترة المراهقة.
عندما يحدث هذا، يبدو أن الطفل يستيقظ، لكنه يظل في حالة من اللاوعي والارتباك. تحدث هذه الحالة غالباً في الثلث الأول من الليل، أثناء النوم العميق.
على الرغم من أن سبب المشي أثناء النوم قد لا يكون واضحاً دائماً، إلا أنه قد يحدث أحياناً كنتيجة لتوقف التنفس أثناء النوم.
– صرير تطاحن الأسنان
كما ذكرنا، يحدث توقف التنفس أثناء النوم بشكل متكرر، عندما تكون الأنسجة الرخوة (اللوزتان، اللحميتان، الحنك الرخو، واللسان) في الجزء الخلفي من الحلق تعيق المجرى الهوائي.
قد تكون عملية صرير الأسنان ما هي إلا محاولة يحافظ بها الجسم دون وعي على مجرى الهواء مفتوحاً، إذ يؤدي إلى شد عضلات الفك واللسان، وعلى طول مجرى التنفس، مما يمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم.
– التبول في الفراش
يحدث التبول في الفراش للأطفال أقل من 12 عاماً، ويحدث خلال فترة النوم العميق، حينما تمتلئ المثانة بينما يكون الطفل في ثبات عميق.
من الممكن أن يكون البول ناجماً عن العدوى أو الإجهاد، أو شرب الكافيين، أو حالات طبية أخرى. ولكن من الممكن أيضاً أن يكون سببه التوقف عن التنفس أثناء النوم.
– التعرق
إن لم يكن الطفل مصاباً بالحمى، ولكنه يعرق لدرجة تبلل الفراش من تحته فقد يكون هذا دليلاً على أنه يكافح من أجل التنفس أثناء النوم.
غالباً ما يرتبط انقطاع النفس أثناء النوم بانخفاض مستويات الأكسجين، وارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وإفراز هرمون التوتر.
عندما يحدث هذا بشكل متكرر في نوم الأطفال قد يحدث التعرق الشديد.
– تململ النوم
إذا كان الطفل دائم التقلب في الفراش، ويبدل أوضاع نومه كثيراً، فقد يكون ذلك جهاداً منه للتمكن من التنفس بشكل سليم، وليبقى مجرى التنفس مفتوحاً.
– الشخير
بالتأكيد، قد يكون شخير الأطفال عَرَضاً للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي كالإصابة بنزلة برد.
ولكن من الطبيعي ألا يحدث هذا في الأوقات العادية، وإن حدث فربما يكون علامة على تدفق غير طبيعي للهواء في مجرى التنفس.
وقد يكون الشخير أيضاً نتيجة الإصابة بتضخم اللوزتين.
– اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يجدون صعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والنسيان، والاندفاع، وأحياناً توقف النفس ليلاً.
– التنفس من الفم
قد يكون التنفس من الفم علامةً على وجود توقف في التنفس أثناء النوم، كما يؤدي إلى حدوثه.
فعند التنفس من خلال الفم تكون عضلات الفك في وضع مريح. هذا يؤدي إلى استطالة الوجه مع مرور الوقت.
كما أنه يمكن أن يساهم في ضعف اللسان والعضلات الأخرى في الفم والبلعوم. ونتيجة لذلك، قد يحدث الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.
آثار الشخير وتوقف التنفس على الذكاء والسلوك والنمو
حتى وقت قريب، كان يعتقد أن الشخير هو حالة حميدة نسبياً في الأطفال. لسوء الحظ، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الشخير -حتى من دون وجود توقف التنفس النومي- يرتبط بالمشاكل المعرفية والسلوكية والنفسية الاجتماعية.
فالأطفال الذين يعانون من الشخير كان أداؤهم أقل في الاختبارات المعيارية للتطور العقلي.
وبشكل أكثر تحديداً، فقد تبين أن لديهم درجات أقل في اختبارات التعلم والذاكرة بما في ذلك بعض أنواع اختبارات الذكاء (IQ).
ويعتقد أن توقف التنفس أثناء النوم يزيد من النوم المتقطع، وهذا يعني أنه بدلاً من فترات طويلة في مراحل النوم كما يحدث عادةً، يكون هناك تحول مستمر بين النوم العميق والنعاس.
على عكس البالغين الذين يصابون بالخمول مع الحرمان من النوم، يكون لدى الأطفال رد فعل معاكس ويصبحون أكثر نشاطاً.
ونتيجة لذلك، قد يتسبب النوم المتقطع في صعوبات في الانتباه، وفرط النشاط، والمشاكل الاجتماعية، والقلق، وأعراض الاكتئاب.
أخيراً، يرتبط اضطراب التنفس عند الأطفال بنقص في النمو. قد يتباطأ نمو الأطفال المتضررين على طول مسار النمو بالنسبة لأقرانهم غير المصابين، وربما لا يصلون إلى إمكاناتهم التنموية الكاملة.
ويُعتقد أن الاستيقاظ المتكرر من النوم العميق قد يعطل الإفراز الهرموني الذي يحدث في هذا الوقت، بما في ذلك إنتاج هرمون النمو.
Women with #SleepApnea are Harder to Diagnose because of slighter symptoms. http://t.co/DZCt441yB9 pic.twitter.com/0roa0KpEuy
— Cure My Sleep Apnea (@SleepApneaCure) March 16, 2015
وما هو العلاج؟
يمكن تقييم الأطفال الذين يشتبه بتوقفهم عن التنفس أثناء النوم من قبل أخصائي النوم، وقد يحتاجون إلى دراسة للنوم أثناء الليل في مركز للنوم.
لا يمكن الاعتماد على اختبار توقف التنفس النومي في المنزل.
قد تتضمن العلاجات الخاصة بتوقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال استهداف الأسباب الكامنة، كعلاج الحساسية، واستئصال اللوزتين، أو توسيع القوس الفكية العلوية.