معدن من العناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها جسمك للعمل بشكل صحيح، فهو يُساعد في المئات من العمليات الهامة بجسم الإنسان.
كما يساعد أيضاً على حفظ حالتك النفسية وحمايتك من القلق والأرق والاكتئاب ويحميك من أمراض القلب والعظام والسكتات الدماغية، في هذا الدليل ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته عن معدن الماغنسيوم.
ما هو الماغنسيوم؟
هو العنصر الثامن الأكثر وفرة على الأرض، ويوجد في كل جهاز في جسم الإنسان، عرف الطبيب جوزيف بلاك لأول مرة الماغنسيوم كعنصر في عام 1755، ولكن حتى قبل هذا الوقت، كان الأطباء يوصون به للأشخاص الذين يُعانون من اضطراب في المعدة.
اليوم، يعرف الباحثون أنه يلعب دوراً في أكثر من 300 تفاعل في الجسم، فالماغنسيوم ضروري لتجميع البروتينات والحمض النووي، وهو يلعب دوراً في عملية الأيض، وهي عملية تحويل ما تأكله أو تشربه إلى طاقة، ومن هنا فإنه يُساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة بالجسم.
تستخدم الخلايا الماغنسيوم لنقل أيونات الكالسيوم والبوتاسيوم عبر جدران الخلايا، كذلك فإن المستويات الصحية الصحيحة له تُساعد على أداء الأعصاب لوظيفتها بشكل صحيح، وتنظيم نبض القلب، وبناء العظام الصحية.
يُمكن الحصول عليه من خلال العديد من الأطعمة والمشروبات، ولكن في حالة نقصه بالجسم، يجب أن يقترح الطبيب تناول المُكملات الغذائية التي تحمل الماغنسيوم، والتي تعوض نقصه.
أضرار الكمية الزائدة من الماغنسيوم
عليك ألا تُغامر بأخذ كميات زائدة منه من تلقاء نفسك، لأنه إذا كنت بصحة جيدة فإن كليتيك تتخلصان من الماغنسيوم الزائد الذي تحصل عليه من الأطعمة، لكن رغم هذا فإن الحصول على نسبة زائدة منه قد يؤدي إلى تقلصات وغثيان.
لا يقتصر تواجده على الأطعمة والمكملات الغذائية فقط، فعليك الحذر أيضاً من الأدوية المُسهلة أو مضادات الحموضة التي تحتوي على جرعة عالية منه، فتناول المعادن بكميّات زائدة يُمكن أن يترك الجسم في حالة وهن شديد.
فالماغنسيوم هو أحد المعادن الرئيسية السبعة التي يحتاجها الجسم بكميات كبيرة نسبياً ومنها: الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والكلوريد والفوسفور.
ولكن زيادة أحد المعادن الرئيسية يُمكن أن يؤدي إلى نقص في معدن آخر، فيمكن أن تؤدي زيادته إلى نقص في الكالسيوم، عدد قليل من الناس يصل إلى الجرعة الزائدة من المعادن بالغذاء، لكن الجرعة الزائدة تحدث من المكملات الغذائية أو الملينات.
يمكن أن تتراوح أعراض مستويات الماغنسيوم السامة من اضطراب المعدة والإسهال، إلى أعراض أكثر خطورة مثل تباطؤ معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم بشكل خطير، ومُشكلات في التنفس والدخول في غيبوبة، وقد يصل الأمر إلى الموت.
لذلك عليك الرجوع إلى الطبيب لمعرفة المقدار الصحيح من حبوب الماغنسيوم الذي عليك تناوله، وما إذا كنت بحاجة له من الأساس أو لا.
فوائد الماغنسيوم للجسم
للماغنسيوم عدّة فوائد ومهام يقوم بها في جسم الإنسان، ومن هذه الفوائد أنه:
– يقوي العظام: فيستخدمه الجسم لبناء خلايا عظمية جديدة، ويحمي أيضاً من هشاشة العظام وكسور العظام، وتُشير الدراسات أيضاً إلى أن النساء المُصابات بهشاشة العظام تكون في الأغلب مستويات الماغنسيوم لديهن أقل من غيرهن.
– يحارب الالتهاب: الالتهاب هو رد فعل جهاز المناعة للذى المُحتمل الذي قد يواجهه الجسم، ما يساعد الجسم على محاربة الفيروسات وشفاء الجروح، لكن إذا كنت تعاني من الالتهاب طوال الوقت فإن هذا قد يؤدي إلى مُشكلات صحية أخرى مثل أمراض القلب والتهاب المفاصل والسكري، ويمكن للماغنسيوم أن يساعد في منع حدوث هذا.
– يحمي القلب: يُساعد الماغنسيوم القلب على ضخ الدم، والمستويات الصحيحة من الماغنسيوم في جسم الإنسان تقلل من فرص حدوث خلل في انتظام ضربات القلب، وتُقلل أيضاً من احتمالية الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية، كما أنه يُساعد في الحفاظ على خفض ضغط الدم، وإبقاء مستويات الكوليسترول في المعدلات الصحية.
– منع الصداع النصفي: يعتقد الباحثون أن الماغنسيوم يساعد على منع أو تقليل المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالألم في الدماغ، فمن المحتمل أن يكون شعورك بالصداع النصفي إنذاراً بأن معدلاته لديك ليست في مستوياتها الصحية الصحيحة.
فوائد أكثر أهمية..السكري والسكتات الدماغية
– يخفض من احتمالية الإصابة بمرض السكري: الماغنسيوم يساعد هرمون الأنسولين على العمل بشكل صحيح، والأنسولين هو الهرمون الذي يساعد على الحفاظ على مستويات السكر ثابتة في الدم.
وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين حصلوا على النسبة الصحيحة منه في نظامهم الغذائي كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من أولئك الذين يعانون من نقص الماغنسيوم.
– الوقاية من السكتة الدماغية والجلطات: وفقاً لمكتب المكملات الغذائية التابع لمعهد الصحة الوطني، فقد يساعد أيضاً في الوقاية من السكتة الدماغية، ووجد تحليل لسبع دراسات شملت أكثر من 200 ألف شخص أن 100 ملليغرام إضافي منه في اليوم قللت من خطر الإصابة بالجلطة بنسبة 8% وفقاً للمجلة الأميركية للتغذية السريرية.
– يعالج الأرق: يعاني الكثيرون من الأرق، مع صعوبات في النوم، أو الاستيقاظ المبكر، أو عدم الشعور بالانتعاش بعد الاستيقاظ لعدم النوم بشكل سليم.
قد يعود الأمر إلى العديد من الأسباب المختلفة، ومن بينها نقص العناصر الغذائية، ومنها الماغنسيوم الذي هو عنصر غذائي أساسي للحصول على نوم صحي وسليم، فيقوم بتحضير الجسم للنوم عن طريق استرخاء العضلات والمُساعدة على إيقاف العقل وتهدئة الأعصاب.
– يكافح الربو: يُسبب الربو ضيق في التنفس، ومشاكل في النوم بسبب السعال، وغالباً ما يستخدم الماغنسيوم كعلاج للربو، بسبب قدرته على إيقاف التشنجات في عضلات الشعب الهوائية، والتي تخلق ضيقاً في الأنابيب التي تحمل الهواء إلى الرئتين.
كما أنه يساعد رئتيك على التنفس بشكل أسهل، ويربط الباحثون بين انخفاض مستوياته والإصابة بالربو.
كم يحتاج جسمك من الماغنسيوم؟
يحتاج الرجال البالغين أقل من 31 عاماً إلى 400 ملليغرام من الماغنسيوم خلال اليوم، وفي حال تجاوزهم 31 عاماً، فإنهم يحتاجون نحو 420 ملليغراماً يومياً، وتحتاج المرأة البالغة إلى حوالي 310 ملليغرامات خلال اليوم.
و320 ملليغراماً إذا كانت تجاوزت الثلاثين من عمرها، النساء الحوامل بحاجة إلى نحو 40 ملليغراماً إضافيين، بينما يحتاج الأطفال من 30 إلى 410 ملليغرامات تبعاً لسنّهم ونوعهم، ويُمكن التحدث مع الطبيب بشأن كميته التي يحتاجها الطفل.
أضرار نقص الماغنسيوم في الجسم
نسبة كبيرة منا لا يحصلون على ما يكفي حاجة أجسادهم من الماغنسيوم من خلال نظامهم الغذائي، وبمرور الوقت فإن المستويات المنخفضة منه تمهد الطريق لمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مثل مرض السكري من الدرجة الثانية، وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي.
من غير المحتمل أن يسبب نقص الماغنسيوم في الجسم أعراضاً مبكرة، لكن النقص الكامل لهذا العنصر يمكن أن يسبب الغثيان والشعور بالتعب والضعف، وقد يؤدي نقصه الحاد إلى الخدر والوخز وتقلصات العضلات وأمراض القلب والنوبات القلبية، والأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة جداً منه، قد يعانون من حركات العين غير الطوعية.
بالنسبة لكبار السن ومدمني الكحول وأولئك الذين يعانون من مرض السكري من الدرجة الثانية، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، فإنهم يكونون أكثر عرضة لنقصه إما لأن أجسامهم تتخلص من الكثير من الماغنسيوم أو لأنهم لا يحصلون على ما يكفي أجسادهم منه بالأساس.
نقصه يسبب أيضاً متاعب النوم والأرق، كما يؤدي إلى تغيرات في الشخصية ، فقد تم ربط المستويات المنخفضة من الماغنيسيوم بالقلق، والتهيج، والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
كذلك يمكن أن تؤدي المستويات المنخفضة من الماغنسيوم إلى انخفاض الكالسيوم والبوتاسيوم في الدم، والذي يمكن أن يكون قاتلاً في الحالات القصوى.
كيف يمكنك الحصول على ما يحتاجه جسمك من الماغنسيوم؟
يمكن لنظام غذائي صحي أن يمدّ جسمك بما يحتاج إليه من الماغنسيوم، وتحتوي الحبوب الكاملة، فتحتوي شريحتان من خبز القمح الكامل على 45 ملليغراماً من المعدن، ونصف كوب من الأرز البني، على حوالي 40 ملليغراماً، ونصف كوب من الشوفان المطبوخ يمنحك 30 ملليغراماً.
يمكنك أيضاً الحصول عليه من المكسرات مثل اللوز أو الكاجو والأسماك واللحوم والخضروات الخضراء الداكنة والبقوليات مثل الفول.
كذلك فهو يتواجد في بذور عباد الشمس والكتان والفول السوداني، والعديد من الفواكه مثل فاكهة الأفوكادو تحتوي على كميات كبيرة منه.
كذلك فيمكن أن تُزيد المكملات الغذائية من مستوياته في الجسم، وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2011 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الأشخاص الذين يتناولون مُكملات الماغنسيوم عادةً ما يحصلون على أكثر من الكمية اليومية المُوصى بها.