من المعروف أنَّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وكشفت دراسة جديدة تناولها موقع Live Science الأمريكي الأسباب التي تجعل قلة النوم ليلاً مُضرة للقلب والأوعية الدموية بسببها.
وخلصت الدراسة، التي أُجريت على الفئران، إلى أنَّ النوم المتقطِّع يغير مستويات هرمون محدد، ما يؤدي بدوره إلى زيادة إنتاج الخلايا الالتهابية في نخاع العظم. ويلعب هذا الالتهاب دوراً في الإصابة بتصلُّب الشرايين بسبب تراكم اللويحات.
تشير النتائج، التي نُشرت يوم الأربعاء 13 فبراير/شباط في دورية Nature إلى أنَّ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم "يحمي من الإصابة بتصلُّب الشراين" والعكس صحيح؛ أي أن النوم المضطرب يزيد الحالة سوءاً، على حد قول الباحثين.
وقال الباحثون إنَّه بسبب إجراء هذه الدراسة على الفئران، لا تزال نتائجها في حاجة إلى ما يؤكد صحتها بالنسبة للبشر.
تعاني الأرق والنوم غير المكتمل؟ إليك الدليل الكامل لتحظى بنوم عميق وغير متقطّع
قلة النوم والقلب
ربطت دراسات عديدة عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم بزيادة خطر حدوث مشكلات في القلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بمرض القلب والنوبات القلبية والجلطات.
وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة. غير أنَّ الأسباب البيولوجية لهذا الارتباط لا تزال غير واضحة.
راقب الباحثون في الدراسة الجديدة الفئران التي كان لديها استعدادٌ وراثي للإصابة بتصلُّب الشرايين. سُمح لبعض الفئران بالحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، في حين جرى مقاطعة نوم بعضها باستخدام "قضيب حديدي" صُمم للتحرك بشكل تلقائي بقاع القفص.
انتهت الدراسة إلى أنَّ الفئران التي حُرمت من النوم لم تشهد أي تغييرات في الوزن أو مستويات الكوليسترول مقارنةً بالفئران التي تلقَّت قسطاً كافياً من النوم.
غير أنَّ الفئران التي لم تتلقَّ قسطاً كافياً من النوم كانت لديها لويحات أكبر في شرايينها ومستويات أعلى من الالتهاب في الأوعية الدموية، مقارنةً بالفئران التي حصلت على قسطٍ كافٍ من النوم.
كما أنَّ الفئران التي حُرمت من النوم كانت لديها مستويات أقل من هرمون يُسمى الهيبوكريتين (ويُعرف أيضاً بالأركسين) في جزء من الدماغ يُسمى الوطاء.
يُعتقد أنَّ هرمون الهيبوكريتين يحفِّز اليقظة، وتقل مستوياته لدى المصابين باضطراب النوم القهري. ولفت الباحثون إلى أنّه من المثير أنَّ بعض الدراسات تشير أيضاً إلى أن المصابين باضطراب النوم القهري عرضة لخطر الإصابة بمرض القلب أكثر من غير المصابين به.
وخلُص الباحثون إلى أنَّ انخفاض مستويات الهيبوكريتين أدى إلى زيادة في مستويات بروتين الإشارة الذي يُسمّى CSF1، والذي زاد بدوره إنتاج خلايا الدم البيضاء الالتهابية في نُخاع العظم وسرَّع تصلب الشرايين.
أضف إلى ذلك أنَّ إعادة مستويات الهيبوكريتين لدى الفئران إلى مستواياتها قلل تصلب الشرايين.
وقال فيليب سويرسكي، قائد الفريق الذي أعد الدراسة والطبيب لدى مركز بيولوجيا الأنظمة بمستشفى ماساتشوستس العام، في بيان: "اكتشفنا أنَّ النوم يساعد في تنظيم إنتاج الخلايا الالتهابية ويحافظ على صحة الأوعية الدموية والعكس صحيح، إذ إن اضطراب النوم يدمر التحكم في إنتاج الخلايا الالتهابية"، مضيفاً: "وحددنا أيضاً كيف يحمي هرمون في الدماغ معروف بالتحكم في اليقظة.. من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية".
معتقداً أننا نحتاج إلى دراسة هذا المسار في البشر واستكشاف طرق أخرى يمكن للنوم من خلالها أن يؤثر في صحة القلب.