هل تعرف لماذا يبكي الأطفال دائماً على الطائرة؟ يمكنك تخفيف الأمر بهذه الخطوات البسيطة

إذا سافرت يوماً على متن الطائرة، وصادف ذلك وجود طفل في الجوار، فحتماً ستستمع إلى سيمفونية مزعجة من البكاء، نتعرف هنا على الأسباب وكيفية التعامل معها

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/17 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/21 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
Portrait of the crying boy on the flight

ربما يكون الانزعاج، أو الجوع، أو الملل، أو الألم، أو الغضب، أو أي اضطراب آخر هو السبب في بكاء الأطفال. تتعدد الأسباب، ولكن دائماً ما تؤدي إلى البكاء، والصراخ، وانهمار الدموع.

إذا سافرت يوماً على متن الطائرة، وصادف ذلك وجود طفل في الجوار فاعلم أنك غير محظوظ، فحتماً ستستمع إلى سيمفونية مزعجة من البكاء، خاصة وقت صعود الطائرة ووقت هبوطها.

ولكن مهلاً، لا ينبغي أن نلقي باللوم على هذا الطفل الصغير في هذه الحالة، فقد داهمه ألم في أذنيه، نتعرف في هذا التقرير على سبب هذا الألم، وكيفية التعامل معه.

تغيُّر الضغط الجوي يُسبب ألماً في الأذن

يسبب تغيُّر الضغط، نتيجة ارتفاع الطائرة أو هبوطها ألماً في آذان الأطفال، لأنه يسبب تغيراً في الضغط بين المحيط الخارجي والأذن الوسطى للطفل.

وبالطبع ستتساءل: لماذا لا يحدث هذا لدى الكبار؟ الإجابة ببساطة لأن هناك فرقاً تشريحياً بين آذان الكبار والصغار، كما يستطيع الكبار التخلص من هذا الشعور بسهولة.

قناة استاكيوس تحمي طبلة الأذن عن طريق معادلة الضغط

في أذن الإنسان هناك جزء يسمى قناة استاكيوس، وهذه القناة في الأطفال أضيق وأكثر أفقية مما هي عليه لدى الكبار.

تعمل قناة استاكيوس على ربط الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي (القسم العلوي من البلعوم ويقع خلف تجويف الأنف)، ووظيفتها الأساسية معادلة الضغط على جانبي طبلة الأذن، لتحميها من التأذي نتيجة أي تغيير في ضغط الهواء على جانبيها.

تتحكم قناة استاكيوس في الضغط داخل الأذن الوسطى، لتجعله مساوياً للضغط خارج الجسم.

تظل قناة استاكيوس مغلقةً معظم الوقت، وتفتح فقط عند التثاؤب، والمضغ، والبلع، لتسمح للهواء بالمرور بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي.

الكبار يمكنهم معادلة الضغط بأكثر من طريقة

عند تغير الضغط الجوي بسرعة مثلما يحدث عند صعود أو هبوط الطائرة يشعر المسافر بانسداد مفاجئ في الأذن.

للتخلص من هذا الإحساس يتثاءب البعض، أو يبتلعون، فتُفتَح قناة استاكيوس، ويتساوى الضغط بين الأذن الوسطى وخارجها.

هناك طريقة أخرى لمعادلة هذا الضغط تُسمى "مناورة فالسالفا Valsalva maneuver"، وتكون بإغلاق المجرى التنفسي عن طريق إغلاق الفم. والضغط على الأنف لإغلاقه هو الآخر، ومحاولة إخراج الهواء كأنك تنفخ بالوناً. يمكن استعمال مناورة فالسالفا أيضاً لإخراج الصديد من الأذن الوسطى.

تكون معادلة هذا الضغط أكثر صعوبة في حالة التغير من الضغط الجوي المنخفض إلى الضغط الأعلى نسبياً، كما يحدث عند هبوط الطائرة.

نصائح للتخفيف من ألم الأذن عند الأطفال أثناء إقلاع وهبوط الطائرة

هناك عدة طرق يمكن بها مساعدة الطفل على تخطّي هذه المشكلة عند تغيّر الضغط في الطائرة:

– كما ذكرنا فالبلع والتثاؤب يمكنهما التخفيف من آثار ضغط الأذن، وقد تجدي نفعاً لدى الأطفال الأكثر وعياً، أما مَن هم دون العام أو العامين فلن يستطيعوا تنفيذ ما توجههم إليه.

– يمكن الاستعاضة عن هذا بتقديم اللَّهَّاية أو المصاصة، كما يمكن اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية.

– تجنب السفر عند إصابة الطفل بالزكام أو بالتهاب في الأذن الوسطى، فهذا قد يؤدي إلى تورُّم في قناة استاكيوس، مما يصعب من عملية معادلة الضغط وزيادة الإحساس بألم الأذن.

نصائح للآباء والأمهات عند السفر مع الأطفال

إذا كنتَ ستسافر بالطائرة مصطحباً معك طفلَك الصغير، فمن الممكن أن يتكرر بكاؤه في أوقات أخرى غير صعود الطائرة وهبوطها، نتيجة أي سبب آخر غير آلام الأذن. وهذه عدة نصائح للتعامل مع الطفل، وقد تجعل رحلتك أفضل:

– احجز رحلة طيران من دون توقف Nonstop Flight

تكون رحلة طيران من دون توقف بين مطارين، أي ستصل إلى وجهتك مباشرةً. ولا تحتاج سوى لصعود واحد وهبوط واحد، مما يقلل المعاناة، ولكنها غالباً ما تكون أغلى.

– أحضِر له ألعاباً جديدة

بالإضافة لإحضار بعض الألعاب المحببة لدى طفلك، يمكنك جلب لعبة جديدة كذلك، فقد تلهيه بعض البعض لاستكشافها، مما يطيل من فترة عدم بكائه.

– احرص على نظافة طفلك

قد يبكي الطفل لأنه يشعر بالبلل والانزعاج، فيجب أن تتأكد من إحضار كافة أغراضه الخاصة بنظافته.

– ربما الجوع أو البرد أو الحرارة

إذا تأكدت من نظافة طفلك، ولم يتوقف عن البكاء فاختبر الاحتمالات الأخرى. قد يكون طفلك يبكي جراء الشعور بالبرد، أو الحر، أو الجوع.

– لا تلجأ لمضادات الهيستامين

ربما يفكر أحد الآباء أن يعطي ابنه جرعة من أحد أدوية مضادات الهيستامين ليبقى طفله هادئاً طوال الرحلة، ولكن من الممكن أن يكون هناك رد فعل عكسي للدواء على طفلك، ويجعله أكثر نشاطاً.

كذلك من الممكن أن يسبب الدواء نوماً عميقاً وليس النعاس فقط، وبالطبع سيكون نتيجة هذا أن يظل الطفل مستيقظاً طوال الليل، وهو ما لا تريده بالتأكيد.

علامات:
تحميل المزيد