هل تبحث عن أفضل علاج للبرد، وتتساءل عما إذا كانت المضادات الحيوية ستنجح؟
المضادات الحيوية هي الأدوية التي تحارب الالتهابات التي تسببها البكتيريا، ولكن الأنفلونزا تسببها فيروسات.
تناول المضادات الحيوية عندما يكون لديك عدوى فيروسية قد يضر أكثر مما ينفع.
فتناول مضادات حيوية عندما لا تكون هناك حاجة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى قد تقاوم العلاج بالمضادات الحيوية.
نتعرف الآن على نزلات البرد، وكيفية علاجها
كيف تعرف ما إذا كانت نزلة البرد ناتجة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية؟
غالباً ما تكون أعراض العدوى البكتيرية والفيروسات متشابهة جداً، وتشمل الحمى، وآلام العضلات، والسعال، والتهاب الحلق، ولكنها تتطلب علاجات مختلفة.
ووفقاً للدكتورة سوما ماندال، فالبكتيريا كائنات حية ذات خلية واحدة تتضاعف وترتبط بالتهابات الأذن والحنجرة والجيوب الأنفية، وكذلك التهاب الشُّعب الهوائية والالتهاب الرئوي والسعال الديكي.
أما الفيروسات، فهي طفيليات صغيرة تتكاثر بسرعة، وتسبب نزلات البرد والأنفلونزا وبعض حالات الالتهاب الرئوي.
الفيروسات هي سبب نزلات البرد
هناك أكثر من 200 فيروس تتسبب في الإصابة بنزلات البرد، ويمكن أن تنتقل العدوى من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، والاتصال المباشر.
والفيروس الأنفي Rhinovirus من أكثر الفيروسات شيوعاً في التسبب بالإصابة بنزلات البرد.
بالإضافة إلى نزلات البرد والأنفلونزا يمكن أن تسبب الفيروسات تقريباً كل التهابات الجيوب الأنفية، ومعظم حالات الالتهاب الشعبي، ومعظم التهابات الحلق، والسعال، وسيلان الأنف، وتقرحات الفم.
أعراض الإصابة بنزلات البرد
عندما تصيب الفيروسات التي تسبب نزلات البرد الأنف والجيوب الأنفية، فإن الأنف يفرز المخاط ليساعد في غسل الجراثيم من الأنف والجيوب الأنفية.
وتشمل أعراض البرد كذلك العطس، السعال، ودموع العينين، وصداعاً، وبعض آلام الجسم.
عادة ما تكون ذروة هذه الأعراض من يومين إلى 3 أيام، ومن الممكن أن تستمر الأعراض مدة تصل إلى 10 أو 14 يوماً.
يجب على كبار السن، والذين يعانون أمراض الجهاز المناعي، أو من لديهم تاريخ من الربو، أن يزوروا الطبيب خلال الأيام القليلة الأولى من بداية العدوى.
لماذا يُمنع أخذ المضادات الحيوية عند الإصابة بنزلات البرد الفيروسية؟
بالطبع، لن تساعد المضادات الحيوية في التعافي من الإصابات الفيروسية مثل نزلات البرد، وعادة ما تستمر العدوى الفيروسية من 7 إلى 10 أيام.
عندما يتناول المرضى المضادات الحيوية دون داع أملاً في علاج البرد، فإن هذا يسبب مقاومة للمضادات الحيوية، فلا تقوم المضادات الحيوية بدورها بشكل فعال عندما تكون الحاجة ماسة إلى تناولها، أي إنه يكون أقل فاعلية.
سبب ذلك يعود إلى تكوّن سلالات جديدة من البكتيريا، تكون أكثر مقاومة للمضاد الحيوي، بسبب كثرة استخدامه دون الحاجة إليه. وعند الإصابة بنوع من هذه السلالات، تتباطأ لديك علامات التحسن، وقد يتجه المرض نحو الأسوأ.
قد يحتاج الطبيب اختبار عدد من المضادات الحيوية كي يعثر على ما يمكنه من التخلص من هذه السلالة البكتيرية.
كذلك، من الممكن أن يسبب تناول المضادات الحيوية آثاراً جانبية وأكثرها شيوعاً اضطراب المعدة. من الأعراض الجانبية الأخرى للمضادات الحيوية التهابات المهبل، وردود الفعل التحسسية التي قد تهدد الحياة.
عادات يومية يمكنها أن تسرع عملية الشفاء
هناك بعض العادات التي يمكنها تسريع عملية الشفاء وعلاج البرد، فإذا كنت تتساءل كيف أتخلص من البرد، فاتبع الآتي:
– التوقف عن التدخين، والابتعاد عن المدخنين.
– شرب الكثير من السوائل، التي قد تكون بديلاً لتناول أدوية البرد.
– غسل اليدين باستمرار، لتجنب انتشار الجراثيم.
– استخدام الرذاذ الأنفي يمكنه أن يكون علاجاً لنزلات البرد.
– الراحة خلال النهار، والنوم فترة طويلة خلال الليل.
– تهدئة الحلق باستخدام الوصفات المنزلية مثل الثلج المجروش مخلوطاً مع العسل.
ماذا يحدث إذا لم يتحسن الفيروس، هل يمكن أن يتحول إلى عدوى بكتيرية؟
إذا استمرت الأعراض أكثر من 10 أيام، مع استمرار الحمى، وضيق التنفس، مع وجود الكثير من المخاط الأصفر أو الأخضر.
فمن الممكن أن يصعف الفيروس جهاز المناعة ويدمر الأنسجة، وهو ما يسهل نمو البكتيريا.
متى يمكن أن تساعد المضادات الحيوية في علاج البرد؟
بإمكان المضادات الحيوية إذا استُخدمت بطريقة صحيحة، أن تنقذ العديد من الأرواح. فالمضادات الحيوية بإمكانها أن تعالج التهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، والتهاب الحلق، وعدوى الأذن الوسطى، والتهاب الملتحمة، ما دام سبب العدوى بكتيرياً وليس فيروسياً.
في بعض الأحيان، تصاب ببكتيريا بعد أن تصاب بالبرد، فمن الممكن أن يصعف الفيروس جهاز المناعة ويدمر الأنسجة، وهو يسهل نمو البكتيريا. ومن أبرز علامات الإصابة بالعدوى البكتيرية وجود ألم حول الوجه والعينين، ويزداد مع الانحناء. ومن العلامات الأخرى تكوّن المخاط السميك سواء الأصفر أو الأخضر.
وهنا بعض العلامات التي إن رآها الطبيب، فعادةً سيصف مضاداً حيوياً:
1- الإصابة بالحمى:
فإذا كان المريض يعاني حمى، وقشعريرة، فقد تكون العدوى بكتيرية. ولكن للطبيب حسابات أخرى، فمن الممكن أن تكون أيضاً عدوى فيروسية هي سبب الحمى.
2- لون المخاط
يساعد المخاط على حماية الشعب الهوائية، وعندما يكون الإنسان بصحة جيدة، يكون المخاط عديم اللون. ولكن عند إصابة الإنسان بعدوى فيروسية أو بكتيرية، فمن الممكن أن تتلف الخلايا المبطنة للمجرى التنفسي. وتطلق العدوى بروتينات تعطي المخاط لوناً أخضر.
إذا كان المريض قادراً على إخراج المخاط الأصفر أو الأخضر بسهولة، ولم يكن مصاباً بالحمى أو صعوبة التنفس، فهذا لا يثير القلق. أما عند ظهور هذه العلامات، فربما يحتاج المريض تناول مضاد حيوي.
بالطبع، قد تحدث هذه الأعراض مع نزلات البرد الفيروسية، ولكن إذا استمرت أكثر من أسبوع أو كانت شديدة، فقد يكون نتيجة عدوى بكتيرية وتحتاج مضادات حيوية بوصف من الطبيب.
3- مدة المرض
عادة ما تستمر العدوى الفيروسية نحو 10 أيام، فإن استمر المرض فترة أطول من ذلك، فهذا قد يكون نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية.
4- التهاب الحلق
تبدأ معظم نزلات البرد بالتهاب في الحلق، ولكن إن لم تصاحبه أعراض البرد الأخرى، فقد يكون نتيجة إصابة بكتيرية، وهو ما يتطلب مضاداً حيوياً.
ولكن، لا يصف الطبيب المضاد الحيوي دائماً، فأحياناً يبحث عن بقع بيضاء قد تؤكد وجود البكتيريا.
5- الاختبارات المعملية
الاختبارات المعملية هي الحل اليقين الذي يفيد بإمكانية تناول المضاد الحيوي أو لاً. يمكن أن يجمع الطبيب عينة من سوائل الأنف أو المخاط، أو مسحة من الحلق، ويرسلها للتحليل في المعمل.
هل تحمي اللقاحات من الالتهابات البكتيرية أو الفيروسات؟
تمنع اللقاحات الفيروسات الخطيرة مثل الحصبة والأنفلونزا، عن طريق أخذ جزء صغير من الفيروس وحقنه في الجسم. هذا يسمح للجسم بإنتاج الأجسام المضادة ضد هذا الفيروس بعينه. ومع ذلك، ففي بعض الفصول، عندما يتحور فيروس الأنفلونزا، لا يمنع اللقاح حدوث العدوى.
كما تحمي اللقاحات من العدوى البكتيرية، وضمن ذلك التهاب السحايا والسعال الديكي.
بعض النصائح عند تناول المضادات الحيوية
– يجب أن يكون المضاد الحيوي من وصف الطبيب، لأنه يعلم هل العدوى بكتيرية أو فيروسية.
– اتبع تعليمات الطبيب بعناية، والتزم مواعيد تناول الدواء والجرعات المحددة.
– لا تعطِ أحداً المضاد الحيوي الذي وُصف لحالتك، ولا تأخذ الوصفة الطبية لأي فرد آخر.
الأدوية المضادة للفيروسات، هل لها دور؟
الأدوية المضادة للفيروسات يمكنها أن تقلل من قدرة الفيروسات على التكاثر، ويعتبرها مركز السيطرة على الأمراض CDC في أمريكا بمثابة خط الدفاع الثاني ضد الأنفلونزا، في حين يعتبر الحصول على اللقاح السنوي هو خط الدفاع الأول وأقوى علاج للبرد.
يمكن تناول الأدوية المضادة للفيروسات عند بداية الإصابة بالأنفلونزا، فهي تساعد على تقليل شدة المرض وأعراضه. كما يمكن أن تستخدم للوقاية من الإصابة بالأنفلونزا، ولكنها ليست بديلاً من اللقاح.
كغيرها من الأدوية، فلتناول الأدوية المضادة للفيروسات بعض الأعراض الجانبية، من بينها العصبية، وضعف التركيز، والقيء، والغثيان، والإسهال.
علاج البرد للحامل والأطفال
من الأفضل تجنب الأدوية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لذا من الأفضل أن تبتعد المرأة الحامل عن تناول الأدوية لعلاج البرد.
إذا كان لا بد من تناول الأدوية، فبالطبع يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب، على أن تمتنع الحامل عن تناول الأدوية التي تعالج العديد من الأعراض معاً. وهناك عدد من الأدوية يجب تجنبها خلال فترة الحمل، وأشهرها الأسبرين، وإيبوبروفين، ونابروكسين.
يمكن أن تساعد العلاجات المنزلية خلال فترة الحمل، فمن أولى الوصايا التي يجب أن تتبعها المرأة لعلاج البرد الحصول على قسط كبير من الراحة، وتناول الكثير من السوائل، والغرغرة بالماء الدافئ المالح.
كذلك، تساعد بخاخات الأنف لتخفيف المخاط وتهدئته، ومن الممكن أن يساعد مزج العسل بالليمون في كوب من الماء الدافئ.
علاج البرد عند الرضع
نزلات البرد الشائعة في الأطفال حديثي الولادة ليست خطيرة، ولكنها يمكن أن تتصاعد بسرعة إلى حالات أشد مثل الالتهاب الرئوي.
ومن أبرز أعراض إصابة الرضع بنزلات البرد السعال، خاصة في الليل، والعطس، وانخفاض الشهية، وصعوبة الرضاعة.
يساعد رفع رأس الطفل في تخفيف الآلام التي تصيبه عند التنفس في أثناء الإصابة بالبرد، وللتخفيف من حدة البرد أيضاً بإمكان الأم زيادة عدد مرات الرضاعة.
لا ينبغي استخدام أي أدوية للأطفال الرضع دون استشارة الطبيب.