آتشو.. تَخرج العطسةُ بسرعة 160 كم/الساعة، لتطلق في الهواء ما لا يقل عن 100 ألف جرثومة. تستنشق التوابل، تصاب بالزكام، تقف في مكان مليء بالأتربة، تعاني الحساسية.. في كل تلك المواقف، يكون العطس هو رد الفعل الذي يلجأ إليه الجسم.
العطس، الذي قد يبدو مقززاً لو نظرت إليه عبر فيديو تصوير بطيء، يعد أحد الدفاعات الأولى للجسم ضد البكتيريا، والجزيئات الغريبة التي تهيّج الغشاء المخاطي للأنف.
لكن، ما الذي يسبب العطس؟ وكيف يحدث؟ بالإضافة إلى بعض المعلومات الغريبة عن العطس.. هذا ما سوف تتعرف عليه في السطور التالية:
الغبار والتوابل الحارة من أبرز أسباب العطس
السبب الرئيس للعطس هو تهيّج الأغشية المخاطية للأنف أو الحلق. وينشأ هذا التهيج نتيجة عدد من الأسباب الشائعة، من بينها:
– الحساسية التي تسببها حبوب اللقاح، أو الوبر، أو العفن.
– نزلات البرد والإنفلونزا.
– الأطعمة الغنية بالتوابل.
– الأتربة والغبار.
– استنشاق الكورتيكوستيرويدات corticosteroids من خلال رذاذ الأنف.
– انسحاب المخدرات.
ليس هذا فقط، فهناك بعض أسباب العطس الأقل شيوعاً، ومنها الانسحاب من بعض الأدوية مثل أشباه الأفيونات أو ما يطلق عليه المسكنات الأفيونية.
كذلك، قد يحدث العطس عندما يصطدم الأنف بأي شيء، وفي بعض الأحيان يعطس من يقطعون إحدى الشعرات من حاجبيهم، أو بعد تناول وجبة كبيرة من الطعام.
كيف يحدث العطس؟
العطس -كما ذكرنا- هو الطريقة أو الآلية التي يتخلص بها الجسم من المواد المهيّجة التي تدخل الأنف أو الحلق، ويحدث عن طريقه طرد قوي غير طوعي للهواء فجأة ودون سابق إنذار.
ويحدث العطس عادة عندما لا تتمكن شعيرات الأنف من التقاط المهيجات، فتسمح لها بملامسة الغشاء المخاطي للأنف.
وقد يحدث كذلك تهيّج نتيجة رائحة معينة أو عدوى أو رد فعل تحسسي.
ترسل حينئذ النهايات العصبية إشارات إلى الدماغ تخبره بوجود أجسام غريبة بحاجة إلى التنظيف.
يستجيب الدماغ بمحفز لا إرادي يتم خلاله طرد الهواء من الرئتين، ولأن الممر إلى الفم مفتوح جزئياً، فإن الهواء يخرج من الأنف والفم.
عندما يبعث الدماغ برسالته للجسم بأنه قد حان وقت العطس، يستجيب الجسم عادةً بإغلاق العينين، وانتقال اللسان إلى سقف الفم، وتستعد العضلات لحدوث العطس.
النوم يمنع العطس، والمحفز يوقظك أولاً
لا يمكن العطس في أثناء النوم، إذ تهدأ الأعصاب المتسببة في حدوث العطس، فينكسر التسلسل المطلوب حدوثه لتتم عملية العطس.
ولكن، من الممكن أن يوقظك أحد المثيرات الخارجية، وبمجرد أن تستيقظ يحدث العطس.
Why do sneezes always come in threes? I always think I'm done at 2. #sneezing pic.twitter.com/x836TzzKsj
— insaneshadow85👻🎃 (@insaneshadow85) January 20, 2019
لماذا يعطس البعض عند النظر إلى الشمس؟
هل تعطس عند الخروج في ضوء الشمس، أو عند النظر إلى الأضواء الساطعة؟ حسناً، أنت مصاب بحالة تسمى عطاس ضوئي المنشأ، وفق ما جاء في موقع Science Alert.
لست وحدك من يعاني تلك الحالة الغريبة، فهناك ما بين 17 و35% من سكان العالم يعانون العطس عند التعرض للشمس.
يُعتقد أن العطاس الضوئي يحدث نتيجة خطأ في العصب ثلاثي التوائم trigeminal nerve الذي يحمل أليافاً حسية وحركية، ويحمل 3 أفرع رئيسة تؤدي إلى العينين، وتجويف الأنف، والفك.
وبسبب كثرة الإشارات العصبية، قد ينتج هذا العصب رد فعل خاطئاً، فالضوء الساطع يتسبب في انقباض حدقة العين، لذا قد يتم إرسال هذه الإشارة عن طريق الخطأ إلى الأنف أيضاً.
هناك فرضية أخرى تقول إن العطس الناتج عن رؤية الشمس يحدث نتيجة تحفيز جزء من الجهاز العصبي السمبتاوي مثل حدقة العين.
ويحدث كذلك تنشيط أجزاء أخرى من الجهاز العصبي السمبتاوي مثل الأغشية الموجودة في الأنف.
أياً كان سبب حدوث هذا الخلل العصبي، فقد اكتشف الباحثون أن السبب الحقيقي يكمن في الوراثة، ولا يعتمد على الجنس.
يكفي أن يمتلك أحد الأبوين الجين المسبب للعطاس الضوئي لتوريثه إلى بعض الأبناء.
وعلى الرغم من ارتباط هذا النوع من العطس بالشمس، فإنه يحدث كذلك عند التعرض المفاجئ للضوء مثل المصباح اليدوي في الغرفة المظلمة.
Me. All. Day. Long.
#sneezing#allergies #makeitstop pic.twitter.com/9f47GbFXt8— Madison Sawyer (@MadisonSawyerTV) April 17, 2018
إغلاق العينين في أثناء العطس.. والسبب بالأنف
يؤدي العطس إلى إغلاق الجفون، ولكن لن تفقد عينيك إذا تركتهما مفتوحتين في أثناء العطس، على الرغم من أن إبقاءهما مفتوحتين أمر صعب.
ويرجع سبب إغلاق العينين في أثناء العطس إلى الأعصاب القحفية Cranial nerves التي تربط العينين والأنف بالدماغ؛ لذا يؤدي حافز العطس إلى إغلاق الجفون.
أسباب العطس المتكرر .. لماذا يعانيه البعض دون آخرين؟
عادة ما يعطس الناس مرة أو مرتين ويتوقفون بعد ذلك، ولكن هناك من يستمر أكثر من هذا، فيعطسون ثلاثاً أو أكثر.
الدكتور جوردان جوزيفسون، المتخصص بالجيوب الأنفية في مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك، قال لموقع Live Science، إن العطس هو السبيل لإخراج بعض الجزيئات الغريبة من الأنف.
كما أضاف أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعطسون 3 مرات في تعاقب سريع، فإن العطس الأول ربما يخفف تلك الجزيئات، والعطس الثاني يخرجها إلى الجزء الأمامي من الأنف، والعطس الثالث يخرجه تماماً من الأنف.
لا يوقف عضلة القلب ولكن يبطئها
لا يسبب العطس توقفاً مؤقتاً لعضلة القلب كما هو شائع، ولكن قد يتباطأ إيقاع القلب قليلاً.
فمن الممكن أن يؤثر الضغط المتزايد في الصدر على تدفق الدم إلى القلب، ويغير من إيقاعه فترة وجيزة، ولكنه لا يمنعه من النبض.
قد يسبب الألم للحامل، ولا يضر الجنين
تعطس الكثير من النساء أكثر من المعتاد خلال فترات الحمل، ويصفه الأطباء بأنه التهاب أو احتقان بالأنف يبدأ في أي وقت خلال فترة الحمل، وينتهي خلال أسبوعين من الولادة.
تشمل أعراض الإصابة بالتهاب الأنف خلال الحمل سيلان الأنف، والعطس، وربما يكون سبب ذلك التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة خلال فترة الحمل.
قد يكون العطس في أثناء الحمل ناتجاً عن الحساسية التي تعانيها المرأة قبل الحمل، وتستمر معها مثل الحساسية الموسمية.
كذلك، قد يكون العطس في أثناء الحمل ناتجاً عن الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، فالمرأة الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد.
والعطس لا يشكل أي مخاطر على الجنين في أي مرحلة من مراحل الحمل.
بعض النساء الحوامل يعانين ألماً حاداً حول البطن عند العطس. هذا يمكن أن يكون مؤلماً، لكنه ليس خطيراً.
فمع نمو الرحم، تتمدد الأربطة التي تربطه على جانب البطن. ويمكن أن يزيد العطس والسعال من الضغط على هذه الأربطة؛ وهو ما يسبب الألم.