كشفت دراسة جديدة أن الحصول على حمام دافئ، بشكل منتظم، يساعد على التخلص من أعراض الاكتئاب والحزن.
ووفقاً للباحثين، فإن الحمام اليومي سيكون له تأثير أفضل على تحسين مزاجك مقارنة بممارسة نشاط رياضي.
كيف يؤثر الحمام الدافئ على التخلص من الاكتئاب والحزن
حسب صحيفة The Guardian البريطانية، كشفت هذه الدراسة أن الحصول على حمام في فترة ما بعد الظهر يرتبط بتحسين المزاج بصفة مستمرة بالنسبة للأشخاص المصابين بالاكتئاب.
وقد كان تأثير الحمام الإيجابي أكبر بكثير من تأثير التمارين البدنية، حيث أثبت قدرته على تعزيز المزاج.
وتُحيل هذه النظرية إلى أن الحصول على حمام دافئ من شأنه أن يعمل على زيادة درجات حرارة الجسم الأساسية.
وهو الأمر الذي أسهم في تعزيز التواتر اليومي وتزامنه لدى المشاركين في الدراسة، والتقلبات اليومية بالسلوك والكيمياء الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر في عمل كل الأعضاء الموجودة بأجسادنا، ومن ضمنها الدماغ.
إذ نلاحط أنه عادة ما ترتفع درجة حرارة الجسم الأساسية خلال النهار وتشهد انخفاضاً في الليل.
ويساعدنا هذا الانخفاض على الخلود إلى النوم، وذلك من خلال تعزيز إفراز هرمون الميلاتونين الذي يعمل على إخبار الجسم بموعد قدوم الليل.
ومع ذلك، في حالة الإصابة بالاكتئاب، غالباً ما يتأثر إيقاع تغيُّر درجات الحرارة هذا، فيصبح أكثر اضطراباً أو يشهد تأخيراً عدة ساعات.
التعرض للضوء يعزز التوتر ويخفف حدة الاكتئاب
وجدت الدراسة أيضاً، أن التعرض للضوء الساطع بالصباح، والذي يسهم في تعزيز التواتر اليومي وإعلام الجسم بحلول النهار، يسهم في التخفيف من حدة الاكتئاب.
وخلال هذه الدراسة، طلب الباحثون بجامعة فرايبورغ الألمانية، من 45 شخصاً يعانون الاكتئاب، الاختيار بين القيام بنشاطين:
إما الغطس في ماء تبلغ درجة حرارته 40 درجة مئوية نحو 30 دقيقة ثم الالتفاف في أغطية، ووضع زجاجات ماء ساخن مدة 20 دقيقة إضافية.
وإما قضاء ما بين 40 و45 دقيقة في ممارسة تمارين رياضية مرتين أسبوعياً.
بعد مرور 8 أسابيع، سجَّل أولئك الذين أخذوا حماماً دافئاً بصفة منتظمة في فترة ما بعد الظهر 6 نقاط أقل حسب مقياس الاكتئاب المستخدم، في حين لم تسجل المجموعة التي مارست التمارين الرياضية سوى 3 نقاط أقل.
على الرغم من أن الدراسة لم تُجر إلا على عدد قليل من المشاركين، كما كانت هناك بعض الإشكالات المنهجية فيها (انسحاب عدد من المشاركين في المجموعة المكلفة التمارين الرياضية)، فإنها اعتمدت على أدلة موجودة سابقاً تشير إلى أن درجة حرارة الجسم يمكن استخدامها لضبط التواتر اليومي في أجسامنا.
وقد أشارت دراسات أخرى إلى أن أخذ حمام دافئ قبل الخلود إلى النوم يساعد على النوم، حيث يسهم ذلك في توسيع الأوعية الدموية الموجودة بالجلد.
وهو الأمر الذي يساعد الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة.
ويكون هذا الأمر فعالاً فقط إذا حافظتَ على غرفة نومك باردة نسبياً، علماً أن 18 درجة مئوية ستكون مثالية لهذه المهمة.
أسباب الاكتئاب الأخرى
يعتقد الباحثون أنَّ الاكتئاب يرتبط بمستويات منخفضة من جزيء السيروتونين المسؤول عن إرسال إشارات للدماغ.
وقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت على الفئران، أن الخلايا العصبية التي تعمل على إفراز السيروتونين مرتبطة بالمناطق المسؤولة عن تنظيم المزاج، بحيث ترتفع درجة حرارة الخلايا الدماغية جراء ارتفاع درجة حرارة الجسم.
أياً كان التفسير، إذا وجدتَ أن حصولك على حمام دافئ يجعلك تشعر بالاسترخاء والرضا، فهناك الآن سبب أهم يدفعك للقيام بذلك.
كيف تحصل على حمام جيد؟
اختر وقتاً لا يكون فيه تفكيرك مشتّتاً، يجب أن تكون في حالة سلام وهدوء حتى تشعر بالاسترخاء.
فكِّر في استخدام زيت أساسي، مثل زيت اللافندر؛ لتعزيز شعورك بالاسترخاء.
يجب أن تكون درجة حرارة الماء المعد للاستحمام أعلى من درجة حرارة الجسم التي تبلغ نحو 37 درجة مئوية، بين 40 درجة و45 درجة مئوية.
يجب أن تفكر أيضاً في درجة حرارة الغرفة، 18 درجة مئوية ستكون مثالية لذلك.
يؤدي الارتفاع الكبير والمفاجئ في درجات الحرارة إلى إجهاد القلب؛ لذلك إذا كنت تعاني مشاكل في القلب، فتجنَّب الحمامات الساخنة، خاصة خلال الأيام الباردة.