إذا كنت تحب الفراعنة والتاريخ القديم والحضارات العريقة فإن القاهرة هي المكان المناسب لك. ولكن إذا لم تكن الأضواء الساطعة والهواء القذر والضوضاء الشديدة هي الشيء الذي تفضله ، فمن الأفضل أن تبقى بعيدًا، والسبب: هواء أكثر خطورة بحوالي 12 مرة من المستوى الآمن، ثالث مدينة صاخبة في العالم، ووسماء القاهرة الليلية أكثر إشراقاً 85 مرة من السماء الطبيعية
خبراء Eco Experts
لم تمضِ أيام على إعلان تصدّر القاهرة قائمة المدن العشر الأسوأ لهذا العام بعد أن كانت في المركز الثاني سابقاً، حتى قامت وزارة البيئة المصرية بتكذيب الدراسات الحديثة التي أجراها موقع Eco Experts ونشرتها مجلة Forbes الأميركية.
حقائق البيئة تكذب إدعاءات فوربس عن تصدر القاهرة قائمة أكثر مدن العالم تلوثاأصدرت وزارة البيئة بيانا كذبت فيه مزاعم…
Geplaatst door وزارة البيئة المصرية – Egyptian Ministry of Environment op Zondag 2 september 2018
وكان تقرير موقع Eco Experts قد اعتبر القاهرة المدينة الأكثر تلوثاً هذا العام وتليها دلهي وبكين وموسكو وإسطنبول وغوانزو وشانغهاي وبيونس آيريس وباريس، في قائمة المدن الأكثر تلوثاً على صعيد مستويات التلوث العالمية للهواء والضوء والضوضاء.
وقالت الوزارة المصرية -في بيان لها- إنه فيما يتعلق بما تم نشره بمجلة "فوربس" من تقرير احتوى على بيانات عن مستوى تلوث الهواء والضوضاء بمدينة القاهرة، والإشارة إلى أن القاهرة تعتبر الأولى على مستوى العالم من حيث التلوث الهوائي والضوضائي، فإن مصدر البيانات الواردة بالمقالة غير محدد بشكل واضح، وأن إصدار مؤشرات جودة الهواء يتطلب أعمال رصد تتم على مدار العام بشكل وبمنهجية علمية ذات مرجعية، وهو ما لا يتم في جمهورية مصر العربية إلا من خلال الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط التابعة لوزارة البيئة.
مدن هي الأكثر تلوثاً .. من بينها عربية!
مدن هي الأكثر تلوثاً .. من بينها عربية! وماذا عن مدينتك؟
Geplaatst door DW (عربية) op Zaterdag 1 september 2018
أين الحقيقة إذاً؟
تتبعنا في "عربي بوست" مؤشرات التقرير ووجدنا المنهجية التي اتبعتها Eco Experts في الدراسة قائمة على تحليل البيانات حول تلوث الهواء والضوء والضوضاء في 48 مدينة حول العالم.
ويُشير تقرير Eco Experts إلى تسجيل نسبة 284 في مقياس PM10 فيما يخص تلوث الهواء بالقاهرة، و14900 قنديلة/متر مربع في التلوث الضوئي، ونسبة 1.7 في التلوث الضوضائي، فماذا يعني ذلك؟
أولاً: تلوث الهواء.. بيانات منظمة الصحة العالمية
يقول خبراء Eco Experts:
أخذنا بيانات من قاعدة بيانات الهواء المحيط الخاصة بـ (منظمة الصحة العالمية) في الهواء الطلق استناداً إلى مقياسين، وهما PM10 وPM2.5. يرمز قياس PM10 إلى المواد الجسيمية في الهواء التي يبلغ قطرها نحو 10 ميكرومترات أو أقل، وقياس PM2.5 يرمز إلى المواد التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل، وهذه عادةً توصف بأنَّها جُسيمات دقيقة أو أيروسولات.
كلما كان الجُسيم أدق يعلق في الهواء لفترة أطول، ويصبح من الأسهل حمله جواً عن طريق الرياح، يمكن أن تكون الجسيمات صلبة أو سائلة. وتصل المستويات الآمنة من قياس PM10 إلى أقل من 20 ميكروغراماً/للمتر المكعب، فيما تصل المستويات الآمنة من PM2.5 إلى أقل من 10 ميكروغرامات/للمتر المكعب.
ثانياً: التلوث الضوئي.. بيانات سطوع السماء
واستخدم خبراء Eco Experts بيانات من lightpollution.info،ويُقاس مستوى التلوث الضوئي الصناعي في الليل لكل مدينةٍ بالشمعة أو القنديلة (وحدة قياس شدة الضوء) لكل متر مربع. وللتوضيح أكثر كل قنديلة/متر مربع، هي شدة إضاءة بداية الرؤية المطلقة، وشدة إضاءة سماء الليل الطبيعية تساوي قرابة 174 قنديلة/متر مربع.
أخيراً: التلوث الضوضائي.. مؤشر ميمي للمدن
استخدم خبراء Eco Experts مؤشر ميمي لسمع الصوت للحصول على بيانات تلوث الضوضاء، حيث حصلت كل مدينة على درجة تلوث ضوضاء بين 0 و 2. وكلما اقتربت من 2، كلما كانت المدينة أكثر ضوضاء.
وجاءت النتائج كالتالي:
القاهرة هي اسم المدينة الأكثر تلوثاً في العالم
هواء أكثر خطورة بحوالي 12 مرة من المستوى الآمن
عنون خبراء البيئة تقريرهم هكذا "القاهرة هي المدينة الأكثر تلوثاً في العالم". وفي يوم متوسط، يتنفس سكان العاصمة المصرية الهواء المهدر بـ PM2.5 الذي يشكل خطورة أكبر بـ 11.7 مرة من المستوى الآمن الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية. والمدينة لديها أيضاً ثاني أعلى مستويات PM10 في العالم ، بمعدل 284 ميكروغرام/م 3 في المتوسط - 14.2 مرة فوق الحد الآمن.
ثالث مدينة صاخبة في العالم، يوم في القاهرة هو يوم داخل مصنع صاخب
القاهرة أيضاً معروفة بالصوت العالي. ونعني، بصوت عالٍ حقاً. تعد المدينة ثالث أكبر مدينة حضرية صاخبة في العالم بمعدل 1.70 نقطة، خلفها فقط قوانغتشو ودلهي. هذا لن يكون مفاجئاً لسكان القاهرة.
وجد تقرير صادر عن المركز القومي المصري للبحوث أن التلوث الضوضائي في المدينة يصل إلى معدل 85 ديسيبل كل يوم، وهو يشبه قضاء يوم كامل داخل أحد المصانع.
وسماء القاهرة الليلية أكثر إشراقاً 85 مرة من السماء الطبيعية
التلوث الضوئي في القاهرة سيئ جداً أيضاً، حيث أن منطقة المترو بالمدينة تغمرها الإضاءة الصناعية التي تضيء 85 مرة أكثر من السماء الطبيعية (14900 μcd / m2). لا عجب إذن أن بحثنا يدعى القاهرة كألمع مدينة في العالم، خلف موسكو وشيكاغو.
كيف يؤثر ذلك على البشر المقيمين في القاهرة؟
بإمكان التلوث بكافة أشكاله أن يؤثر على صحة وسلامة البشر في كل يوم. وبحسب منظمة الصحة العالمية، 9 من كل 10 أشخاص حول العالم يتنفَّسون هواءً مُلوثاً. ويبدو أنَّنا نرضخ لقبول هذا الأمر حالياً باعتباره جزءاً من الحياة.
Cairo pollution by night
Geplaatst door Greg Gobel op Zondag 23 november 2008
زد على هذا أنَّ منظمة الصحة العالمية تُقدِّر أنَّ قُرابة 7 ملايين شخص يموتون كل عامٍ جرَّاء التعرض لجسيماتٍ دقيقة عالقة في الهواء المُلوث، تتغلغل بعمقٍ داخل الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية، مُسبَّبةً أمراضاً تتمثَّل في السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، وداء الانسداد الرئوي المزمن، وعدوى الجهاز التنفسي، بما فيها الالتهاب الرئوي، حسب المجلة الأميركية.
وتدمّر المدن الملوثة السلامة البدنية والعقلية
وعرفنا لسنوات أنَّ مستويات التلوث المرتفعة قد تُحدث تأثيراتٍ مُدمرة على السلامة البدنية والعقلية، ما يؤدي إلى ظهور أمراض البدانة والأرق والاكتئاب. لكن ما يميز تقرير موقع Eco Experts هو كونه لا يشمل فقط التلوث الهوائي، بل أيضاً أشكالاً أخرى للتلوث، كالتلوث الضوئي والتلوث الضوضائي أو السمعي.
وتؤثر على إيقاع الحياة
للنوعين الآخرين تأثيراتٌ هائلة على النوم والإيقاعات البيولوجية اليومية، التي بدورها تؤثر على السلامة العقلية والبدنية بطرقٍ لم نتوَّصل لفهمها حتى الآن.
وينشأ النوم المضطرب
يُشار إلى النوم المضطرب باعتباره سبباً رئيسياً لأمراض الزهايمر، وباركنسون، وداء جسيمات ليوي، لكونها ترتبط بتكوين بروتينات مُحددة وروابط بيتيدية (جزيئات حيوية قصيرة شبيهة باليروتين)، مُتمثِّلة في بروتينات أميلويد بيتا وألفا ساينوسلين، وتلك البروتينات والروابط تتكون حينَ لا نحصل على نومٍ كافٍ أو عميق، وبالأخص نوم حركة العين السريعة. إذ فقط في أثناء النوم العميق تُنظَّف أدمغتنا من تلك النفايات بواسطة خلايا عصبية مُحددة.
والأمراض المرهقة للأعصاب
وفيما تتزايد هذه الأمراض المُدمرة للأعصاب في شتى أنحاء العالم، مُلحقةً تأثيراتٍ بالشباب والأطفال، أصبحت مسألة التلوث الضوئي والضوضاء أمراً بالغ الأهمية. وفي الفترة ما بين 1979 إلى 2010، حصلت أميركا على الزيادة الأسوأ في مُعدل الوفيات جرَّاء الأمراض العصبية، أكثر من أي بلدٍ؛ إذ ارتفعت النسبة لتصل إلى 66% في الرجال و92% في النساء.
وإقرأ أيضأً..
أولها القاهرة.. إليك المدن الـ 10 الأكثر تلوثاً على سطح الأرض ومخاطرها الكثيرة