سيدة يابانية تعشق العائلة الملكية في بلادها حتى درجة الهوس، وباتت تذهب وراء الملك وأسرته أينما ذهبوا في أي وقت وإلى أي مكان، حتى لُقبت بالمعجبة المهووسة، بحسب تقرير لوكالة وكالة Reuters.
فأينما ذهبت العائلة الملكية اليابانية تذهب السيدة فوميكو شيراتاكي وراءهم: في حرِّ الصيف وبرد الشتاء، إلى المحيطات والجبال ما عدا أيَّام تساقُط الثلج أو المطر الشديد.
وقالت فوميكو، 78 عاماً: "عندئذٍ لا يمكنك التقاط صور جيدة، وإذا طال عدسة الكاميرا بللٌ ربما تتضرَّر". قضت فوميكو الأعوام الـ26 الماضية في تتبُّع وتصوير الإمبراطور أكيهيتو، والإمبراطورة ميتشيكو، وخاصةً ماساكو زوجة ولي العهد.
وأضافت: "بمجرَّد أن أعرف خططهم ستجدني حيث يذهبون، مع أن الأمر يكون صعباً إذا ما علمت بها ليلتها لا غير".
بداية الشغف
بدأ شغف فوميكو بممارسة الـ "أوكاكي- okkake"، كما يُلقَّب بمطاردي المشاهير في اليابان، في عام 1993 عندما تبعت ماساكو، التي كان اسمها آنذاك ماساكو أوادا، بعد خطبتها لولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو، لكن لم تتمكَّن من التقاط صورٍ جيدة لها.
قالت فوميكو، وهي جالسة في مطبخ بيتها بمدينة كاواساكي، قرب العاصمة طوكيو، المزيَّن بصورةٍ لماساكو وروزنامة بصورٍ للعائلة الإمبراطورية: "كنتُ غير معتادةٍ على حمل كاميرا ثقيلة كتِلك، لذا انتهى بي الأمر بصورٍ لإطارات السيارة، أو المقعد الخلفي، أو السائق".
لكن الآن قد صقلت فوميكو مهارتها، ويمتلئ منزلها بعددٍ مهول من الصور.
وتقول عنها: "عددها لا يمكن حصره. في نهاية الأمر، هي حصيلة 26 عاماً".
رفضت فوميكو الإفصاح عن الوسيلة التي تكتشف بها هي وأصدقاؤها جدول التحرُّكات الملكية. لكن سرعان ما تصلها التفاصيل، تحزم حقيبة ظهر، وتأخذ كرسياً قابلاً للطهي وكرة أرز لتأكلها، وتنطلق وراءهم.
قالت فوميكو، التي دوماً ما ترتدي حذاءً رياضياً وبنطالاً لسهولة الحركة في رحلات المطاردة: "هُم يعرفون أشكالنا الآن بعد كل هذا الوقت، لذلك عندما نصوِّب كاميراتنا تجاههم يخطر ببالهم "آه ها هم" وينظرون جهتنا ملوِّحين".
ماذا يفعل متتبعو العائلة الملكية؟
تقول فوميكو وأصدقاؤها من متتَّبعي العائلة المالكة، وجميعهم تقريباً نساء، إنَّها تركِّز بالأساس على نساء العائلة الملكية وملابسهن. ونظراً لضيق الوقت -إذ تعمل بدوامٍ جزئي في وكالةٍ لبيع السيارات- فإنَّها تولي اهتمامها للإمبراطورة وكِنَّتها الإمبراطورة المستقبلية.
وقالت: "عندما كان زوجي حياً ويجني المال، كنتُ أقضي خمسة أو ستة أيام أسبوعياً لا أفعل سوى هذا، لكنَّ الآن عليَّ أن أعمل". الصورة المعلَّقة بالمزار البوذي لزوجها، الذي مات منذ عامين، أصغر من تِلك المعلَّقة لماساكو بجوارها.
ومع أنَّها كتومة فيما تكشفه عن تكلفة هوايتها، إلَّا أنَّها تنفق 50 ألف ين على الأقل (447 دولاراً) سنوياً، تكلفة الصور وحدها.
تقول فوميكو إنَّ ماساكو هي المفضَّلة عندها مِن العائلة الملكية، وإنَّها زارت أحلامها حتَّى، لكن يُقلقها التفكير في أداء ماساكو مستقبلاً، باعتبارها إمبراطورة، بعد إصابتها بمرضٍ سبَّبه التوتُّر وأبعدها عن أنظار العامة لأعوامٍ عدة.
وقالت: "قد تأتي أوقاتٌ لا تخرج فيها ماساكو بصحبة الإمبراطور. إذا كان وحده، لن نذهب وراءه. أما إذا كانت هيَ وحدها؟ سنذهب".
ربما قد تكون فوميكو قد بلغت بالفعل أقصى نجاحٍ قد يتمنَّاه الأوكاكي، إذ إنَّها صافحت الإمبراطورة هذا العام.
وقالت عن تِلك اللحظة: "تحدَّثت معهم بشكلٍ وجيز مسبقاً، لكن كانت تلك المرة الوحيدة التي استطعتُ فيها أن أمدَّ يدي لمصافحتها… لم أكن أدرك أن باستطاعتي فِعل ذلك".
وأضافت: "عندما طلبت منها ذلك، أجابتني فقط بصوتٍ خافت: "إن كنتِ لا تمانعين يدي"، ثم صافحتها".