بحلول انتهاء الفصل الدراسي وبعد أن يوافق مديرك في العمل مبدئياً على خطط الإجازة التي تريد قضاءها في أوروبا، يصبح الصيف الموسم الأول للسفر الدولي.
بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية؛ ووفقاً للمكتب القومي الأمريكي السفر والسياحة، ازدادت معدلات سفر المواطنين الأمريكيين إلى دول الاتحاد الأوروبي بشكلٍ ملحوظ بين مايو/أيار عام 2017 ويونيو/حزيران عام 2018.
لكن فيما تشهد التنقلات من وإلى أوروبا طفرةً ملحوظة خلال أشهر الصيف، تزداد معها احتمالية تأخُّر الرحلات في محاور التنقُّلات الكبرى مثل مدن لندن، وغاتويك، ومانشستر.
إذا حدث لك ذلك في رحلتك المقبلة، ربما تستطيع وقتها أن تستغلَّ لصالحك سياسيةً لا يعرفها كثيرون، وهي قانون تعويض الرحلات رقم 261 لعام 2004. يتيح هذا القانون لكل المسافرين، أياً كانت جنسيتهم، الحصول على تعويضٍ في حالة تأجيل رحلتهم، أو منع صعودهم على متن الطائرة، أو إلغاء رحلتهم كلاً.
إذا ما صدَّقت شركة الطيران على طلبك ذاك، يحق لك الحصول على تعويضٍ بمبلغ يتراوح بين 250 و600 يورو (ما يعادل من 281 إلى 676 دولاراً أمريكياً) للشخص الواحد لقاء الإزعاج التي تعرَّض له.
لكن قبل أن تتصل بشركة خطوط الطيران أو تكتب تغريدةً موجزة على موقع تويتر، عليك أن تعرف أن رحلتك قد لا تندرج تحت ذاك القانون.
قال جايمي لارونيس، مؤسِّس مدونة السفر The Forward Cabin: "إذا ما استطاعت شركة الطيران أن تدبر لك رحلة مكمِّلة أو رحلة أخرى بلا توقُّف في خلال حدٍ زمني معين، فإنَّهم لا يدينون لك بأي مال".
إليك ما يجب أن تعرفه:
كيف يمكنني التقدَّم بطلبٍ للتعويض؟
أولاً، سيكون مفيداً لك أن تعرف أنَّ نوع التعويض الذي بوسعك الحصول عليه يتوقَّف على طبيعة التأجيل أو الإلغاء الذي حلَّ برحلتك.
إذا تأجَّلت رحلتك لأقل من ثلاث ساعات، فإنَّ ذلك القانون لا ينطبق على وضعك. وكذلك، فإنَّه إذا ما تأجلت أو أُلغيت رحلتك نظراً لحدوث "ظروفٍ استثنائية"، مثل ظروفٍ جوية عنيفة أو اضطراباتٍ سياسية، إذن لا ينطبق عليك القانون أيضاً.
عادة ما تُدرِج خطوط الطيران معلوماتٍ عن سياسية تعويض تأخُّر الرحلات على مواقعها الإلكترونية (مع أنَّه سيكون عليك أن تبحث عنها ملياً حتى تجدها). إذ يتحتَّم على خطوط الطيران، بموجب القانون نفسه، أن تُعلِم ركَّابها بحقوقهم.
عندما تتقدَّم أنت بطلبٍ للتعويض مقدَّم لشركة الطيران التي كُنت تابعاً لها أو عن وكالةٍ رقابية وسيط مثل FlightRight، سيُطلَب منك التقدُّم برقم رحلتك ومعلومات الحجزت، وكذلك بمعلوماتٍ عن سبب تأجيل أو إلغاء رحلتك، إذن سيكون مفيداً أن تُبقي هذه المعلومات بحوزتك.
هل ينطبق هذا فقط على خطوط الطيران التي توجد مقرَّاتها في إحدى دول الاتحاد الأوروبي؟
حتى تكون مستحقاً للحصول على تعويضٍ مالي، على رحلتك أن تكون تحديداً على متن طائرة تابعة لخطوط طيرانٍ أوروبية فقط وإذا ما كانت رحلته متجهة إلى دولةٍ أوروبية.
لكن إذا ما كان موقع تحرُّك الرحلة داخل الاتحاد الأوروبي، أو إذا ما كنت تسافر داخل حدود أوروبا، إذن فالقانون ذاته ينطبق عليك أياً كانت شركة الطيران التي تسافر على متنها.
على سبيل المثال، إذا ألغت شركة الخطوط الفرنسية رحلتك المتجهة من باريس إلى شيكاغو إثر حدوث أعطالٍ ميكانيكية، فإنَّ هذه الحادثة تندرج تحت هذا القانون لأنَّ موضع انطلاق رحلتك المُلغاة كان مدينةً في إحدى دول الاتحاد الأوروبي ولأنَّ الطائرة تابعة لشركة طيران أوروبية.
وفي المقابل، إذا ما أجَّلت خطوط الطيران الأمريكية التي كُنتَ تابعاً لها رحلتك المتَّجهة من دالاس إلى روما، فإنَّ هذه الحالة لا تُعَد ضمن نطاق قانون التعويضات لأنَّ الطيران الأمريكي ليس شركةً ناقلة أوروبية، حتى وإن كانت وجهة الرحلة دولةً أوروبية.
كم من الوقت يستغرق الحصول على التعويض؟
تقنياً، يحق لك أن يُسدَّد لك التعويض على رحلتك في خلال 7 أيام. لكنَّ الصبر أساسيٌ هنا، إذ ربما يتوجَّب عليك المتابعة مع خطوط الطيران بأن تتَّصل بهم أو تُرسل لهم رسائل على موقع تويتر أو فيسبوك.
قبل أن تتقدَّم بطلب التعويض، ربما تعرض عليك خطوط الطيران بدورها الحصول على امتيازاتٍ تعويضية مثل أميال جوية مجانية أو قسائم للسفر بدلاً من منحك ما يوجِبه القانون عليهم، وهو التعويض المالي. في النهاية يكون عليك أنتَ أن تقرِّر ما الخيار الأنسب لكَ ولخطط سفرك. يحق لك الحصول على المال، لكن يمكن لك أيضاً أن تحصل بدلاً على أميال مجانية لدى شركة الطيران أو ترقيةً لدرجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى، على حسب الخيارات المتاحة، لقاء متاعبك. وبمجرَّد أن يُرَد طلبك للتعويض بالتصديق عليه، ستدفع شركة الطيران لك التعويض نقداً، أو بإعطائك شيكاً، أو بتحويل المبلغ إلى حسابك البنكي.
هل سيعقّد البريكست هذه العملية؟
يقول موقع AirHelp الذي يساعد الركاب في التقدُّم بطلبات التعويض من شركات الطيران، إنَّ الركَّاب البريطانيين وحدهم تلقُّوا مجمل تعويضاتٍ بحوالي 800 مليون يورو (898 مليون دولار) بين عامي 2017 و2018.
إلى أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسمياً، ستظل البلاد -وخطوط طيرانها- خاضعة لقانون الاتحاد الأوروبي رقم 261.
وعلى الرحلات التابعة لخطوط الطيران الموجودة بالمملكة المتحدة، ومن بينها الخطوط الجوية البريطانية British Airways وشركة Virgin Atlantic الامتثال للقانون المذكور حتى تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسمياً، لكن ليس واضحاً ما قد يحدث بعد انتهاء مهلة البريكست.
هل يمكنني التقدُّم بهذه الدعوى من خلال طرفٍ ثالث؟
قد توفِّر عليك شركات خارجية مثل Refund. Me وFlightRight.com كثيراً من أعباء التقدُّم إلى شركة الطيران بمثل هذا الطلب، لكنَّهم لا يقدِّمون هذه الخدمة لأنهم أشخاصٌ لطفاء يتفهمون الإحباط الذي يسببه إلغاء رحلة. بعض هذه الشركات تكلِّفك رسوماً باهظة حتى تقوم لك بمهمة التقدُّم بطلبٍ للتعويض.
وقال لارونيس: "على شركة الطيران أن تتأكد من صحة الرحلة، ومن صحة سبب تأجيلها، وأنَّ الراكب المتقدِّم بالطلب كان على متنها بالفعل. تمتلك الشركات الوسيطة تلك بعض السُّلطة القانونية التي تتيح لها الإسراع من تلك العملية".
هل يمكنني التقدُّم بطلبٍ للتعويض عن رحلة بأثر رجعي؟
لا يعرِّف القانون نصاً حدَّ سقوط الادعاء بالتقادم. إذن تحدِّد كل دولةٍ في الاتحاد الأوروبي لأي مدةٍ يظل صالحاً التقدُّم بطلبٍ للتعويض. وفي ألمانيا على سبيل المثال، تبلغ هذه المدة 6 أعوام.