العديد من الأشخاص يحبون السفر ومشاهدة أماكن جديدة والاطلاع على ثقافات مُختلفة وزيارة المعالم السياحية، لكن قد يحمل السفر جوانب سلبية بالنسبة للبعض، الذي يرون الطيران أزمة بسبب أسعار التذاكر المرتفعة، والتأخيرات التي تحدث في المطارات أحياناً، والأمتعة المفقودة، لكن بالنسبة للبعض الآخر فالطيران ليس مُجرد أزمة أو شيء غير مريح، هو بالنسبة لهم رعب وخوف كابوسي لا يستطيعون التعامل معه.
يمكن أن تتسبب عدّة عوامل في الخوف من الطيران، مثل: الخوف من الأماكن المُغلقة، والخوف من المُرتفعات، كذلك فإن العديد من المسافرين الذين يشعرون بالخوف من الطيران يكون لديهم قلق غير عقلاني من أن طائراتهم ستتعطل في الجو، ولا تفلح معهم الإحصائيات المُطمئنة حول الطيران الآمن، يشعر مسافرون آخرون بالقلق إزاء عمليات الاختطاف الإرهابية، أو الذعر بسبب فكرة أنهم لا يستطيعون التحكم في الطائرات التي تحملهم.
أيّاً ما كان سبب خوفك من الطيران، فهناك خطوات عملية يمكن اتخاذها للمساعدة في التخفيف من مخاوفك.
من هذه الطرق التي يُمكنك من خلالها التغلب على مخاوفك وهواجسك تجاه الطيران:
1- حارِب مخاوفك بالمعلومات والوعي:
بالنسبة للعديد من المسافرين الخائفين من الطيران، يمكن أن يكون لتعلم أساسيات كيفية عمل الطائرات أن يساعد كثيراً في تقليل هذا القلق والخوف تجاه الطيران، فمثلاً يمكن أن يساعدك فهم أن الطائرة بإمكانها أن تستمر في التحليق حتى في حالة تعطل أحد المحركات على تقليل القلق من فكرة أنه قد يصيب الطائرة خلل يتسبب في سقوطها.
يُقدم موقع GuidetoPsychology شرحاً سهل الفهم لكيفية بقاء الطائرات في الهواء، وما الذي يُسبب الاضطرابات، وما السبب وراء هذه الأصوات المرعبة أثناء الإقلاع والهبوط.
كما يُقدم Anxiety.com برنامجاً مجانياً للمساعدة الذاتية على الإنترنت، لأولئك الذين يريدون التغلب على مخاوفهم من الطيران.
2- ركز على تنفسك وقم بتمرينات الإلهاء:
يكون من الصعب الشعور بالذعر عندما تتمكن من التحكم في تنفسك، إذا شعرت بالقلق فاستنشق لمدة أربع ثوان، ثم الزفير لمدة أربع ثوان أخرى، كذلك فيمكنك الاستعانة بتمارين الإلهاء التي تُعيدك إلى الواقع، وتكون بمثابة تذكير لك للتوقف عن الإفراط في التفكير، حاول الضغط بشدة على الجلد بين إصبعك الإبهام والسبابة، حيث ترتبط هذه النقطة بالقلق، ويمكنها أن تساعدك على التزام الهدوء.
3- اجعل الطائرة مكاناً مألوفاً بالنسبة لك:
التعرف على شكل الطائرة بالتفصيل هو أمر يمكنه أن يُقلل من خوف الطيران، فالتعرض لما يُرهبك من أكثر العناصر النشطة والفعّالة في مواجهة رُهابك هذا، رؤية الصور التي تحمل الشكل التفصيلي للطائرة من الداخل والخارج بإمكانه أن يجعل الطائرة مكاناً مألوفاً، الصور بإمكانها محاولة إقناع عقلك الباطن والواعي بأن الطائرة ليست مكاناً مخيفاً ومرعباً كما تعتقد.
4- اختر مقعد الممر:
تسمح لك معظم شركات الطيران ومواقع الحجز بطلب اختيارك لمقعدك عند حجز رحلتك، في هذه الحالة يمكنك اختيار مقعد في الممر، خاصةً إذا كنت تُعاني من رهاب الأماكن المُغلقة، اختيار هذا المقعد سيجعلك تشعر أنك لست مُطوقاً بالكامل من قِبل أشخاص آخرين.
سيسمح لك هذا المقعد أن تكون قادراً على النهوض والتحرك بسهولة أكبر، كما سيسهل عليك تجنب النظر إلى النافذة إذا كنت تُعاني من رهاب الأماكن المرتفعة.
5- تجنب مشاهدة الأخبار ومقاطع الفيديو التي تتناول الحوادث:
إذا كنت قد حجزت تذكرة الطيران، تجنّب تماماً فضولك لمشاهدة مقاطع الفيديو والتغطيات الإخبارية التي تتناول حوادث الطائرات وتحطمها، سيكون لديك فضول لمشاهدة هذه المواد، عليك مُحاربته، وتذكر أن الغالبية العظمى من الرحلات الجوية تصل بأمان، لكن الكوارث فقط هي التي تصنع الأخبار، فلا تدع الأخبار الكارثية على قلّتها تُشوه انطباعك عن الطيران.
عليك بدلاً من هذا أن تفكر بإيجابية، ففي الأيام التي تسبق رحلة الطيران، دع الخوف من الطيران جانباً، وحاول التركيز على أشياء أكثر إيجابية، مثل كل الأشياء الممتعة التي يمكنك أن تقوم بها بمجرد الوصول إلى وجهتك.
6- لا تتأخر على موعد رحلتك:
اسمح لنفسك أن يكون لديك متسع من الوقت، وأن تصل إلى المطار قبل موعد مغادرة رحلتك بوقت كاف، فالجري والسباق إلى البوابة والقلق بشأن فقد الطائرة سيُزيد من قلقك إذا كان لديك أيضاً قلق من فكرة الطيران، الوصول مبكراً والتحرك المريح بلا سرعة ولا استعجال، والتجول في المطار سيسمح لك بتهدئة حالتك النفسية، والتقليل من حدّة الخوف والقلق.
7- التعرّف على طاقم الطائرة:
إذا كان هناك بعض الوقت قبل رحلتك فيمكنك طلب مقابلة الطيار، كذلك يمكنك قضاء بعض الوقت في الدردشة مع المضيفة، فمُقابلة طاقم الطائرة، الذين يحملون سلامتك بين أيديهم، ورؤيتهم والتحدث إليهم ولو للحظات يجعل الطائرة تبدو وكأنها بيئة أكثر وديّة، وتُطمئنك إلى أن هذا الطاقم يتمتع بالخبرة والكفاءة.
أخبرهم أنك مسافر متوتر، ولا تخجل من طرح الأسئلة إذا كنت قلقاً بشأن أي شيء يحدث، لكن تذكر أن الضوضاء أو المطبات، لا تعني أن هناك أمراً مُقلقاً إلا إذا قيل لك غير ذلك.
8- تهدئة مخاوفك بالموسيقى والتأمل:
تأكد من أن هاتفك أو جهازك اللوحي مليء بالموسيقى الهادئة لمساعدتك في تهدئة نفسك وضبط مخاوفك أثناء رحلة الطيران، يُمكنك أيضاً تنزيل جلسات تأمل لتهدئة التوتر من تطبيق مثل Headspace أو simple habit حتى تتمكن من الاستماع إليها عندما يكون هاتفك في وضع الطائرة.
إذا كنت ممن لا يفضلون الموسيقى أو التأمل، يمكنك اختيار أي نشاط آخر تستمتع به لممارسته أثناء رحلة الطيران، فيُمكنك قراءة أو مشاهدة شيء ممتع، واختيار مجلة أو كتاب جيد لقراءته أثناء الرحلة، كما يمكن تحميل بعض مقاطع الفيديو المُضحة والكوميدية لمُشاهدتها في الطائرة.
المهم ألا تدع الأفكار السلبية تملأ رأسك وتُشغل حيز إدراكك بالكامل وتُزيد من هواجسك، عليك الانشغال بشيء ممتع بالنسبة لك.
9- فصل القلق عن الإحساس الحقيقي بالخطر:
غالباً ما يكون من الصعب فصل القلق عن الإحساس الحقيقي بالخطر، لأن الجسم يتفاعل بنفس الطريقة تماماً مع كليهما، لكن عليك أن تذكّر نفسك أن شعورك بالقلق لا يعني كونك في خطر حقيقي، وأنك مازلت في أمان حتى رغم شعورك بالقلق الشديد.
10- ذكّر نفسك بأنك المسؤول:
كثير من المسافرين الخائفين من الطيران تُزعجهم فكرة أنهم بمجرد ركوبهم للطائرة سيفقدون تحكمهم وسيطرتهم على كل شيء، ولن يكون بأيديهم أي فعل يقومون به للتأثير على سلامة أو أداء الطائرة، سيصبحون مُعلقين في مكان مُغلق بالهواء ولن يمكنهم حتى الهرب.
الإحساس بالعجز وفقدان السيطرة هذا يجب الوقوف أمامه بفكرة أنك مُسيطر وأنك أنت من اتخذت قرار السفر بالطائرة من الأساس، وأن هذه في النهاية تجربة وأنت الوحيد الذي يمكنه تحديد الكيفية التي ستستجيب بها لهذه التجربة.
11- المشورة النفسية:
يمكنك التحدث مع طبيب أو إخصائي نفسي حول خوفك من الطيران، لمعرفة الأسباب الجذرية وراء هذا الخوف، ومحاولة التوصل إلى طرق مُناسبة لعلاجها، فاكتشاف ما الذي يخيفك على وجه التحديد والدقة يساعدك في التغلب عليه.
وإذا كان خوفك من الطيران مُنهكاً، وخارجاً عن سيطرتك بشكل يجعلك لا تستطيع التعامل معه، وقد جربت تقنيات الاسترخاء دون نجاح، فيُمكنك أن تسأل طبيبك عما إذا كان من المفيد تناول دواء مُهدئ يعمل كمضاد للقلق أو حبة من منوم قبل أن تطير.