لكسب أرباح 6 مقاعد سفر إضافية، قررت شركات الطيران الأميركية أن تقلل من مساحة المرحاض، الأمر الذي يشكل عائقاً إضافياً أمام المسافرين ذوي الوزن الزائد.
لذا، إذا لم يكن بمقدورك تحمّل تكاليف السفر على درجة أعلى من الدرجة الاقتصادية، فإنَّ الرحلات الجوية الأميركية ستكون في العموم سيئة، إما للغاية وإما لدرجة بسيطة اعتماداً على درجة تحمّلك.
شركات الطيران تضيّق المساحات لحساب الأرباح
مجرد الوصول إلى مقعدك يمكن أن يمثل تحدياً، إذ ستصطدم أردافك بالمقعد تلو الآخر على جانبي الممر.
لكن أضِف إلى ذلك، أنك في الطائرة ستصاب بكدمات. وإذا صادفت راكباً يقف في الممر لوضع أمتعته بالخزائن التي تعلو المقاعد، فستجد نفسك مضطراً إلى اتخاذ قرار ما إذا كان من المجدي محاولة المزاحمة للمرور من خلفه.
كل شيء أصبح أصغر.. حتى المراحيض!
كل شيء في الطائرة يصبح حجمه صغير جداً: المقاعد وخزائن الأمتعة التي تعلوها والمراحيض، وحتى تلك الأخيرة تبدو كأنها تزداد صغراً.
إذ أفادت صحيفة The Washington Post الأميركية مؤخراً، بأنَّ المراحيض في بعض الطائرات الحديثة التابعة لشركتي American Airlines وDelta AirLines وAmerican Airlines يصل اتساعها إلى 61 سنتيمتراً فقط.
وهو ما يعني أنها أصبحت أضيق بـ25 سنتيمتراً من متوسط حجم المرحاض المتنقل، وهو ما يعادل تقريباً متوسط حجم غسالة الصحون.
ربما يكون وجهك هو الشيء الوحيد الذي تستطيع إدخاله إلى هذا المرحاض دون أن تشعر بالضيق؛ ما يجعل من تصميم هذا المرحاض سيئاً، نظراً إلى الغرض الذي يحتاج من أجله الركاب إلى المرحاض.
ووفقاً للجهة المُصَنِعة، فهذه المراحيض ذات التصميم الحديث من شركة Spacewell تفسح مساحةً لـ6 ركاب إضافيين بالطائرة، وهو ما يصب في مصلحة الأرباح التي تحققها شركات الخطوط الجوية.
Dear @United
Don't say that no one has complained about the tiny bathrooms on the 737. This is a complaint. They are ridiculously small. You literally cannot turn around inside one. I am only 5'7" I can't figure out how a large person or a person who uses a cane could use one.— Jen Gassman (@JenniferGassman) April 9, 2018
تحديثات الطائرات الأخيرة لا تناسب ذوي الحجم الكبير
مع ازدياد أحجام الأشخاص، وانكماش المساحات المتوافرة على الطائرات، توصَّل الأفراد ذوو الأحجام الكبيرة إلى حلول بديلة.
إذ يمكن رفع مساند الأذرع، التي تعتصرهم في المقعد كأنهم نقانق، إلى الأعلى، أو يمكن تركها تضغط برفق على جوانب أجسادهم إلى أن تتخدر.
أو يمكن أن يطلبوا من المضيفة الجوية إعطاءهم موسِّعاً لحزام مقعد الطائرة..
لكن، أن يضغط الإنسان نفسه داخل مرحاض صغير ويغلق الباب خلفه، فهذا حل غير عملي.
المرور بين المقاعد والجلوس والقعود يحتاج لمناورات كالرقص
عكس طريقة المناورة باعتصار الجسم والتخبط من مقعد لآخر على طول الممر وصولاً إلى المقعد، أو نقل الوزن من جانب لآخر مثل رقصة السامبا لتمرير الأرداف الكبيرة عبر مساند الأذرع في المقاعد- لا يُمثِّل دخول مكانٍ عرضه 61 سم مجرَّد تحدٍ، بل هو أمر مستحيل.
صحيفة The Guardian البريطانية انتقدت الإجراءات الجديدة، واعتبرت أن المسألة تخطت كونها عدم الحصول على أحد الخيارات الإضافية بالوجبات المقدمة في أثناء الرحلة.
لكن المرحاض يعادل في أهميته معايير السلامة
إذ إنَّ المرحاض يساوي في أهميته مطابقة أحزمة مقاعد الطائرة معايير السلامة، أو ضخ الهواء في قمرة القيادة.
واعتبرت أنه إذا لم تكن الخطوط الجوية مستعدة لمنح مساحة مناسبة، فلن يكون أمام المسافرين ذوي الأحجام الأضخم أي خيار سوى غض النظر تماماً عن السفر جواً، وهو الأمر الذي لا يعد حلاً على الإطلاق.
المسؤول الإداري في شركة Tronos Aviation Consulting غاري ويسيل قال إن شركات الطيران قد تولد 400 ألف دولار سنوياً كإيرادات إضافية لكل مقعد إضافي.
والشركات ماضية بتقشفاتها طمعاً في أرباح مليارية
وفي الخريف الماضي، أخبرت شركة American للطيران المستثمرين بأنه سيتم تحقيق إيرادات إضافية بقيمة 500 مليون دولار حتى عام 2021.
وصرحت الشركة بأنها ستحقق هذه الأرباح عبر تجديد الطائرات من طراز 737-800 لتناسب 12 راكباً إضافياً وطائرات إيرباص SE A321 لتناسب 9 مسافرين آخرين.
لا يحتاج الأمر مهندس طيران ليستنتج أن هذه المساحة ستتم على حساب تضييق مساحات أخرى على متن الطائرة.
من الجدير ذكره أن 79 مليون أميركي يعانون السمنة المفرطة، أي ثلث الشعب الأميركي. الرقم مرشح ليصل إلى 50% بحلول عام 2030، فهل يمتنع نصف الشعب عن السفر جواً عندها؟!