773 مليوناً يعانون من الأميّة حول العالم.. السودان واليمن أكبر المتضررين العرب بنسبٍ مهولة

الأمية، واقع مليء بالتحديات في الوطن العربي و بلدان أخرى قضت عليها بنسبة 100%

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/08 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/08 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
الأمية، واقع مليء بالتحديات في الوطن العربي و بلدان أخرى قضت عليها بنسبة !00%

يفتقر 773 مليون شاب وبالغ إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، كما أن ما يقرب من 617 مليون طفل ومراهق يفتقدون الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والحساب، بحسب موقع الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من ارتفاع هذه الأرقام فإن الكثير من الدول استطاعت الوصول لنسبة 0% من الأمية، في حين لا تزال الدول العربية تحاول الحد من النسب المرتفعة فيها، في ظل الحروب والصراعات.

ويعتبر اليوم الدولي لمحو الأمية فرصة سنوية تقوم فيها الدول بوضع خطط لرفع مستوى التعليم وزيادة فرصه، دعونا نعرفكم على أسباب الأمية وانتشارها في دول العالم.

الأمية.. تعريفها وأسبابها

تعرَف الأميّة على أنها عدم القدرة على القراءة والكتابة. وهناك العديد من الأسباب لها، أهمّها عدم توفر الوعي بأهمية التعلم بين الناس، وانتشار العادات القديمة والمتخلفة التي تحرم الفتيات من حقهن في التعليم، أو إخراجهنّ من المدارس عند وصولهنّ إلى مرحلة عمرية معينة، أو لتزويجهن.

كما يعتبر عدم اهتمام الحكومات ببعض قطاعات التعليم سبباً رئيساً لانتشار الأمية، ما يؤدي إلى ابتعاد التلاميذ بشكل تدريجيّ عن التعليم وعن المدارس.

ويمنع الفقر الذي تعاني منه العديد من المجتمعات العديد من الأهالي من إرسال أطفالهم للمدارس، بسبب ارتفاع تكاليف الأدوات المدرسية، كما أن نوعية التجهيز المدرسي الذي يتطلّبه تسجيل الطفل اليوم في المدرسة أصبح يستنزف نسبة كبيرة من الدخل الأسري للطالب الواحد، فضلاً عن تكاليف التسجيل، من تأمين، وتصوير، والدروس الخصوصية التي قد يحتاجها بعض الطلاب.

هذا كله دفع بلدان العالم للاتحاد و إعلان اليوم الدولي لمحاربة الأمية، والتعامل مع أسبابها للقضاء عليها، وتوفير سبل التعلم للجميع.

اليوم الدولي لمحو الأمية

 بعد انعقاد الدورة الرابعة عشرة لمؤتمرها العام، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1966، أعلنت اليونسكو يوم 8 سبتمبر/أيلول من كل عام يوماً دولياً لمحو الأمية. وحتى يومنا هذا لا يزال يحتفل بهذا اليوم بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية، كمسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، وتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.

يتم الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية القراءة للأفراد والمجتمعات، ولتكثيف الجهود المبذولة للوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.

حيث تقوم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني بمناقشة التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة خلال العام الفائت، والتفكير في بقية التحديات التي يجب التعامل معها. كما تركز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة على ضمان الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم لكل المراحل العمرية. كما أن غاية من غايات التنمية المستدامة هي ضمان تعليم الشباب المهارات اللازمة في القراءة والكتابة والحساب، وتوفير الفرص لاكتسابها عند البالغين الذين لا يملكونها.

أكثر دول العالم التي تعاني من الأمية

رغم الاحتفالات السنوية والخطط والأهداف الموضوعة سنوياً، فإن مخطط المعلومات الصادر عن معهد اليونسكو للإحصاء في عام 2013، يشير إلى أن 52% من 774 مليون أمي ممن تبلغ أعمارهم 15 عاماً فأكثر يقيمون في غرب وجنوب آسيا.

كما يوضح التحليل الإضافي لإحصاءات اليونسكو أنه من بين 774 مليون أمي بالغ تم تسجيلهم في عام 2013، فإن ثلثي هؤلاء، أو حوالي 493 مليوناً، هم من النساء غير القادرات أو اللائي يواجهن صعوبات في قراءة الرسائل النصية، وملء الاستمارات وقراءة وصفة الطبيب.

علاوة على ذلك، هناك 123 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً لا يستطيعون القراءة أو الكتابة. ومن بين هؤلاء الشباب الأميين، هناك 76 مليون امرأة و54 مليوناً منهم في 9 بلدان فقط: الهند وباكستان ونيجيريا وإثيوبيا وبنغلاديش وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية تنزانيا المتحدة ومصر وبوركينافاسو.

أكثر الدول العربية التي تعاني من الأمية

أظهرت إحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" لعام 2018، أن معدلات الأمية في الدول العربية وصلت لـ21 %، وهو معدل مرتفع عن المتوسط العالمي، والذي يبلغ 13.6%.

كما أن هذه الأرقام قابلة للارتفاع في ظل الأزمات والنزاعات المسلحة التي تعانيها بعض الدول العربية. فقد تخلَّف قرابة 13.5 مليون طفل عربي عن التعليم بسبب هذه الأوضاع بين متسربين وغير ملتحقين.

كما تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الأمية لدى الذكور في الوطن العربي هي في حدود 14.6%، بينما ترتفع لدى الإناث إلى 25.9 %، وتتراوح نسبة الإناث الأميات في عدد من دول المنطقة بين 60 و80 %.

وتتصدر قائمة الدول العربية التي تعاني من الأمية السودان بنسبة 73%، تليها الصومال بنسبة 63%، ثم موريتانيا بنسبة 56%، واليمن بنسبة 32%، بحسب موقع World Atlas.

دول نجحت في القضاء على الأمية بالكامل

صحيح أن هناك تقدماً ملموساً في نِسب التعليم في البلدان في جميع أنحاء العالم، ولكن بعض البلدان استطاعت القضاء على الأمية تماماً، مثل أندورا ولوكسمبورغ والنرويج وليختنشتاين، حيث تصل معرفة القراءة والكتابة إلى 100% تقريباً.

أندورا، الدولة التي تقع جنوب غرب أوروبا، هي إحدى هذه الدول، حيث إن 100% من سكانها يعرفون القراءة والكتابة. كما أنها تفرض قانوناً يُلزم كل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاماً على الحضور الإجباري في أنظمة المدارس الخاصة بهم.

تمكنت حكومة أندورا من توفير التعليم المجاني حتى مستوى التعليم الثانوي. هذا إلى جانب تخصيص نسبة من الناتج المحلي الإجمالي لقطاع التعليم. لوحظت ممارسات مماثلة في بلدان أخرى، مثل فنلندا، حيث يتم إنفاق حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم.

دول توشك على القضاء على الأمية

تسعى بعض الدول مثل أذربيجان وكوبا للقضاء على الأمية بشكل كامل، كما حققت دول مثل جورجيا وطاجيكستان وروسيا وبولندا وسلوفينيا معدلات معرفة القراءة والكتابة بنسبة 100%، أو ما يقرب من 100%.

في روسيا مثلاً، تشير التقديرات إلى أن 53% من السكان هناك يتلقون شكلاً من أشكال التعليم العالي. تؤمن الحكومة بأنظمة تقديم التعليم المجانية، والمجالات التي تركز عليها بشكل كبير تشمل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

بالتحول نحو دول مثل سلوفاكيا وتركمانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان، فإنها قريبة جداً من القضاء على الأمية بشكل كامل أيضاً. يوجد في سلوفاكيا 20 جامعة حكومية و10 جامعات خاصة. في الواقع، يمكن للمواطنين من العديد من البلدان التي تشكل الاتحاد السوفييتي السابق وبلدان "الكتلة الشرقية" الادعاء بأن لديهم بعضاً من أعلى فرص الوصول إلى فرص التعليم العالي في العالم.