قال روبرت بوزن المشهور باسم "رائد الإنتاجية" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه تعلَّم أن يكون منتِجاً لأنه لم يكن لديه بديل آخر.
وأضاف بوزن في حديث له مع موقع BBC Mundo الإسباني:
"نشأتُ في عائلة ذات دخل منخفض، وكان لديَّ وظيفتان عندما كنت في المدرسة الثانوية، ومارست الرياضة، وفعلت الأشياء التي يفعلها جميع الشباب في هذا العمر، مثل التسلية والذهاب إلى الحفلات".
وتابع: "تعلمت أن أكون منتجاً لأنني اضطررت إلى كسب ما يكفي من المال لتمويل دراستي".
مع القليل من الوقت المُتاح رأى بوزن أن عليه إدارة ساعات يومه بأفضل طريقة ممكنة.
يتمتع الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، ومؤلف كتاب "الإنتاجية القصوى: تحسين نتائجك، وتقليل ساعات عملك"، بمسيرة مهنية كبيرة في العالم المالي العالمي والأكاديمي.
كما شغل منصب رئيس صندوق Fidelity Investments (أحد أكبر صناديق الاستثمار في العالم)، والرئيس التنفيذي لـMFS Investment Management، ورئيس اللجنة الاستشارية للتقارير المالية لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). يرى بوزن الذي يُعتبر في عالم الأعمال بمثابة (معلِّم الإنتاجية)، أنه لا يوجد سبب يدعو للفخر بالعمل كل يوم حتى العاشرة مساءً، أو النوم أقل من سبع ساعات.
يقول بوزون إن النتائج هي ما يهم في نهاية الأمر.
وتابع: "في نيويورك، على سبيل المثال، نرى هذا الأمر طوال الوقت، وأطلب منهم العودة إلى ديارهم، فلا توجد حالة طوارئ كل ليلة، ولا يوجد سبب للتأخر باستمرار".
وفيما يلي الخطوات السبع التي يوصينا بها لنكون أكثر إنتاجية في العمل، بحسب موقع BBC Mundo الإسباني.
1. رتِّب أهدافك وحدِّد أولويات وقتك
عندما تحدد أهدافك قم بعمل تصنيف للأسبوع وآخر للسنة. قليل من الناس يفعلون ذلك، وهو مهم جداً.
قسِّم أهدافك من حيث العرض والطلب.
في جانب العرض، اسأل نفسك الأسئلة التالية: هل تعكس أهدافك ما تحبه وما تجيده حقاً؟ ما الغرض من كل الأهداف والأنشطة التي تقوم بها لتحقيق ذلك؟
في جانب الطلب: إلى أي مدى تشمل أهدافك ما تحتاج إليه شركتك أو مؤسستك؟
2. قم بقياس النتائج، وليس عدد الساعات
لا تنظر إلى عدد الساعات التي عملت بها، لأن هذا لا يعني أنك كنت أكثر إنتاجية (أي أنك أنتجت قيمة أكبر لشركتك بالنسبة للوقت الذي تقضيه).
الآن، على الرغم من أن هناك شركات تعمل بهذا المنطق، فإن المشكلة تكمن في أن العديد منها ما زالت تقيّم الأمر بالوجود الفعلي للعاملين في المكتب.
لذا، فإن التحدي يكمن في كيفية إقناع رئيسك بأن ما يهم حقاً هو النتائج.
الأفضل هو أن يتمَّ تحديد ما هو متوقع منك بوضوح منذ البداية، والوقت المطلوب، وكيف سيتم قياس النتائج.
3. لا تول اهتماماً للأشياء الصغيرة
هناك الكثير من الأشياء التي تفوق طاقتنا وهي ليست مهمة. على سبيل المثال، الكمّ الهائل من رسائل البريد الإلكتروني.
يقوم العديد من الأشخاص بفحص البريد كل خمس دقائق، ولكن من الأفضل التحقق منه كل ساعة أو ساعتين.
وعند مراجعته، انتبه فقط للرسائل أو المرسلين المهمين.
عند فتحه، حدِّد بسرعة ما إذا كان يتطلب رداً، وإذا كان الأمر كذلك قم بذلك فوراً.
تأجيل النظر في رسائل البريد الإلكتروني عادة ما يُقلِّل إنتاجيتك.
4. ابدأ من النهاية، وليس من البداية
لا تنتظر حتى نهاية المشروع لكتابة النتائج المُتوقعة.
من الأفضل إجراء دراسة أولية سريعة ووضع استنتاجات مؤقتة، بعد مرور الوقت تحقَّق من صحتها ثم اكتب الاستنتاجات النهائية.
يستغرق الكثير من الناس ستة أو سبعة أسابيع لجمع كل المعلومات التي يحتاجونها ويحاولون الحصول على الإجابات الأساسية في النهاية فقط.
هذه طريقة غير فعالة للتعامل مع المشاريع، لأنه بعد جمع الكثير من المعلومات سترى أن جزءاً كبيراً منها ليس مفيداً لتحقيق هدفك.
5. اترك وقتاً للتفكير
اترك وقتاً من اليوم للتفكير، فبدلاً من عقد الكثير من الاجتماعات اترك مساحة مفتوحة لتحليل الأمور.
في بعض الأحيان عندما تفكر في شيء ما للمرة الثانية، يمكنك إدراك الأمور من زاوية مختلفة.
6. لا تخف من أن تكون مُملَّاً
لا تضيع الوقت في أشياء ليست ذات أهمية، على سبيل المثال كان الرئيس السابق باراك أوباما يرتدي بدلات زرقاء، وساعده ذلك على عدم التفكير في كيفية ارتداء الملابس.
لذلك، يتمثل أحد مفاتيح الإنتاجية في التخلص من جميع العوامل في حياتك اليومية التي تجعلك تضيع الوقت.
ماذا ستتناول من طعام لوجبة الإفطار؟ اختر ما تحب تناوله في وجبة الإفطار وكرره كل يوم. هل يجعلك هذا مملاً؟ لا يهم.
الفكرة هي تحويل أكبر عدد ممكن من القرارات إلى أشياء مُتوقَّعة، مما يتيح لك المزيد من الوقت للقيام بأشياء أخرى.
7. عد إلى المنزل
في حالات قليلة جداً، يوجد سبب يتطلب البقاء في العمل وعدم الوصول إلى المنزل في موعد العشاء.
عُد إلى المنزل في وقت معقول وتناول العشاء مع عائلتك أو مع الأشخاص المهمين في حياتك.
في ذلك الوقت، لا ترد على رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية. هذا وقت يومي للاستمتاع به مع هؤلاء الأشخاص.
غالباً ما يشعر الناس بالحرج من المغادرة مبكراً، لأنهم يعتقدون أن الآخرين سيحكمون عليهم.
يضيع العديد من زملائك وقتهم طوال اليوم في الاجتماعات، أو القيام بأشياء غير مثمرة، لذا إذا كنت تعمل بجِد، عُد إلى المنزل في وقت مبكر.