قدِّم لأبناءك التجارب والخبرات خطوات يجب أن يتَّبعها الآباء لتنشئة أطفال أذكياء

نريد جميعاً أن يكبر أطفالنا بصحة جيدة ويحيون حياة سعيدة، بالطبع هذه هي الأولوية الأولى، ومع ذلك فإن الأولوية الثانية بالنسبة لكثير من الآباء هي أن يكون أبناؤهم أذكياء

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/29 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/28 الساعة 15:56 بتوقيت غرينتش
طوات هامة يجب أن يتَّبعها الآباء لتنشئة أطفال أذكياء

نريد جميعاً أن يكبر أطفالنا بصحة جيدة ويحيون حياة سعيدة، بالطبع هذه هي الأولوية الأولى، ومع ذلك فإن الأولوية الثانية بالنسبة لكثير من الآباء هي أن يكون أبناؤهم أذكياء
ويحصلون على الكثير من المؤهلات، ويكون لديهم العديد من المهارات، التي تُمكنهم من النجاح في حياتهم، إذا كنت تهدف إلى تنمية مهارات أبنائك وتنشئة أطفال أذكياء، فهناك بعض الخطوات التي يمكن أن تتبعها لتحقيق هذا الهدف، ومنها

1- أعطِهم التجاربَ والخبرات وليس الممتلكات المادية

قد تكون محبة بعض الآباء لأطفالهم سبباً في تنشئة أطفال ماديين، لكن هناك اتجاه متزايد تجاه التبسيط، وتقليل رغبات التملك المادية، وقد أظهرت الدراسات أن هناك صلة مباشرة بين عدد الممتلكات التي يمتلكها شخص ما ومستويات قلقه.

إذا كنت ترغب في تعزيز النمو الشخصي في أطفالك، ثمِّن لهم قيمة التجارب والخبرات الحياتية مثل  مشاهدة غروب الشمس، زيارة متحف، تناول طبق من بلد آخر، بدلاً من حيازة الممتلكات المادية.

2- فتح عقولهم من خلال القراءة

القراءة هي طريقة لاستكشاف العالم ونفسك والأفكار، فالكتب هي العالم المسحور الذي يستطيع نقلك من حال إلى حال، إذا عزَّزت هذا الاعتقاد لدى أطفالك منذ سنٍّ مبكرة من خلال القراءة لهم، فإنك ستفتح أذهانهم لعوالم ما كانوا ليصلوا إليها من دون القراءة.

من خلال الكتب يمكنهم فعل كل شيء، استكشاف الأدغال والبحار والفضاء وطرح العديد من التساؤلات ومحاولات البحث والحصول على الأجوبة، فالقراءة هي الطريقة التي تُمكن طفلك من أن يُطلق العنان لإمكانياته الفكرية، وكذلك لتصوراته النفسية وخياله.

3- الموسيقى تُفتِّح العقول أيضاً

ليس من قبيل المصادفة أن تستخدم الموسيقى من قِبل العديد من الأديان والممارسات الروحية من أجل تحقيق السلام والارتقاء الروحي، فيمكن أن تكون الموسيقى قوة عميقة للتحسين الذاتي.

تُشير بعض الدراسات إلى أن الموسيقى يمكن أن تُزيد من معدل الذكاء، وخاصةً الموسيقى الكلاسيكية. لذلك، إذا منحت طفلك فرصة أن يستمع إلى الموسيقى أو يتعلم عزف آله موسيقية، فسوف تساهم في نموه الإنساني، وستقوم بتنمية فكره أيضاً.

4- تحدَّث إليهم

التحدث إلى أطفالك حتى عندما يكونون صغاراً جداً، هو المفتاح الذي يجعل عقلياتهم تتطور، حتى عندما يكونون أصغر من أن يفهموا ما تقوله، أو يعرفوا ما تعنيه الكلمات المعقدة التي تستخدمها، فمع التكرار سوف يستخدمون السياق في النهاية لمعرفة ما الذي تريد قوله، كذلك فإن طرح أسئلة مفتوحة على أطفالك سيُساعدهم على تطوير الآراء والشعور بالذات، وسيسمح لهم أيضاً بتكوين آرائهم ووجهات نظرهم الخاصة المتفردة تجاه الأشياء.

5- لا تُقيدهم

لا تُقيد أذهان أطفالك وخيالهم، فقد يطرح الأطفال العديد من التساؤلات، وقد يقولون أشياء تبدو صادمة بالنسبة لك ولا توافق عليها، لكن على الرغم من صدمتك وعدم موافقتك يجب تشجيعهم دائماً على استكشاف الأفكار واختبار الأشياء في بيئة آمنة.

فيجب تشجيع الفضول والاستكشاف لديهم، يتمتع الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بالفضول بشكل طبيعي، لكن هذا الميل يمكن أن يتناقص مع تقدم الأطفال في السن، ما لم تتم ممارسته وتحفيزه.

إذا استطعتَ فعل هذا فسوف تُحقق لهم النماء الإنساني والفكري، وسيكون إطارهم المرجعي العالم بأكمله، ربما يكون هذا الأمر صعباً بعض الشيء بالنسبة للآباء والمعلمين، لأنه يحتاج بذلَ المزيد من الجهد، لكن النتائج تستحق المحاولة.

6- لا تمنحهم الكثير من الحرية

قد يبدو الأمر على النقيض من النصيحة السابقة، لكن الأمر ليس كذلك، عدم التقييد لا يعني فتح أبواب التخريب وعدم المسؤولية، فالحرية يجب أن تتماسّ مع المسؤولية والالتزام بالواجبات والقواعد، فالأطفال، والناس، الكائنات جميعاً بحاجة إلى حدود.

إذا كنتَ ترغب في تربية طفل ذكي يجب أن تخلق لديه نوعاً من الانضباط في سلوكه، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد تحسين مهاراتهم اللغوية، فعليهم تخصيص ساعة واحدة في اليوم للقراءة، إذا كانوا يريدون التحسن في الرياضيات فعليهم أن يخصِّصوا وقتاً لذلك، إذا شجَّعت الروتين وأدخلت بعض الحدود، فسوف تمنحهم الفرصة للنمو والتطور.

7- اعمل على تنميتهم الذهنية

التكوين الذهني للأشخاص هو أمر هام وقوي جداً ومؤثر في حياتهم، لدرجة أنه يمكن أن يغير من عمليات التفكير الخاصة بك، كما يمكنه أن يُغير من سلوكياتك وحياتك.

يمكنك أن تجعل أطفالك أكثر ذكاءً وأكثر تنوعاً، من خلال تنميتهم الذهنية، من خلال الحوار والرحلات والقصص التجارب، وعرض بعض المشكلات والتفكير في كيفية الإدارة السليمة لها، ويكون هذا مناسباً بشكل خاص للأطفال، لأن لديهم عقولاً مرنة.

كذلك يجب تشجيعهم على ممارسة التمرينات البدنية، والتي لا تجعل طفلك أقوى وأكثر صحة فحسب، بل لها أيضاً فوائد عقلية، وتعمل على بناء خلايا الدماغ وزيادة تدفق الدم.

8- استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب

بالنسبة للآباء والأمهات تعتبر التكنولوجيا نعمةً ونقمة، فمن ناحية يمكن أن تسمح التكنولوجيا لأطفالك بتجربة والاستفادة من الفرص التعليمية التي لم تكن متاحة لهم في الماضي، لكن من ناحية أخرى فإن التعامل مع الإنترنت مليء بالمخاطر، منها أن الطفل يفقد قدرته على التواصل الاجتماعي.

إحدى الطرق التي يمكنك بها تربية طفل ذكي هي تعليمهم، أو السماح لهم بالتعلم، سيكون من المفيد تعليمهم البرمجة مثلاً؛ لأنها تحتوي على العديد من الفوائد الفكرية للأطفال، فتسمح لهم بتنمية قدراتهم الإبداعية، كما أن البرمجة تهدف إلى إنشاء شيء من لا شيء، مما سيعزز من تحفيز طفلك وثقته.

9- علِّمهم التفكيرَ في المشكلات وخلق الحلول

لا تحلّ قضايا أطفالك بالنيابة عنهم، شجِّعهم على التركيز على هدف أو مشكلة واحدة، وإيجاد الطرق المناسبة لتحقيق الهدف، أو للخروج من المشكلة من خلال التفكير الإبداعي، هذا الفعل يُحفز الدماغ، ويجعلهم قادرين على الخروج من الأزمات بمفردهم، دون انتظار المساعدة.

يمكن أن يكون رد فعلك على هذا أن تمتدح الجهد والنتائج التي يصلون إليها، دون تضخيم الإعجاب أو تضخيم أي فعل بسيط يقومون به، لأن ردَّ الفعل المُبالغ فيه هذا يجعل من الصعب عليهم قبول إخفاقات الحياة وخيبات الأمل التي لا مفر من مواجهتها في الحياة.

لمساعدتهم على تخطي هذا الأمر يجب أن تمتدح الجهد والعمل الشاق، بدلاً من امتداح قدراتهم وذكائهم وأفضليتهم عن غيرهم، فالأطفال الذين يتم إخبارهم بأنهم أذكياء أو موهوبون بشكل طبيعي هم أكثر عرضة للإحباط، وحتى الاستسلام عندما يواجهون مهام صعبة.

10- شجِّعه على تكوين الصداقات الجيدة

هناك بعض الأدلة على أن الأقران قد يؤثرون على الطفل أكثر من تأثير الوالدين، سواء كان ذلك صحيحاً أم لا، فإن الأقران مهمون بالتأكيد، لذا اقترح على طفلك دعوة أطفال أذكياء ولطفاء إلى منزلك ومرافقتكم في الرحلات والإجازات العائلية.

وإذا كان هناك طفل أنت واثق من أنه له تأثير سلبي على طفلك، فلا تخف من منع طفلك من رؤية هذا الطفل، قد يتمرد طفلك وربما يتسلل، ولكن بشكل عام مادمت تعطي سبباً وجيهاً لهذا المنع وتحاول الحصول على موافقة طفلك، فإن الأمر يستحق اتخاذ موقف، في النطاق نفسه يجب اختيار مدرسة طفلك بعناية.

11- احترم تميزه الفردي

يمكنك فقط صقل طفلك وليس إعادة صياغته، لا تحاول تحويل ابنك الذي يحب القراءة إلى فراشة اجتماعية، ولا تُجبر طفلك المسترخي على أن يصبح دينامو، بالتأكيد عليك تشجيع أخلاقيات العمل والاجتهاد المعقولة.

تأكد من تعريض طفلك لدروس موسيقية، وفنية، وتمارين رياضية وغيرها، ولكن إذا كانت المحاولات المبكرة تكشف عن القليل من الاهتمام والموهبة، فاحترم فردانية طفلك، وفكر في الاعتماد على نقاط القوة بدلاً من علاج نقاط الضعف، طالما يتصرف طفلك بطريقة أخلاقية وطيبة احترم تفرّده.

طفلك إنسان وليس مجرد دماغ، ما لم يكن طفلك واحداً من تلك الطيور النادرة التي تحظى بالتحدي الفكري طوال الوقت، عليك أن تترك له مساحة واسعة للمجالات غير الفكرية التي تهمه سواء الرياضية أو الفنون أو حتى ساعة أو ساعتين في الليلة من التلفزيون.

12- عرّف طفلك على الحروف والأرقام مُبكراً

لا تنتظر حتى يبدأ طفلك في المدرسة للتعرف على الأرقام والحروف، ابدأ العدّ في المنزل أثناء جلسات اللعب الخاصة بك معه، وأشِر إلى الحروف على اللوحات والإشارات، كلما زاد تعرض طفلك للكلمة المكتوبة، كان من الأسهل عليه فهمها ودراستها عندما يحين الوقت، كما أن  الإشارات اللفظية والجسدية مثل لغة الإشارة ستعزز قدرته على فهم الموضوع.

تحميل المزيد