إذا كنت تعمل أو تفكّر في العمل من المنزل في وجود أطفالك حولك، فأنت بالطبع تعرف أنّ ذلك قد يكون تحدياً حين تحتاج إلى التركيز على أحدٍ منهما أو على الآخر. لكن هذه النصائح من صحيفة The New York Times الأمريكية ستفيدك.
إنّهم يعرفون أنك في مكالمة عمل
في مقطع فيديو مضحك لطفلة أستاذ العلوم السياسية البروفيسور روبرت كيلي تتبختر في دخولها أثناء مقابلته مع قناة BBC News حول السياسة الدولية، يُظهِر مدى براعة الأطفال في مقاطعة والديهم الذين يحاولون العمل من المنزل.
تقول بونمي لادتان مؤلفة كتابَي "اعترافات فشلٍ منزليّ" و"عزيزتي الأم": إنّ الأطفال يعرفون متى تكون في مكالمة عمل، وتضيف: "كتم الصوت خيارٌ رائع خلال مكالمة جماعية، لكيلا يسمعوا أنك في الواقع داخل الحمام مع طفلةٍ عمرها عامان جالسةً تصيح: إنني أتبرَّز".
يمكن للعمل مع رعاية الأطفال أن يكون مرهقاً، لكنّه واقع بالنسبة لـ61.9٪ من الأسر التي لديها أطفال دون سن 18 عاماً ويعمل فيها كلا الوالدين.
يجدُ المزيد من الآباء والأمّهات أنفسهم يحاولون أن يكونوا منتجين أو مشاركين في اجتماعاتٍ من المنزل في الشركات التي تشجِّع العمل عن بعد. ووفقاً لمكتب إحصاءات العمل بأمريكا، فإنّ 23% من العاملين قاموا ببعض مهامِّهم من المنزل كجزءٍ من يوم عمل طبيعي عام 2017.
ولكن الحديث مع زملاء العمل خلال اليوم يمكن أن يكون أيضاً مدخلاً جيداً لعالم الكبار عندما تكون والداً جديداً. يقول باتريك كولمان، وهو أب يعمل من البيت، ومحرر في موقع الأبوة: "عندما تبقى في منزلك وأنت أب، يمكن أن تفقد منظورك لتلك الحياة المهنية".
سواء كان لديك شخصٌ يرعى الأطفال على الجانب الآخر من الباب، أو كنت تستقبل المكالمات أثناء وجود طفلٍ مريض في المنزل أخذ إجازة من المدرسة، فإليك بعض النصائح والأدوات لتحسين إنتاجيتك -وسلامة عقلك- أثناء الموازنة بين العمل والعائلة.
1- ضع حدوداً
عملت تيريزا دوغلاس، المؤلفة المشاركة في كتاب "أسرار قوة العمل عن بُعد"، من المنزل منذ عام 2010، عندما حوّلت شركتها الجميع إلى العمل عن بعد.
تقول إنّ خطأً واحداً من جانب الآباء والأمهات لا يضع الحدود الصحيحة للأطفال، حتى إن كان لديك من يرعى الأطفال أثناء ساعات العمل.
تضيف دوغلاس: "سيفكِّر الأطفال دائماً أنّك والدٌ لهم أولاً". لمساعدة أطفالها على فهم متى يتعيّن تركها بمفردها، تضع دوغلاس علامة "توقّف، أنا في اجتماع" على بابها، إذ تعتبر أنّ هذه هي القاعدة في منزلها "إذا كان بابي مغلقاً، يمكنك أن تدقّ مرة واحدة، وإذا لم أردّ فهذا يعني أنني في اجتماع".
يمكن للحاجز الماديّ أن يساعد أيضاً في تذكير كلٍّ من الوالدين والطفل بالفرق بين وقت العمل ووقت اللعب.
يقول السيد كولمان: "إذا بدأت في فقدان الحدود بين الحياة العملية والعائلية، فقد يؤدي ذلك إلى الكثير من التوتر، ليس فقط بالنسبة لك ولكن أيضاً بالنسبة للعائلة".
لذلك يُبقي عمله منفصلاً عبر بابٍ مغلق في مكتبه في المنزل، لكن إذا كانت المساحة التي تعمل فيها في غرفةٍ مشتركة، فإنّ حاجزاً للطفل يمكن أن يُساعد في إبقاء الأيدي الفضولية بعيدة عن المستندات والمعدات المهمة.
عندما لا يكون الأطفال كباراً بما يكفي للترفيه عن أنفسهم، أو عندما تحتاج إلى وقت تركيز أكثر دون انقطاع، فليس هناك أي عار في أن تجلب من يرعى أطفال في المنزل.
يَفترض العديد من الآباء والأمهات الذين يعملون من المنزل أنّهم بحاجة إلى أن يكونوا والدين وموظّفين جيِّدين في نفس الوقت، لكنّ هذا ليس صحيحاً.
تقول السيدة دوغلاس: "إذا كنتَ تستطيع الحصول على نوعٍ من الرعاية، فسيكون الأمر أقل إرهاقاً". أما بالنسبة للوالدِين الذين لا يستطيعون تحمُّل نفقات من يرعى الأطفال، اقترحت لادتان تبادل رعاية الأطفال مع والدين آخرين يعملان من المنزل كما فعلت هي.
أوصت دوغلاس بتحديد ساعات العمل مع مديرك، والالتزام بها. أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعملون مع مجموعاتٍ في مناطق مختلفة بينها فروق في التوقيت، فإنّ العمل خارج الأوقات التي وظفوا فيها شخصاً لرعاية الأطفال يمكن أن يشكل تحدياً.
لذلك توصي بإخبار مديرك أنه بالنسبة لهذه الاجتماعات قد لا يتوفر من يرعى الأطفال لمنع التشتيت، وتقول إن "معظم الناس يتصرفون بشكلٍ جيد عندما لا يُفاجأون بالأمر".
2- استفد من نومهم
كثيراً ما يسمع الآباء والأمهات الجدد النصيحة بأن يناموا عندما ينام الطفل، ولكن بالنسبة لبعض الآباء والأمهات يمكن أن يكون هذا هو الوقت الوحيد المتاح للإنتاجية.
إحدى الطرق للحصول على بضع ساعات إضافية للعمل هي عن طريق تقديم مواعيد نوم الأطفال. تقول لادتان أنّها مؤمنة بشدة بالنوم في أوقاتٍ مبكرة، وانّها اعتادت أن تضع طفلها البالغ من العمر 4 أو 5 سنوات في السرير الساعة 9 مساءً.
لكن نصحتها أمٌّ أخرى: "لا، أنت تفوتين فرصة نومٍ مبكر"، ولذلك غيّرت موعد النوم إلى السابعة مساءً، واستخدمت الساعات الإضافية للقيام بالأعمال الروتينية وإنجاز المزيد من العمل.
لتحسين تركيزك بينما ينام طفلك، هناك جهاز مراقبة الطفل بالفيديو (مثل هذا الجهاز)، يمكنك وضعه في مكتبك، وهو يسمح لك بأن تشاهد ما إذا كان الطفل قد استيقظ، أو أنّه يصدر أصواتاً أثناء نومه فحسب.
3- احجب الضوضاء
إنّ محاولة العمل عندما يكون لديك أطفال يُصدرون ضجيجاً في الخلفية، يمكن أن تجعل مكالمات العمل الهامة مسببة للضغط أكثر.
تحكي دوغلاس "كان لدى أحد الأشخاص قصة مضحكة للغاية إذ قرر أطفالها أن يخوضوا معركة هائلة بينما كانت تُجري مقابلة مع عميلٍ مهم للغاية. حدث هذا على الرغم من أنّه في الحقيقة كان لدى هذه المرأة مربية".
كما تنصح باستخدام سماعات رأس لاسلكية عازلة للضوضاء وأزرار كتم يسهل الوصول إليها لمنع الأصوات غير المرغوب فيها. صحيح أنها لن تمنع أطفالك من إصدار أطنان من الضجيج، لكنها ستحول بين سماع كل من في هذا الاجتماع لهذه الأصوات.
يستخدم السيد كولمان مروحة في مَكتَبِه بالمنزل لإخفاء الضجيج الذي يصدره أطفاله الأكبر سناً في الوقت المسموح لهم فيه بمشاهدة التلفاز بعد المدرسة لمدة ساعة قبل انتهاء يوم عمله.
4- فَرِّغ يديك
إذا كان طفلك أصغر فقد يكون من الممكن إجراء مهام متعددة خلال اللحظات التي يكون فيها أكثر هدوءاً.
يمكن أن يقلل "رداء حامل الطفل" من بكاء الرُّضّع، وفي بعض الأحيان يكون وسيلة لجعل طفلك يهدأ أو يغفو لفترةٍ طويلة بما يكفي لاستكمال المكالمة أو إنهاء المهمة.
الرداء الحامل المريح (مثل هذا الحامل) يأتي بأربطة متقاطعة تسمح بارتدائه لفترةٍ طويلة.
قد تحب تحويل مكتبك لما يسمّى المكتب الواقف بالوقوف بدلاً من الجلوس على كرسيّ أثناء العمل، حتى يمكنك هدهدة الطفل النائم أو الذي يحتاج للعناية وتحريكه أثناء القيام ببعض الأعمال.
فقط لا تتوقّع أن تنجز مهام أكبر خلال هذه الفترة، تقول السيدة دوجلاس: "لا تتخيل أن تلك الصور التي تراها على شبكة الإنترنت لأشخاص يعملون وفي حضنهم طفل هي صور واقعية على الإطلاق، هذا لا يحدث".