كثيرون يتحدثون عن أضرار جهاز قياس الحرارة على الغدة الصنوبرية ونمو الأطفال، وأن تكرار التعرض لأشعة جهاز قياس الحرارة قد يؤثر على المناعة والنوم وحتى التطور الجنسي عند الأطفال، وينصحون بعدم التعرض لأجهزة قياس الحرارة. لكن بعد البحث، وجدنا أن هذه المعلومات ليست دقيقة.
إذ تقول هذه المنشورات المنتشرة على الشبكات الاجتماعية إن تكرار التعرض لأشعة جهاز قياس الحرارة عن طريق الجبهة، يوجه الأشعة تحت الحمراء مباشرة إلى الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ، ما يعرضها للإشعاع ويؤثر على المناعة، وإفراز هرمون الميلاتونين المهم للنوم، وتؤثر كذلك على التطور الجنسي للأطفال.
مع مقداد
ماذا يقول العلم عن أضرار جهاز قياس الحرارة على الغدة الصنوبرية؟
هذه المعلومات المتداولة في أكثر من دولة عربية وغربية غير صحيحة، إذ لا يصدر جهاز قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء إشعاعاً إلى الدماغ، بل صمم الجهاز لاكتشاف وامتصاص الحرارة المنبعثة من جسم الإنسان وتحويلها إلى كهرباء لقياسها.
وقد أكد الدكتور هاريس ساير، مدير قسم الأشعة العصبية في جامعة جونز هوبكنز بولاية ماريلاند الأمريكية أن هذه الأجهزة لا تشكل أي خطر على الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ.
وطمأن بخصوص القلق الذي انتشر في أكثر من دولة بعد الحديث عن احتمال وجود مخاطر من أجهزة قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، خصوصاً مع انتشار استخدام هذه الأجهزة مع جائحة كورونا لأنها تقيس الحرارة من على بعد ودون ملامسة مباشرة.
فيما قال لوكالة Associated Press الأمريكية إن هذه المنشورات خاطئة لسببين، الأول أن أجهزة قياس الحرارة تصدر إشعاعات، لكنها في الحقيقة تقوم فقط بالتقاط درجة حرارة الأسطح ولا ترسل أشعة تحت حمراء أو أي إشارات إلى الجسم بل فقط تقوم بالتقاط الإشعاع الكهرومغناطيسي أو أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء الطبيعية التي يبثها جسمك.
السبب الثاني أن الجبهة ليست قريبة من الغدة الصنوبرية، إذ تقع في عمق الدماغ بعد عدة سنتيمترات من أنسجة المخ. ولم يجد الباحثون ما قد يصل جهاز قياس الحرارة بهذه الغدة.
الوكالة الأمريكية سألت أيضاً تيم روبنسون، نائب رئيس التسويق في شركة ThermoWorks لبيع أدوات درجة الحرارة عن رأيه، فقال إنه "مفهوم خاطئ شائع مفاده أن موازين الحرارة بالأشعة تحت الحمراء غير المتصلة تنقل الموجات إلى الجسم أو ترسل إشارات ما، لكنها مجرد ملتقط للإشارات وموجات الضوء".
كما قال أنطونيو إستاي، الأستاذ المساعد في قسم التكنولوجيا الطبية بجامعة تشيلي الأمريكية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأشعة تحت الحمراء قد تسبب أضراراً للعديد من خلايا الجسم، لكن أجهزة قياس الحرارة لا تصدر أشعة تحت حمراء ولا أي أشعة أخرى، لذلك فهي لا تشكل خطراً.
الادعاءات هذه دفعت بعض مسؤولي الصحة في دول مختلفة إلى الرد عنها، ففي ماليزيا مثلاً علقت وزارة الصحة على انتشار هذه المنشورات، وكتبت عبر حسابها على فيسبوك: "مقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء ليس جهاز إطلاق إشعاعات. إنه مصمم لاكتشاف وامتصاص الحرارة في شكل أشعة تحت الحمراء المنبعثة من جسم الإنسان وتحويلها إلى كهرباء".
كما علق مدير الصحة الماليزي الدكتور نور هشام عبدالله إن الدائرة الإلكترونية داخل مقياس الحرارة الإشارة الكهربائية مصممة لتحديد درجة الحرارة وعرض القراءة على الشاشة، مؤكداً أنها آمنة للاستخدام، ولا يوجد دليل علمي على أنها ضارة، وفق التصريحات التي نقلها موقع The Logical Indian.
أما بالنسبة للقلق بشأن أضرار الجهاز على الرؤية أو العين، فقد قالت طبيبة العيون في الجمعية الأمريكية لطب العيون، فانيسا لوبيز، إن هذه الأجهزة لا تؤثر على العين، ما قد يؤثر سلباً هو الليزر، لكن أجهزة قياس الحرارة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وليس أشعة الليزر.
ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء، وهي الوكالة الفيدرالية التي تنظم العقاقير والأجهزة الطبية في الولايات المتحدة، فإن أجهزة قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء (NCITs) مهمة في تقليل مخاطر التلوث المتبادل وتقليل خطر انتشار فيروس كوفيد-19.