في الرابع من فبراير/شباط من كل عام، يُحاول العالم أن يعطي بعض الدعم لمرضى السرطان، من خلال تحديد هذا اليوم يوماً عالمياً للسرطان، فماهو مرض السرطان؟.
خلال هذا اليوم يُمكن للجميع في مُختلف أنحاء العالم إظهار الدعم لمرضى السرطان، يُمكن اتخاذ إجراءات شخصية لأجل المُساندة، والضغط على الحكومات للقيام بالمزيد لمُواجهة المرض، فخلال هذا اليوم يُمكن للجميع أن يتحد لإيجاد حلول إيجابية ومُلهمة لمُواجهة هذا المرض، وفي هذا اليوم إليك الدليل الشامل لما تودّ معرفته عن مرض السرطان.
ما هو مرض السرطان؟
السرطان ليس مرضاً واحداً، إنما عدد من الأمراض التي تشترك بصفةٍ واحدة، وهي: النموّ غير الطبيعي للخلايا في الجسم، ففي جميع أنواع السرطان، تبدأ بعض خلايا الجسم بالانقسام دون توقف والانتشار في الأنسجة المحيطة.
الذهب يجذب الخلايا الخبيثة فيفضحها.. فحص جديد يكشف السرطان في 10 دقائق فقط
يُمكن أن يبدأ السرطان في أي مكان في الجسم البشري، والذي يتكون في العادة من تريليونات من الخلايا. في الطبيعي تنمو الخلايا البشرية وتنقسم لتُشكل خلايا جديدة بشكل صحي وصحيح كما يحتاجها الجسم، عندما تُصبح خلاياها القائمة قديمة أو متعرضة للضرر فإنها تموت، وتحل خلايا جديدة محلها، هذه عملية طبيعية وتحدث خلال كل ثانية من حياتك.
تعرّض هذه العملية المُنظمة للخلل هو ما يُعرف باسم السرطان، فتنمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة، وتتشكل خلايا جديدة عندما لا تكون هناك حاجة إليها، وتزاحم الخلايا الطبيعية، مما يُسبب أيضاً الأورام، وهي نمو غير طبيعي للأنسجة ناتج عن الانقسام والتكاثر غير المُنضبط لخلايا لا تقوم بأي وظيفة فسيولوجية، ويُصبح أيضاً من الصعب على الجسم العمل بالطريقة التي ينبغي عليه العمل بها.
كيف يبدأ السرطان؟
يتكون جسمك من تريليونات الخلايا، ويُمكن أن يبدأ السرطان عندما تبدأ خلية واحدة منها في النمو والتكاثر أكثر من اللازم.
في الطبيعي يكون لدينا فقط العدد الصحيح لكل نوع من الخلايا، وذلك لأن الخلايا تُنتج إشارات للتحكم في مقدار ومدى انقسام الخلايا، وإذا كانت أي من هذه الإشارات خاطئة أو مفقودة، فقد تبدأ الخلايا في النمو وتتكاثر أكثر من اللازم وتُشكل كتلة تسمى الورم، والورم هو المكان الذي يبدأ فيه السرطان.
بعض أنواع السرطان، وتسمى اللوكيميا، تبدأ من خلايا الدم، فهي لا تشكل أوراماً صلبة، فتتراكم الخلايا السرطانية في الدم وأحياناً نخاع العظام.
كيف تكتشف السرطان مُبكراً؟
يُمكن العثور على بعض أنواع السرطانات في وقت مبكر، قبل أن تتاح لها الفرصة للنمو والانتشار.
يُزيد الفحص الدوري من فرص اكتشاف بعض أنواع السرطانات في وقت مبكر، حينها يكون علاجها أسهل.
كذلك يُمكنك التنبؤ مُبكراً بما إذا كانت الأعراض التي لديك هي سرطان أم لا من خلال معرفة تاريخ عائلتك المرضي، وخبرتك بمدى التزامك بالعادات الصحية في حياتك.
ما هو الورم الحميد؟
الورم الحميد هو ورم غير سرطاني، فالأورام الحميدة لا تغزو الأنسجة القريبة، ولا تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم، ولا تنقل المرض إلى أعضاء أخرى من الجسم، كما يمكن أن يحدث السرطان، في مُعظم الحالات، تكون النظرة المُستقبلية للأورام الحميدة جيدة ومُتفائلة.
أحياناً تكون الأورام الحميدة خطيرة إذا ضغطت على أجزاء حيوية وهامة من الجسم مثل الأوعية الدموية أو الأعصاب، أو الدماغ.
يُمكن أن تتكوّن الأورام الحميدة في أيّ مكان من الجسم، وتظهر على شكل كتلة يُمكن الشعور بها من الخارج.
على سبيل المثال، غالباً ما تعثر النساء اللواتي لديهن أورام على كتل في أثدائهن أثناء الفحص الذاتي، بعض الأورام الحميدة لا تحتاج إلى أيّ علاج، فإذا كان الورم صغيراً ولا يُسبب أعراضاً فقد يوصي الطبيب بتركه، والبدء في مراقبته والانتظار.
وقد يتخذ الطبيب قراراً بإزالة الورم لأغراضٍ تجميلية أو إذا كان ضاغطاً على أجزاء حيوية بالجسم لمنع حدوث المزيد من المشاكل، تتم إزالة الأورام الحميدة باستخدام المناظير والتي تتطلب شقوقاً جراحية صغيرة، ووقتاً أقل للشفاء من أثر الجراحة.
ما الفرق بين الورم الحميد والسرطان؟
جميع الأورام سواء الحميدة أو الخبيثة السرطانية تشترك في خصائص معينة، فهي خلايا لا يحتاجها جسمك ولا يتم تدمير الخلايا القديمة أو التالفة مُقابلها، لكن الورم الحميد ليس ورماً سرطانياً لأنه لا ينتشر في جميع أنحاء الجسم كالسرطان، أما إذا كان الورم خبيثاً فهذا يعني أن الكتلة سرطانية، وهذا النوع من الورم لديه القدرة على التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
تتكون الأورام الخبيثة من خلايا غير طبيعية وغير مُستقرة إلى حد كبير، وتتنقل عبر مجرى الدم والجهاز الدوري والجهاز الليمفاوي، ولا تمتلك الخلايا الخبيثة جزيئات لاصقة كيميائية مثل الأورام الحميدة لترسيخها في موقع النمو الأصلي.
كيف قد أمرض بالسرطان؟
يواصل العلماء مُحاولة فهم ما الذي يُسبب السرطان بالضبط، وكيف يتسبب الشخص في إصابة نفسه بالسرطان.
هناك بعض الأسباب التي يكون من المُستحيل التحكُّم بها مثل العمر والجنس والتاريخ العائلي، فإذا تمّ تشخيص أحد أفراد عائلتك بالسرطان، فهناك خطرحول إصابتك بالسرطان أيضاً، لكنّ الوراثة ليست هي السبب في غالبية حالات السرطان، ويُقدر الخبراء أنها لا تُمثل سوى حوالي 5 ٪ من التشخيص السنوي للسرطان.
الأخطر هو مُحفزات الإصابة بالسرطان الاختيارية والتي تُعدّ أسباباً في الإصابة بالسرطان يمكن التحكم بها، مثل التدخين واستهلاك الكحول والسمنة المُفرطة، فالسيطرة على هذه الأشياء يُمكنها أن تُقلل من مخاطر حياتك بشكل عام.
يُمكن أن يحدث السرطان لأيّ شخص في أي عمر من كلا الجنسين، ولكنّ نسبة كبيرة من مرضى السرطان تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، مما يعني أن خطر الإصابة يزداد مع التقدُّم في السن.
يُمكنك أن تُقلل من احتمالية إصابتك بالسرطان إذا تبنيت نمط حياة صحياً، فالتخلص من استخدام التبغ بسبب المواد الكيميائية التي يحتوي عليها والمُسببة للسرطان، والحدّ من الكحول، والتحكم في وزن الجسم، وتغيير عادات تناول الطعام بالتوقف عن الأطعمة المُعدلة، وعدم تناول المزروعات أو الطيور أو الحيوانات المُعدلّة وراثياً، والأطعمة المُحملة بالكيماويات هي خطوات أساسية لمنع أو حتى علاج السرطان.
متى يُصاب المُدخن بالسرطان؟
يُعتبر التدخين من أخطر الأسباب التي تُصيب بالسرطان، فمن خلاله تدخل المواد الكيميائية الموجودة في السجائر إلى مجرى الدم، ويُمكن أن تؤثر على الجسم بأكمله، ولهذا يُسبب التدخين العديد من أنواع السرطانات المختلفة.
التدخين والكحول والسمنة قد تتسبب في إصابة شخص بالسرطان ولا تتسبب لآخر في هذا، الأمر يتعلق بالعديد من المُتغيرات الأخرى، مثل أن يكون لدى الشخص جهاز مناعة سليم وقوي يتدخل لحمايته من الإصابة بالسرطان.
فجهاز المناعة الخاص بك هو خط دفاعك الأول ضد كل ما يُمكنه أن يضرّ بجسمك سواء يحدث الضرر بسبب المرض أو بسبب اختيار العادات الصحيّة السيئة، ويُمكن للأدوية المُثبطة للمناعة والالتهابات المُزمنة أن تُتلف الجهاز المناعي، وتؤدي إلى تلف الخلايا، والإنتاج غير المُنضبط للخلايا الجديدة.
أسباب الإصابة بمرض السرطان
قد تعود أسباب الإصابة بالسرطان إلى طُفيليات، أو عدوى بكتيرية، أو الإصابة بفيروس أو فيروسات مُعينة، المواد والمسرطنات الكيميائية، التعرض للإشعاع، الخلل الهرموني والطفرات الجينية، العامل الوراثي.
بعض الباحثين يُرجحون أن الإصابة بالسرطان تعود للضغوطات النفسية التي لم تُحل، لأن الأسباب الأخرى من طفيليات أو بكتيريا، كانت موجودة دائماً، بل كان وجودها في الماضي أكثر حينما كان السرطان أقل انتشاراً.
هذا بالإضافة إلى أنماط الأطعمة التي تقود إلى الإصابة بالسرطان مثل: الأغذية المُعدلة وراثياً، السلع المُعلبة، اللحوم الحمراء المشوية وخاصة اللحوم المُصنعة.
ما هي أنواع السرطان؟
يُقدّم موقع Cancer.Net أدلة على وجود أكثر من 120 نوعاً من السرطان، ومن أكثرها شيوعاً: سرطان الرئة، سرطان الكبد، سرطان المعدة، سرطان الجلد، سرطان الفم والبلعوم، سرطان البنكرياس، سرطان البروستاتا، سرطان الغدة الدرقية، سرطان الرحم، سرطان الثدي، سرطان المثانة، سرطان القولون.
سرطان الثدي
كثيراً ما تسأل النساء أنفسهن: كيف أعرف أني مُصابة بسرطان الثدي؟ أو يسألن من أصبن بالمرض بالفعل: كيف عرفتِ أنكِ مُصابة بسرطان الثدي؟ هُناك بعض العلامات التي تُجيب عن هذه الأسئلة والتي يُمكنك مُلاحظتها، مثل:
- تغيير في حجم الثدي أو شكله.
- وجود كتلة ظاهرة تبدو أكثر سُمكاً من بقيّة الثدي.
- تغيير في نسيج جلد الثدي مثل التجعيد.
- احمرار أو طفح جلدي على الجلد أو حول الحلمة.
- تبدو الحلمة مُختلفة كأنها تغيرت عن موضعها أو شكلها تغير.
- يأتي سائل من الحلمة بدون عصر.
- ألم في الثدي أو في منطقة الإبط.
- انتفاخ في الإبط.
متى يسقط شعر مريض السرطان؟
يُمكن أن يُخبرك الطبيب المُعالج عن احتمالية أن يتسبب نوع مُعين من العلاج الكيميائي في فقدان الشعر، ويُتيح ذلك لك التخطيط مسبقاً لاستعمال وسائل لتغطية الرأس أو علاجات تُقلل من فقدان الشعر.
ويحدث ذلك لأن أدوية العلاج الكيميائي هي أدوية قوية تُهاجم الخلايا السرطانية المتنامية سريعاً، وتُهاجم هذه الأدوية أيضاً خلايا أخرى مُتنامية سريعاً في جسمك، بما في ذلك تلك الخلايا الموجودة في جذور شعرك، وقد يسبب العلاج الكيميائي تساقط الشعر من جميع أنحاء الجسم، وليس من فروة الرأس فقط.
يبدأ الشعر عادةً في التساقط خلال فترة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد بدء فترة العلاج، وقد يستغرق الأمر عدّة أسابيع بعد خضوعك للعلاج ليتعافى شعرك ويبدأ في النمو مرة أخرى.
كيف أتعامل مع مريض السرطان؟
إذا كان هُناك شخص يهمّك أُصيب بالسرطان، فقد تُساعدك هذه الخطوات في التعامل مع الأمر:
- لا تتردد في طرح أسئلة على الطبيب حول حالة المريض، اكتب الأسئلة حتى لا تنساها.
- كن مُستعداً للتغييرات في سلوك الشخص المريض ومشاعره، يُمكن أن يُصبح المريض مُكتئباً وغاضباً، بسبب الأدوية والشعور بالألم والإجهاد.
- يُمكنك تشجيع المريض على أن يكون نشطاً ومستقلاً، قدر الإمكان، لمُساعدته على استعادة شعوره بالاعتماد على الذات والثقة.
- كن واقعياً بشأن احتياجاتك الخاصة، تأكد من أنك نائم بما فيه الكفاية، وتناول الطعام بشكل صحيح، و خذ بعض الوقت لنفسك، لأنه من الصعب تقديم الكثير من المساعدة عند استهلاكك لطاقتك تماماً.