مصريات يتفوقن بحجابهن.. نساء تحدين المجتمع بمهن

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/31 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/31 الساعة 12:31 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرة للحجاب/ istock

قد لا تبدو مصر، التي بها راقصات باليه محجّبات، وعازفات أوركسترا محجّبات، ومذيعات محجّبات على شاشات التلفزيون، ووزيرات مُحجّبات، مكاناً تتعرض فيه النساء اللاتي يرتدين الحجاب للتمييز ضدّهن ولا الضغط بسبب تغطية رؤوسهن.

إلا أن العدّاءة منال رستم، وهي أول امرأة محجّبة تظهر في حملة علامة نايك التجارية بالشرق الأوسط، لا توافق على هذه الفرضية؛ وقبل أربع سنوات، أسّست مجموعة عبر موقع فيسبوك أطلقت عليها اسم Surviving Hijab لتقديم الدعم للنساء اللائي يواجهن ضغوطاً للتخلي عن الحجاب، أو يتعرّضن للازدراء بسبب ارتدائه، أو الادّعاءات القائلة إنهن لن يتمكّنّ من القيام ببعض الوظائف وهنّ محجبات.

الحجاب لا يعوق التفوق

تقول منال في حديثها مع موقع Al-Monitor الأمريكي: "بالتأكيد، أصبح ارتداء الحجاب قراراً مختلفاً، وأريد أن أثبت أن الحجاب لا يمنع النساء من فعل ما يردن فعله".

في 19 يوليو/تموز 2019، عقدت مجموعة Surviving Hijab، وهي مجموعة مغلقة على فيسبوك، ملتقاها الأول في الحرم الجامعي اليوناني في القاهرة. وخلال اللقاء شارك 400 شخص و12 متحدثة تجاربهم، بينهم نساء محجبات وغير محجبات ونساء خلعن الحجاب.

الحجاب الرياضي AFP PHOTO / NICOLAS ASFOURI (Photo by NICOLAS ASFOURI / AFP)

إحدى المتحدثات الرئيسيات كانت إنجي الشاذلي، المعروفة بكونها أول راقصة باليه محجبة في مصر. قالت إنجي: "عندما بدأت، أخبرني كثيرون أنه لا يمكن للنساء ممارسة رقص الباليه مع ارتداء الحجاب، إنهم لا يقبلون فكرة أن الباليه هو فن وأن بإمكاني ارتداء ملابس محتشمة أثناء أدائه".

وقالت إنجي في حديثها مع الموقع: "في المرة الأولى التي أدّيت فيها عرض باليه وأنا أرتدي الحجاب، كنت أرتعش، وشعرت بعدة مشاعر مختلطة. وكنت أعتقد أن الناس قد يقيّمونني بناءً على مظهري وليس أدائي، لكن ما أدهشني هو أنني كنت محط إعجابهم.. لذلك شاركت في هذا الملتقى لتشجيع الفتيات على التغلب على مخاوفهم. الحجاب ليس قيداً ولا دليلاً على شيء".

الحجاب يغطي الشعر لا الإبداع

وتتفق منال، وهي صيدلانية وعارضة أزياء محجبة، مع إنجي إذ تقول إن النساء المحجبات يغطين شعرهن وليس أدمغتهن ولا إبداعهن. وقالت في حديثها مع موقع Al-Monitor: "هذا الملتقى بمثابة تجربة. لست متأكدة مما إذا كان بإمكاننا عقده سنوياً. لقد بدأنا للتو رحلتنا، وهذا ليس فعالية دينية. يمكنك أن تقول إنها فعالية اجتماعية تهدف إلى تمكين المرأة.. نريد أن نحث النساء اللائي ترتدين الحجاب على مواصلة مسيرتهن".

تضم مجموعة Surviving Hijab حالياً 655 ألف عضوة عبر فيسبوك، وفازت بجائزة فيسبوك لبرنامج قادة المجتمعات، ما أكسبها اعترافاً بأنها إحدى أكبر الحركات التي تقتصر على النساء، وتناضل من أجل حقوق المرأة في العالم.

وفي نهاية الملتقى، قالت منال إن اللقاء الأول لم يستعرض فقط نماذج يحتذى بها، لكنه "ساعد في تمهيد الطريق للحوار والتفاعل المثمر" بين النساء اللائي ترتدين الحجاب، وبين المُحجبات وغير المحجبات، بحسب الموقع الأمريكي. 

وأضافت قائلة: "من خلال هذه اللقاءات، يتسنى لنا تقديم الدعم النفسي للنساء والفتيات اللائي يعتقدن أن الحجاب يمكن أن يكون عائقاً أو عقبة".

وعند سؤال منال عما إذا كانت المحجبات حقاً يواجهن عقبات خطيرة وتمييز يهدد نجاتهنّ في الحياة وهنّ مرتديات للحجاب؟ وذلك في ضوء أن اسم المجموعة على فيسبوك، الذي يعني "النجاة في ظل ارتداء الحجاب"، قد يبدو استفزازياً. أجابت قائلة: "من الصعب أن نقول إن هناك تمييزاً ضد النساء المحجبات في مصر، ومع ذلك، هناك بعض المشكلات التي ينبغي حلها"، مشيرة إلى مثالين على هذا "الضغط الذي قد يمارسه الأقران والتصنيف".

قالت إحدى المشاركات في الملتقى: "لا تطلقون عليّ (لقب) مذيعة محجّبة، أنا مذيعة تلفزيونية".

جروب لحل المشكلات

وأشارت منال إلى أن النساء ينشرن على المجموعة عبر فيسبوك المشكلات التي يواجهنها. في الصيف، يزداد عدد الشكاوى المتعلقة بحظر أزياء السباحة للمحجّبات (البوركيني) في الفنادق. وتقول: "إن حظر البوركيني في بعض المنتجعات المصرية أمر غير مقبول على الإطلاق طالما كانت المادة الذي صُنِع منها الرداء مناسبة، في مطلع عام 2015، بدأنا نتلقّى شكاوى من العديد من الفتيات عبر فيسبوك من أن بعض المنتجعات في العين السخنة والساحل الشمالي تحظر ارتداء البوركيني، وحاولنا الاتصال بهذه المنتجعات، لكن بدون طائل، ولا تزال المشكلة قائمة".

ودفع النقاش الدائر حول البوركيني في مصر وزارة السياحة المصرية إلى إصدار لوائح بشأنه في عام 2017؛ وتنص اللائحة على أنه لا يمكن للمنتجعات منع ارتداء البوركيني المصنوع من مواد لا تضرّ بالنظافة العامة للمسبح.

هل ترتدي الحجاب من أجل الله؟

في السنوات القليلة الماضية، اتخذت العديد من النساء البارزات قراراً بالتخلي عن حجابهن؛ ومن بين هؤلاء الفنانة حلا شيحة، التي قررت في العام الماضي التوقف عن ارتداء الحجاب الذي تركت حياتها المهنية لأجل ارتدائه منذ 14 عاماً. وأثارت عودة حلا شيحة إلى الشاشة جدلاً حول الحجاب، خاصّة لأن ذلك حدث في وقت تتصاعد فيه المشاعر المعادية للإسلاميين في مصر، مدفوعة بالحملة الأمنية التي تشنّها الحكومة على مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها مصر في سبتمبر/أيلول 2013، وبتغطية إعلامية تتفق مع روايات النظام المدعوم من الجيش. 

صورة لحلا شيحة بغطاء الرأس من جديد وهي تجلس بجوار محمد رمضان.. تسريبات من كواليس أول أعمالها الفنية منذ 13 عاماً
حلا شيحة في أول جلسة تصوير بعد خلع الحجاب

المهندسة علياء سالم، التي قررت خلع الحجاب مؤخراً، قالت في حديث إلى لموقع Al Monitor: "لستُ ضد الحجاب، وقد قررت خلعه لأنني شعرت بأنني فقط أواكب التيار السائد، دون أن أشعر أنني أرتدي الحجاب من أجل الله". تعترف علياء بأن ضغط الأقران لعب دوراً بالغاً في ارتدائها الحجاب، وقالت: "في عام 2004، مع ظهور العديد من الدعاة الشباب مثل عمرو خالد، ارتدت العديد من الفتيات الحجاب، وصار الأمر سائداً في ذلك الوقت".

وترى علياء أن المحجبات لا يتعرّضن للتمييز في مصر؛ وقالت: "صار هناك الآن مذيعات محجبات في التلفزيون، ومضيفات طيران محجّبات وأكثر من ذلك، ولا يجب أن نبالغ في القول إن المحجبات يعانين، فأنا كنت امرأة محجبة وحصلت على وظيفتي مع أني أرتدي الحجاب".

علامات:
تحميل المزيد