مصائب القوم فوائد لكوكب الأرض.. هكذا قد يخفف كورونا الاحتباس الحراري

أصدرت منظمة الأرصاد الجوية العالمية أحدث تقاريرها بعنوان "المناخ العالمي" في الفترة 2015-2019، والذي يكشف كيفية تخفيف كورونا الاحتباس الحراري.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/06/10 الساعة 17:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/12 الساعة 16:09 بتوقيت غرينتش
تحذيرات من كارثة بيئية ستضرب الشرق الأوسط/istock

على الخطوط الأمامية لمواجهة الاحتباس الحراري، تعمل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ومقرها جنيف، بسويسرا، وهي الوكالة التابعة للأمم المتحدة. تقيس درجات الحرارة باستمرار وترصد الأمطار والعواصف ومستوى سطح البحر والغطاء الجليدي وانبعاثات الغاز. 

أصدرت المنظمة أحدث تقاريرها بعنوان "المناخ العالمي" في الفترة 2015-2019، والذي يكشف كيفية تخفيف كورونا الاحتباس الحراري في مايو/أيار 2020، والذي كشف إمكانية استغلال جهود التعافي من جائحة الكورونا.

حالة المناخ العالمي

بدوره قال الأمين العام للمنظمة بيتري تالاس، في ملخص عن التقرير: "حتى الآن، شهدنا ارتفاعاً في درجة الحرارة مقداره درجة واحدة مئوية. وخلال السنوات العشرين الماضية شهدنا أشد 19 عاماً حرارة على الإطلاق. أما العام الماضي، فكان ثاني أكثر الأعوام حرارة منذ عام 1850 ( أي منذ بدء تدوين درجات الحرارة)".

وأضاف تالاس لمجلة New Scientist: "لقد كسرنا، مرة أخرى، أرقاماً قياسية في انبعاثات الغازات الدفيئة: ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز. ويعتبر ثاني أكسيد الكربون هو الأكثر أهمية. فقد ساهم بثلثي الاحترار حتى الآن، إذ يبقى في الغلاف الجوي لمئات من السنين. وفي الآونة الأخيرة، لاحظنا تركيزات تصل إلى 415 جزءاً في المليون، بعدما كان يتم اعتبار 400 جزء في المليون مستوى حرجاً".

واستطرد: "تكرر ظهور الجفاف في مناطق حول العالم، منها غابات الأمازون، والتي تضر بالغابات المطيرة، في حين تشهد مناطق أخرى زيادة كميات الأمطار وهطول الثلوج".

أما خلال السنوات الأخيرة، فشهد مستوى البحر ارتفاعاً يتراوح بين 4 و 5 مليمترات سنوياً، فضلاً عن زيادة ذوبان الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي 3 أضعاف خلال الأعوام الـ20 الماضية.

ولمعاينة آثار الاحتباس الحراري والكوارث الناجمة عنه يكفي النظر إلى حالة المياه: مشاكل المياه الجوفية والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر وما إلى ذلك. لهذه التغيرات تأثيرات على القدرة العالمية لإنتاج الغذاء ورفاهية الإنسان، خاصة في البلدان الأقل نمواً.

الاحتباس الحراري يؤثر على صحة الإنسان

وأوضح تالاس أنه خلال السنوات العشرين الماضية، شهدت البشرية تطوراً إيجابياً فيما يخص مشكلة الجوع ونفاذ الغذاء، ولكن خلال السنوات الخمس الماضية، تفاقمت المشكلة مرة أخرى. 

فمقارنة بعام 2015، أصبح هناك 36 مليون شخص إضافياً يعانون من الجوع، وأكثر من 800 مليون شخص في المجموع. وهناك ما يقرب من 30 ألف ضحية يموتون يومياً من سوء التغذية.

من النتائج الأخرى التي توصل لها التقرير، وجود عدد متزايد من الأشخاص المعرضين لموجات الحر. 

فقبل عشرين عاماً، كان هناك نحو 20 مليون شخص يتعرضون لموجات الحر سنوياً. وخلال السنوات الثلاث الماضية، تجاوز الرقم 200 مليون شخص سنوياً. 

وفي موجة الحر الأوروبية لعام 2010، سقط 50 ألف ضحية، معظمهم بروسيا. وفي عام 2003، خسرت أوروبا 75 ألف ضحية.

كورونا الاحتباس الحراري
ذوبان الجليد يهدد الدبب القطبية/ istock

تخفيف كورونا الاحتباس الحراري

ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، توقع تالاس أن تغير جائحة الكورونا العالم. 

وقال إن التغيير سيبدأ في عقلية الناس والحكومات، و"هي العقلية التي قد نكون بحاجة لها لحل مشكلة المناخ"، حسب تعبيره.

واعتبر أن حدوث تحولات في أنظمة الطاقة والنقل والصناعة سيحصل بشكل تدريجي، وليس بشكل كبير مفاجئ كما رأينا خلال معالجة الأزمة الحالية. 

وقال إن الحكومات ستستثمر من أجل تعافيها، وهناك فرصة لمعالجة المناخ كجزء من برنامج التعافي هذا. 

الآثار الجانبية البيئية الإيجابية لجائحة الكورونا

توقعت منظمة الأرصاد الجوية العالمية تخفيف كورونا الاحتباس الحراري عبر حدوث انخفاض في انبعاثات الكربون، بسبب  تأثير الأزمة الوبائية على الصناعة وحركة المرور وما إلى ذلك. 

لكن هذا لن يكون مؤثراً بشكل كبير على المناخ، بسبب العمر الطويل جداً لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حسب ما أكده تالاس.

وقال: "هناك كثير من الناس الذين لا يفهمون أنَّ عمر هذه الغازات طويل جداً، خاصةً ثاني أكسيد الكربون. ولكن بمجرد التمكن من خفض الانبعاثات، فإن السؤال هو ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار على النهج نفسه مستقبلاً.

ولفت تالاس إلى إيجابيات اكتشاف العمل عن بعد (من الاجتماعات الدولية إلى الوظائف العادية)، وكيف سيقلل ذلك من الانبعاثات الناتجة عن حركة المرور بمجرد عدم الاضطرار إلى التوجه يومياً إلى المكتب. 

كما لفت إلى تراجع نسبة الاستهلاك التجاري بصورة عامة، وهو ما سيؤثر بطبيعة الحال على المناخ.

دروس من فنلندا

واعتبر تالاس أن نجاح جهود بلده فنلندا في التعامل مع الوباء وأزمة المناخ تعود إلى أن الأمور ببعض الأحيان تكون أسهل في بلد صغير. 

ولفت إلى أن فنلندا بلد يسهل فيه غالباً إيجاد نوع من التوافق، بسبب وجود 3 أو 4 أحزاب كبرى تشكل الحكومات الائتلافية، تعمل على إيجاد الحلول الوسط. 

وأشار في المقابل إلى جهود دولتي الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة في التعامل مع أزمة الوباء، وقال: "حيث يوجد حزبان في بعض الأحيان بالسلطة، تكون الأشياء سوداء وبيضاء إلى حدٍّ ما. في فنلندا، قد يكون نهج التوافق هذا أحد الأشياء الإيجابية".

تحميل المزيد