ووهان حزينة وخائفة بعد رفع قيود الإغلاق.. قصة مؤثرة لشاب فقد والدته بسبب كورونا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/19 الساعة 23:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/19 الساعة 23:02 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية من ووهان/ رويترز

مازالت مشاعر سكان مدينة ووهان الصينية، التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد، مختلطة بين صدمة وحزن وغضب وخوف، بعد أن عاشوا على مدى أكثر من شهرين تحت وطأة الإغلاق عندما كانت المدينة ترزح تحت ضغط فيروس كورونا، قبل أن تعلن السلطات الصينية رفع القيود عن المدينة، في الثامن من شهر أبريل/نيسان الماضي، بشكل تدريجي.

يرصد تقرير لصحيفة The New York Times، نُشر الثلاثاء 19 مايو/أيار 2020، الحياة في المدينة بعد رفع الإغلاق، فبالرغم من الصدمة والخوف فإن عدداً من سكان المدينة يعبّرون عن أملهم في مستقبل  أفضل، وتفاؤل حذر، بعد وروود أنباء عن ظهور حالات جديدة مصابة بالفيروس.

تفاؤل حذر: نشر جميع أصدقائها على مواقع التواصل الاجتماعي: محالّ الشاي بالحليب فتحت من جديد! عادت ووهان! لكن عندما ارتشفت روزانا يو، 28 عاماً، أولَ رشفةٍ لها منذ شهرين لم تكن منبهرة. كتبت روزانا عبر تطبيق WeChat في أواخر مارس/آذار، وهي تمزح: "هل نسيتم أيها الرفاق كيف تصنعون الشاي بالحليب؟ كيف يكون بهذا السوء؟!".

مع ذلك، يبدو كوب سيئ من الشاي بالحليب أفضل من لا شيء، بالرغم من أن عودة الحياة إلى طبيعتها وإمكانية الحصول على كوب لذيذ من الشاي بالحليب ربما لا يزال بعيد المنال، فإن مجرد احتمالية حدوث ذلك جعلت روزانا تشعر بالبهجة.

في بدايات أبريل/نيسان، بعد تخفيف القيود التي فُرضت مع الإغلاق، زارت روزانا ووالداها منتزهاً للاستمتاع بمشاهدة أزهار الكرز الشهيرة في ووهان، وقالت إن المسؤولين نصحوا السكان بالبقاء في المنزل متى يكون هذا متاحاً، "لكننا لم نستطع أن نبقى في المنازل أكثر من ذلك".

كما التقطت الفتاة مؤخراً فيديو لطابور طويل في مطعم محلي يقدم وجبات سريعة من "الشعرية الجافة الحارة"، وهي الوجبة التي تشتهر بها ووهان، والآن صار عليها التوقف في إشارات المرور قبل عبور الشوارع، وهو عبء لم تشعر من قبل أنه بهذا القدر من البساطة.

تقول روزانا: "أرى مزيداً من السيارات، إنني حقاً سعيدة للغاية".

وُلد جانب من هذا التفاؤل من رحم الحظ، فلم يُصب أي من أصدقائها ولا عائلتها، كان الإغلاق صعباً في البداية، ولكنها شغلت نفسها بتعلُّم تحضير المخبوزات والكعك الحلو.

كما أقامت علاقات جديدة مع جيرانها، فخلال الإغلاق عرض السكان الذين يعملون حلاقين قصات شعر مجانية، وأُنشئت مجموعات دردشة خاصة بالجيران، التي تشكّلت لتنسيق عملية شراء البقالة بالجملة للجميع، وصارت دائرة دعم افتراضية فيما بينهم.

قالت روزانا: "كانت هذه المرة الأولى لي التي أشعر فيها أن الحي بأكمله وجميع مَن في ووهان في شيء ما معاً، ويعملون من أجل نفس الهدف".

الحزن والندم: في الأشهر التي أعقبت وفاة أمه بسبب فيروس كورونا، بحث فيراندا تشين يومياً عن طرق جديدة لتشتيت انتباهه، إذ قرأ لفرويد وجرّب دخول المطبخ، وكتب على تطبيق WeChat مازحاً أنه سوف يفتتح مطعماً، كما قال إن الوجبة التي سوف يشتهر بها المطعم سيكون اسمها: "تذكُّر معاناة الماضي، والتفكير في بهجة الحاضر".

لكن الطبخ فقد جاذبيته مؤخراً بالنسبة إليه. اعتادت أمه أن تطلب منه أن يطهو لها الطعام، لكنه كان يقول إنه مشغول للغاية لأنه يريد التقدم للدراسات العليا.

قال تشين، 24 عاماً، متحدثاً عن والديه: "فكرت وقلت: سوف أركز على الوصول إلى المدرسة التي أحلم بها، ثم بعد ذلك يمكنني تكريس كل وقتي من أجل القيام بالأشياء التي طلباها مني دوماً".

مضيفاً: "والآن، ليس هناك فرصة لذلك".

مرضت أم تشين عندما وصل التفشي إلى ذروته، ورفضها أحد المستشفيات المكتظة في 5 فبراير/شباط، قبل أن تتوفى داخل سيارة إسعاف وهي في الطريق إلى مستشفى آخر، كانت الأم تبلغ من العمر 58 عاماً.

كانت الأم وتشين قريبين من بعضهما، بالرغم من أنهما كانا دائماً يجدان صعوبة في إظهار ذلك، فقد أصرت على ادخار المال من أجل زواجه، بدلاً من خوض رحلة إلى جزيرة هاينان الاستوائية. أما هو فكان يرى أن أفكارها من الطراز القديم، وكان يشعر في الغالب بالاختناق لهذا.

بعد أن ماتت أدرك أن لديه عديداً من الأسئلة التي أراد أن يطرحها عليها: عن طفولتها، وعن طفولته، وعن الطريقة التي كانت تراه بها وهو يتغير.

قد صار الآن أكثر إصراراً على الالتحاق ببرنامج تعليمي متعلق بعلم النفس. فبعد وفاة أمه صارت تلك الخطة أكثر إلحاحاً عن ذي قبل. قال تشين: "أريد استخدامه لتخفيف معاناة الأشخاص الآخرين".

تحميل المزيد