قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، الثلاثاء 31 مارس/آذار 2020، إن طبيبة من مدينة ووهان الصينية كانت من بين أوائل الأطباء المحذرين من انتشار فيروس كورونا، اختفت ما أثار مخاوف بأنها قد تكون اعتُقِلت.
الطبيبة آي فين قالت إنها واجهت "توبيخاً غير مسبوق وقاسياً للغاية" من مسؤولي في مستشفى ووهان المركزي بعدما شاركت صورة من تقرير مريض مُعنون بـ"فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة" (SARS-CoV).
الصورة انتشرت على نطاق واسع على الإنترنت ووصلت إلى المبلغ الطبيب لي وين ليانغ الذي حذر من الفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 41 ألف شخص في العالم.
فيما أجرت الطبيبة آي مقابلة مع مجلة صينية انتقدت خلالها إدارة المستشفى لتفنيد التحذيرات المبكرة من فيروس كورونا، لكن الطبيبة اختفت منذ ذلك الحين، بحسب مجلة "60 Minutes Australia" الأسترالية.
ما الذي ورّط الطبيبة آي فين؟
بحسب إذاعة "Radio Free Asia"، فبعد إذاعة التحقيق الصحفي المتضمن تصريحات الطبيبة، شارك حساب الطبيبة على منصة "Webio"، وهي منصة صينية مشابهة لموقع تويتر، صورةً كان التعليق المصاحب لها هو "نهر. جسر. طريق. جرس تنبيه".
تأتي الإشاعات عن اختفائها بعد انتقادات قاسية للحكومة الصينية لكذبها وإخفائها معلومات رئيسية أثناء كل مرحلة تقريباً من استجابتها لفيروس كورونا.
تفاصيل ما قبل الاختفاء
قبل اختفائها المزعوم، اعترفت الطبيبة آي بأن لديها "شعوراً بالندم لعدم حديثها علناً أكثر" عن الأمر بعد إصابة أربعة من زملائها، بما في ذلك الطبيب لي، بالفيروس وموتهم أثناء كفاحهم لمواجهة تفشّيه. إذ قالت: "إذا كنت أعرف ما قد يحدث في الوقت الحالي، لم أكن لأكترث للتوبيخ. كنت لأخبر أي أحد أرغب (في إعلامه) وفي أي مكان أريد".
فيما نشرت مجلة Renwu الصينية المقابلة مع الطبيبة يوم الثلاثاء 10 مارس/آذار 2020، لكن سرعان ما سحبتها من على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت الطبيبة تلقت في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تقرير مريض معنوناً بـ SARS coronavirus أي فيروس كورونا المسبب لمتلازمة سارس.
وقالت إن القلق انتابها بعد قراءتها لنتائج الاختبارات عدة مرات.
بعدما وضعت الطبيبة دائرة بالقلم حول كلمة "سارس" أرسلت صورة من التقرير إلى أحد زملاء دراستها السابقين وإلى مجموعة محادثة مُخصصة لقسمها في المستشفى.
تنبيهات من كارثة صحية
قالت آي إنها نبّهت المسؤولين في المستشفى للحالة، مضيفة أنه لاحقاً في هذا المساء انتشرت في كل أنحاء المستشفى "صورة من التقرير تحمل الدائرة الحمراء التي رسمتها (حول كلمة سارس)".
مضيفة: "تضمنت (هذه المنصات) مجموعة المحادثة، التي شارك الطبيب لي معلومات معها. اعتقدت أن شيئاً سيئاً على وشك الحدوث".
وبعدها بيومين، وبّخ رئيس لجنة التأديب بالمستشفى الطبيبة الووهانية. وقالت الطبيبة إنها "كانت في حالة صدمة" بعد اتهام مسؤولي المستشفى لها بـ"نشر شائعات" مستغلة مهنتها.
توفي لاحقاً الطبيب لي -الذي عُرِف بالمُبلغ عن فيروس كورونا- جراء إصابته بالفيروس، إضافة إلى ثلاثة أطباء آخرين عملوا معه في مكافحة تفشي الفيروس.
وقالت آي إنها لا تعتبر نفسها "مُبلغة"، مضيفة: "هذه الواقعة أظهرت أن العالم يحتاج إلى أنواع مختلفة من الأصوات".
بكين تحاول إخفاء الأمر
حاولت بكين في بادئ الأمر إخفاء تفشي فيروس كورونا عن طريق معاقبة العاملين في المجال الطبي الذين اكتشفوا الأمر، لكن بعدها وبمجرد بدء انتشار الفيروس، بدأ الحزب الشيوعي في مراقبة المعلومات المنشورة لعامة الشعب بشأن الفيروس ونشرت معلومات كاذبة في الخارج.
حتى الآن، يحذر سياسيون بارزون من أن إجمالي أعداد العدوى والوفاة من جراء الفيروس، التي يفصح عنها النظام هي على الأرجح خاطئة، إذ يرجح مواطنون محليون من ووهان أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بعشرات الأضعاف.