عاد الفنان الكوميدي المغربي محمد باسو من جديد ليطل على جمهوره، من خلال سلسلة كوميدية خلال شهر رمضان، تحمل عنوان "سي الكالة"، والتي يتم عرضها مرتين في الأسبوع.
إذ اختار باسو من جديدٍ التركيز على الكوميديا السياسية، التي يحاول من خلالها تسليط الضوء على بعض المشاكل السياسية التي تحصل في الكواليس، والتي تصعّب على المواطن العادي حياته، في الوقت الذي يكون فيه الشخص ذو النفوذ، وصاحب المعارف الكثيرة قادراً على حل كل مشاكله باتصال هاتفي فقط.
وقد جاءت هذه السلسلة الرمضانية بهذه الفكرة، بعد نجاح سلسلة محمد باسو الأولى، التي حملت عنوان "ناطق غير رسمي".
"سي الكالة".. الوساطة لحل المشاكل
وحسب تصريحه لموقع هسبريس الإخباري المغربي، قال محمد باسو، إن السلسلة الجديدة عبارة عن صورة لشخصية من الواقع، وهي موجودة في المجتمع المغربي بكثرة، خصوصاً في الإدارات الحكومية، حيث يصبح قضاء المصالح يحتاج إلى الواسطة في المقام الأول، وهي التي يطلق عليها في المغرب اسم "باك صاحبي".
وأضاف باسو حسب المصدر نفسه: "هذه الشخصية لإنسان يمر بكل شيء ويتكفل بإنهاء أغراض الجميع، لذلك فالكل يحتاج لمثله من أجل الوصول وتحقيق مبتغاه في المجتمع والحياة بصفة عامة".
إذ يقوم هذا الشخص، الذي يظهر في السلسلة الرمضانية، بالحديث عبر الهاتف مع شخصيات مختلفة، لكل منها نفوذ في مجال معين، إذ يقوم بمساعدتهم على حل مشاكل عديدة بطريقته الخاصة، حتى وإن كانت تخالف القانون، أو غير مستحقة بالنسبة له، وكل هذا لأنه يعتبر شخصاً ذا واسطة قوية في مختلف المجالات.
وفي حديثه لجريدة "الأيام 24"، عن جرأة تناوله المواضيع التي يتطرق إليها، قال باسو: "من الضروري في الأعمال الكوميدية استخدام أساليب الاستعارة والمبالغة لإيصال الرسالة أو الهدف المرجو إلى المشاهد المغربي، وأنا أرتاح في مثل هذه الأعمال الفنية الكوميدية الساخرة".
وأضاف: "هذا يعتبر عرضاً كوميدياً وليس معارضة سياسية، الغرض منه إدخال المتعة إلى بيوت المغاربة، وليس لي أي عداء مع أي رجل سياسة".
محمد باسو: الفكاهة السياسية صعبة وسعيد بتفاعل الجمهور
سلسلة "سي الكالة" الرمضانية، من بطولة محمد باسو بشكل منفرد، وهي من كتابته كذلك، وتعرض عبر قناته الرسمية على يوتيوب، ومع ذلك فقد تمكنت من النجاح وتحقيق نسب مشاهدة عالية جداً، مقارنة بباقي الأعمال الأخرى.
وعن هذا النجاح الذي شهدته الحلقة الأولى، قال الكوميدي محمد باسو: "تفاعل الجمهور كان جميلاً جداً ومفاجئاً بالنسبة لي".
كما أشار إلى أنه حاول إعادة إحياء الفكاهة السياسية، الذي يعتبر من بين الأنماط الفنية الصعبة، إلا أنه فوجئ بتفاعل الجمهور مع الحلقة الأولى، خصوصاً أنه يحكي عن الواقع السياسي المعيش، الذي يعاني منه المواطن المغربي.
ومن بين التعليقات التي رافقت الحلقة الأولى من السلسلة، كتب أحد المشاهدين: "المستوى الثقافي ديال باسو هو السر في تألق ديالو من زمان، وهو الكوميدي الوحيد اللي كنتفرج فيه".
فيما كتب آخر على الحلقة: "ها علاش القراية زوينة، كتخلي الواحد كيعرف اش كيدير مزيااان، برافو باسو".
وجاء معلق آخر ليكتب: "عندما يجتمع الوعي الثقافي مع الموهبة الكوميدية مع الغيرة على البلاد تعطينا شخصية مثل باسو".
نجاح سلسلة "سي الكالة" بالأرقام
يشار إلى أن سلسلسة "سي الكالة" يتم عرضها خلال شهر رمضان كل يومي ثلاثاء وجمعة عبر يوتيوب، وهي من إخراج عبد الإله بحيحي، وإنتاج شركة "أستوديو 3".
وتدور الأحداث داخل مكتب إداري، إذ يظهر الكوميدي المغربي وهو يجلس وسط العديد من الأوراق والمستندات المبعثرة هنا وهناك، والتي لا يعيرها اهتماماً كبيراً بقدر ما يهتم بالاتصالات التي تصله من الأشخاص الذين يعرفهم بشكل شخصي، ويبحثون عن قضاء مصالحهم عن طريقه، على حساب بقية المواطنين.
وقد حققت الحلقة الأولى من السلسلة ما يزيد على مليون و400 ألف مشاهدة في ظرف 4 أيام فقط، إذ قام باسو بشكر جمهوره وكتب: "شكراً على الدعم ديالكم، مزال حلقات ومفاجآت كثيرة".
أما الحلقة الثانية فقد تجاوزت المليون مشاهدة في أقل من يومين على موعد إصدارها، كما أنها تصدرت قائمة أكثر الفيديوهات مشاهدة في المغرب.
وتصل مدة الحلقة الواحدة من السلسلة إلى 7 دقائق، وعلى الرغم من أن مدتها قصيرة، فإن باسو تمكن من معالجة عدة مواضيع بشكل مركز، من بينها احتكار المناصب بين العائلات، وبيع الشهادات الجامعية، والفساد الإداري.