توجت كاميلا، الزوجة الثانية للملك تشارلز، ملكة، السبت 6 مايو/أيار 2023، ما يفتح لها المجال أن تكون ذات قبول شعبي لا سيما بعد سنوات من تصويرها كأكثر امرأة مكروهة في بريطانيا.
فعقب وفاة طليقة تشارلز، الأميرة الفاتنة ذات الشعبية الواسعة ديانا، في حادث في باريس عام 1997، انصبت معظم عداوة وسائل الإعلام على كاميلا. وتوقع البعض استحالة زواج تشارلز وكاميلا.
وبعد ثماني سنوات تزوجا، ومنذ ذلك تم الاعتراف بها، وإن كان على مضض عند البعض، كعضو رئيسي في العائلة المالكة، وكشخص يعتمد عليه الملك الجديد بشدة، وكملكة للبلاد.
إلى ذلك، قال روبرت هاردمان، وهو مراسل ملكي منذ فترة طويلة ومؤلف كتاب "ملكة زماننا" (كوين أوف أور تايمز): "إنها رفيقة روحه"، مشيراً إلى أنها تزوجت من تشارلز لفترة أطول من ديانا.
ولدت كاميلا شاند في عام 1947 لعائلة ثرية، وكان والدها ميجر في الجيش وتاجر نبيذ، وتزوج امرأة أرستقراطية. وتنقلت كاميلا في دوائر اجتماعية جعلتها على اتصال بتشارلز الذي قابلته في ملعب بولو في أوائل السبعينيات.
وتواعد الاثنان لبعض الوقت وكان تشارلز قد فكر في الزواج، لكنه شعر أن عمره أصغر من أن يتخذ مثل هذه الخطوة الكبيرة.
وانهمك تشارلز في البحرية، وتزوجت كاميلا من ضابط سلاح الفرسان البريجادير أندرو باركر بولز. وأنجبت كاميلا من زوجها طفلين هما توم ولورا وتطلقا في 1995.
أما تشارلز، فقد تزوج ديانا التي كانت تبلغ من العمر 20 عاماً فحسب في حفل زفاف عام 1981 لم يسحر بريطانيا فحسب بل العالم بأسره.
وبعد إنجاب طفلين، وليام وهاري، ساءت العلاقة وانفصلا في عام 1996 بعد أن جدد علاقته مع عشيقته السابقة.
وعُرضت تفاصيل هذه العلاقة على جمهور أصابه الذهول في عام 1993 حين نُشر في الصحف نسخة من محادثة خاصة مسجلة سراً بتفاصيل حميمة للغاية.
إذ قالت كاميلا لتشارلز في المحادثة الهاتفية المسجلة سراً التي نُشرت عام 1993: "سأتحمل أي شيء من أجلك. هذا هو الحب. هذه هي قوة الحب".
وفي مقابلة تلفزيونية في العام التالي، اعترف تشارلز بأنه استأنف علاقتهما، لكنه قال إن ذلك لم يحدث إلا بعد انهيار زواجه بلا رجعة.
فيما قالت ديانا في مقابلة تلفزيونية في عام 1995: "كان هناك ثلاثتنا في هذا الزواج، لذلك كان مزدحماً بعض الشيء".
وبعد أن أضفت ديانا تألقاً على قلعة وندسور بثيابها الأنيقة، لم يفهم كثيرون من البريطانيين سبب تفضيل تشارلز لكاميلا المحبة للريف التي تظهر عادة مرتدية وشاحاً ومعطفاً مضاداً للماء.
بينما قال الأمير فيليب، والد تشارلز وزوج الملكة إليزابيث الراحلة، في رسالة إلى ديانا: "لا أستطيع تخيل أي شخص سليم العقل يتركك ليذهب إلى كاميلا".
محور انتقادات
وفي غمرة حزن وغضب شعبيين جارفين بعد وفاة ديانا، تعرضت كاميلا بخاصة لانتقادات شديدة. لكن في السنوات اللاحقة، بدأ المساعدون الملكيون، المكلفون بإعادة تلميع السمعة الملطخة للعائلة المالكة ككل، ببطء في دمج كاميلا في دور أكثر علنية.
وتحقق النجاح بعد أن تمكن الزوجان من الظهور في الأماكن العامة معاً، ثم تزوجا ووافقت الملكة إليزابيث في العام الماضي على أن تحمل كاميلا لقب الملكة القرينة.
من جانبهم، يقول خبراء علاقات عامة إن ذلك كان نتيجة عمل شاق ودقيق، على الرغم من أن المساعدين قالوا إن ذلك يرجع أساساً إلى شخصية كاميلا وروح الدعابة الكبيرة لديها.
في السياق، قالت فيونا شيلبورن (75 عاماً)، مركيزة لانسداون المقربة من كاميلا، لصحيفة صنداي تايمز في الشهر الماضي: "إنها قوية، ونشأت على هذا الإحساس الاستثنائي بالواجب.. أينما تذهبي لا تتذمري وأظهري أفضل تعبيرات وجهك وواصلي التقدم.. وهذا نقلها إلى وضع جيد جداً".
لكن دمجها في هذا الوضع كان له ثمن. ففي مذكراته، اتهم الأمير هاري الابن الأصغر لتشارلز زوجة والده بتسريب قصص عنه للصحافة لتحسين سمعتها، وذكر أنه وشقيقه طلبا من والدهما عدم الزواج منها.
وتشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أنها لم تحظَ بشعبية واسعة النطاق أيضاً. وكشف استطلاع أجرته منظمة يوجوف هذا الأسبوع أن 48% نظرتهم إيجابية لها و39% لديهم رأي سلبي عنها، مما يجعلها من بين الأقل شعبية في العائلة المالكة.
كما أشارت استطلاعات أخرى أيضاً إلى أن أقلية فحسب ترى أنها يجب أن تكون الملكة كاميلا.