برزت الفنانة التونسية فاطمة ناصر في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك بعد مشاركة الفيلم المغربي "جلال الدين"، الذي تقوم ببطولته، في مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان، ونال إشادة كبيرة من الجمهور الذي شاهده.
التقى "عربي بوست" فاطمة ناصر للحديث معها حول الفيلم وطبيعته وتفاصيله، وكذلك تفاصيل دورها والتخوفات حول تقديمها لدور أم في هذا العمل، إذ كشفت الفنانة التونسية عن العديد من الآراء المهمة في حياتها فيما يتعلق بطريقة تعاطيها مع أدوارها الفنية وطريقة اختيارها، وعن ظُلم منطقة المغرب العربي التي لا تنال الاهتمام الكافي.. وكان لنا معها هذا الحوار.
ما شعورك بعد عرض فيلمك الجديد المغربي "جلال الدين" ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي؟
بالتأكيد سعيدة جداً بتلك المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، فهو مهرجان كبير ويمثل ضماناً كبيراً لنا بأن الفيلم ستتم مشاهدته على نطاق أكبر ويتم تقييمه بشكل جيد وسيأخذ حقه على جميع المستويات، وسعيدة بوجودي في مهرجان القاهرة.
ذكرت أنك تفضلين عرض فيلمك في مهرجان القاهرة عن مهرجان قرطاج، فلماذا قلت ذلك؟
مهرجان أيام قرطاج السينمائية مهرجان كبير ومهم وعريق، وأنا قلت ذلك لأنني حزينة من الدورة التي أقيمت هذا العام ولم تكن جيدة على جميع المستويات وبها الكثير من الأخطاء دون الدخول في تفاصيل.
وأنا لم أحضر تلك الدورة على الرغم من دعوتي لها، فنحن أكبر من ذلك، وإن شاء الله سيعود المهرجان أقوى، وتصريحي الذي أثار الجدل كان بسبب هذا الأمر، فلو كان فيلمي قد تم عرضه في قرطاج هذا العام كان سيتعرض للظلم، وعرضه في مهرجان القاهرة كان أفضل كثيراً للفيلم، ولذلك أنا سعيدة أنني في القاهرة هذا العام، لكن هذا لا يقلل من حبي لبلدي تونس.
كيف جاء التعاون بينك وبين المخرج حسن بنجلون؟
أول مرة تعرفت فيها على المخرج حسن بنجلون كان في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عندما كان يتم عرض فيلمي "حرة"، وهو شخص محترم وهادئ ورقيق، ووعدني بأن نعمل معاً وسنتحدث قريباً.
وبعدها اتصل بي وعرض علىّ الفيلم وأرسل لي السيناريو وأعجبني، وقال لي إنهم في انتظار الدعم، وظللنا نتقابل بعدها في مناسبات أخرى وظننت أنه نسي الأمر، إلى أن اتصل بي بعد سنوات وقال لي إنهم حصلوا على الدعم وسنبدأ التصوير وسألني إذا ما كنت معهم في العمل أم لا فأخبرته أنني معهم بالتأكيد، وصورنا الفيلم في وقت الكورونا وكان الأمر صعباً جداً.
ما هي الظروف الصعبة التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
كان وقت التصوير صعباً لسبب آخر، فأنا كان يتبقى لي تصوير يوم أو يومين في مسلسل "الثمانية" في باريس، وكان ذلك وقت الموجة الثانية من كورونا، ووقتها بدأنا تصوير الفيلم في المغرب، وبعدما وصلت هناك أغلقوا البلد ومنعوا الدخول والخروج، وبعدما صورت الفيلم في 14 يوماً تم فتح المجال مرة أخرى واتجهت إلى باريس لتصوير مشاهد مسلسل "الثمانية" المتبقية.
ألم تتخوفي من تقديم دور الأم لشاب كبير في السن؟
لا أعلم لماذا يمثل هذا الأمر أزمة للممثلات العرب في السينما العربية، فأنا في سن الثلاثينيات ولكن ليس لدي مشكلة في تقديم دور الأم ولم أتخوف منه، ولكن ما جعلني أخاف فعلاً هو هل سأنجح في توصيل مشاعر الأمومة أم لا، لأني لم أقدم دور أم في هذه المرحلة العمرية.
وعندما قدمت دور أم في أعمال أخرى لم يكن بها مساحة لإبراز المشاعر بين الأم وابنها على عكس هذا الفيلم، فالأم هنا تتعامل مع شاب كبير وتتحدث معه في قرارات حياتية حاسمة.
فنانات المغرب العربي حينما يحققن نجاحاً كبيراً في مصر يتغيبن عن أعمال بلادهن، فهل ستتخذين نفس الخطوة؟
أنا لم أحقق ذلك النجاح الكبير، فأنا حتى الآن لم أحصل على الفرصة الحقيقية في عمل فني مصري متكامل، من حيث الدور والسيناريو والإخراج والإنتاج والمشروع بشكل عام، فلا يكفي أن يكون دوراً جيداً، لا بد أن يكون مشروعاً متكاملاً.
حتى الآن لم أحصل على تلك الفرصة والمساحة التي أرى أنني أستحقهما، لذلك في آخر عامين رفضت أدواراً كثيرة لأنها كانت دون المستوى الذي أرغب فيه.
ولكن ألم تتخوفي من رفضك الكثير للأدوار، والتأثير السلبي لذلك على مسيرتك الفنية؟
ليس لديّ أي مشكلة في ذلك، المهم أن أكون سعيدة وأشعر باحترامي نفسي، لأنني عندما أقدم شيئاً أقل مني فأنا لا أحترم نفسي، فأنا تخطيت مرحلة الانتشار ولم يعد يفرق معي أن أجلس كثيراً بدون تقديم أعمال جديدة، وأنا متصالحة مع نفسي وليس لدي أي أزمة.
ما سبب عدم انتشار الأفلام التونسية والمغربية في الوطن العربي مثل الأفلام المصرية؟
اللهجة في المقام الأول، بالإضافة إلى عدة أسباب أخرى، من ضمنها أن الأفلام التونسية والمغربية ليست أفلاماً تجارية ولكنها أفلام مهرجانات، تعرض قضية معينة، هذا لا يعني أن الأفلام التجارية سيئة.
هذا النوع من الأفلام غير موجود عندنا، ولكن بدأنا حالياً في اتخاذ ذلك الطريق، وهناك فيلم "قدر" في تونس للمخرجة إيمان حسين حالياً وحقق إيرادات جيدة وبه موازنة بين الجانب الفني والجانب التجاري، فنحن في تونس نتميز بسينما المؤلف التي تناقش قضايا، وليس لدينا نجم شباك مثل باقي السينمات حول العالم.