تحظى السينما الهندية "بوليوود" بمكانة كبيرة وجمهور عريض، نجحت خلال عقود من الزمن في تقديم العديد من أسماء النجوم التي استطاعت أن تحجز مقعداً في قائمة مصاف النجوم العالميين، بداية من النجم العالمي أميتاب باتشان، وصولاً إلى شاروخان، وعامر خان، وعارف خان، وفريدة جلال وصولاً للفنان المصري مو إسماعيل.
نجح إسماعيل في اقتحام سينما بوليوود، وتقديم واحد من الأفلام ذات النجاح الكبير، إذ قدمت بوليوود الجزء الثاني من فيلم "Khuda Haafiz"، الذي يلعب بطولته النجم الهندي، فيديوت جموال، وشيفاليكا أوبيروي، ودانيش حسين، ومينكا راي، وأسرار خان، ومو إسماعيل، ليكون أول ممثل مصري يدخل عالم سينما بولييود.
ويقدم المنتج والممثل المصري، مو إسماعيل، صاحب الأصول الأمريكية دوراً محورياً في الجزء الثاني من فيلم "Khuda Haafiz"، إذ يلعب دور "طابش حاجي"، عضو شهير في المافيا، ومسؤول عن اختطاف طفلة وحيدة لوالديها، اللذين يحاولان تخليصها منه، وتدور بينهم مطاردات ومعارك لتحريرها.
واستطاع الفيلم، الذي بدأ عرضه في السينمات الهندية بالثامن من يوليو الجاري، حصد أكثر من 20 مليون روبية في أيام عرضه الأولى.
بداية.. احكِ لنا كيف دخلت إلى عالم التمثيل؟ وكيف جاءت فكرة المشاركة في عمل من بوليوود؟
أنا اسمي مو إسماعيل، عندي 35 سنة، ممثل ومنتج، خلال فترة الطفولة والمراهقة كنت أتنقل ما بين مصر والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، ودخلت المجال الفني من قرابة عشر سنوات من خلال مجال الإعلانات.
الحكاية بدأت في 2013، كان لديّ حلم طول عمري إني اشتغل ممثل، لكن الفرص كانت شحيحة، سواء في مصر أو الخليج بشكل عام.
لكن محاولاتي لم تتوقف خلال تلك الفترة، وكان أول الغيث قطرة، حيث عملت في مجال الإنتاج، واستغليت وجودي في الإمارات، حيث كان يتم تصوير أفلام مثل ميشن امبوسيبل، وستار تريك، والتحقت بفريق الإنتاج، انشغلت بعض الشيء بأعمال خارج الإطار الفني، ومن ثم جاء عام 2020، وتزوجت وكان القرار العودة للحياة في مصر، بالتحديد في إحدى المدن الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
ومن ثم جاءت كورونا، وحدث الإغلاق لكل شيء، كما يقال من الممكن أن تحول المحنة إلى منحة، وهو ما حدث لي بالضبط، إذ بدأت التركيز أكثر في مجال السينما، وكان لي سابق معرفة بالمخرجة مروة جبريل، وكانت المفاجأة أنه كان في تجربة أداء لواحد من الأفلام الهندية، وكانوا يحتاجون لشخصية عربية، والحمد لله حصل، وتم قبولي في الدور.
ما هي طبيعة دورك في فيلم Khuda Haafiz؟ وماذا عن كواليس التصوير؟
ألعب دور "طابش حاجي"، وهو عضو شهير في المافيا، والمسؤول الأول عن اختطاف طفلة وحيدة لوالديها اللذين يحاولان تخليصها منه، وتدور بينهم مطاردات ومعارك لتحريرها.
أما عن كواليس التصوير، فكان التصوير في مصر، واستمر قرابة الـ40 يوماً في شوارع مصر، وتحديداً في منطقة الأهرامات والقلعة وشوارع مصر القديمة.
لماذا لم تنجح في مصر أولاً، ومن ثم انتقلت إلى بوليوود؟
الحقيقة أن الفرصة لم تأتِ في مصر، لكن كنت دائماً ما أشعر بتفاؤل كبير، كنت على يقين بأنني سوف أحصل على الفرصة، وعندما جاءت لم أتأخر عن انتهازها، بلا شك مصر تمتلك كل المقومات للنجاح، مواهب، وأماكن للتصوير، وكوادر إنتاجية وغيرها من التفاصيل المهمة لصناعة أفلام تصل إلى العالمية، لدينا مواهب في كل المجالات، في الرياضة والفن، والعلم، مصر بيئة رحبة وخصبة للإبداع، لكن الفرص لم تكن دائماً متوفرة، وتحتاج إلى جهد كبير.
كما أنني لم أكن متواجداً في مصر بقوة، لظروف مختلفة ووجود ارتباطات، لكن خلال الفترة المقبلة سوف أعمل على زيادة التواصل مع الكوادر الفنية في مصر، وأرغب في طرح رؤى مختلفة للسينما وأعمال وأفكار جديدة، أنا من عشاق أفلام الأبيض والأسود، حيث الرجولة والشهامة والمروءة الظاهرة في كل الأعمال، وأتمنى خلال الفترة المقبلة أن أضيف جديداً.
هل تتطلع للعمل مع نجوم ممثلين في مصر خلال الفترة المقبلة؟
كان كامل تركيزي خلال الفترة الماضية في عملية الإنتاج والإخراج، وهناك أسماء عديدة ومختلفة في مجال الإخراج حققت نجاحات كبيرة، وأتطلع للعمل معهم مثل طارق العريان، وبيتر ميمي، لأنهما نجحا في تقديم أبطال أعمالهما في أفضل صورة، والمخرج الجيد هو من يبرز دور الممثل وشخصيته.
ذكرت أنك كنت ضمن فريق الإنتاج لأفلام عالمية مثل Mission: Impossible – Ghost Protocol.. احكِ لنا أكثر عن تلك التجربة؟
اكتسبت أكثر خبراتي من العمل خلف الكاميرا، هذا الجزء من عملية الإنتاج السينمائي أضاف لي الكثير، وجعلني أكون أكثر اطلاعاً على تفاصيل العمل الفني، ولو عملت فبالتمثيل مباشرة لم أكن لأتعلمتها أو أتعرف عليها.
البداية من الإضاءة ومن ثم تدرجت في المهام إلى أن وصلت لمخرج مساعد، وأنتجت أول فيديو موسيقي، ومن ثم بدأ الاعتماد أكثر وحصلت على بعض الشهرة، مثل Mission: Impossible – Ghost Protocol وكانت تجربة ممتعة وبها الكثير من الفنيات المهمة التي تشربتها خلال فترة العمل، ومن خلالها امتلكت الخبرة التي أهلتني للعمل في الأفلام التي يتم تصويرها في الإمارات، وكانت التجربة الثرية هي المشاركة في فريق الإنتاج الخاص بفيلم "ستار تريك"، الذي تم تصويره في دبي على مدار 6 أشهر، كانت تجربة ممتعة وبها العديد من الإيجابيات.
كيف ترى السينما المصرية خلال الفترة الماضية؟
أنا من مواليد 1986، وبعد فترة سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ذلك الوقت كانت سينما الأكشن هي المسيطرة، حيث أفلام أبطال عالميين مثل آل باتشينو، وروبرت دي نيرو، وأرنولد شوارزنيجر، وسيلفستر ستالون، الحقيقة كنت بعيداً عن متابعة السينما المصرية في ذلك الوقت.
لكن مع مرور الوقت والوصول لعمر العشرين، بدأت أعود جذوري أكثر، حيث بدأت في متابعة عالم الفن في مصر بكل أشكاله ومجالاته.
وبدأت رحلة التعرف أكثر فأكثر على السينما وصناعتها في مصر، المصريون لديهم حس كوميدي رهيب، ونجحوا في خلق حالة خاصة بأفلامهم الكوميدية الساخرة من كل شيء، كما قدمت السينما المصرية أفلاماً مهمة في الفترة الأخيرة، والتي تحمل أفكاراً مختلفة، مثل "عمارة يعقوبيان" بطولة عادل إمام، وكانت نقلة وفكرة مختلفة، أشبه بالثورة على النوع التقليدي من الفن في مصر.
ومن ثم جاءت الثورة، وحصل تأخر في التطور، لكن خلال السنوات القليلة الماضية رأينا تطوراً كبيراً، أشبه بالثورة، وأصبح من العادي أن تجد أعمالاً مصرية من إنتاج أجنبي، هذا إلى جانب وجود أسماء مصرية استطاعوا أن يقدموا أنفسهم كنجوم عالميين، مثل رامي مالك، ومينا مسعود وغيرهما، وهو ما شجعني أكثر على إمكانية النجاح، وأنني من الممكن أن أسير على نفس النهج، وأستطيع أن أقدم أعمالاً عالمية وقيمة ومحترمة.
ما هي المشاريع المقبلة؟
أستعد برفقة مخرج مصري في عمل من إنتاج ديزني، وسيكون فيلم أنيميشن، والحقيقة أنا متحمس جداً للتجربة، لأنها سوف تكون الأولى بالنسبة لي في عالم الأنميشين.