عن سنودن وجوليان أسانج وحرب فيتنام.. 10 أفلام عن أكبر التسريبات السياسية التي هزّت العالم

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/21 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/26 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
يروي فيلم The Post قصة أوراق البنتاغون التي تسرّبت عن حرب فيتنام/ وسائل التواصل

ليست التسريبات السياسية حديثة الظهور؛ قد يكون انتشارها أسرع في العصر الحالي، مع ظهور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي -نظراً لما تُتيحه هذه الشبكات من سهولة في التحميل والتخزين والتوزيع- إلا أن التسريبات لطالما كانت أداةً سياسية تُستخدم كورقة ضغط عند اللزوم.

ففي العام 1971 مثلاً لم تتسرّب سلسلة الوثائق من البنتاغون من خلال الإنترنت، بل من خلال صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي نشرت -على دفعات- وثائق صُنّفت "سريّة للغاية" حول حرب فيتنام. 

ربما ساعدت شبكات التواصل بانتشار تسريبات جوليان أسانج، مؤسّس موقع "ويكيليكس"، بانتشارها أكثر. كذلك الأمر مع تسريبات سنودن حول برنامج التجسّس الرقمي الأمريكي، ومن ثم وثائق باندورا وبنما لاحقاً، لكن جميعها في الأساس سُرّب إلى الإعلام أولاً. 

ووفقاً لموقع Political Dictionary، التسريبات هي "أن يكشف مصدرٌ داخلي معلوماتٍ سريّة لصحفي ولأسبابٍ مختلفة"، ويمكن لهذا المصدر أن يكون "حكومياً أو مالياً أو أي فردٍ آخر".

ولعلّ أقدم التسريبات السياسية في العصر الحديث يعود إلى 200 عام، عندما تلقى الرئيس بنجامين فرانكلين رسائل من مجهول. كان فرانكلين وقتئذٍ مديراً عاماً للربيد التابع لبريطانيا في المستعمرات الأمريكية، والرسائل التي تلقاها كان قد كتبها توماس هتشنسون -حاكم ولاية ماساتشوستس- إلى مسؤولٍ بريطاني، يحثه فيها على إرسال المزيد من القوات لردع المستعمرين المتمرّدين في بوسطن. 

نشر فرانكلين الرسائل في الأوساط الرفيعة، قبل أن تصل إلى صحيفة "بوسطن غازيت" وتنشرها في العام 1773، ما أثار فضيحةً كبرى أجبرت هتشنسون على الفرار من البلاد. وبعد اعتراف فرانكلين بدوره في تسريب الرسائل، تلقى توبيخاً رسمياً من البرلمان وأُقيل من منصب المدير العام للبريد. 

رسم لبنجامين فرنكلين/ وكيبيديا
رسم لبنجامين فرنكلين/ وكيبيديا

أفلام عن التسريبات السياسية

نستعرض في هذا التقرير مجموعة من 10 أفلام عالمية، تناولت أبرز التسريبات السياسية التي حدثت على مدار القرنين، السابق والحالي: 

10- فيلم The Fifth Estate

يروي الفيلم قصة صعود "ويكيليكس"، المنصة التي عُرفت كإحدى أبرز التجارب في عالم التسريبات، بعدما تمكن صاحبها جوليان أسانج من نشر الكثير من الوثائق السرية المتعلقة بعددٍ كبير من دول العالم. 

أول رسالة نشرتها ويكيليكس كانت من زعيمٍ متمرّد صومالي، يكلّف من خلالها مرتزقة مسلّحين بااغتيال مسؤولين حكوميين. نُشرت الرسالة عبر موقع "ويكيليكس" في ديسمبر/كانون الأول 2006، من دون أن يتم التحقق من صحة الوثيقة مطلقاً.

توالت دفعات الوثائق السرية المُسرّبة عبر "ويكيليكس"، على مدار سنواتٍ كثيرة لاحقة، حتى اعتقال مؤسّسها جوليان أسانج في العام 2019. 

يحكي الفيلم كل هذه التفاصيل وأكثر، في قالبٍ درامي مثير، يركز بجانب ذلك على رفيق درب أسانج (دانيال دومشيت)، ويُظهر كيف أنهما لم يُكملا الدرب سوياً؛ وهو ما يكشفه الفيلم في نهايته، إضافةً إلى التركيز على فلسفة عمل أسانج، والهدف الذي أراد تحقيقه من خلال "ويكيليكس"، كما يستعرض في نهايته مصير تجربة الموقع الذي أشعل العالم كله. 

9- فيلم Citizenfour

يحكي الفيلم قصة إدوارد سنودن، الذي التحق بوكالة الأمن القومي الأمريكية عام 2009؛ وخلال فترة عمله في الوكالة، عمل سنودن على جمع المعلومات التي تتعلق بعددٍ من أنشطة وكالة الأمن القومي السرية، كان أبرزها برنامج المراقبة السرية الذي يُعتقد أنه كان واسع النطاق على صعيد دول العالم. 

في مايو/أيار 2013، طلب سنودن إجازة طبية من الوكالة بحجة علاجه من مرض "الصرع" وسافر إلى هونغ كونج، بعدما سرّب تفاصيل برامج المراقبة السرية لصحيفتي الـ"غارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأمريكية، ثم سافر بعدها إلى موسكو. 

وفي العام 2014، كشفت وثائق جديدة، سرّبها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن، ونشرتها صحيفة "غارديان"، أن الحكومة الأمريكية تجسّست على العاملين في منظمات حقوقية بارزة، مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية".

من بين أسرار وكالة الأمن القومي التي سرّبها سنودن؛ أمر محكمة أجبر شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية "فيريزون" على تسليم البيانات الوصفية؛ مثل الأرقام التي تم الاتصال بها ومدة المكالمات، لملايين المشتركين فيها. 

كشف سنودن أيضاً عن وجود برنامج PRISM، الخاص بالتنقيب عن البيانات، قيل إنه منح وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي ومقر الاتصالات الحكومية -المكافئ البريطاني لوكالة الأمن القومي الأمريكية- "وصولاً مباشراً" إلى خوادم عمالقة الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك، ومايكروسوفت، وآبل.

8- وثائقي Panama Papers

نشاهد في هذا الوثائقي قصة أحد أكبر التسريبات التي طالت العديد من الشخصيات حول العالم، من قادة دول مروراً بشخصيات عامة -كممثلين، ولاعبي كرة قدم، ومغنين- وصولاً إلى أكثر تجار المخدرات شهرة.

كشفت "وثائق بنما" المسرّبة عام 2016 عن أكثر من 11 ألف وثيقة، من دون أن يتم الكشف عن هوية المبلغين عنها، تضمنت إنشاء عدد كبير من حسابات مصرفية خارجية بهدف التهرّب الضريبي لعددٍ من الشخصيات، استخدموها لغسل الأموال وتمويل المنظمات المسلّحة حول العالم.

أطلقت هذه التسريبات سلسلة من التحقيقات الاستقصائية الصحفية المكثفة، التي كانت لها تداعيات بعيدة المدى لا نزال نشهد آثارها حتى اليوم، وفي هذا الفيلم نتعرف على تفاصيل نشر تلك التسريبات، وأهم ما تضمنته من بيانات في رحلة مثيرة لمدة 55 دقيقة. 

7- وثائقي The Pandora Papers:

تتكون "أوراق باندورا" من ملايين الوثائق المسرّبة التي شكلت "أكبر شراكة صحفية في التاريخ" عن أسرارٍ مالية لـ35 من قادة العالم الحاليين والسابقين، وأكثر من 330 سياسياً ومسؤولاً عاماً في 91 دولة وإقليماً، إضافةً إلى مجموعة عالمية من الفنانين والقتلة وغيرهم، التي كشف عنها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين في العام 2021. 

يروي هذا الوثائقي كيف كشفت تلك الوثائق السرية التعاملات الخارجية لملك الأردن على سبيل المثال، ورؤساء أوكرانيا وكينيا والإكوادور ورئيس وزراء جمهورية التشيك ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. 

تعرض هذه الملفات أيضاً تفاصيل الأنشطة المالية لوزير الدعاية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكثر من 130 مليارديراً من روسيا والولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى.

6- وثائقي Operation Varsity Blues

يلقي وثائقي نتفليكس الضوء على الجانب القبيح للتنافس على الجامعات في الولايات المتحدة؛ إذ تكشف عملية "فارسيتي بلوز" بالتفصيل عن مدى العبث الذي يلجأ إليه الأمريكيون للوصول إلى مؤسسات النخبة الأمريكية عبر طرقٍ ملتوية.

يتتبع الفيلم الوثائقي أنشطة ويليام سينجر، مستشار القبول الجامعي المستقل في كاليفورنيا والذي عمل مع العائلات الثرية على أمل إدخال أطفالهم إلى المدارس العليا؛ حيث قام سينجر بإدارة المؤسسة المعروفة بـ"المفتاح" -وهي مؤسسة غير ربحية أنشأها لتكون منظمة خيرية- في الأصل.

من عام 2011 إلى عام 2019، دفعت العائلات في جميع أنحاء البلاد مبلغ 25 مليون دولار لسينجر، بهدف ضمان قبول أولادها في مؤسسات تعليمية من الدرجة الأولى؛ مثل جامعة ستانفورد وجامعة ييل وجامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة جورج تاون. 

5- فيلم Official Secrets

في العام 2003 كانت كاثرين جان تعمل مترجمة للغة الصينية في وكالة الاستخبارات البريطانية، عندما كانت البلاد تُدفع إلى الحرب من قبل حكومة بلير، في محاولةٍ يائسة لتحقيق موافقة الأمم المتحدة على الغزو الوشيك للعراق بقيادة الولايات المتحدة. 

في يناير/كانون الثاني من ذلك العام، نسخت جان مذكرة سرية أرسلها أحد كبار الشخصيات في وكالة الأمن القومي الأمريكية إلى وكالة الاستخبارات البريطانية. كانت هذه المذكرة عبارة عن طلبٍ سرّي للغاية لمراقبة الاتصالات الخاصة لمندوبي الأمم المتحدة، بحثاً عن قصاصات من المعلومات -شخصية أو غير ذلك- يمكن استخدامها "لمنح الولايات المتحدة ميزة" في حشد الدعم للغزو على العراق. 

يروي الفيلم كيف سرّبت كاثرين جان تلك المذكرة إلى جريدة The Observer، اعتقاداً منها أن الكشف عن تكتيكات التنصت والابتزاز المقترحة قد يكون كافياً لوقف الحرب في العراق. لكن الأحداث اتخذت مساراً مختلفاً، وهو ما يرصده الفيلم إلى جانب بعض التفاصيل من حياة كاثرين، التي تعرّضت لشتى أنواع الضغوطات، بعد عملية التسريب.

4-فيلم The Post

يروي الفيلم الشهير قصة أوراق البنتاغون التي تسرّبت، فهزّت العالم. في 13 يونيو/حزيران 1971، بدأت صحيفة "نيويورك تايمز" تنشر سلسلة وثائق مسرّبة من البنتاغون، صنّفتها الحكومة الفدرالية على أنها "سرية للغاية". 

بعد ظهور الدفعة اليومية الثالثة في صحيفة الـ"تايمز"، حصلت وزارة العدل الأمريكية على أمرٍ تقييدي مؤقت ضدّ نشر المزيد من المواد السرية، بحجة أن المزيد من النشر العام لهذه الأوراق التي تتعلق بحرب فيتنام من شأنه أن يتسبب في "ضررٍ فوري لا يمكن إصلاحه" تجاه الولايات المتحدة.

حاربت صحيفة الـ"تايمز" -وانضمّت إليها "واشنطن بوست"، بعد أن لجأ المسرّبون إليها حين صدر القرار بمنع الـ"تايمز" من النشر- ضدّ الأمر التقييدي الذي صدر بحقها، عبر المحاكم على مدار الـ15 يوماً التالية، والتي تم خلالها تعليق نشر الوثائق.

وفي 30 يونيو/حزيران 1971، وفي واحدة من أكبر القضايا التي هزّت المحاكم الأمريكية في التاريخ، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قراراً بموافقتها على استئناف الصحف نشر الأوراق المسرّبة، مشيرةً إلى أن الحكومة "أخفقت في تبرير تقييد النشر". 

يرصد هذا الفيلم -من بطولة ميريل ستريب وتوم هانكس، وإخراج العظيم ستيفن سبيلبرغ- الصراع الدائر بين الصحف والإدارة الأمريكية حينها، والذي أحدث ضجة كبرى في الداخل الأمريكي. 

3- فيلم Mark Felt

في العام 2005 كشف مارك فيلت -مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في أوائل السبعينيات- خلال مقابلةٍ له مع مجلة "فانيتي فير" أنه كان "الحلق العميق"، أي المُخبر الذي فجّر فضيحة" ووترغيت" التي تسبّبت باستقالة الرئيس الأمريكي نيكسون. 

انضم فيلت (المُخبر الذي بقي مجهولًا لعقود) إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي كمحامٍ في العام 1942، وبحلول العام 1971 كان مسؤولاً فعلياً عن العمليات اليومية للمكتب. كان مرشحاً -كما جرت العادة- لرئاسة المكتب إلا أن الرئيس الأمريكي تجاوزه، وعيّن مديراً آخر من خارج المكتب بشكلٍ غير متوقع. 

بعد ذلك بوقت قصير، بدأ فيلت التعاون سراً مع المراسل بوب وودوارد في تحقيقٍ أجرته صحيفة "واشنطن بوست" عن انتهاكات السلطات الرئاسية، الناجمة عن اقتحام مجمع ووترغيت، خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1972. 

يركز الفيلم، وهو من بطولة ليام نيسون، على كل ذلك إضافةً إلى كيف اعتُبرت معلومات فيلت مفيدة، في توريط البيت الأبيض واستقالة الرئيس. 

2- فيلم All The President's Men 

يتناول الفيلم أيضاً قصة استقالة الرئيس نيكسون، على خلفية فضيحة "ووترغيت"، ويُعتبر من أوائل الأفلام التي تناولت الجانب الآخر من الأحداث، بعد أن ركّز على كيفية عمل صحيفة "واشنطن بوست" على ملابسات الفضيحة الأشهر. 

الفيلم -وهو من بطولة روبرت ريدفورد وداستين هوفمان- يرتكز على كتابٍ يحمل الاسم نفسه، يجمع سلسلة من التحقيقات الاستقصائية حول الفضيحة، كتبه كل من بوب وودوارد وكارل بيرنشتين. 

1- فيلم The Great Hack

يتحدث الفيلم عن فضيحة "كامبريدج أناليتيكا"، التي أظهرت كيف استُخدم فيسبوك لإنجاح دونالد ترامب، وساعد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.

إن لم تكن سمعت عن ذلك من قبل، فهذا الفيلم يوضح كل خيوط الفضيحة وكيف استُخدمت بياناتنا للتأثير على أهم قرارات حياتنا، كما يذكرك من جديد كيف يُدار العالم في الوقت الحالي. 

لقد شكّلت التسريبات "عاصفة إعلامية لم تنطفئ" -على حدّ وصف الـ"غارديان"- منذ أن كشف المخبر كريستوفر وايلي، في صحيفتي "أوبزرفر" و"نيويورك تايمز" كيف حصلت شركة "كامبريدج أناليتيكا" على البيانات الشخصية لعشرات الملايين من مستخدمي فيسبوك، واستغلالها في الحملات السياسية.

التسريبات شكّلت فضيحة مدوية؛ ومن خلال هذا الوثائقي، الذي عرضته نتفليكس، ستحصل على فرصة للاطلاع على كامل تفاصيل القصة بشكلٍ بسيط ومثير في الوقت نفسه. 

تحميل المزيد