أنمي Spy x Family.. عندما تصبح الأبوّة أصعب اختبار يواجه الجاسوس الذي لم يهزمه شيء آخر

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/03 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/03 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
أنمي Spy x Family - يوتيوب

ما المهمة المستحيلة القادمة للجاسوس ذي المئة وجه الذي لم تقهره أية مهمة حتى الآن؟ الإجابة التي يقدمها أنمي Spy x Family قد تبدو غريبة ومدهشة: الأبوّة!

تدور القصة حول جاسوس عظيم يُعرف باسم "الشفق"، يُكلّف بمهمة بناء عائلة للتقرب من متطرف سياسي يهدد السلام، ولكي يحقق هذا الهدف، عليه أن يحصل على طفل بأسرع وقت ويدخله في مدرسة مرموقة يرتادها أولاد نخبة المجتمع، من بينهم ابن الرجل المستهدف، ما يقوده لتبني الطفلة اليتيمة ذات الماضي الغامض "آنيا".

أكثر شيء لافت للانتباه بخصوص هذا الأنمي هو الصعود الصاروخي الذي أدهش جميع المراقبين، حتى إنه هزم أعمالًا راسخة ببضع حلقات، وأصبح الأنمي الأكثر شعبية في ربيع 2022.

حقق المسلسل بحلول نهاية أبريل/نيسان المرتبة الثانية في أعلى المسلسلات التلفزيونية مشاهدة على منصات البث اليابانية، حسب موقع مراجعات الأعمال الفنية TV Fandom Lounge،  فيما باعت سلسلة المانجا المصورة التي استند إليها العمل أكثر من 18 مليون نسخة في اليابان وحدها، حسب موقع شركة النشر والتوزيع الأمريكية Crunchyroll، بالإضافة إلى شعبيته الهائلة على الشبكات الاجتماعية في العالم.

هذا مثير للتساؤلات بالطبع، فلماذا اجتذب العمل كل هذه الشعبية الجارفة؟ نستكشف في هذا المقال مزيج العوامل التي نعتقد أنها صنعت هذه الجاذبية الاستثنائية والصعود السريع:

  1. بطل خارق تربكه الأبوّة

يتعامل "الشفق" بسلاسة مع أصعب المهمات الجاسوسية، مثل أداء تنكر محترف، أو إسقاط شبكة تهريب كاملة، أو منازلة مجموعة من الرجال الخطرين، فإنه يكتشف أن لا شيء واجهه بمثل صعوبة مهمة الأبوّة. 

يتساءل "الشفق"، وهو وسط تلال من الكتب عن التربية: "هل آباء العالم ينجزون مهمات صعبة كهذه طوال الوقت؟". ليس من المستغرب إذاً أن يشعر الآباء والأمهات بالتقاطع مع العمل بشكل خاص، وأن يعترف بهم كأبطال، في زمن ينحسر فيه تقدير الأبوّة أمام مدّ التمحور حول الذات.

  1. كوميديا مستوحاة من الحرب الباردة

أجواء الفيلم مستوحاة من ألمانيا أيام الحرب الباردة، وعلى الرغم مما يوحي به هذا من خطورة وتوتر، إلا أن القصة تأتي في قالب كوميدي خفيف الروح مع حس ساخر.

تدور خلفية القصة على وقع التوترات السياسية بين بلدين جارتين تدعيان "ويستاليس" و"أوستانيا"، في ظل التهديد بالانزلاق إلى الحرب في أي لحظة، وتدير كلتا البلدين عمليات سرية كلٌ ضد الأخرى، ينتقل عميلنا "الشفق" متخفياً إلى عاصمة "أوستانيا" التي تعرف باسم "برلينت" تحت هوية مزيفة للطبيب النفسي "لويد فورجر".

على الرغم من عدم وجود إشارة واضحة بأن الأحداث تجري في ألمانيا، إلا أن الأسماء والأجواء ذات دلالة كافية. تستلهم القصة الفترة التي قُسّمت فيها ألمانيا إلى ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية بعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية. سيطرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا على القسم الغربي، فيما سيطر الاتحاد السوفييتي على القسم الشرقي، ولم تحدث حرب مباشرة بين الطرفين خلال الحرب الباردة.

وبتأمل اسم البلدين في Spy x Family، نجد أن "ويستاليس" مستوحاة من ألمانيا الغربية West Germany، فيما كلمة "أوست" في "أوستاليس"، تعني الشرقية باللغة الألمانية، وعاصمتها "برلينت"، في استلهام واضح من العاصمة الألمانية "برلين".

يمكننا أن نرصد البصمة الشيوعية في أزياء المسؤولين واسم بلد "جمهورية أوستانيا الشعبية"، الذي يأخذ اسماً على غرار البلدان التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي.

مع أن المسلسل ابتعد عن التوترات القاتمة التي تعود لفترة الحرب الباردة ليحافظ على الخفة، إلا أنه تناول بعضها بحس كوميدي ساخر، فالبطلة "يور" تضطر للبحث عن زوج بسرعة، قبل أن "يشتبه" فيها المجتمع، حيث تحذرها زميلة في العمل بأن "امرأة في أواخر العشرينيات قد أبلغ عنها لأن الآخرين اشتبهوا فيها؛ كونها ما زالت عزباء".

في هذا إحالة للفترة التي كان فيها تجسس الناس على بعضهم خطراً حقيقياً في برلين الشرقية؛ ما أدى إلى الكثير من الاتهامات الخاطئة وإخفاء الناس للأسرار عن بعضهم، وفق ما يشير إليه تحليل الموقع الترفيهي Epicstream.

تصل الكوميديا الساخرة ذروتها عندما تتناول مدارس النخبة، وطريقة التقييم التي يخضع لها الأطفال وأهاليهم، للحصول على القبول، يسخر الكاتب من الاختبارات التي يضعها الأساتذة، وتكاد تكون حلقة المقابلة أفضل حلقة نجحت في انتزاع الضحكات حتى الآن.

  1. أسرار تراوغ بعضها

كما أشرنا، فإن المسلسل يستلهم قصته من فترة يشعر فيها الناس بالريبة تجاه بعضهم، ويخفون الأسرار، لكن القصة تصل بتوتر مكافحة انكشاف السر إلى الذروة، عندما تجعل الأبطال الذين يعيشون تحت السقف الواحد، يراوغ كل منهم الآخر لئلا ينكشف سره الكبير.

لدينا البطل "لويد فورجر" الذي نعرف أنه يخفي هويته كجاسوس من "ويستاليس" في مهمة خطيرة لحفظ السلام، والذي يتبنى الطفلة اليتيمة "آنيا" التي تخفي قدرتها على قراءة الأفكار، ثم يلتقي بالمرأة "يور" الباحثة بشكل يائس عن زوج، فيكون معها أسرة مزيفة بهدف الانضمام لمدرسة النخبة، دون أن يعرف أنها تعمل قاتلة محترفة.

توتر الأسرار الواقفة على حافة الانكشاف لا يقتصر على منزل آل "فورجر"، فعليهم أن يمنعوا الأساتذة والطلاب والآباء في المدرسة والمجتمع بشكل عام من كشف كونهم أسرة مزيفة، وفي الوقت نفسه عليهم أن يخوضوا تحديات الأبوّة الجديدة.

هذه ثيمة لا يمكن إنكار جاذبيتها للمشاهد، الذي يرى المشهد من الأعلى ويشعر بتوتر محاولة كل شخصية الحفاظ على سرها من الانكشاف، تزداد الأسرار مع تقدم المسلسل، ويتساءل المشاهد في كل حلقة: من سيكشف سرّ من؟

  1. الرسم والتحريك

نجاح العمل لا يرتبط بالقصة فقط، بل أيضاً بالتحريك ورسم الشخصيات ومشاهد الأكشن، التي اجتمع عليها المَعْملان المخضرمان في الأنيميشن "ويت" و"كلوفر ووركس".

ربما يعرف الكثيرون معمل "ويت" بالذات الذي يشتهر بعمله ومشاهد الأكشن المذهلة في المواسم الثلاثة الأولى من "هجوم العمالقة"، وأنمي Ranking of Kings ذي الشعبية الكبيرة، فيما يعرف معمل "كلوفر" بأنمي My Dress-Up Darling وThe Promised Neverland، ولهما شعبية كبيرة أيضاً.

يبقى أن نرى ما إن كان الأنمي سينجح في الحفاظ على الزخم الاستثنائي في الفترة القادمة، وما إن كان سيستمر في جمع الشرائح العمرية المختلفة كل أسبوع أمام الشاشة، ليعرفوا كيف ستتخطى "آنيا"، التي تحصد شعبية خاصة، وعائلة "فورجر"، الأزمة الجديدة مع الحفاظ على أسرارهم دون كشف.

تحميل المزيد