ليس الكابتن جاك سبارو أعظم دور في أفلام جوني ديب فحسب، بل لعله أحد أعظم الشخصيات في تاريخ السينما أيضاً، حتى لو لم تكن جميع أجزاء سُداسية Pirates of The Caribbean بالجودة نفسها.
وعندما بدأ المخرج غور فيربينسكي في صناعة هذه الشخصية الأيقونية، شعر بأن مصيرها سيكون الفشل المحتوم، لكنها في الحقيقة لا يُمكن أن تكون أفضل من ذلك. وليس هناك أدنى شكّ بأن الكابتن جاك سبارو سيكون إرث جوني ديب الخالد.
لكن، هل تذكر دوراً لديب بعيداً عن Pirates of The Caribbean؟ تعالَ معنا نذكّرك بأبرز أفلام جوني ديب خلال مسيرته الفنية، التي بدأت في الثمانينيات.
فيلم Edward Scissorhands
حصل جوني ديب على أول ترشيح لجائزة الـ"غولدن غلوب" عن دوره في هذا الفيلم، الذي يُعتبر أول فيلم تعاونٍ طويل مع المخرج تيم بورتون، والذي تلاه عدد من الأفلام.
قدّم ديب في هذا الفيلم أداءً ساحراً، حيث لعب دور إدوارد "ذي الأيدي المقصات" بشكلٍ لافت؛ وعلى الرغم من أن إدوارد يبدو شخصية مرعبة، إلا أنه في الحقيقة طفلٌ، لا يحلم سوى بالتأقلم مع محيطه.
شاركته البطولة وينونا رايدر، وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم، الذي صدر في عام 1990، نحو 20 مليون دولار، وقد تخطّت أرباحه 86 مليون دولار.
فيلم Sleepy Hollow
تعاون جديد بين الممثل الأمريكي والمخرج تيم بورتون، في أحد أجمل أفلام جوني ديب على الإطلاق.
الفيلم يُصنّف في خانة أفلام الرعب، وتدور أحداثه في Sleepy Hollow؛ تلك البلدة التي يقوم فيها شبحٌ مقطوع الرأس بقطع رأس أحد سكّانها، في كلّ مرة يزور البلدة، فيستدعي أهلها الضابط إيكابود كرين (جوني ديب)، الذي لا يصدّق روايات أهل البلدة.
سرعان ما تتحوّل شخصيته من هادئة إلى هستيرية، ما يزيد من استهتاره بالجرائم الغريبة التي تحدث في البلدة.
الفيلم أُنتج في عام 1999، بميزانية تصل إلى 65 مليون دولار، إلا أنه حقّق نجاحاً كبيراً في دور السينما، بحيث تخطّت إيراداته 207 ملايين دولار.
فيلم Once Upon a Time in Mexico
يلعب جوني ديب في هذا الفيلم شخصية ساندس الشريرة، وهو عميل في وكالة الاستخبارات الأمريكية. وقد أثبت ديب في هذا الفيلم أنه يمكنه أن يبرع في جميع الأدوار التي تُسند إليه.
يتحدث الفيلم عن محاولة انقلاب ضدّ رئيس المكسيك؛ فيحاول المارياتشي (أنطونيو بانديراس) مساعدة الرئيس في صدّ العدوان، انتقاماً لزوجته (سلمى حايك) وابنته. ووسط كلّ ذلك، يأتي جيفري ساندس (جوني ديب)، وهو رجل من مركز الاستخبارات الأمريكية، لاستكشاف الأحداث الجارية ومساعدة الشعب المكسيكي.
الفيلم من إنتاج عام 2003، وإخراج روبرت رودريغيز؛ وقد كلّف إنتاجه نحو 29 مليون دولار، وحقّق إيرادات وصلت إلى 98 مليون دولار.
فيلم Chocolat
مستنداً إلى الرواية التي تحمل الاسم نفسه لجوان هاريس، يروي الفيلم الرومانسي قصّة أمٍّ (تلعب دورها جولييت بينوش)، تصل إلى بلدة فرنسية هادئة مع ابنتها (6 سنوات)، وتفتح محلاً صغيراً لبيع الشوكولا، وتغيّر بذلك حياة أهل البلدة، وتجد الأم نفسها معجبة بمتجوّلٍ أيرلندي اسمه روكس (جوني ديب).
أُنتج "شوكولا" في عام 2000، وهو من إخراج لاس هالستروم، وقد حوّل روبرت نيلسون الرواية إلى سيناريو جميل. رُشّح الفيلم لجائزة أوسكار، وبافتا، وغولدن غلوب؛ وقد نال جائزة Screen Actors Guild.
فيلم Finding Neverland
يروي الفيلم قصة جيمس باري، مؤلف رواية "بيتر بان" الشهيرة. في صباح أحد الأيام، يصطحب جيمس (جوني ديب) كلبه الضخم إلى المنتزه. وفيما كان يجلس على أحد المقاعد، يدسّ طفل نفسه تحت مقعده ويتجاذب معه أطراف حديثٍ طفولي.
يأتي أخو الطفل ويعتذر عن تصرّف أخيه، وتظهر والدة الطفلين (كيت وينسلت) ومعها طفلان آخران، وسرعان ما يتمّ التعارف بينها وبين جيمس الذي يكتشف أنها أرملة كرّست نفسها لتربية أطفالها الـ4.
تتكرر لقاءات جيمس مع سيلفيا وأطفالها، ويركز اهتمامه على الطفل الثالث (بيتر) الذي كان انطوائياً، وتنشأ بينهما صداقة مميزة كانت السبب الذي دفع جيمس إلى تسمية بطل مسرحيته "بيتر بان".
لعب جوني ديب دور الرجل البريطاني النبيل بشكلٍ مذهل، ولا نبالغ لو قلنا إن Finding Neverland أحد أروع أفلام جوني ديب. الفيلم الذي أُنتج في عام 2004، بلغت ميزانيته 24 مليون دولار، وقد حقق نجاحاً كبيراً، بحيث وصلت إيراداته إلى 116 مليون دولار.
فيلم Blow
صنع المخرج تيد ديم فيلماً رائعاً عن جورج جونغ، تاجر المخدرات الشهير الذي أدخل ثقافة الكوكايين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
الفيلم من نوع الجريمة، وقد تمّ عرضه لأول مرة في أبريل/نيسان 2001؛ وهو من تأليف ديفيد ماكينا ونيك كاسافيتس، وقد شارك في بطولته كلّ من بينيلوبي كروز، وراي لايوتا.
تدور أحداث الفيلم حول الطريقة التي أسّس فيها جورج يونغ، جنباً إلى جنب مع ميديلين كارتل برئاسة بابلو إسكوبار، سوق الكوكايين الأمريكي في السبعينيات داخل الولايات المتحدة.
يُظهر Blow جورج جونغ كشخصية مُضحكة ومثيرة للاهتمام، وقد برع جوني ديب في أدائها، ويمكن القول إنه أحد أبرز عناصر نجاح الفيلم.
فيلم Benny & Joon
تدور أحداث الفيلم بعد خسارة بيني رهاناً كبيراً في إحدى الليالي، فيأتي سام، أحد أقارب زملائه في البوكر، للإقامة معه ومع أخته المصابة بفصام الشخصية. وسام (جوني ديب) شخصية غريبة الأطوار تعيش في عالمها الخاص، الذي يبدو مثيراً لجون (جوليان مور) المفصولة عن الواقع. وهكذا تتطور العلاقة بينهما شيئاً فشيئاً.
الفيلم من إنتاج عام 1993، وقد حقّق إيرادات وصلت إلى 30 مليون دولار؛ وقد لاقت حركات جوني ديب الجسدية فيه رواجاً كبيراً آنذاك، مُستنداً إلى الكوميديا الصامتة التي برع فيها تشارلي شابلن.
فيلم Alice in Wonderland
رغم أن الممثلة ميا واسيكوسكا لعبت دور البطولة في هذا الفيلم الرائع، من إخراج تيم بورتون، إلا أن الأنظار توجّهت إلى جوني ديب، بعدما قدّم أداءً مذهلاً لشخصية ماد هاتر.
الفيلم يحكي قصة الرسوم المتحركة الشهيرة في الأربعينيات، وقد برع ديب في التحولات الكثيرة التي شهدتها شخصيته، بالشكل والمضمون، بشكلٍ لا يُصدّق.
والفيلم الذي أُنتج في عام 2009 كان عالي الميزانية، بحيث وصلت ما بين 150 و200 مليون دولار؛ لكنه حقق نجاحاً مبهراً في دور السينما، وتمكّن صنّاعه من تحقيق إيراداتٍ وصلت إلى أكثر من مليار دولار.