حصد فيلم "ريش"، للمخرج المصري عمر الزهيري، أكبر عدد من جوائز مركز السينما العربية، التي قدمت الأحد 22 مايو/أيار 2022، في مهرجان كان السينمائي، رغم ما أثاره فيلم ريش من انتقادات؛ حيث اتهمه بعض النقاد بأنه عمل "يسيء إلى مصر".
حيث فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم، كما حاز الزهيري على جائزة أفضل مخرج، وعادت جائزة أفضل سيناريو أيضاً إلى السيناريست أحمد عامر، وبدورها نالت شاهيناز العقاد، التي شاركت في إنتاج الفيلم، جائزة أفضل منتجة، وفق ما ذكره موقع قناة "فرانس 24".
بينما عبرت المنتجة شاهيناز العقاد عن سعادتها الغامرة بهذا التتويج، مستعرضة الإنجازات التي حققها الفيلم منذ عامين، متعهدة بالعمل دائماً على تكريس كل جهودها للمزيد من الأعمال التي تحظى بإعجاب الجمهور العربي. وقالت: "سأعمل كل جهدي، والبقية على الله".
تتويج فيلم ريش رغم الانتقادات
يعد فيلم ريش أول عمل سينمائي مصري يتوج بجائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان العام الماضي، وأثار العديد من الجدل عند عرضه في القاعات على خلفية اعتباره، من طرف البعض، عملاً يسيء لمصر وصورتها في الخارج.
إلا أن الكثيرين من النقاد دعموه أمام هذه الانتقادات القاسية، وأشار مخرجه في أحد التصريحات رداً منه عليها: "الفيلم لا يحمل أي إساءة لأحد، إنها قصة إنسانية عادية".
من جانبها، توجت الممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "صالون الهدى"، للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد.
كما فاز الممثل الفلسطيني علي سليمان بجائزة أفضل ممثل، عن دوره في "أميرة"، للمخرج المصري محمد دياب. وحاز المخرج الفلسطيني عبد الله الخطيب جائزة أفضل فيلم وثائقي، عن "فلسطين الصغيرة.. يوميات حصار".
أما بالنسبة لجائزة أحسن ناقد، فكانت من نصيب العراقي زياد الخزاعي، المقيم في لندن، والذي يكتب في "سينماتك" بالبحرين، وهو موقع أطلقه الإعلامي والناقد السينمائي حسن حداد في 2004.
الفيلم "أساء لصورة مصر"
كان فيلم ريش الفائز بجائزتين من مهرجان كان السينمائي، قد تعرَّض لانتقادات من برامج تلفزيونية، ومن بعض الفنانين والنقاد، الذين اتهموه بـ"الإساءة لصورة مصر"، بسبب حالة الفقر الشديد التي عاشتها العائلة محور الأحداث، وامتدت هذه الاتهامات إلى المهرجان، وبلغت حد المطالبة بمقاطعته إعلامياً.
كذلك سبق أن حصل الفيلم على جائزة "أسبوع النقاد"، وجائزة "لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما" (فيبريسي)، في يوليو/تموز 2021.
يسرد الفيلم قصة عائلة فقيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، وفي أحد الأيام يقرر الأب الاحتفال بعيد ميلاد أحد أبنائه، فيُحضر ساحراً لتقديم فقرات مسلية للضيوف، لكن عندما يستعين الساحر بالأب في تأدية فقرة يدخله إلى صندوق خشبي كبير، ويحوله إلى دجاجة، ويختفي الأب.
من هذه المفارقة العبثية تنطلق أحداث فيلم ريش؛ إذ تحاول الزوجة بكل السبل استعادة الأب، وتبحث عن الساحر، لكن دون جدوى، وبعدما تستنفد ما لديها من جنيهات معدودة تبدأ في الاعتماد على نفسها لتدبير متطلبات الأسرة، وتدفع بابنها الأكبر للعمل في المصنع الذي كان يعمل فيه أبوه لسداد ديونهم.
ثم بعد أن يستقر وضع الأسرة نسبياً يظهر الأب من جديد، لكن حالته المزرية وفقده للكلام والحركة تجعله عبئاً جديداً على الأسرة.
مخرج الفيلم المصري اعتبر أن الفكرة هزلية بتحويل الأب إلى دجاجة، لكنها مليئة بالمآسي، في معالجة مشكلة الحياة أو الموت في عالم الطبقة الفقيرة، ولأن الفكرة مختلفة في المعالجة قال الزهيري إن هذا الاختلاف قد يكون مربكاً لبعض الناس.