يشارك مسلسل العائدون في الموسم الرمضاني الدرامي 2022 مع مسلسل الاختيار، وهما مسلسلان من إنتاج الشركة المتحدة، التابعة للمخابرات، والتي تنتج أعمالاً دعائية للسلطة الحالية.
و"العائدون" يقوم ببطولته أمير كرارة، الذي نجحت أعماله البوليسية السابقة في جذب الجمهور وتحقيق نجاح كبير، مثل سلسلة "كلبش"، والجزء الأول من مسلسل الاختيار، ولكن وعلى عكس المتوقع، واجه المسلسل بعض المشاكل، وأهمها كان السيناريو.
مسلسل العائدون.. أزمة ورق
كان محبو الفنان أمير كرارة يعلقون آمالاً كبيرة على المسلسل، إذ اشتُهر كرارة بتقديم هذا النوع من المسلسلات، في قصص مخابراتية قوية، كتلك التي قدمها أحمد عز العام الماضي في مسلسل "هجمة مرتدة"، خاصة أن كل التقارير كانت تشير في بداية تصوير المسلسل أنه جزء ثان من "هجمة مرتدة"، إلى أن خرج صناعه ونفوا الأمر، وأكدوا أنه جزء مستقل بذاته، ولكن ظل سقف التوقعات عالياً بأن يكون المسلسل على نفس المستوى ويحقق نفس النجاح.
ولكن مشكلة كبيرة تعرّض لها المسلسل، تم تسريب تفاصيلها أثناء التصوير، وعندما عُرض المسلسل تم التأكد من الأمر، فالمسلسل عانى من ركاكة الأحداث والسيناريو والحوار، حتى إن مخرج المسلسل أحمد نادر جلال، وأمير كرارة، تدخلا بنفسها في السيناريو، الذي كتبه باهر دويدار، لتعديل بعض الأحداث والمشاهد، خاصة أن الخيوط الدرامية في المسلسل قليلة، وأحداثها محكومة، وشخصياتها محدودة.
ورغم أن مؤلف "العائدون" هو نفسه مؤلف "هجمة مرتدة"، الذي تميّز بتنوع شخصياته وقوتها، ووجود أبعاد واضحة وتفاصيل مرسومة لكل شخصية، فإنه في "العائدون" ظهر استسهاله للأمر، وعدم وجود تفاصيل كثيرة في العمل، وغموض بعض التفاصيل الهامة، مثل عدم الإشارة لدور بعض الأشخاص، وظهورهم بشكل مفاجئ للجمهور، وقلة أحداث العمل ورتابتها.
تدخّل على الهواء
الأمر الذي ترتب عليه تدخل أحمد نادر جلال كثيراً، وقام بتصوير عدة مشاهد أكثر من مرة للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، حيث إنه لم يعجبه السيناريو بشكل تام، حتى إنه كان يتدخل بنفسه في بعض الأحيان ليقوم بتغيير بعض الأحداث في السيناريو، وحدث هذا الأمر كثيراً، وقام أكثر من مرة بإعادة تصوير مشاهد سبق تصويرها، وتمت إعادتها بسبب التغييرات والتعديلات التي كان يضيفها كثيراً، فكانت تؤثر على الأحداث، ليقوم بإعادة تصويرها في سياقها الجديد، حتى لا تظهر القصة متضاربة وبها تخبط.
الأسوأ من ذلك أن كثرة التعديل في السيناريو جعل القصة مختلفة كثيراً عن القصة الحقيقية المأخوذة عنها أحداث المسلسل، وأصبح صناع المسلسل في أزمة بسب هذا الاختلاف أمام الجهات المسؤولة؛ ما دعاهم لكتابة توضيح في بداية المسلسل، أن القصة ليست حقيقية، رغم أن مؤلفه باهر دويدار صرّح كثيراً قبل عرض المسلسل بأنه مأخوذ من قصة حقيقية، حيث سبق التتر جملة "قصة هذا المسلسل مستوحاه من واقع نعيشه بأحداث وشخصيات من وحي خيال المؤلف؛ لذلك فأي تشابه بين أحداث أو شخصيات المسلسل والواقع هو محض صدفة"، وذلك هرباً من فكرة تقديم قصة غير حقيقية أو مشوهة ومختلفة عن الحقيقة.
وربما كان هذا هو السبب الذي جعل الشركة المتحدة تصدر بعض التعليمات الداخلية، بالتركيز في التغطية الإعلامية للمسلسلات التابعة لها على "الاختيار"، وتجاهل "العائدون"، أو على الأقل تحجيم الحديث عنه خلال عرضه، بسبب عدم تسليط الأضواء عليه، وذلك لأن مشاكله الدرامية واضحة جداً حتى للجمهور العادي، لذلك خرج المسلسل بشكل متواضع لا يرقى للتوقعات.